تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صَلاةٌ مُؤَجَّلَة !



حسين العقدي
09-02-2014, 11:21 PM
http://feker.net/ar/wp-content/uploads/2012/05/30766-600x588.jpg


صَفَعْتُ السَّمَاءَ بِوجْهِ الثَّرى=وَصَعَّرْتُ كَفَّيَّ مُسْتَمْطِرا

حَصَدْتُ الجَفَافَ الذي كُنْتُهُ=فأُلْقِمْتُ يأْسِي وقد أثْمَرا

سأْنسفُ عَيْني وأطوي يَدي=وأبْسطُ للجُوعِ نَبْضِيْ قِرى

وإلا تَعَالَي وَعِيشِي مَعِي=على كِسرَة الحبِّ رغمَ الورى

ولا تَسألي الغيبَ عَنْ وجهتي=وكوني الخِتامَ لِما قُدِرا

سأطهو لكِ القلبَ في وردةٍ=وأسقيكِ مِنْ نَبْضِهِ أنْهُرا

سأغرسُ وجْهَكِ في مُقْلَتي=لكيلا أرى غَيْرَهُ مَنْظَرا

سأحْيَا لأجْلِكِ ما أبْحَرَتْ=زَوَارِقُ عَيْنَيكِ بِي للذُّرَى

سأهواكِ حتَّى يَشيخُ الهوى=وحتّى أرى الشَّيبَ قَدْ أسْفَرا

أُحِبُّكِ واللهِ لا أدَّعي=فَلَيسَ مِنَ الحُبِّ مايُفْتَرى

أُحِبُّكِ ياكَعْبَةً للسَّنا=نَحَرْتُ عَلى بابِها المَخْبَرا

نَزَفْتُ لكِ الشِّعرَ في شَهْقَةٍ=فَلا تَمْنَعِي الصَّبَّ أنْ يَزْفِرا!

سأنْفُثُ ظِلَّكِ في دَفْتَري=وأُلْقي عَلَى مُقْلَتي الدَّفْتَرا

فقَدْ كَانَ وَجْهُكِ لي مُلْهِمًا=فَلا غَرْوَ إنْ رَدَّني مُبْصِرا

أنا ابْنُ القَصِيْدَةِ بَلْ رَبُّها=كَشَفْتُ مِنَ اللوحِ ما لا يُرى

بَلَغَتُ مِنَ السِّدْرَةِ المُنْتَهى=وقَيَّدْتُ في ظِلِّها عَبْقَرا

أعَذْتُ المُريدات عَنْ زَلَّتِي=بآيَاتِ سِحْرٍ قَوِيِّ العُرَى

أنا يُوسُفُ العَصْرِ لمّا أزَلْ=بَشيرَ المنَابرِ والمُنْذِرا

قَصَصْتُ على الطِّينِ أُنْشُودَتي=فَصارَ السَّحابُ لَها المِزْهَرا

ولو أنَّ عِشْتَارَ قَدَّتْ فَمي=فَواقَعْتُها مُقْبِلاً مُدْبِرا

لأَنْجَبْتُ مِنْها بَنَاتِ الرُّؤى=وَزَوَّجْتَهُنَّ المَدى الأحْمَرا

سآتيكِ روحًا بلا شَهْوةٍ=أفضُّ بها مَوْعِدي الأطْهَرا

فنامي بقربي ولا تَقْلَقي=وإنْ أسْلَمَتْنِي الرُّؤى للكَرَىَ

فَأنْتِ الصَّلاةُ الَّتي أُجِّلَتْ=وأنْتِ الجَزَاءُ الَّذِي أُنْكِرا

ومَابَيْنَ ذَنْبي وسُجَّادَتِي=سَحَلْتُ جَبِيْنَيْنِ مُسْتَغْفِرا

مصطفى الغلبان
10-02-2014, 11:34 AM
:) جميل شاعرنا وفقك الله لكل خير :)

على خيطر جمال الدين
10-02-2014, 01:44 PM
http://feker.net/ar/wp-content/uploads/2012/05/30766-600x588.jpg


صَفَعْتُ السَّمَاءَ بِوجْهِ الثَّرى=وَصَعَّرْتُ كَفَّيَّ مُسْتَمْطِرا

حَصَدْتُ الجَفَافَ الذي كُنْتُهُ=فأُلْقِمْتُ يأْسِي وقد أثْمَرا

سأْنسفُ عَيْني وأطوي يَدي=وأبْسطُ للجُوعِ نَبْضِيْ قِرى

وإلا تَعَالَي وَعِيشِي مَعِي=على كِسرَة الحبِّ رغمَ الورى

ولا تَسألي الغيبَ عَنْ وجهتي=وكوني الخِتامَ لِما قُدِرا

سأطهو لكِ القلبَ في وردةٍ=وأسقيكِ مِنْ نَبْضِهِ أنْهُرا

سأغرسُ وجْهَكِ في مُقْلَتي=لكيلا أرى غَيْرَهُ مَنْظَرا

سأحْيَا لأجْلِكِ ما أبْحَرَتْ=زَوَارِقُ عَيْنَيكِ بِي للذُّرَى

سأهواكِ حتَّى يَشيخُ الهوى=وحتّى أرى الشَّيبَ قَدْ أسْفَرا

أُحِبُّكِ واللهِ لا أدَّعي=فَلَيسَ مِنَ الحُبِّ مايُفْتَرى

أُحِبُّكِ ياكَعْبَةً للسَّنا=نَحَرْتُ عَلى بابِها المَخْبَرا

نَزَفْتُ لكِ الشِّعرَ في شَهْقَةٍ=فَلا تَمْنَعِي الصَّبَّ أنْ يَزْفِرا!

سأنْفُثُ ظِلَّكِ في دَفْتَري=وأُلْقي عَلَى مُقْلَتي الدَّفْتَرا

فقَدْ كَانَ وَجْهُكِ لي مُلْهِمًا=فَلا غَرْوَ إنْ رَدَّني مُبْصِرا

أنا ابْنُ القَصِيْدَةِ بَلْ رَبُّها=كَشَفْتُ مِنَ اللوحِ ما لا يُرى

بَلَغَتُ مِنَ السِّدْرَةِ المُنْتَهى=وقَيَّدْتُ في ظِلِّها عَبْقَرا

أعَذْتُ المُريدات عَنْ زَلَّتِي=بآيَاتِ سِحْرٍ قَوِيِّ العُرَى

أنا يُوسُفُ العَصْرِ لمّا أزَلْ=بَشيرَ المنَابرِ والمُنْذِرا

قَصَصْتُ على الطِّينِ أُنْشُودَتي=فَصارَ السَّحابُ لَها المِزْهَرا

ولو أنَّ عِشْتَارَ قَدَّتْ فَمي=فَواقَعْتُها مُقْبِلاً مُدْبِرا

لأَنْجَبْتُ مِنْها بَنَاتِ الرُّؤى=وَزَوَّجْتَهُنَّ المَدى الأحْمَرا

سآتيكِ روحًا بلا شَهْوةٍ=أفضُّ بها مَوْعِدي الأطْهَرا

فنامي بقربي ولا تَقْلَقي=وإنْ أسْلَمَتْنِي الرُّؤى للكَرَىَ

فَأنْتِ الصَّلاةُ الَّتي أُجِّلَتْ=وأنْتِ الجَزَاءُ الَّذِي أُنْكِرا

ومَابَيْنَ ذَنْبي وسُجَّادَتِي=سَحَلْتُ جَبِيْنَيْنِ مُسْتَغْفِرا

السلام عليك ورحمة الله وبركاته ،

جميلة أخي الكريم حسين ،
بها أبيات كثيرة أعجبتني .
على أنني أنكرت منها رويحة وذلك في بعض المبالغات العارمة والتي أصابت شعرك -كما يقول النقاد - بالانسياب العاطفي ، ولا تحزن فقد وقع فيه خلق كثير منهم المتنبي نفسه إذ يقول :

كفى بجسمي نحولا إنني رجل **** لولا مخاطبتي إياك لم ترني !

وأعتب عليك أخي حسين في بعض الألفاظ المستخدمة كما في بيتك :

(فَأنْتِ الصَّلاةُ الَّتي أُجِّلَتْ=وأنْتِ الجَزَاءُ الَّذِي أُنْكِرا)

فهذا مما يُستدرك عليك أخي الفاضل أيضا إذ يُستقبح ذكر (الصلاة) و(الجزاء ) في مثل هذه المواطن .
واعلم - أعزك الله - بأني استدركتُ عليك هذا -وأنا أخ لك ناصح - مخافة أن يستدركه عليك عدو حاسد ،فافهم هذا جيدا وعض عليه بالنواجذ !.
ولولا أني أجد فيك روح القبول والتسامح والأخوة لما ذكرتُ لك هذا ...

على كلّ ( لا تعدم الحسناء ذاما ).
أخوك / علي خيطر جمال الدين.

عبد المجيد الفيفي
11-02-2014, 02:34 PM
لَسْتُ في مِزَاجٍ جَيِّد الآن!

الصُّمَّةُ تَمُرُّ بِطُقوسِ الأخْضَرِ بِحَذَرٍ وخَدَرٍ شَدِيدَين،

هذا، ولْتَنْتَظِرْ جَهْفَتُكَ مروري، حِينَ أفِيق..

وإنِّي أَعِظُكَ -إلى حِيْنِهِ- أنْ تَقْبَلَ رأيَ الأخِ النَّاصِح :007: جَزَاهُ اللهُ خَيْرًا.

ثُمَّ إنَّهُ: محبَّتِي.

مازن لبابيدي
11-02-2014, 04:21 PM
رائع جدا أخي الحبيب الشاعر المبدع المتألق حسين العقدي

لا زلت تدهشني بمقدرتك على التشكيل والتجريد الذي يقترب أحيانا من السوريالية بل يعاقرها .

فيما قاله الأخ علي جمال الدين خير إن شاء الله تعالى ، وهو لك ناصح .

لقد ابتلينا معشر الشعراء بقريحة تسعى للجموح وتتلبس بالطموح حتى نكاد نعجز عن مقاومة الصورة والخيال ولربما وقعنا في المحظور وقلنا ما لا يصح أن يقال ، وإنها والله لقريحة ذات توتر عال ما لم نعزلها بالحرص والورع أصابتنا بصدمة قاتلة .

لك خالص الحب والتحية والتقدير أخي الحبيب حسين

براءة الجودي
11-02-2014, 09:15 PM
لك مقدرة رهيبة في نسج الصور والتعبير عن خلجات النفس بطريقة متفردة ومميزة إضافة إلى الجزالة والمهارة في التسلسل إلا أني غضضت الطرف عن بعض الألفاظ ووجدت شيئا من ذلك في ملاحظات الأخوة الكرام فحمدت الله أن لم يخطئ إحساس القلب في النفور منها ، كذلك استفدنا لئلا نقع فيها حالة الغرق الشعري أثناء انسكاب الحليلة
ولكم طاقة ورد فوَّاحة من بساتين الواحة
تقديري
:os:

حسين العقدي
18-02-2014, 06:47 PM
إعتدتُ أن أضع جبيني تحت أخمص الحقيقة (النحو.العروض .....إلخ) ,,
أما الإحتمالات (الأراءالفنية) فأحترم أصحابها ولا أقبل منها إلا ما أقتنع به دون مجاملة
فلا تحاسبوني على إفتراضات (النية) !
*وبالمناسبة أنا شاعر ولستُ معلم رياضيات ..^_^

ثم لو شعرت أن في أحد أبياتي ولو مثقال ذرة من مخالفة للشريعة لتنازلت عن القصيدة بل وعن الديوان الذي يضمها ..

