المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاسلام وحرية البشر



هشام النجار
06-02-2014, 06:25 PM
الدين والاكراه لا يجتمعان ، ومتى ثبت الاكراه بطل الدين ؛ فالاكراه لا ينتج ديناً ، بل نفاقاً وخداعاً .
الاكراه باطل فى التصرفات والمعاملات والحقوق المالية والدنيوية والحياتية ، فلا يصح معه زواج ولا طلاق ولا بيع ولا بيعة ، ومن باب أولى فلا يصح معه عقيدة ولا دين .
احتج بعضهم ببعض الآيات لاظهار الاسلام بصورة مختلفة على غير الحقيقة ، ومنها قوله تعالى : " يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين " ، وقوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة " ، وقوله عز وجل : " ستدعون الى قوم أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون " .
لكن الأمر بجهاد الكفار والمنافقين قد يكون بوسائل أخرى غير الحرب والقتال ، والمنافقون لا يُقاتلون أو يُقتلون لمجرد نفاقهم انما لأسباب أخرى .
والقتال فى الاسلام يكون لأسباب عديدة كالدفاع عن النفس ورد العدوان واحباط التآمر واستعادة الحقوق المغصوبة ، والسياق التاريخى لكل حالات القتال الواردة فى السيرة النبوية يكشف ذلك بجلاء .
جميع الآيات التى احتجوا بها مخصوصة بحالات معينة وبقوم مُعينين من غير المسلمين تنطبق عليهم شروط القتال والمواجهة المسلحة .
الاسلام اعتمد سياسة ردعية وعقابية صارمة ضد العرب المشركين وضد اليهود فى المدينة ، وتطلب ذلك سن القتال وخوضه فى معارك عديدة ، لكن ذلك لم يقع الا بعد صبر طويل على أعمالهم العدوانية والتآمرية التى أصابت المسلمين فى أرواحهم واموالهم وسائر حقوقهم ، ومع ذلك ففى خضم هذه المواجهات وفى ظل انتصارات المسلمين فيها نزل قوله تعالى : " لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى " .
يحتجون أيضاً بقوله تعالى : " واقتلوهم من حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل " ، وهذه الآية مرتبطة بما قبلها حيث يقول الله عز وجل فى الآية التى تسبقها مباشرة : " وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين " .
كذلك استدلوا بقوله تعالى : " يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير " ، وحديث " أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله .. " ، فيجب حمل مثل هذه الآيات والأحاديث على معنى خاص وهو حالة الحرب والقتال لا فى حالة السلام ؛ فرسول الله لم يقتل ولم يقاتل كل كافر وكل منافق وكل من لم ينطق بلا اله الا الله .
الغزوات فى الاسلام لم تقع بسبب اختلاف الأديان بل بأسباب أخرى ، وغزوة بدر كان سببها رفض المشركين رد أموال المسلمين وأراضيهم وبساتينهم وبهائمهم التى تركوها بمكة بعد الهجرة ، وعندما عاد المشركون من الشام أرسلوا فى طلب المدد فأرسل لهم مشركوا مكة ألف مقاتل فكانت المواجهة فى بدر جنوب المدينة ، وكذلك فيما يخص اليهود فلم تكن غزوة بنى قريظة – على سبيل المثال – الا بسبب نقضهم العهد مع المسلمين ، وكانت غزوة تبوك فى العام التاسع الهجرى بسبب جمع الروم لنصارى العرب بغرض مهاجمة المسلمين .
صهر الرسول صلى الله عليه وسلم هو اليهودى - سيد بنى قريظة - حيى بن أحطب والد أم المؤمنين صفية بنت حيى ، ورهن الرسول درعه لدى أبى الشحم اليهودى ، ولم يقتلهما بسبب اختلاف الدين .
وفى المقابل فقد أمر الاسلام رئيسَ الدولة أن يقاتل البغاة من المسلمين الذين خرجوا عن طاعته كما فى قوله تعالى : " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ الى أمر الله .. " ؛ والاسلام هنا لم يأمر بقتالهم لكونهم مسلمين انما بوصفهم بغاة ، وكذلك الحال فى قتال مانعى الزكاة .
السلطة فى دولة الاسلام ليست للاكراه على اعتناق الدين ، انما أرسل الاسلام الجيوش لرفع الاكراه على اعتناق دين بعينه أو على المنع منه ، بما يمثل فتنة للناس عن الاختيار والارادة الحرة .
بمعنى أن الاسلام يضحى بأبنائه ويرسل الجيوش وينفق على هذه المواجهات من مال الدولة ومن أموال المسلمين ويعرض أرواحهم للخطر لضمان حرية الناس جميعاً ، ولتبقى حرية الفكر والاعتقاد مكفولة بدون وصاية ولا قهر ولا خوف .
وللحديث بقية ان شاء الله .

