المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة عمر ثانية



فاطمة بلحاج
07-02-2014, 11:25 PM
ليلة عمر ثانية


وقَف أمام المرآة يتحسَّس بيده لحيتَه البيضاء الكثيفة، ثم رشّ فوق رقبته عطرًا فرنسيًّا، وارتدى جلبابًا أبيضَ وهو يدندن أهازيجَ الحب، فأخيرًا سيفعَلها، ورفاقُه سيدعمونه كما وعَدوه، ويزوِّجونه بحسناء ذات جمالٍ خلاب.

انتهى من ترتيب هندامه، ثم جلس على كرسيٍّ يمحو في هدوء صورةَ زوجته من ذاكرته، وهو يتمتم مع نفسِه: لقد مللتُ شكواها من ألَمٍ في خَصْرِها كلَّما تقلَّبت فوق المرتبة، وجسمها صار كتلةَ شَحم، وتُعاني من السُّكَّري، والكولسترول، والروماتيزم، وأشياء أخرى.. أليس من حقي أن أعيشَ شبابي المتبقي مع ثانية؟!

أخَذ أنفاسًا من أيامه الخالية، فعادت به الذِّكرى إلى اليوم الذي لمحَتْها عيناه أول مرة وهي تمرُّ أمامه، فغُشي على قلبه، فوقَف أمام بوابة قلبها مترجيًا الودَّ، وهو يقسم: إنها الأولى والأخيرة.. وقبَّل رأسَ أمه آلاف المرات كي تساندَه وتقنعَ والده، رغم كُرهها لتلك العائلة بسبب نزاعٍ على عقارٍ قبل قرون، توارثته العائلتان، أما العقارُ فقد استولى عليه آخَرون!

زفَر زفراتٍ متتالية، بعد أن أفرغ ذاكرتَه من ماضيه، ثم توجَّه إلى بيت عائلة العروس، واحتفل بليلةِ عمرِه الثانية!

وحين أشرقتِ الشمس، لَمْلَمَ أطرافَه وخرج مُهرولاً، وقد ارتدى فردة حذاء العروس، وفردة والدِها، ثم اتصل بها طالبًا منها العودةَ للمدينة.

في المطار، هُرِع إليها وأخَذها بالأحضان، وهو يطلُبُ منها المغفرة ويتوسَّلُ إليها أن تنقِذَه من الثانية، مقسمًا: أن رفاقَه نوَّموه مغناطسيًّا، ولم يشعُرْ بما حدَث في تلك الليلة!

سامية الحربي
08-02-2014, 11:53 AM
شر البلية ما يضحك. العيب ليس في الزواج من ثانية لكن قلة المروءة في خلق الأسباب و المسوغات لذلك فيرمي بذلك تلك المسكينة التي امتص رحيق شبابها ليكافئها بثانية في نهاية الخدمة ثم يظهر قلة الحيلة.
بوركتِ أديبتنا و قلمك المائز. تحية وتقدير.

كاملة بدارنه
08-02-2014, 05:40 PM
قصّة خفيفة ظلّ ورائعة!
سرد جاذب وقفلة جميلة لقصّة عالجت حالات يعيشها الكثيرون من ذوي الجشع العاطفي
بوركت
تقديري وتحيّتي

عبد السلام دغمش
08-02-2014, 07:30 PM
ويبقى المباح مباحاً لا يملك احدٌ الخيرة من أمره فيما شرع الله.
لكن على الزوج ان يحسن القرار وينظر لحاله وحال بيته ... والا فواحدة..
الاخت فاطمة: قصة طريفة وممتعة سلطت الضوء على جانب من قضية اجتماعية هامة.
تحياتي.

قوادري علي
08-02-2014, 08:03 PM
لغة سردية مميزة الراقية فاطمة
ولو أن النص جاء كاشفا للمضمون إلا أن القفلة موفقة ومدت السخرية ظلالها بقوة..
تقديري.