(فأنتِ الصلاة التي أجلتْ ..وأنتِ الجزاءُ الذي أُنكرا)=أحترم كل آرائكم حول هذا البيت ولكني وبكل ود أختلف معها كليًا



لكم جزيل الشكر وخالص الإمتنان ...طاقات ودٍ وورد:0014:

ولي عودةٌ أخرى بإذن الله

هاشم فزع
18-02-2014, 10:49 PM
صديقي العزيز الشاعر حسين العقدي

بصفاء الروح نسجدت عسجدية رائعة فانطلقت بنا بها
كأنها بساط سليمان ودرت بنا في عوالم خيالك الباذخ
باجمل التصورات والرؤى برهيف حسك الوارف حتى
اوقفتنا عند من كانت في سالف العصر آلهة الخصب والجمال
لتقول لنا انك من هنا رسمت اجمل الصور وتلك التي لو ارتضيت
معاقرتها دون من تهوى لتربعت عرش الشعر واطلقت قصائدا لاتدانيها قصائد الشعراء
إلا انك آثرت من تهوى لما لها من قدسية تستمدها من صدق وصفاء روحك
لذا رسمتها صلاة مؤجلة ليس بالمفهوم الشرعي لانها ليست القدسية المطلقة انها نسبية
فالمطلق لله وحده كما الجمال بامكانك ان تطلقه على كل شئ تراه جميل والاخر يراه ليس كما تراه
فيقال لاتنسبوا الجمال لاي شئ وذلك لان الجمال لله فقط اقول الجمال النسبي لنا نودعه لمن نراه اما الجمال المطلق
هو لله فقط اذن ليس هناك ضير في استخدام النسبي
واخيرا اجدك شاعرا معطاء متمكن من جميع ادواتك فلك مني اجمل التحايا ودمت مبدعا



هاشم فزع الدليمي HASHIM ALDILEMI

على خيطر جمال الدين
19-02-2014, 03:41 PM
إعتدتُ أن أضع جبيني تحت أخمص الحقيقة (النحو.العروض .....إلخ) ,,
أما الإحتمالات (الأراءالفنية) فأحترم أصحابها ولا أقبل منها إلا ما أقتنع به دون مجاملة
فلا تحاسبوني على إفتراضات (النية) !
*وبالمناسبة أنا شاعر ولستُ معلم رياضيات ..^_^

ثم لو شعرت أن في أحد أبياتي ولو مثقال ذرة من مخالفة للشريعة لتنازلت عن القصيدة بل وعن الديوان الذي يضمها ..

(فأنتِ الصلاة التي أجلتْ ..وأنتِ الجزاءُ الذي أُنكرا)=أحترم كل آرائكم حول هذا البيت ولكني وبكل ود أختلف معها كليًا



لكم جزيل الشكر وخالص الإمتنان ...طاقات ودٍ وورد:0014:

ولي عودةٌ أخرى بإذن الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
أخي الفاضل قلت لك سابقا لولا أني رى فيك روح القبول والتسامح لما ذكرت لك ذلك ..
ولك أن تأخذ به ، ولك أن تضرب به عرض الحائط ، لكن الذي يهمني هو أني كنت لك من الناصحين لا أكثر !
ولا تظن يا أخي الكريم أن الآراء الفنية -والتي تحسبها ليست بالضرورية تأخذ منها ما يحلو لك - أقل أهمية من النحو والعروض وغير ذلك ،بل هي من الأهمية والحاجة بمكان ..
واسأل أهل التخصص إن كنت لا تدري !
كم عيب على الشعراء كثرة مبالغاتهم والخوض فيها ، وقد ضربت لك الأمثلة في ذلك الأمر ، وعيب عليهم أيضا استخدام بعض الألفاظ المنهي عنها ، أو استخدام بعض الألفاظ في غير موضعها ، وسأورد لك مثالا يوضح لك ذلك ،
هذا الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي والذي يعرفه القاصي والداني ، ويتغنى بشعره عندنا في مصر الطلاب في المدارس لدراسة قصائده في مختلف المراحل التعليمية ، هذا الشاعر وقصيدته المشهورة التي يقول في مطلعها :

(إذا الشعب يوما أراد الحياة **** فلابد أن يستجيب القدر )

وأنت تعلم أن هذا البيت يتغنى به الكثيرون وخصوصا في الثورات وغير ذلك في مواضع الحماسة ..هل تعلم أن هذا البيت كان وبالا على صاحبه -غفر الله له-.
هذا البيت تصدى له العلماء شرقا وغربا يحذرون منه ومن إنشاده لوجود مخالفات شرعية به !
وقد قرأت بأم عيني في كتب فقهية كثيرة لعلماء أجلاء يحذرون من هذا البيت الذي يجعل من إرادة الشعب سلطانا على قدر الله !!!
هل هذا عدل ؟!
ولو تأملنا حال شاعرنا الشابي وما جره ودعاه إلى ذكر مثل هذه الأمور فإننا لا ندري ذلك الأمر الغيبي ، وحخصوصا أن الشاعر -غفر الله له - قد قضى نحبه !
ولو سلمنا جدلا بأن شاعرنا المغفور له لم يقصد هذا الأمر المخالف للشريعة - وأنا أحسبه كذلك - فهل سلم من نقد العلماء وأهل الدين ؟!
فالعبرة يا أخي هنا ليست بالنية كما تقول وإنما بما تركه من عبارات لا تتحمل غير وجه واحد ومعنى واحد !.
غفر الله له مغفرة واسعة وأسكنه فسيح جناته فأنا من محبي الشابي .

لذا يا أخي أنا أنصحك مرة ثانية بتعديل ما يحتاج إلى تعديل بصرف النظر عن النوايا ، وإلا سيكون قولك غدا حجة عليك ، وتلقى ما لقى غيرك من نقد وتحذير .

* وما لك أخي لا تضع جبينك تحت أخمص حقيقة التشبيه في البيت الأول وهو مفتتح القصيدة تقول :

(صَـفَـعْـتُ الـسَّـمَــاءَ بِــوجْــهِ الــثَّــرى **** وَصَــــــعَّـــــــرْتُ كَــــــفَّـــــــيَّ مُــسْـــتَـــمْـــطِـــر ا )

ولا تغضب مني ففي هذا البيت الأول من الآفات ما يجعله في آخر الركب لا في أوله ، بل به من العوج ما يجعل الركب يستغني عنه !.

أي تشبيه هذا الذي يضرب هذه السماء العالية الشامخة - والتي بها من الخيرات والرزق - بالتراب المهين ؟!
إنه تشبيه ضعيف بل متكلف به ركاكة .
فعادة الشعراء أن يشبهوا الأشياء بالسماء لعلو ورفعة الشأن ، أما أن تضرب سماءك بتراب أرضك فما أرى أن أحدا سلك هذا المسلك من قبل لا في الأولين ولا في الأخرين ! حتى ولو كان تشبيها لأن التشبيه منه ما هو مقبول ومنه ما هو قبيح !.
ثم استخدامك لفظ ( صفعت) غير مقبول أيضا ، وفيه من الغلظة ما فيه ..
ولا أدري أيضا هل (الكف) يُصعر أيضا مثل ( الخد )، ففي محكم التنزيل يقول تعالى :
" ولا تصعر خدك للناس ..."
ولا أرى من صعر كفه غير أنت ، فمن أين لك هذا ؟!.
هذا ما تبين لي بالنظرة العجلى في هذا البيت دون بقية القصيدة.

أخوك في الله
علي خيطر .

عبدالشافي حسن الدحلة
19-02-2014, 03:44 PM
رقراقة منسابة .. هنيئا لي بالمرور من هنا :)

أصدق الدعاء أيها الشاعر الشاعر

حسين العقدي
19-02-2014, 09:16 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا وسهلا بك أخي علي خيطر وبكل آرائك ونصائحك التي أجزم أنك تقدمها من باب الحرص على أخيك وهذا لاجدال فيه

ولكن وبرغم احترامي لشخصك الكريم فلستُ مجبرًا على قبول هذه الأراء فهي ليست حقائق لأسلّم

بها والفرق بين الرأي والحقيقة لايخفى على مثلك فهبْ أني قلت لك (إن القاهرة عاصمة مصر)

هذه حقيقة لن تجادل فيها بينما لو قلت هي أجمل من باريس فهنا رأيٌ قابل للنقاش ومن ثمّ

القبول والرفض ^_^


ومع ذلك اعلم حفظك الله أن العقل (المجرد)لا يخطئ أبدًا حتى في آرائه القابلة للنقاش لأنها

عين الصواب بالنسبة له بل وترتقي لدرجة الحقيقة استنادًا لقدرته وللمعطيات المتوفرة

لديه

تلك المقدمة العريضة فقط لتقتنع أن رأيك ليس وحيًا منزّلًا :005:


أمّا الشعر ياصديقي فيكاد يكون ضربًا من الماورائيات ويحتاج من يتناوله للكثير من

المهارة والحنكة ليصل إلى ما وراء ظاهره لذلك لا مكان فيه لأصحاب الخيال الضيّق الذين

يفسرون الظاهر بالظاهر

ثم أولا=(إذا الشعب يوما أراد الحياة **** فلابد أن يستجيب القدر )

أنت حددت موقفك من هذا البيت إستنادًا لما حَفِظْتَه (ورثته)أنت من عمرو وزيد
حيث قلت بنفسك :

(تصدى له العلماء شرقا وغربا يحذرون منه ومن إنشاده لوجود مخالفات شرعية به !
وقد قرأت بأم عيني في كتب فقهية كثيرة لعلماء أجلاء يحذرون من هذا البيت الذي يجعل من

إرادة الشعب سلطانا على قدر الله !!!)لا تنسى ياصديقي أن هؤلاء العلماء الأفاضل هم نفسهم من

حرّم التلفاز ذات اجتهاد وأنا هنا والله لا أتندّر عليهم بل أدين لهم بالشكر لأنهم اجتهدوا

ولهم أجر اجتهادهم ولكن كلامهم ليس مقدّسًا ...بعيدًا عن هؤلاء الأفاضل سأطلب منك أنت وبحسب

مايمليه عليك عقلك أن تثبت لي أن (الشابي) قد خالف الشريعة وأنا مستعد أن أثبت

لك عكس ذلك ومن الشريعة نفسها !


ثانيًا=صَفَعّتُ السماء بوجه الثرى=وصعّرت كَفيّ مستمطرا

اعتدت أن أكتب الشعر وأترك للقارئ الحق في تفسيره بحسب قدراته ومع ذلك سأبيّن لك ما لم

تستطع بلوغه ولا ألومك


صفعت السماء=أرسلت للسماء وابلًا من الدعاء ^_^

وجه الثرى=هو أنا ذلك الكائن المخلوق من الطين والذي لا يملك من أمره شيئا

أما تصعير الكف الذي اعترضتَ عليه فهذا هو الفرق بيني وبينك فأنا أكتب شعرًا بينما أنت

تريد أن تقرأ ما تعوّدتَ عليه من نظم مع احترامي لشخصك

في الشعر***واحد زايد واحد لا يساوي اثنين حاول أن تقتنع بهذا


قلت لي(ولا أرى من صعر كفه غير أنت ، فمن أين لك هذا ؟!.)