ناديه محمد الجابي
12-02-2014, 09:52 AM
جاء الإسلام فقرر مبدأ الحرية، وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كلمته المشهورة في ذلك: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا . وقال علي بن أبي طالب في وصية له: لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حرًا. فالأصل في الناس أنهم أحرار بحكم خلق الله، وبطبيعة ولادتهم … هم أحرار، لهم حق الحرية… وليسوا عبيدًا .. جاء الإسلام فأقر الحرية في زمن كان الناس فيه مستعبدين: فكريًا ، وسياسيًا، واجتماعيًا، ودينيًا، واقتصاديًا، جاء فأقر الحرية، حرية الاعتقاد، وحرية الفكر، وحرية القول، والنقد، أهم الحريات التي يبحث عنها البشر..
جاء الإسلام وهو دين، فأقر الحرية الدينية، حرية الاعتقاد. فلم يبح أبدًا أن يكره الناس على اعتناقه، أو اعتناق سواه من الأديان وأعلن في ذلك قول الله عز وجل: "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين، ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعًا" (يونس:69)

أما الحرية الثانية فهي حرية التفكير.. والنظر .. فقد جاء الإسلام يدعو الناس إلى النظر في الكون ، وإلى التفكر، " إنما أعظكم بواحدة، أن تقوموا لله مثنى وفرادى، ثم تتفكروا" ( سبأ:46) ، "قل انظروا ماذا في السموات والأرض" (يونس:101) ،

ومن هنا ظهر في الإسلام نتيجة للحرية الفكرية، الحرية العلمية، وجدنا العلماء يختلفون، ويخطئ بعضهم بعضا، ويرد بعضهم على بعض، ولا يجد أحد في ذلك حرجًا. نجد في الكتاب الواحد: المعتزلي، والسني، والكشاف لإمام معتزلي وهو الزمخشري. نجد أهل السنة ينتفعون به، ولا يرون حرجًا في ذلك

جاء الإسلام فأباح للناس أن يفكروا.. بل أمرهم أن يفكروا وأباح للناس أن يعتقدوا ما يرون أنه الحق، بل أوجب عليهم ألا يعتنقوا إلا ما يعتقدون أنه الحق وأوجب على صاحب العقيدة أن يحمي عقيدته ولو بقوة السلاح، وأمر المسلمين أن يدافعوا عن حرية العقيدة حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله، بحد السيف، وبحد السلاح تحمى الحرية، ويمنع الاضطهاد حتى لا تكون فتنة، أي لا يفتن أحد في عقيدته وفي دينه . وقال الله تعالى في أول آية نزلت في شرعية القتال والجهاد في الإسلام (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظُلموا) قال فيها: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا) لولا أن قيض الله مثل المؤمنين المسلمين بسيوفهم يدافعون عن الحرية.. وعن الحريات العامة، ما استطاع أحد أن يعبد الله في الأرض، وما وجدت كنيسة، ولا بيعة ولا مسجد، ولا أي معبد يذكر فيه اسم الله كثيرًا،

الإسلام يقر الحرية حرية التفكير، حرية العلم، حرية الرأي والقول والنقد، حرية الاعتقاد ، والتدين، هذه الحريات التي تقوم عليها الحياة، حرية التعاقد حرية التصرف بما لا يؤذي أحدًا، حرية التملك بالشروط والقيود المشروعة، بدون ضرر ولا ضرار.. فهذه هي القاعدة العامة في الإسلام: (لا ضرر ولا ضرار).

حاولت أن أفكر معك في موضوع ( الإسلام وحرية البشر )
أشكر لك اختيارك المميز ـ بارك الله فيك وأثابك ونفع بك
وفي انتظار تتمة الموضوع أقول لك زدنا زادك الله فكرا وعلما
تحياتي وتقديري.