ناديه محمد الجابي
08-02-2014, 08:26 PM
الزواج من ثانية قد يكون الحل .. خاصة إذا كان هناك تقصير ما فب حق من حقوق الزوج
ولا نستطيع أن نقول لما يحلله الله ورسوله إلا سمعنا وأطعنا.
قال تعالى : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )
ولكن الله لا يرضى أن تكون مكافأة الزوجة في كبرها بعد سنين من العشرة الطيبة قهرها بأخرى عليها.
قصة غنية بفكرتها ـ لطيفة طريفة بطريقة عرضها
حبكة قوية ومعالجة حذقة
يعجبني أسلوبك المميز في الكتابة
تحياتي وودي.

آمال المصري
09-02-2014, 02:01 PM
عزف إلى أخرى يتسول منها الرضا , وترك خلفه جرحاً ينزف ..
وتناسى أنه لم يفلت من القحامة .!
كما يقال من الهم ما يُضْحك
جميلة وليست بعيدة عن الواقع وجاءت اللغة ساسة والسرد ماتع والخاتمة موفقة
بوركت واليراع أيتها الرائعة
تحاياي

فاطمة بلحاج
10-02-2014, 04:03 PM
شر البلية ما يضحك. العيب ليس في الزواج من ثانية لكن قلة المروءة في خلق الأسباب و المسوغات لذلك فيرمي بذلك تلك المسكينة التي امتص رحيق شبابها ليكافئها بثانية في نهاية الخدمة ثم يظهر قلة الحيلة.
بوركتِ أديبتنا و قلمك المائز. تحية وتقدير.




أختي العزيزة الأديبة غصن
أشكرك على مرورك الجميل وقراءتكِ الراقية
سعدت بحضورك في صفحتي
بوركتِ
تحياتي وتقديري

فاطمة بلحاج
10-02-2014, 04:06 PM
قصّة خفيفة ظلّ ورائعة!
سرد جاذب وقفلة جميلة لقصّة عالجت حالات يعيشها الكثيرون من ذوي الجشع العاطفي
بوركت
تقديري وتحيّتي



أختي الفاضلة الأديبة كاملة
أشكرك على مرورك الرائع وتعليقك الراقي
بوركتِ
تحياتي وتقديري

فاطمة بلحاج
12-02-2014, 04:40 PM
ويبقى المباح مباحاً لا يملك احدٌ الخيرة من أمره فيما شرع الله.
لكن على الزوج ان يحسن القرار وينظر لحاله وحال بيته ... والا فواحدة..
الاخت فاطمة: قصة طريفة وممتعة سلطت الضوء على جانب من قضية اجتماعية هامة.
تحياتي.



أخي الفاضل الشاعر عبد السلام
أجل، لا أحد يمكنه إنكار ما هو مباح و شرعه الله
أشكرك على مرورك الجميل وقراءتك الراقية
بوركت
تحياتي وتقديري

فاطمة بلحاج
13-02-2014, 04:08 PM
لغة سردية مميزة الراقية فاطمة
ولو أن النص جاء كاشفا للمضمون إلا أن القفلة موفقة ومدت السخرية ظلالها بقوة..
تقديري.




أخي الكريم الشاعر قوادري علي
أشكرك على مرورك الكريم وتعليقك الراقي
بوركت
تحياتي وتقديري

خلود محمد جمعة
17-02-2014, 12:17 AM
قد احل الله لك الثانية فلما تشوه مسيرة الاولى لتبرر لنفسك
لما تخفي عنها اذا كنت مقتنع
ربما القدر انتقم منه شر انتقام بالثانية
فعلى نياتكم ترزقون
سرد مشوق
لغة جميلة
دمت بخير
مودتي وتقديري

فاطمة بلحاج
21-02-2014, 08:06 PM
الزواج من ثانية قد يكون الحل .. خاصة إذا كان هناك تقصير ما فب حق من حقوق الزوج
ولا نستطيع أن نقول لما يحلله الله ورسوله إلا سمعنا وأطعنا.
قال تعالى : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )
ولكن الله لا يرضى أن تكون مكافأة الزوجة في كبرها بعد سنين من العشرة الطيبة قهرها بأخرى عليها.
قصة غنية بفكرتها ـ لطيفة طريفة بطريقة عرضها
حبكة قوية ومعالجة حذقة
يعجبني أسلوبك المميز في الكتابة
تحياتي وودي.