أعجبني سؤالك والجواب بكل بساطة هذا من عند ربي ثم قريحتي بمعنى أنني لم أرثه عن

شعرائنا الذين ماتوا قبل قرون

لذلك معك كل الحق ياصديقي فعلاً لم يصعّر أحدٌ قبلي كفه وهذه شهادةٌ أعتز بها فشكرًا لك لأنك

تقر بأني من المجددين في الشعر ورغم أنني سأصطدم بؤلائك الذين يجترّون ماتوارثوه إلا أن

هذا الإصطدام سينتج عنه (مدرسة) وهذا ليس غرورًا بل هو طموح جريء .


* فأنت الصلاة التي أُجلت وأنتِ الجزاء الذي أنكرا

ما رأيك أن تجتهد قليلاً لتفهم البيت فأنا أثق بأنك تملك القدرة على ذلك سيما أنني أخشى

أن أفسد على النخبة من القراء متعة غوصهم في أعماق هذا البيت المتواضع !



بكل صدق ..لك خالص الود وطاقات ورد:0014:

على خيطر جمال الدين
24-02-2014, 07:21 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا وسهلا بك أخي علي خيطر وبكل آرائك ونصائحك التي أجزم أنك تقدمها من باب الحرص على أخيك وهذا لاجدال فيه

ولكن وبرغم احترامي لشخصك الكريم فلستُ مجبرًا على قبول هذه الأراء فهي ليست حقائق لأسلّم

بها والفرق بين الرأي والحقيقة لايخفى على مثلك فهبْ أني قلت لك (إن القاهرة عاصمة مصر)

هذه حقيقة لن تجادل فيها بينما لو قلت هي أجمل من باريس فهنا رأيٌ قابل للنقاش ومن ثمّ

القبول والرفض ^_^


ومع ذلك اعلم حفظك الله أن العقل (المجرد)لا يخطئ أبدًا حتى في آرائه القابلة للنقاش لأنها

عين الصواب بالنسبة له بل وترتقي لدرجة الحقيقة استنادًا لقدرته وللمعطيات المتوفرة

لديه

تلك المقدمة العريضة فقط لتقتنع أن رأيك ليس وحيًا منزّلًا :005:


أمّا الشعر ياصديقي فيكاد يكون ضربًا من الماورائيات ويحتاج من يتناوله للكثير من

المهارة والحنكة ليصل إلى ما وراء ظاهره لذلك لا مكان فيه لأصحاب الخيال الضيّق الذين

يفسرون الظاهر بالظاهر

ثم أولا=(إذا الشعب يوما أراد الحياة **** فلابد أن يستجيب القدر )

أنت حددت موقفك من هذا البيت إستنادًا لما حَفِظْتَه (ورثته)أنت من عمرو وزيد
حيث قلت بنفسك :

(تصدى له العلماء شرقا وغربا يحذرون منه ومن إنشاده لوجود مخالفات شرعية به !
وقد قرأت بأم عيني في كتب فقهية كثيرة لعلماء أجلاء يحذرون من هذا البيت الذي يجعل من

إرادة الشعب سلطانا على قدر الله !!!)لا تنسى ياصديقي أن هؤلاء العلماء الأفاضل هم نفسهم من

حرّم التلفاز ذات اجتهاد وأنا هنا والله لا أتندّر عليهم بل أدين لهم بالشكر لأنهم اجتهدوا

ولهم أجر اجتهادهم ولكن كلامهم ليس مقدّسًا ...بعيدًا عن هؤلاء الأفاضل سأطلب منك أنت وبحسب

مايمليه عليك عقلك أن تثبت لي أن (الشابي) قد خالف الشريعة وأنا مستعد أن أثبت

لك عكس ذلك ومن الشريعة نفسها !


ثانيًا=صَفَعّتُ السماء بوجه الثرى=وصعّرت كَفيّ مستمطرا

اعتدت أن أكتب الشعر وأترك للقارئ الحق في تفسيره بحسب قدراته ومع ذلك سأبيّن لك ما لم

تستطع بلوغه ولا ألومك


صفعت السماء=أرسلت للسماء وابلًا من الدعاء ^_^

وجه الثرى=هو أنا ذلك الكائن المخلوق من الطين والذي لا يملك من أمره شيئا

أما تصعير الكف الذي اعترضتَ عليه فهذا هو الفرق بيني وبينك فأنا أكتب شعرًا بينما أنت

تريد أن تقرأ ما تعوّدتَ عليه من نظم مع احترامي لشخصك

في الشعر***واحد زايد واحد لا يساوي اثنين حاول أن تقتنع بهذا


قلت لي(ولا أرى من صعر كفه غير أنت ، فمن أين لك هذا ؟!.)

أعجبني سؤالك والجواب بكل بساطة هذا من عند ربي ثم قريحتي بمعنى أنني لم أرثه عن

شعرائنا الذين ماتوا قبل قرون

لذلك معك كل الحق ياصديقي فعلاً لم يصعّر أحدٌ قبلي كفه وهذه شهادةٌ أعتز بها فشكرًا لك لأنك

تقر بأني من المجددين في الشعر ورغم أنني سأصطدم بؤلائك الذين يجترّون ماتوارثوه إلا أن

هذا الإصطدام سينتج عنه (مدرسة) وهذا ليس غرورًا بل هو طموح جريء .


* فأنت الصلاة التي أُجلت وأنتِ الجزاء الذي أنكرا

ما رأيك أن تجتهد قليلاً لتفهم البيت فأنا أثق بأنك تملك القدرة على ذلك سيما أنني أخشى

أن أفسد على النخبة من القراء متعة غوصهم في أعماق هذا البيت المتواضع !



بكل صدق ..لك خالص الود وطاقات ورد:0014:
شكر الله لك أخي حسينا.

اعلم -أعزك الله - بأنك فتحت بابا عريضا ، وحملت السلم بالعرض !

* أما قول أبي القاسم الشابي :

( إذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلابد أن يستجيب القدر )

فدعك من قولي وقولك في هذه المسألة ، فلكل علم رجال ، لذا سأورد لك هنا من أقوال العلماء الأجلاء ما يدق ويكسر عنق الجدال ، وما لا يترك مقولة لقائل إلا أن يكون تعنتا وجدالا ومراء نعوذ بالله أن نكون من أهله ...

* سُئل الشيخ المحدث محمد ناصر الدّين الألباني رحمه الله وأسكنه فسيج الجنان..

سؤال ..:ما رأيكم بقول الشاعر أبو القاسم الشابي "اذا الشعب يوما أراد الحياة ~~ فلابد أن يستجيب القدر..؟
الجواب..: هذاهو الكفر بعينه، وهو يدل على أن الناس ابتعدوا عن العلم ، فلم يعرفوا ما يجوز وما لايجوز لله وحده، وهذه من الغفلة وهي من الأسباب التي جعلت هذا الشاعر يقول ذلك ،وأن تتبنى ذلك بعض الاذاعات العربية نشيدا عربيا!!.
وهذا الشاعر يقول...:
فلا بدّ أن يستجيب القدر
يعني أن القدر تحت مشيئة الشعب ، وهذا عكس قول رب العالمين {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين}.
اللهم اهدنا فيمن هديت ، وهب لنا من لدنك رحمة ـ انك انت الوهاب.."
مجلة الاصالة العدد7/ 71 "مسائل واجوبتهاـ للعلامة المحدث محمد ناصر الدين الالباني"..

*
وقد سئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ما نصه..:

يقول السائل : ما حكم قول الشاعر :
إذا المرء يوما أراد الحياة***** فلا بد أن يستجيب القدر!!
الجواب ..:{ هذا كلام فاضي .. لا بد أن يستجيب القدر ؟! .. يعني إن المرء هو الذي يفرض على القدر أنّه يستجيب ؟! .. العكس القدر هو الذي يفرض على الإنسان .
هذا كلام شاعر الله أعلم باعتقاده .. أو أنّه جاهل ما يعرف ..
على كل حال هذا كلام شاعر والله -جل وعلا- يقول : " وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ " سورة الشعراء ، الآية 224 ـ 225 .
ويقول أهل البلاغه عن الشعر: " أعذبه أكذبه " ..
هذا كلام باطل بلا شك :
إذا المرء يوما أراد الحياة ****فلا بد أن يستجيب القدر!!
هذا مبالغة ، هذا يُنسب للشابي: شاعر تونسي من الشعراء المعاصرين .
بعض الناس وبعض الصحفيين يكتبون كتابات ســـــيئة يقول :" يا ظُلم القدر " ! " يا ظُلم القدر " ، ظلَمهُم القدر ! ، " يالسخرية القدر " ، هذا كلام باطل يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله .. القدر يسخر ؟! القدر يظلم ؟! }.


*
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : ( أن الإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور :

أولها : أن الله سبحانه قد علم ما كان وما يكون وعلم أحوال عباده وعلم أرزاقهم وآجالهم وأعمالهم وغير ذلك من شؤونهم .
ثانيها : كتابته سبحانه لكل ما قدره وقضاه قال تعالى : " قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ " . سورة ق ، الآية 4 .
ثالثها : الإيمان بمشيئته النافذه ، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، قال تعالى : " وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء " سورة الحج ، الآية 18 ، " وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " .سورة التكوير ، الآية 29 .
رابعها : خلقه سبحانه لجميع الموجودات لا خالق غيره ولا رب سواه ، قال تعالى " الله خالق كل شيء وهو على كل شيء قدير ) إ . هـ .
إذن يفهم من هذا أن الاستشهاد بهذا البيت وإشعاره واتخاذ قصيده مطلعها ذلك البيت مثلا فيه انحراف عقدي
والله تعالى يقول : " وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " . سورة التكوير ، الآية 29
فالخلق هو الخاضع لمشيئة الله عز وجل ، وليس قدر الله الذي هو إرادته ومشيئته من يخضع لإرادة البشر .
وبيت الشعر هذا فيه تألي على الله عز وجل ، وكأن ارادة الشعوب تفوق ارادة الله ، عياذا بالله
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : " إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكان عرشه على الماء " .
فينبغي التحذير والتنبيه من إشعار هذا البيت ، أو الاستشهاد به ، أو اتخاذه مثلا يضرب ، أو يتشبه به لتسلم للمسلم عقيدته .

* هذا وهناك فتاوى أخرى في هذا الأمر للمحدث أبي إسحاق الحويني ، والشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن باز وغيرهم كثير ، وإنما تركتها للإطالة وخوف الملل .
ولو استزدتنا زدناك !.

* وأما في بيتك الذي يقول:

(فأنت الصلاة التي أُجلت *** وأنتِ الجزاء الذي أنكرا)

فلا أدري هل تقصد بالصلاة هنا المعنى اللغوي وهو ( الدعاء ) أم المعنى الشرعي وهو ( هيئة الصلاة المعروفة من قيام وركوع وسجود ) ، وكلاهما لا يجوز هنا يا أخي ،أم أن لك صلاة ليست كصلاتنا ؟!. ومن هي صاحبتك التي قيمتها كقيمة الصلاة والعياذ بالله ؟!

* وأما بيتك الذي افتتحت به القصيدة وهو :

(صَفَعّتُ السماء بوجه الثرى=وصعّرت كَفيّ مستمطرا)

بصراحة لم أفهم معناه إلا أنك بينتَ لي ذلك ، ولا أدري أكان هذا سوء فهم مني أم كان ذلك سوء توظيف للألفاظ منك ؟!، ولعل الأول أقرب !
على أنني لا أراك أجدتَ التعبير باستخدامك مثل هذه الأفعال وهي ( صفعت) و( صعّرت ) وخصوصا في وقت الدعاء وهو وقت الإذلال والتضرع لله .. فلفظ صفع به من الثقل ما به ، وخصوصا إذا جعلته مقابلا صعود الدعاء إلى السماء.
أما الفعل ( صعّرت) فحدث ولا حرج لأن (صعّر) وضع للخيلاء والتعجب والكبر قال تعالى :
" ولا تصعر خدك للناس "
فبالله عليك كيف تستخدم هذا الفعل القبيح في موقف الدعاء والتضرع لله ؟!