هشام النجار
17-02-2014, 09:30 PM
جاء الإسلام فقرر مبدأ الحرية، وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كلمته المشهورة في ذلك: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا . وقال علي بن أبي طالب في وصية له: لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حرًا. فالأصل في الناس أنهم أحرار بحكم خلق الله، وبطبيعة ولادتهم … هم أحرار، لهم حق الحرية… وليسوا عبيدًا .. جاء الإسلام فأقر الحرية في زمن كان الناس فيه مستعبدين: فكريًا ، وسياسيًا، واجتماعيًا، ودينيًا، واقتصاديًا، جاء فأقر الحرية، حرية الاعتقاد، وحرية الفكر، وحرية القول، والنقد، أهم الحريات التي يبحث عنها البشر..
جاء الإسلام وهو دين، فأقر الحرية الدينية، حرية الاعتقاد. فلم يبح أبدًا أن يكره الناس على اعتناقه، أو اعتناق سواه من الأديان وأعلن في ذلك قول الله عز وجل: "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين، ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعًا" (يونس:69)

أما الحرية الثانية فهي حرية التفكير.. والنظر .. فقد جاء الإسلام يدعو الناس إلى النظر في الكون ، وإلى التفكر، " إنما أعظكم بواحدة، أن تقوموا لله مثنى وفرادى، ثم تتفكروا" ( سبأ:46) ، "قل انظروا ماذا في السموات والأرض" (يونس:101) ،

ومن هنا ظهر في الإسلام نتيجة للحرية الفكرية، الحرية العلمية، وجدنا العلماء يختلفون، ويخطئ بعضهم بعضا، ويرد بعضهم على بعض، ولا يجد أحد في ذلك حرجًا. نجد في الكتاب الواحد: المعتزلي، والسني، والكشاف لإمام معتزلي وهو الزمخشري. نجد أهل السنة ينتفعون به، ولا يرون حرجًا في ذلك

جاء الإسلام فأباح للناس أن يفكروا.. بل أمرهم أن يفكروا وأباح للناس أن يعتقدوا ما يرون أنه الحق، بل أوجب عليهم ألا يعتنقوا إلا ما يعتقدون أنه الحق وأوجب على صاحب العقيدة أن يحمي عقيدته ولو بقوة السلاح، وأمر المسلمين أن يدافعوا عن حرية العقيدة حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله، بحد السيف، وبحد السلاح تحمى الحرية، ويمنع الاضطهاد حتى لا تكون فتنة، أي لا يفتن أحد في عقيدته وفي دينه . وقال الله تعالى في أول آية نزلت في شرعية القتال والجهاد في الإسلام (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظُلموا) قال فيها: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا) لولا أن قيض الله مثل المؤمنين المسلمين بسيوفهم يدافعون عن الحرية.. وعن الحريات العامة، ما استطاع أحد أن يعبد الله في الأرض، وما وجدت كنيسة، ولا بيعة ولا مسجد، ولا أي معبد يذكر فيه اسم الله كثيرًا،

الإسلام يقر الحرية حرية التفكير، حرية العلم، حرية الرأي والقول والنقد، حرية الاعتقاد ، والتدين، هذه الحريات التي تقوم عليها الحياة، حرية التعاقد حرية التصرف بما لا يؤذي أحدًا، حرية التملك بالشروط والقيود المشروعة، بدون ضرر ولا ضرار.. فهذه هي القاعدة العامة في الإسلام: (لا ضرر ولا ضرار).

حاولت أن أفكر معك في موضوع ( الإسلام وحرية البشر )
أشكر لك اختيارك المميز ـ بارك الله فيك وأثابك ونفع بك
وفي انتظار تتمة الموضوع أقول لك زدنا زادك الله فكرا وعلما
تحياتي وتقديري.



وزادك الله خكمة ورشداً أستاذتنا الكبيرة المبدعة نادية الجابى .. ربنا يكرمك على هذا الاثراء المميز المشكور لهذه القضية الكبيرة التى تستحق منك هذا الاهتمام وهذه القراءة المفصلة
تقبلى خالص تقديرى وأمنياتى

ايهاب الشباطات
18-02-2014, 11:15 AM
بمعنى أن الاسلام يضحى بأبنائه ويرسل الجيوش وينفق على هذه المواجهات من مال الدولة ومن أموال المسلمين ويعرض أرواحهم للخطر لضمان حرية الناس جميعاً ، ولتبقى حرية الفكر والاعتقاد مكفولة بدون وصاية ولا قهر ولا خوف .
وللحديث بقية ان شاء الله .

لا أتفق معك في هذه النقطة , حرية الفكر والاعتقاد يجب أن تكون تحت وصاية وهكذا كانت عند أي أمة , أمريكا عندما شعرت بخطر الشيوعية عليها في القرن العشرين فرضت وصاية وقمعت شخصيات شيوعية لا بل طردت الممثل تشارلي تشابلن لأنها شكت أنه متعاطف مع الشيوعية ! , الإسلام لا ينكر ولا يستحي أنه الحق وما سواه هو الباطل وأنه كلمة الله في الأرض ليس من العقل المساواة بين الحق والباطل في المعاملة ....... هل نسمح بنشر اليهودية والنصرانية والإلحاد ... في مجتمعات مسلمة ؟!