أختي الفاضلة الأديبة نادية
أشكرك على مرورك الجميل وقراءتكِ الراقية
سعدت بحضورك في صفحتي
بوركتِ
تحياتي وتقديري

فاطمة بلحاج
22-02-2014, 04:49 PM
عزف إلى أخرى يتسول منها الرضا , وترك خلفه جرحاً ينزف ..
وتناسى أنه لم يفلت من القحامة .!
كما يقال من الهم ما يُضْحك
جميلة وليست بعيدة عن الواقع وجاءت اللغة ساسة والسرد ماتع والخاتمة موفقة
بوركت واليراع أيتها الرائعة
تحاياي




أختي الفاضلة الأديبة آمال
أشكرك على مرورك الرائع وقراءتكِ الراقية
أسعد دائماً بحضورك في صفحتي
بوركتِ
تحياتي وتقديري

فاطمة بلحاج
27-02-2014, 03:49 PM
قد احل الله لك الثانية فلما تشوه مسيرة الاولى لتبرر لنفسك
لما تخفي عنها اذا كنت مقتنع
ربما القدر انتقم منه شر انتقام بالثانية
فعلى نياتكم ترزقون
سرد مشوق
لغة جميلة
دمت بخير
مودتي وتقديري




أختي الفاضلة الأديبة خلود
أشكرك على مرورك الجميل وقراءتكِ الراقية للنص
سعدت بحضورك في صفحتي
بوركتِ
تحياتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
12-03-2014, 02:51 AM
بمهارة أبرزت القاصة في نصها الخلل في الصواب، ونجحت بإظهار الوجه القبيح الذي يعيب تصرفا صحيحا أحلّه الشرع
السرد جميل وموفق والأداء القصي متقن والقفلة ذكية وفاعلة

دمت بخير

تحاياي

نداء غريب صبري
26-05-2014, 02:46 AM
قصة طريفة بأسلوب بدأ جميلا ومميزا
ولكني شعرت أن الخاتمة مقحمة دون تبرير يجعلها مقنعة

شكرا لك اخاي

بوركت

فاطمة بلحاج
06-06-2014, 07:26 PM
بمهارة أبرزت القاصة في نصها الخلل في الصواب، ونجحت بإظهار الوجه القبيح الذي يعيب تصرفا صحيحا أحلّه الشرع
السرد جميل وموفق والأداء القصي متقن والقفلة ذكية وفاعلة

دمت بخير

تحاياي





أختي الفاضلة ربيحة الرفاعي
أشكركِ على مرورك الجميل وتعليقك الراقي
بوركتِ
تحياتي وتقديري

فاطمة بلحاج
06-06-2014, 07:29 PM
قصة طريفة بأسلوب بدأ جميلا ومميزا
ولكني شعرت أن الخاتمة مقحمة دون تبرير يجعلها مقنعة

شكرا لك اخاي

بوركت


أختي الكريمة الشاعرة نداء
أشكرك على مرورك الكريم وتعليقك الراقي
بوركت
تحياتي وتقديري

لانا عبد الستار
31-07-2014, 12:47 AM
أحل الله الثانية والثالثة والرابعة
وليس لأحد أن يتهم الرجل في هذه الحالة بالجشع العاطفي أو الخطأ أو الاعتداء على حقوق الزوجة
المهم أن يقدم لذلك بأسلوب فيه احترام لزوجته الموجودة والقادمة أيضا

فكرة جميلة

أشكرك

د.حسين جاسم
16-08-2014, 12:05 AM
تعترض الأديبات على مصطلح الأدب النسوي، لكنك عندما تقرأ نصا يختلق الحدث ليتهم الرجل في مكتسباته، وعندما تكون هذه المكتسبات -ولن أدافع عن صفتها هذه- شرعية، تعرف أنك أمام قلم أنثوي .. يعني أدب نسوي

السطور التي تحدثت تذرعه بتراجع صحتها فيها تحامل مقحم على الفكرة ونيّة مباشرة للطعن بها، وكذلك الخاتمة التي ذكرت فشل مشروعه دون ما يبرر الفشل

أما قصيا فأداء جميل متقن