ثم أراك زدت القبح قبحا بما أضفيت على التصعير من معنى جديد وهو تصعير الكف ، ولم نجد ذلك من قبل لا في أشعار الأولين ، ولا في أشعار الأخرين ؟!
كيف تصعر الكف إذا ؟!
وهل يتناب كفك عجب وكبرياء حين تدعو الله ؟!
سبحان الله !!!

هذا ما عندي وفي الجعبة الكثير والكثير ، وربما هناك من يمر ويفصل بيننا إن شاء الله تعالى .

نوارالسلمي
25-02-2014, 08:45 AM
نَزَفْـتُ لــكِ الشِّـعـرَ فــي شَهْـقَـةٍ ** فَــلا تَمْنَـعِـي الـصَّـبَّ أنْ يَـزْفِـرا!
سـأنْـفُــثُ ظِــلَّــكِ فـــــي دَفْــتَـــري ** وأُلْـقــي عَـلَــى مُـقْـلَـتـي الـدَّفْـتَــرا
فـقَـدْ كَــانَ وَجْـهُـكِ لــي مُلْـهِـمًـا ** فَـــلا غَـــرْوَ إنْ رَدَّنـــي مُـبْـصِــرا

وقد كان شعرك لنا ملهما أيما إلهام...
فلا غرو إن ردنا مرتوين من سناه اللذيذ....


قرأت مداخلة الإخوان حول بعض الأبيات التي أثارت فيهم حب النصح , وإني لأشيد بهذا الحرص النابع من أخوة صادقة, كما أشيد بسعة صدر الشاعر الجميل, وسعة أفقه.
وإن كنت سأبدي رأيا حيال ذلك فإني أرى أن معظم الإشكالات التي تثير نقدا شرعيا يكمن سببها -غالبا- في ثلاثة أمور:
الأول: التفاوت في تصور الحقيقة والمجاز.
الثاني: الخلاف حول المقدس وغير المقدس.
الثالث: فهم الألفاظ بدلالتها الشرعية فقط واستبعاد الدلالة الأصلية التي وضعت لها.

فماذا يجب على الشاعر والقارئ؟
يجب على الشاعر أن يجد إجابة وتفسيرا حول ما يكتبه قبل أن يسأل عنه, فإن لم يجد جوابا فهو غير مضطر أن يكتب ما يوقعه في المحظور, وليعلم أنه ليس بمقدوره أن يمحو ماكتبه متى ما أراد ولكنه يستطيع ألا يضطر إلى تمني حذف ما كتبه.
وعلى القارئ أن يحسن الظن بالشاعر ويبحث في تلكم الأسباب عما يزيل اللبس المنقدح في نفسه, ما استطاع إلى ذلك سبيلا فإن لم يجد يستوضح من الشاعر.

مودتي للجميع...

على خيطر جمال الدين
25-02-2014, 12:57 PM
نَزَفْـتُ لــكِ الشِّـعـرَ فــي شَهْـقَـةٍ ** فَــلا تَمْنَـعِـي الـصَّـبَّ أنْ يَـزْفِـرا!
سـأنْـفُــثُ ظِــلَّــكِ فـــــي دَفْــتَـــري ** وأُلْـقــي عَـلَــى مُـقْـلَـتـي الـدَّفْـتَــرا
فـقَـدْ كَــانَ وَجْـهُـكِ لــي مُلْـهِـمًـا ** فَـــلا غَـــرْوَ إنْ رَدَّنـــي مُـبْـصِــرا

وقد كان شعرك لنا ملهما أيما إلهام...
فلا غرو إن ردنا مرتوين من سناه اللذيذ....


قرأت مداخلة الإخوان حول بعض الأبيات التي أثارت فيهم حب النصح , وإني لأشيد بهذا الحرص النابع من أخوة صادقة, كما أشيد بسعة صدر الشاعر الجميل, وسعة أفقه.
وإن كنت سأبدي رأيا حيال ذلك فإني أرى أن معظم الإشكالات التي تثير نقدا شرعيا يكمن سببها -غالبا- في ثلاثة أمور:
الأول: التفاوت في تصور الحقيقة والمجاز.
الثاني: الخلاف حول المقدس وغير المقدس.
الثالث: فهم الألفاظ بدلالتها الشرعية فقط واستبعاد الدلالة الأصلية التي وضعت لها.

فماذا يجب على الشاعر والقارئ؟
يجب على الشاعر أن يجد إجابة وتفسيرا حول ما يكتبه قبل أن يسأل عنه, فإن لم يجد جوابا فهو غير مضطر أن يكتب ما يوقعه في المحظور, وليعلم أنه ليس بمقدوره أن يمحو ماكتبه متى ما أراد ولكنه يستطيع ألا يضطر إلى تمني حذف ما كتبه.
وعلى القارئ أن يحسن الظن بالشاعر ويبحث في تلكم الأسباب عما يزيل اللبس المنقدح في نفسه, ما استطاع إلى ذلك سبيلا فإن لم يجد يستوضح من الشاعر.

مودتي للجميع...
شكر الله لك أستاذنا الكريم .
شكرا على تفاعلك وإبدائك وجهة نظر محترمة وهي من الإنصاف بمكان .
ولكن الأمر أشهر من الشمس وأوضح من مرآة الغريبة !
فمثلا لو قال إنسان لإنسان آخر -والعياذ بالله - : يا كافر ، فهل هذا يستوجب منا أن نستنطقه ونقول له هل تقصد الكفر المخرج من الملة أم تقصد بقولك (كافر) أي (ساتر) كما كان هو معنى اللفظ قبل الإسلام ؟!
لا أظن أن عاقلا يقول بذلك لأن لفظ ( كافر) لا يحتمل إلا وجها واحدا بصرف النظر عن النية ،ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف :

: (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه) [رواه مالك والبخاري ومسلم وغيرهم].
هذا بمجرد التلفظ بالكلمة فقط ، ولا علاقة بالنية هنا أو حمل اللفظ على معنى آخر ، فالكفر هو الكفر ، والقدر هو القدر ، والصلاة هي الصلاة سواء بمعناها اللغوي أو بمعناها الشرعي .
وأخوف ما أخاف عليه أن يأتينا بعد ذلك من يسند باقي أركان الإسلام إلى الأشخاص ، فيقول أنتِ الزكاة ، وأنتِ الصوم ، وأنت الحج ..ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وهذا ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:

(إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ) رواه البخاري (6487) .

أرجو أن يكون الأمر قد اتضح .
دمتم بخير وسلام.

مازن لبابيدي
25-02-2014, 01:09 PM
......
يجب على الشاعر أن يجد إجابة وتفسيرا حول ما يكتبه قبل أن يسأل عنه, فإن لم يجد جوابا فهو غير مضطر أن يكتب ما يوقعه في المحظور, وليعلم أنه ليس بمقدوره أن يمحو ماكتبه متى ما أراد ولكنه يستطيع ألا يضطر إلى تمني حذف ما كتبه.
وعلى القارئ أن يحسن الظن بالشاعر ويبحث في تلكم الأسباب عما يزيل اللبس المنقدح في نفسه, ما استطاع إلى ذلك سبيلا فإن لم يجد يستوضح من الشاعر.

مودتي للجميع...

نعم الرأي والنصح أخي نوار السلمي وقد نصحت وأنصفت

أتفهم كذلك رأي أخي علي جمال الدين على أن يراعي خصوصية الشعر عن غيره من الكلام وما فيه من التصوير والمبالغة .

محمد حمود الحميري
25-02-2014, 02:58 PM
سأطـهـو لــكِ القـلـبَ فــي وردةٍ ... وأسـقـيــكِ مِــــنْ نَـبْـضِــهِ أنْــهُــرا
سـأغـرسُ وجْـهَـكِ فــي مُقْـلَـتـي ... لــكــيـــلا أرى غَـــيْــــرَهُ مَــنْـــظَـــرا
سـأحْـيَــا لأجْــلِــكِ مــــا أبْــحَــرَ ... تْزَوَارِقُ عَـيْـنَـيــكِ بِـــــي لــلـــذُّرَى
سـأهـواكِ حـتَّـى يَشـيـخُ الـهـوى ... وحـتّـى أرى الشَّـيـبَ قَــدْ أسْـفَـرا
لا أراك إلا بلغت قمة الإخلاص ، وذروة سنام الوفاء يا صديقي
أسجل شديد إعجابي .

أُحِــــــبُّـــــــكِ واللهِ لا أدَّعــــــــــــــي ... فَـلَـيـسَ مِـــنَ الـحُــبِّ مـايُـفْـتَـرى
أنصفتَ كل المحبين ، سأحفظ هذا البيت عل الأيام تطلبه مني
فأحاجج به متى لزم التقاضي .
تحاياي .

حسين العقدي
25-02-2014, 05:50 PM
.


القدر أمرٌ غيبي لم يقع بعد بمعنى أنه مازال احتمالا معلقًا بين أمرين لا بد أن يقع أحدهما ومن المستحيل أن يجتمعا معًا وبما أنه لم يقع فعليك أن تختار أفضل أمريه وتسعى لتحقيقه فإن استطعت فإن استطاعتك قضاء من الله وإن لم تستطع فعدم استطاعتك أيضًا قضاء من الله

ومع أن الله سبحانه وتعالى قد ترك لك حرية الإختيار إلا أنه يعلم مسبقًا ماستختاره وما سيترتب على اختيارك وعلمه لا يعني أنه سيّرك
وإلا لما قال(وهديناه النجدين)=وإن شئت لتوسعت في باب القضاء والقدر بالعقل والنقل


*بالنسبة لإحالتك لبيت الشابي إلى علماء الشريعة فهذه طامةٌ كبرى فأنا لم ولن أنكر أنهم أعلم مني ومنك في الشريعة ولكنهم ليسوا شعراء ولا حتّى نقّاد ولا أراك إلا كمن ذهب بمريضهِ إلى النجّار ليعالجه ^_^

فلو أن السائل منصفًا وواعيًا لجاء بأديب وناقد ليشرح البيت بكل تجرد ثم يعرض هذا الشرح على العالم الشرعي ليدلي برأيه في حدود علمه وبحسب المعنى الذي وصل إليه من خلال ذلك الأديب (أهل الذكر).

وقفة:قال الحطيئة بيتًا في الزبرقان بن رباح فشكاه للفاروق
فدعا عمر حسان بن ثابت (لأنه أعلم منه بالشعر)
وسأله: أتراه هجاه؟ قال حسان: نعم وسلح عليه! فحبس عمرُ الحطيئة،
فليت هؤلاء العلماء الأجلاء أحالوا البيت لحسان قبل أن يصدروا فتواهم!


شطحة:قلت في نفسي لو أن علماء الشريعة (ماتوا) وأحْرِقت جميع كتبهم فما مصير من علّق قلبه وعقله بهم؟ كيف سيواجه ما يستجد من أمور دينه ودنياه؟!.لاعليك هو حديث نفس لاشأن لك به


*أما قصيدتي فبإمكاني أن أناقشها معك حتى تمل ولكني لستُ مضطرًا لذلك أولاً مخافة إزعاج الآخرين ثانيًا لأني أتجنّب شخصنة النقاش
سيّما أنك قلت:وربما هناك من يمر ويفصل بيننا إن شاء الله تعالى ! ..
سامحك الله هل نحن في خصومة أم مجرد نقاش؟!

ثم أنصح نفسي وإياك بقراءة مشاركة أستاذنا (نوار السلمي) فإن فيها ضالة من اتخذ إلى الحق سبيلا ^_^


شكرًا لروحك

خالص الود وطاقات ورد

على خيطر جمال الدين
25-02-2014, 07:26 PM
القدر أمرٌ غيبي لم يقع بعد بمعنى أنه مازال احتمالا معلقًا بين أمرين لا بد أن يقع أحدهما ومن المستحيل أن يجتمعا معًا وبما أنه لم يقع فعليك أن تختار أفضل أمريه وتسعى لتحقيقه فإن استطعت فإن استطاعتك قضاء من الله وإن لم تستطع فعدم استطاعتك أيضًا قضاء من الله

ومع أن الله سبحانه وتعالى قد ترك لك حرية الإختيار إلا أنه يعلم مسبقًا ماستختاره وما سيترتب على اختيارك وعلمه لا يعني أنه سيّرك
وإلا لما قال(وهديناه النجدين)=وإن شئت لتوسعت في باب القضاء والقدر بالعقل والنقل


*بالنسبة لإحالتك لبيت الشابي إلى علماء الشريعة فهذه طامةٌ كبرى فأنا لم ولن أنكر أنهم أعلم مني ومنك في الشريعة ولكنهم ليسوا شعراء ولا حتّى نقّاد ولا أراك إلا كمن ذهب بمريضهِ إلى النجّار ليعالجه ^_^

فلو أن السائل منصفًا وواعيًا لجاء بأديب وناقد ليشرح البيت بكل تجرد ثم يعرض هذا الشرح على العالم الشرعي ليدلي برأيه في حدود علمه وبحسب المعنى الذي وصل إليه من خلال ذلك الأديب (أهل الذكر).

وقفة:قال الحطيئة بيتًا في الزبرقان بن رباح فشكاه للفاروق
فدعا عمر حسان بن ثابت (لأنه أعلم منه بالشعر)
وسأله: أتراه هجاه؟ قال حسان: نعم وسلح عليه! فحبس عمرُ الحطيئة،
فليت هؤلاء العلماء الأجلاء أحالوا البيت لحسان قبل أن يصدروا فتواهم!


شطحة:قلت في نفسي لو أن علماء الشريعة (ماتوا) وأحْرِقت جميع كتبهم فما مصير من علّق قلبه وعقله بهم؟ كيف سيواجه ما يستجد من أمور دينه ودنياه؟!.لاعليك هو حديث نفس لاشأن لك به


*أما قصيدتي فبإمكاني أن أناقشها معك حتى تمل ولكني لستُ مضطرًا لذلك أولاً مخافة إزعاج الآخرين ثانيًا لأني أتجنّب شخصنة النقاش
سيّما أنك قلت:وربما هناك من يمر ويفصل بيننا إن شاء الله تعالى ! ..
سامحك الله هل نحن في خصومة أم مجرد نقاش؟!

ثم أنصح نفسي وإياك بقراءة مشاركة أستاذنا (نوار السلمي) فإن فيها ضالة من اتخذ إلى الحق سبيلا ^_^


شكرًا لروحك

خالص الود وطاقات ورد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

أما قولك :
(*بالنسبة لإحالتك لبيت الشابي إلى علماء الشريعة فهذه طامةٌ كبرى فأنا لم ولن أنكر أنهم أعلم مني ومنك في الشريعة ولكنهم ليسوا شعراء ولا حتّى نقّاد ولا أراك إلا كمن ذهب بمريضهِ إلى النجّار ليعالجه ^_^

فلو أن السائل منصفًا وواعيًا لجاء بأديب وناقد ليشرح البيت بكل تجرد ثم يعرض هذا الشرح على العالم الشرعي ليدلي برأيه في حدود علمه وبحسب المعنى الذي وصل إليه من خلال ذلك الأديب (أهل الذكر).

وقفة:قال الحطيئة بيتًا في الزبرقان بن رباح فشكاه للفاروق
فدعا عمر حسان بن ثابت (لأنه أعلم منه بالشعر)
وسأله: أتراه هجاه؟ قال حسان: نعم وسلح عليه! فحبس عمرُ الحطيئة،
فليت هؤلاء العلماء الأجلاء أحالوا البيت لحسان قبل أن يصدروا فتواهم! )
كلا والله ليس ذلك بطامة ، بل الطامة كل الطامة هو أن تحيله لأديب لا يعرف كيفية الوضوء ولا يعرف كيفية هيئة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا سألته عن القضاء والقدر قال لك : لا أدري ! ، وأنّى له أن يدري ؟!.
ثم منْ أدراك أخي حسينا أن هؤلاء ليسوا على علم بالشعر والأدب واللغة هيهات هيهات ، ولو كنت متابعا سير هؤلاء لعرفت ما جهلته.هؤلاء درسوا اللغة على أكمل وجه ، وحفظوا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهو على علم بالشعر والأدب ، ولو قرأت لهم - ولا أظنك قرأت لهم كتابا واحدا- لعرفت ذلك من خلال استشهادهم بالشعر .
ومعنى كلامك هذا إذا أردنا أن نحكم في هذا الأمر مثلا أن نأتي بشاعر مثلك ويجلس مع المحدث (أبي إسحاق الحويني) ثم يسمع منه الشيخ المحدث رأيه أولا كأن يقول للشيخ مثلا : القدر هنا كذا وكذا ، والمشيئة هنا كذا كذا ، ثم يتفضل بعدها الشيخ مشكورا بإبداء رأيه بعد الأديب الأريب .. هذا والله هو الجهل بعينه .
ثم منْ أدراك أيضا أن هذا الأمر خاص بالأدباء والشعراء فقط أليس اعتراضنا في جملة عربية قالها الشاعر الشابي ؟ ، فلو فصلنا مثلا هذا البيت على حدة واعتبرناه جملة عربية عادية بصرف النظر عن كونها موزونة ثم حاكمناها من حيث الشرع ،فما دخل الأديب وغيره هنا ؟!
بل الطامة أن نعزي هذا الأمر إلى غير أهله .
وسبحان الله أقول لك قال الشيخ الألباني والشيخ ابن باز والشيخ صالح بن فوزان والشيخ ابن عثيمين والشيخ ابو إسحاق ، وتقول لي :
( أنت كمن ذهب بمريضه إلى نجار ليعالجه)
لا عليك سأقولها بملء فمي حتى ترضى ( أخطأ المشايخ وأصاب ابن العقدي ) !!
" تلك إذا قسمة ضيزى "
هؤلاء رجال فهموا عن الله ورسوله وفهموا كلام أفصح العرب وكلام القرآن المعجز ، أفتعيهم جملة بسيطة قالها الشابي وتقول أنهم عاجزون عن فهم هذا؟ا !.
ولتعلم أن هذا البيت قدح فيه أيضا الشيخ المصري محمد الغزالي-رحمه الله- والشيخ لو لم تعرفه على دراية بالشعر والأدب بل له أشعار كثيرة قد قالها حتى لقبه البعض بأديب الدعوة !.

* ثم تقول أنت :

( شطحة:قلت في نفسي لو أن علماء الشريعة (ماتوا) وأحْرِقت جميع كتبهم فما مصير من علّق قلبه وعقله بهم؟ كيف سيواجه ما يستجد من أمور دينه ودنياه؟!.لاعليك هو حديث نفس لاشأن لك به).
أقول لك بكل بساطة الدين محفوظ بإذن الله تعالى وبأمره قال تعالى :
" إنا نحنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " صدق الله العظيم .
وإلا لما وصلت إلينا كتب الأولين من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا !.
واعلم أنه لولا هؤلاء لما عرفت أنت صحيح دينك ، وما عرفت الحق من الباطل .

ولا تحسبني أيها العقدي عجزت عن مثل هذا وأتيتك بآراء المشايخ الأجلاء لقصور فيّ ، إنما أتيتُك بما لا يدع مقالة لقائل إلا أن يكون جدالا أو مراء أو تعنتا نعوذ بالله أن نكون من أهله .
عزوت الأمر إلى أهله حتى لا أترك مجالا لمن يتبع الهوى أو يغره الشيطان بالإثم .

* أما ما كان من شأن قصيدتك وخصوصا مفتتح القصيدة فحدث ولا حرج ، لقد وقفتُ على عوار بيتك بالبينة والبرهان وانتظرتك أن تأتيني بالحجة الناصعة ، فإذا بك رجعت بخفي حنين !
وما كان من أمر صلاتك ف " نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين "
دمت بخير وسلام .

حسين العقدي
25-02-2014, 08:50 PM
وعليكم السلام ورحمة الله

قلت أن الغزالي شاعر كبير وهو أيضًا فقيه مجدد كما أعرفه..بكل بساطة سأستفتيه في الشعر كأديب وأستفتيه في الشرع كفقيه ..ولكن لن أستفتيه في الطب إن لم يكن من أهله

مثلاً شيخنا الجليل ابن باز أنكر أن الأرض تدور ورغم غرابة الأمر إلا أنني سآخذ به لو أثبته علميًا وإلا فرأيه مردود=تذكر أنه كسائر الخلق غير معصوم ^_^

وبما أنك رفضت أن تأخذ برأي الأديب في تخصصه لأنه لايحسن الوضوء فلماذا يسافر شيوخنا الأجلاء إلى أمريكا ليتعالجوا على يد طيب لم يعرف عن الإسلام شيء!

أما الدين فهو كما تفضلت قد تكفل الله بحفظه ولكني قصدت المستجدات العصرية التي لم تكن موجودة في عصر الصحابة رضوان الله عليهم أو حتى التابعين
..فهل سنرجع لإبن تيمية ليفتينا في (الألترا ساوند) وبقية التقنيات المستخدمة في الكشف عن جنس الجنين ^_^


ثم أعترض على جملتك (أخطأ المشائخ وأصاب ابن العقدي) وأرى أن تقول أخطأ علي وأصاب حسين:hat:



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،



* أما ما كان من شأن قصيدتك وخصوصا مفتتح القصيدة فحدث ولا حرج ، لقد وقفتُ على عوار بيتك بالبينة والبرهان وانتظرتك أن تأتيني بالحجة الناصعة ، فإذا بك رجعت بخفي حنين !
وما كان من أمر صلاتك ف " نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين "
دمت بخير وسلام .
[/COLOR]

بإمكاني أن أنجرف وراء استفزازك الظريف وأخاطبك بنفس القدر من التهكم ^_^

فأقول وبكل صدق أنا لا أستبعد أن تتفوق عليّ في كل المجالات التي تخطر ببالك ولكنك وإن لمست القمر لن تبلغ كشاعر عُشر ما بلَغْتُه أنا أقولها بغرور وثقة ولك أن تحكّم من شئت من كبار الواحة بل لن تحتاج لتحكيم أحد ويكفيك أن تعرف

1-بفضل الله حصلت على لقب مسابقة الواحة لصيف 2013

2- أنت خرجت من الدور الأول على يد المتألقة (فتون سليمان) وما لا تعرفه أنني عرّاب هذه الشاعرة الموهوبة ومستشارها في تلك المسابقة وأعتز بذلك=لك أن تسألها بنفسك

3-معظم قصائدي المنشورة في الواحة تم تثبيتها على جدار الكبار .وهذا من فضل ربي

4-ما ورد في 1 و 2و 3 هي حقائق وليست أراء متشنجّة كما قد تبدو=مع علمي أن ذكر تلك الحقائق يستقبح سيما من مثلي ولكنها كفيلة بردعك ومنعك من التطاول بارك الله فيك


*المشكلة بيننا ليست حول كلمة في قصيدة لأناقشك في الشعر بل المسألة تخطت ذلك ..فالفجوة بيننا فكرية وردمها أهم بكثير من شرح البيت الذي فاق قدراتك ولا ألومك

ربيحة الرفاعي
25-02-2014, 09:03 PM
نص محلق في فضاء من الصورة واسع وأفق بلا حدّ، ولعل هذ اللا حدّ هو ما يجعل القول أحيانا موضع نقاش وربما جدل، وإني إذ أتفق مع شاعرنا الرائع نوار السلمي حول أثر الاختلاف حول المقدس وغير المقدس، وأثر الاختلاف في فهم الألفاظ بين دلالتها الشرعية -وهي مقدمة- ودلالاتها الأصلية، لأزعم أن التفاوت في تصوّر الحقيقة والمجاز محسوب على الشاعر حين يؤدي لردّة فعل سلبية أو انتفاضة في المشاعر الإيمانية للمتلقي، لأن الشاعر مسؤول عن تحميل بوحه المعنى الذي أراد، وبثه بما يوصله للمتلقي بيّن الدلالة، وإلا فقد أسلمنا زمام الشعر لهلوسات الحداثة بمعناها السلبي معزوفة على إيقاع خليلي، وليس هذا بعدل في حق الشعر ولا اللغة التي نضيع عن غير قصد دلالات ألفاظها

ولا شك أن شاعرية الحرف وجمال انهماره وعذوبة انسيابه تغفر للنص جنوح الصورة أحيانا، ما لم تتحرش بما يشكل منطقة حراما لدى المتلقي، إلا أن يكون (هذا المتلقي) من شريحة يعتبرها الشاعر خارج إطار اكتراثه ولا يحرص على عدم خدش شعورها الديني أو الأخلاقي ولا تعنيه أعرافها، أو أنها ضمن إطار اكتراثه بالمعنى السلبي، كما في حال أدونيس إذ يقول في كتابه الثابت والمتحول "الله والأنبياء والفضيلة والآخرة ألفاظ رتبتها الأجيال الغابرة، وهى قائمة بقوة الاستمرار لا بقوة الحقيقة والتمسك بهذه التقاليد موت، والمتمسكون بها أموات، وعلى كل من يريد التحرر منها أن يتحول إلى حفار قبور، لكى يدفن أولا هذه التقاليد كمقدمة ضرورية لتحرره ! "الثابت والمتحول 3/187، فهذا قول يحمل بوضوح حرصا على خدش الشعور الديني ونيّة لاستفزاز ردّ فعل يجعل للأمر ضجيجا يخدم الكاتب بصورة ما، وهذا اكتراث واضح بمعناه السلبي ، وليس مجرّد شطحة خيال استهطلت الحرف صورا قد تتحرش لدى المتلقي بما يحمل شيئا من قداسة، فماذا عندما تكون الثانية ؟ ...
ماذا عندما يكون القول كما تقدم شطحة خيال ؟
سيكون الحكم عندها مدى اكتراث الشاعر بتلك الشريحة من المتلقين التي ستجد في القول ما يؤذيها ..

أظنني أكتفي هنا باقتباس ما ختم به المبدع نوار السلمي تعقيبه
نطقة
فماذا يجب على الشاعر والقارئ؟
يجب على الشاعر أن يجد إجابة وتفسيرا حول ما يكتبه قبل أن يسأل عنه, فإن لم يجد جوابا فهو غير مضطر أن يكتب ما يوقعه في المحظور, وليعلم أنه ليس بمقدوره أن يمحو ماكتبه متى ما أراد ولكنه يستطيع ألا يضطر إلى تمني حذف ما كتبه.
وعلى القارئ أن يحسن الظن بالشاعر ويبحث في تلكم الأسباب عما يزيل اللبس المنقدح في نفسه, ما استطاع إلى ذلك سبيلا فإن لم يجد يستوضح من الشاعر...


محبتي للجميع

وتحاياي

على خيطر جمال الدين
25-02-2014, 09:16 PM
وعليكم السلام ورحمة الله

قلت أن الغزالي شاعر كبير وهو أيضًا فقيه مجدد كما أعرفه..بكل بساطة سأستفتيه في الشعر كأديب وأستفتيه في الشرع كفقيه ..ولكن لن أستفتيه في الطب إن لم يكن من أهله

مثلاً شيخنا الجليل ابن باز أنكر أن الأرض تدور ورغم غرابة الأمر إلا أنني سآخذ به لو أثبته علميًا وإلا فرأيه مردود=تذكر أنه كسائر الخلق غير معصوم ^_^

وبما أنك رفضت أن تأخذ برأي الأديب في تخصصه لأنه لايحسن الوضوء فلماذا يسافر شيوخنا الأجلاء إلى أمريكا ليتعالجوا على يد طيب لم يعرف عن الإسلام شيء!

أما الدين فهو كما تفضلت قد تكفل الله بحفظه ولكني قصدت المستجدات العصرية التي لم تكن موجودة في عصر الصحابة رضوان الله عليهم أو حتى التابعين
..فهل سنرجع لإبن تيمية ليفتينا في (الألترا ساوند) وبقية التقنيات المستخدمة في الكشف عن جنس الجنين ^_^


ثم أعترض على جملتك (أخطأ المشائخ وأصاب ابن العقدي) وأرى أن تقول أخطأ علي وأصاب حسين:hat:




بإمكاني أن أنجرف وراء استفزازك الظريف وأخاطبك بنفس القدر من التهكم ^_^

فأقول وبكل صدق أنا لا أستبعد أن تتفوق عليّ في كل المجالات التي تخطر ببالك ولكنك وإن لمست القمر لن تبلغ كشاعر عُشر ما بلَغْتُه أنا أقولها بغرور وثقة ولك أن تحكّم من شئت من كبار الواحة بل لن تحتاج لتحكيم أحد ويكفيك أن تعرف

1-بفضل الله حصلت على لقب مسابقة الواحة لصيف 2013

2- أنت خرجت من الدور الأول على يد المتألقة (فتون سليمان) وما لا تعرفه أنني عرّاب هذه الشاعرة الموهوبة ومستشارها في تلك المسابقة وأعتز بذلك=لك أن تسألها بنفسك

3-معظم قصائدي المنشورة في الواحة تم تثبيتها على جدار الكبار .وهذا من فضل ربي

4-ما ورد في 1 و 2و 3 هي حقائق وليست أراء متشنجّة كما قد تبدو=مع علمي أن ذكر تلك الحقائق يستقبح سيما من مثلي ولكنها كفيلة بردعك ومنعك من التطاول بارك الله فيك


*المشكلة بيننا ليست حول كلمة في قصيدة لأناقشك في الشعر بل المسألة تخطت ذلك ..فالفجوة بيننا فكرية وردمها أهم بكثير من شرح البيت الذي فاق قدراتك ولا ألومك
أخي حسينا سامحك الله أولا .
ثم ما كل هذا الغضب ؟!
لم أعقد مقارنة بيني وبينك لتحدثني عن إنجازاتك وعن تفوقك عليّ .
يا أخي أنت لست اشعر مني فقط بل انت أشعر من لبيد .

على العموم ردي عليك أوجزه فيما جرى بين جرير والفرزدق حينما رأى الفرزدق جريرا بمنى وهما حاجان ، فقال له الفرزدق :

فإنك لاقٍ بالمشاعر من منى * فخارا فخبّرني بمن أنت فاخرُ

فقال جرير :

لبيك اللهم لبيك .

فكان عليك أخي الفاضل أن تقارع الحجة بالحجة والدليل بالدليل ، أما أن تضرب بأقوال العلماء الربانيين عرض الحائط ، وتستنكف أن تخبرنا ما معنى الصلاة في بيتك ، وتُعرض عن سبب دعائك الله والكف منك مختال ذو عُجْب ورياء ، وتصفع السماء الكريمة بدعائك القوي بدلا من أن ترسله في ثوب الخضوع والتضرع ..
ثم لم تفهم رأي منْ مرّ بعدي ونصحك بالأخذ بما نصحتك به لتعلم أيّنا المران على قلبه والمغطى على بصره .

المهم أوصيك ونفسي بتقوى الله والوقوف عند حدود الله ، وإياك وما يُعتذر منه غدا ، ورب كلمة تقول لصاحبها دعني !.

إسماعيل القبلاني
25-02-2014, 09:35 PM
سأنْفُـثُ ظِلَّـكِ فــي دَفْـتَـريوأُلْقي عَلَـى مُقْلَتـي الدَّفْتَـرا
فقَـدْ كَـانَ وَجْهُـكِ لـي مُلْهِمًـافَـلا غَـرْوَ إنْ رَدَّنـي مُبْـصِـرا
أنـا ابْـنُ القَصِيْـدَةِ بَـلْ رَبُّـهـاكَشَفْتُ مِنَ اللوحِ مـا لا يُـرى





.......
كشفت لنا في طي ما وراء الخيال كيف يكون سحرك الخاص
إبداعك الذي أجلت صلاته هنا كان صلات لنا لشخصك خلف القصيدة
دمت رائعا

حسين العقدي
25-02-2014, 09:56 PM
أخي حسينا سامحك الله أولا .
ثم ما كل هذا الغضب ؟!
لم أعقد مقارنة بيني وبينك لتحدثني عن إنجازاتك وعن تفوقك عليّ .
يا أخي أنت لست اشعر مني فقط بل انت أشعر من لبيد .

على العموم ردي عليك أوجزه فيما جرى بين جرير والفرزدق حينما رأى الفرزدق جريرا بمنى وهما حاجان ، فقال له الفرزدق :

فإنك لاقٍ بالمشاعر من منى * فخارا فخبّرني بمن أنت فاخرُ

فقال جرير :

لبيك اللهم لبيك .

المهم أوصيك ونفسي بتقوى الله والوقوف عند حدود الله ، وإياك وما يُعتذر منه غدا ، ورب كلمة تقول لصاحبها دعني !.

من حقك أن تنصحني وليس من حقك أن تجبرني على قبول نصيحتك ..ولكن إصرارك الغريب على صحة ما زعمت لتبدو في صورة المنتصر فهذا ليس من صفات الناصحين إذ حولت النقاش لتحدي وشخصنت الأمور وهذا ما حذرتك ونفسي منه ولكن تهكمك في آخر رد أجبرني على معاملتك بالمثل ثم أقولها بصدق كل ما ذكرته في المقارنة بين شاعريتي وشاعريتك هي حقائق شئت أم أبيت بغض النظر عن استقباح ذكرها

أما وقد خفتَ صوتك فلك عليّ أن أشرح لك ذلك البيت المثير للجدل سيما أني انشغلت عن قصيدتي بمناقشة فكرك الذي يهمني أكثر من رأئك في القصيدة ^_^

من أبلغ التشبيهات ياصديقي هي تلك التي تحذف فيها أداة التشبيه ووجه الشبه كقولنا (الشعر بحر) ونقصد الشعر كالبحر واختر ماشئت من صفاته

فحبيبتي كالصلاة المؤجلة التي لم تكن لي يدٌ في تأجيلها وهي ذاتها ذلك الجزاء الذي حرمت منه بسبب التأجيل^_^ عارف لسى مافهمت

ما وجه الشبه بين الصلاة وتلك الحبيبة؟ كلاهما ينهى عن الفحشاء والمنكر وكلاهما يحصنان المرء وكما نقول (الزواج نصف الدين) وكذلك الصلاة عماد الدين ولا شك أن الصلاة أعظم ولكن يجب أن تترك للشعر والشعراء ولو ثقبًا يتنفسون من خلاله فيبالغون بقدرٍ معقول ولا أظنني تجاوزت ذلك القدر وإن فعلت فأمري إلى الله وهو يعلم النيات ولن يكلني إلى قول فلان وعلان بل سينظر إلى قلبي ويحاسبني بما شاء وهو الغفور الرحيم

بقي أن تعلم يارعاك الله أن هذه القصيدة كُتِبَتْ بعد انتهاء مراسم (الخطبة والنظرة الشرعية ) مباشرةً =عقبال العزابية

بالمناسبة لاحظت في معظم تعقيباتك على قصائد الشعراء أنك تركز على الجانب الديني وتحاول إيقاعهم في الخطأ الشرعي وربما تكون مصلحًا نرجو الله أن يثيبك ولكن إذا أردت تحقيق هدفك في تحذير الشعراء من المحرمات فعليك أن تطرح مواضيعًا في قسم النقاشات وسأكون أول المتواجدين أما في قسم الشعر فناقش الشعر فقط ...
لو كتب أحدهم قصيدة قوية ومتكاملة يمدح فيها بشار الأسد ذلك السفاح فلن أجد حرج في إبداء رأي حول القصيدة بل وقد أمدحها من حيث قوتها بغض النظر عن اختلافي السياسي مع الشاعر فهنالك قنوات أخرى لمناقشة ذلك الإختلاف ^_^ فهمت؟

طاقات ورد

على خيطر جمال الدين
25-02-2014, 10:27 PM
من حقك أن تنصحني وليس من حقك أن تجبرني على قبول نصيحتك ..ولكن إصرارك الغريب على صحة ما زعمت لتبدو في صورة المنتصر فهذا ليس من صفات الناصحين إذ حولت النقاش لتحدي وشخصنت الأمور وهذا ما حذرتك ونفسي منه ولكن تهكمك في آخر رد أجبرني على معاملتك بالمثل ثم أقولها بصدق كل ما ذكرته في المقارنة بين شاعريتي وشاعريتك هي حقائق شئت أم أبيت بغض النظر عن استقباح ذكرها

أما وقد خفتَ صوتك فلك عليّ أن أشرح لك ذلك البيت المثير للجدل سيما أني انشغلت عن قصيدتي بمناقشة فكرك الذي يهمني أكثر من رأئك في القصيدة ^_^

من أبلغ التشبيهات ياصديقي هي تلك التي تحذف فيها أداة التشبيه ووجه الشبه كقولنا (الشعر بحر) ونقصد الشعر كالبحر واختر ماشئت من صفاته

فحبيبتي كالصلاة المؤجلة التي لم تكن لي يدٌ في تأجيلها وهي ذاتها ذلك الجزاء الذي حرمت منه بسبب التأجيل^_^ عارف لسى مافهمت

ما وجه الشبه بين الصلاة وتلك الحبيبة؟ كلاهما ينهى عن الفحشاء والمنكر وكلاهما يحصنان المرء وكما نقول (الزواج نصف الدين) وكذلك الصلاة عماد الدين ولا شك أن الصلاة أعظم ولكن يجب أن تترك للشعر والشعراء ولو ثقبًا يتنفسون من خلاله فيبالغون بقدرٍ معقول ولا أظنني تجاوزت ذلك القدر وإن فعلت فأمري إلى الله وهو يعلم النيات ولن يكلني إلى قول فلان وعلان بل سينظر إلى قلبي ويحاسبني بما شاء وهو الغفور الرحيم

بقي أن تعلم يارعاك الله أن هذه القصيدة كُتِبَتْ بعد انتهاء مراسم (الخطبة والنظرة الشرعية ) مباشرةً =عقبال العزابية

بالمناسبة لاحظت في معظم تعقيباتك على قصائد الشعراء أنك تركز على الجانب الديني وتحاول إيقاعهم في الخطأ الشرعي وربما تكون مصلحًا نرجو الله أن يثيبك ولكن إذا أردت تحقيق هدفك في تحذير الشعراء من المحرمات فعليك أن تطرح مواضيعًا في قسم النقاشات وسأكون أول المتواجدين أما في قسم الشعر فناقش الشعر فقط ...
لو كتب أحدهم قصيدة قوية ومتكاملة يمدح فيها بشار الأسد ذلك السفاح فلن أجد حرج في إبداء رأي حول القصيدة بل وقد أمدحها من حيث قوتها بغض النظر عن اختلافي السياسي مع الشاعر فهنالك قنوات أخرى لمناقشة ذلك الإختلاف ^_^ فهمت؟

طاقات ورد
أنت تأتي بتفسيرات وتأويلات لا تحتملها الألفاظ ، فبين ما ذهبتَ إليه وقصدتَه وبين دلالات ألفاظك مفاوز ! .
وصعب على كل ذي عقل أن يفهم كل مرادك وكل ما ذهبت إليه من تأويلات وتعقيدات ، فخير الشعر ما لان وطاب ، أما أن تحاول أن تتعب المتلقي وتدخله في دوامات لا أخر لها وتحاول أن تقحمه مجبرا في كل مراداتك ، فأف لذلك من شعر . وأظن أن معظم أبياتك فيها هذا الثقل التعقيدي .
وأقسم لك بالله غير حانث لقد سألت منْ هو مشرف على الدكتوراه في اللغويات وهو شاعر كبير وله دواوين سألته عن بيتك الأول في القصيدة لأنظر هل أخطأتُ أنا في نقدك أم أصبتُ ، فما كان منه إلا أن قال لي بالحرف الواحد :
هذا التشبيه من أقبح التشبيهات ..
ولم يخفت صوتي أخي الكريم ، وإنما هي طمأنينة منْ كان على الحق ، و إرياحية من ملك زمام الامر ،فكما قال العلماء إذا ظهر الحق تساقطت من حوله صولة الباطل الزائفة .
وكيف يخفت صوت من ضم إلى رأيه رأي الشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين وغيرهم من الأجلاء ؟!
وكيف يخفت صوت منْ أيد رأيه المارون من بعده حتى قالوا لك : خذ بنصيحته ، أليس هذا إقرار منهم بإصابة رأيي ؟!
واعلم -أعزك الله - بأني وإن علقتُ على الجانب الديني في بعض القصائد ، فلم أرد بذلك تصيد الأخطاء وإيقاع الشعراء معاذ الله يا أخي .
وإنما أريد النصح وتجنب الأخطاء الشرعية التي قد تُفضي إلى ما لا يُحمد عقباه، والذي جرني إلى ذلك ربما نشأتي ودراستي في الأزهر الشريف حيث درست العلوم الشرعية والعلوم العربية ، وشاء الله أن حصلت على ليسانس لغة عربية من جامعة الأزهر الشريف.
على كل ننتظر حتى يبعث الله لنا أديبا يفصل بيننا وذلك لاعتبارك أن الأمر أدبيا وليس دينيا .
وأنا من هذا المقام أناشد الدكتور العمري مشكورا أن يدلي بدلوه فهو أهل لذلك الأمر .

دمت بخير وسلام.

حسين العقدي
25-02-2014, 10:54 PM
أنت تأتي بتفسيرات وتأويلات لا تحتملها الألفاظ ، فبين ما ذهبتَ إليه وقصدتَه وبين دلالات ألفاظك مفاوز ! .
وصعب على كل ذي عقل أن يفهم كل مرادك وكل ما ذهبت إليه من تأويلات وتعقيدات ، فخير الشعر ما لان وطاب ، أما أن تحاول أن تتعب المتلقي وتدخله في دوامات لا أخر لها وتحاول أن تقحمه مجبرا في كل مراداتك ، فأف لذلك من شعر . وأظن أن معظم أبياتك فيها هذا الثقل التعقيدي .
وأقسم لك بالله غير حانث لقد سألت منْ هو مشرف على الدكتوراه في اللغويات وهو شاعر كبير وله دواوين سألته عن بيتك الأول في القصيدة لأنظر هل أخطأتُ أنا في نقدك أم أصبتُ ، فما كان منه إلا أن قال لي بالحرف الواحد :
هذا التشبيه من أقبح التشبيهات ..
ولم يخفت صوتي أخي الكريم ، وإنما هي طمأنينة منْ كان على الحق ، و إرياحية من ملك زمام الامر ،فكما قال العلماء إذا ظهر الحق تساقطت من حوله صولة الباطل الزائفة .
واعلم -أعزك الله - بأني وإن علقتُ على الجانب الديني في بعض القصائد ، فلم أرد بذلك تصيد الأخطاء وإيقاع الشعراء معاذ الله يا أخي .
وإنما أريد النصح وتجنب الأخطاء الشرعية التي قد تُفضي إلى ما لا يُحمد عقباه، والذي جرني إلى ذلك ربما نشأتي ودراستي في الأزهر الشريف حيث درست العلوم الشرعية والعلوم العربية ، وشاء الله أن حصلت على ليسانس لغة عربية من جامعة الأزهر الشريف.
على كل ننتظر حتى يبعث الله لنا أديبا يفصل بيننا وذلك لاعتبارك أن الأمر أدبيا وليس دينيا .
وأنا من هذا المقام أناشد الدكتور العمري مشكورا أن يدلي بدلوه فهو أهل لذلك الأمر .

دمت بخير وسلام.

من أول وهلة عرفت أنك أزهري أو سلفي أو إخواني أو بقية المسميات التي لا أعرفها^_^ المهم الله يوفقك في مسيرتك الأزهرية بعيدًا عن قصائدي التي لن تلتقي مع تفكيرك في أي نقطة

النقاش معك عقيم مع احترامي لشخصك لذلك سأضع نقطة آخر السطر بحجم رأس من في رأسه عقل

وبدون طاقات ورد

على خيطر جمال الدين
25-02-2014, 11:07 PM
من أول وهلة عرفت أنك أزهري أو سلفي أو إخواني أو بقية المسميات التي لا أعرفها^_^ المهم الله يوفقك في مسيرتك الأزهرية بعيدًا عن قصائدي التي لن تلتقي مع تفكيرك في أي نقطة

النقاش معك عقيم مع احترامي لشخصك لذلك سأضع نقطة آخر السطر بحجم رأس من في رأسه عقل

وبدون طاقات ورد
سامحك الله يا حسين وهداك .
نحن نحبك لكن الحق أحب إلينا منك .

حسين العقدي
25-02-2014, 11:12 PM
سامحك الله يا حسين وهداك .
نحن نحبك لكن الحق أحب إلينا منك .

أحلى ما في بعض السلفيين أنهم يوشكون أن يقيموا عليك الحد وفجأة يدعون أنهم ناصحون محبون ..أقول طير من راسي أيها المثالي D:

محمد كمال الدين
26-02-2014, 12:28 AM
امممممممممم

قرأت من أبيات القصيدة ما أثملني
على كل
وفقك الله وإيانا لما يحب ويرضى

خالص محبتي والتقدير

آمال المصري
26-02-2014, 06:31 AM
على كل ننتظر حتى يبعث الله لنا أديبا يفصل بيننا وذلك لاعتبارك أن الأمر أدبيا وليس دينيا .
وأنا من هذا المقام أناشد الدكتور العمري مشكورا أن يدلي بدلوه فهو أهل لذلك الأمر .
.

تابعت مادار من نقاش وجدل وقراءات هنا
وبناء على رد الشاعر علي خيطر أؤكد على الطلب من الأمير أن يتفضل بالرد بعلمه وبما يقطع دابر الجدل
للجميع خالص التحايا

على خيطر جمال الدين
26-02-2014, 12:02 PM
أحلى ما في بعض السلفيين أنهم يوشكون أن يقيموا عليك الحد وفجأة يدعون أنهم ناصحون محبون ..أقول طير من راسي أيها المثالي D:
لا حسين ليس الأمر كما تظن ، وأقسم لك بالله ما كنت إلا من الناصحين ولكنك أبيت وعاندت .
وتتمة لما استدركته عليك من قبل رأيتك تتهكم وتقول بأن الشيخ ابن باز -رحمه الله - قال بأن الأرض لا تدور وقال أيضا بأن الشمس هي التي تدور ،ولعلمك لم يقم الشيخ مثلا من نومه ليخبرنا بأن الأرض لا تدور ، وهو بذلك يضرب بالنظريات العلمية عرض الحائط ، بل ساق هذا الرأي المحترم من كتاب الله تعالى من قوله تعالى :
" والشمس تجري لمستقر لها "
فقال بعد الوقوف على هذه الآية الكريمة بأن الأرض ثابتة والشمس هي التي تتحرك .انظر كيف ساق لنا الدليل ، وبرغم ذلك تندرت عليه . أناهنا لست في معرض تأييد لقوله بل ربما أخالفه إنما أردتُ أن أبين لك فهم هؤلاء الشيوخ الأجلاء الذين ضربت بأقوالهم عرض الحائط من قبل ، ولو سلمنا بعدم صحة رأيه ،فهو رجل له الأجر لأنه اجتهد وأخطأ ، ولو أصاب يوما من الأيام وأيدت ذلك النظريات والأبحاث العلمية فله أجران ، أم أنت لو اجتهدت في مثل هذه الأمور الشرعية فلن تحمل إلا أوزارا مع أوزارك حتى ولو أصبت لأنك لست أهلا للاجتهاد !.
وقال أيضا -رحمه الله- بأن الأرض مسطحة وليست كروية !
أترى كيف ساق الدليل ؟! لقد ساق الدليل من قوله تعالى :
"وإلى الأرض كيف سُطحتْ "
لو تتبعت معك مثل هذه الأمور لما وسعنا الزمان والمكان .

* أما قصة سيدنا عمر وحسان بن ثابت - رضي الله عنهما - حيث أرجأ الأمر إلى حسان لعلمه بالشعر ، فكذلك قال سيدنا عمر - رضي الله عنه - للمرأة التي دار بينه وبينها جدال في أمر الصداق ، وقد أيد رأيها وقدمه على رأيه قال لها :
أصابت المرأة وأخطأ عمر !.
والقضية كانت دينية وليست أدبية ! ، علك تفهم مرادي هنا .
هكذا تورد الإبل .

على العموم هداني الله وإياك إلى ما يحبه ويرضاه.

على خيطر جمال الدين
26-02-2014, 02:22 PM
وأما مقارنة شعري بشعرك ، فلا سبيل لك بهذا لأنه لم تعقد بيني وبينك مقارنة ولم يتم استفتاء على هذا الأمر هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فأنا لست بشاعر إنما هي خربشات يجول بها خاطري !
أما أنت وقد نصّبت من نفسك شاعرا فذا ، فأنت عرضة للنقد وتقويم عوار شعرك بدون تعنت وجدال ، وكان من الواجب عليك أن ترد الحجة بالحجة لا أن تشرق وتغرب من غير دليل بين!.

وما حال فلذة كبدك ومهجة فؤادك ببعيد عن حالك ، ولم لا والمورد واحد والشأن واحد، أتذكر هذا الشعر والذي به من القبح ما يجعل المرء لا ينظر إليه فضلا من أن يقول فيه كلمة واحدة أتذكر قول فلذة كبدك :

(سأذرف مهجتي لرضاك حتى
تكفِّرُ قبلتِي سهواً ركوعي

واتلو منك آياتي جهارا
فمصحفك الذي اتلو شموعي

سألهبني بفيك فويح خدّي
وويحي منك يا أرقى ولوعي)


وما خفي كان أعظم!
واعلم بأني لا أحب الجدال ، ولو وقفت لك على عوار شعرك لما تركت لك أخضر ولا يابسا ، ولن اقول إلا الحق مع الدليل ،فلا يغرّنك سبق لك في مسابقة ما ، ولا يغرنك أن عُلقت أشعارك على جدار الكبار كما ذكرت ،فالأمر ليس كما تظن ، وأنا أعلم ذلك جيدا .
وإذا كان هذا حالك فلا أخشى على نفسي خسرا ولا هضما ،تقول أنت :

(صفعت السماء بوجه الثرى ****وصعرت كفي مسستمطرا)
فلا أجاب الله دعاء مستكبر.
وتقول :
(سأطهو لك القلب في وردة ) أراك هنا طباخا.

وتقول :

(كشفت من اللوح ما لا يرى )

هل هو اللوح المحفوظ أم لوحك أنت الخاص بك ، أم أنك قد كُشفت لك الحجب وعلمت الغيب السماوي ؟!
وتقول :
(فنامي بقربي ولا تقلقي ) وكأنك سيدنا يوسف عليه السلام .

وتقول :

(فأنت الصلاة التي أجلت ) حاشا لله أن تشبه امرأة بالصلاة .

لا اظن ان عاقلا يقول بهذا .

على العموم هداني الله وإياك إلى ما يحبه ويرضاه.

حسين العقدي
26-02-2014, 02:35 PM
وأما مقارنة شعري بشعرك ، فلا سبيل لك بهذا لأنه لم تعقد بيني وبينك مقارنة ولم يتم استفتاء على هذا الأمر هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فأنا لست بشاعر إنما هي خربشات يجول بها خاطري !
أما أنت وقد نصّبت من نفسك شاعرا فذا ، فأنت عرضة للنقد وتقويم عوار شعرك بدون تعنت وجدال ، وكان من الواجب عليك أن ترد الحجة بالحجة لا أن تشرق وتغرب من غير دليل بين!.

وما حال فلذة كبدك ومهجة فؤادك ببعيد عن حالك ، ولم لا والمورد واحد والشأن واحد، أتذكر هذا الشعر والذي به من القبح ما يجعل المرء لا ينظر إليه فضلا من أن يقول فيه كلمة واحدة أتذكر قول فلذة كبدك :

(سأذرف مهجتي لرضاك حتى
تكفِّرُ قبلتِي سهواً ركوعي

واتلو منك آياتي جهارا
فمصحفك الذي اتلو شموعي

سألهبني بفيك فويح خدّي
وويحي منك يا أرقى ولوعي)


وما خفي كان أعظم!
واعلم بأني لا أحب الجدال ، ولو وقفت لك على عوار شعرك لما تركت لك أخضر ولا يابسا ، ولن اقول إلا الحق مع الدليل ،فلا يغرّنك سبق لك في مسابقة ما ، ولا يغرنك أن عُلقت أشعارك على جدار الكبار كما ذكرت ،فالأمر ليس كما تظن ، وأنا أعلم ذلك جيدا .
وإذا كان هذا حالك فلا أخشى على نفسي خسرا ولا هضما ،تقول أنت :

(صفعت السماء بوجه الثرى ****وصعرت كفي مسستمطرا)
فلا أجاب الله دعاء مستكبر.
وتقول :
(سأطهو لك القلب في وردة ) أراك هنا طباخا.

وتقول :

(كشفت من اللوح ما لا يرى )

هل هو اللوح المحفوظ أم لوحك أنت الخاص بك ، أم أنك قد كُشفت لك الحجب وعلمت الغيب السماوي ؟!
وتقول :
(فنامي بقربي ولا تقلقي ) وكأنك سيدنا يوسف عليه السلام .

وتقول :

(فأنت الصلاة التي أجلت ) حاشا لله أن تشبه امرأة بالصلاة .

لا اظن ان عاقلا يقول بهذا .

على العموم هداني الله وإياك إلى ما يحبه ويرضاه.

لا ترغي وتزبد أيها الواعظ الفاضل فأنا لست السيسي ^_^

قلتُ وأحسبك صادقًأ أنك نصحت لوجه الله

نعم من حقك أن تنصح ومن حقي أن أضع نصيحتك تحت جزمتي فهل لي الحق في ذلك؟

أرجو من إدارة الواحة أن تخرج هذا الظلامي من متصفحي

فكير سهيل
26-02-2014, 03:13 PM
[-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مهلا مهلا اخواني....

اريد ان اوضح ان الشيخ ابن باز لم يكفر من قال بان الارض تدور وانما اجتهاد يقبل الردوالاجتهاد لا يكون مع صريح النص ولهذا جاز رد قوله وهذا رابط رده على من ادعى هذا :http://www.binbaz.org.sa/mat/8640


ارجو التريث وادعو نفسي واياكم عموما تجنب ما يغضب الله فيما نكتب خاصة في العقيدة فلا خير فيه ولنا سلف حسان والشافعي وغيرهم .
واظن ان ادارة الواحة لا تحبذ ذلك
تقبلوا مروري ولولا اني وجدت من واجبي كتابة هذا ما كتبته.

عدنان الشبول
26-02-2014, 04:22 PM
من أكثر ما يسيئني هو أن أجد أن النقد الأدبي أخذ يتجه إلى النقد بالشخوص ويخرج عن مساره .
من يبدي نصيحة لشاعر مدحا أو نقدا أو حبا في الله أو خوفا على مصلحة أو طمعا بالخير أو غير ذلك ،فهو مشكور .
وللشاعر أو صاحب النص أن يأخذ بالنقد أو يتركه ، ولن يضرنا في شيء في كلتا الحالتين ، فمن يصيب يصيب لنفسه ومن أخطأ فعليها !
أما أن تنقلب صفحات الواحة لجدال ومهاجمة (. كما حصل في بعض القصائد من قبل ) ، فهذا مما لا يطيب لي ولا لإدارة الواحة ولا يليق أبدا.

فأرجوكم أحبتي الكرام ، أن تعلموا أن ما قرأته هنا ليس محمودا أبدا .
ولا نريد أن نعود لمثل هذه المشاحنات ، تكرما منكم وما. عهدناه فيكم من الخير والمحبة .


دمتم بخير

عدنان الشبول

د. سمير العمري
26-02-2014, 04:22 PM
سلام الله عليكم ، وتحية من القلب إليكم أجمعين ، وبعد؛

فإني اطلعت على ما دار هنا من حوار لم يخل من بعض مراء ، ورأيت الدعوة للحكم في هذا الاختلاف فرأيت أن أرد هنا بما يتطلب هذا من حكم أدبي ومن حكم إداري نفصل به بين رأيين وبين تصرفين. وأقول مستعينا بالله ومقتضبا القول ما استطعت.

1- أولا وقبل كل شيء نقول مبارك الخطبة يا حسين ، فبارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما على خير!

2- عرفتك يا حسين إنسانا مهذبا وأديبا مؤدبا يتسع صدرك للنقد من الصغير قبل الكبير فما لي أراك يضيق صدرك بالرأي حرجا وتعمد إلى التسفيه والإساءة والاستخفاف بالناس؟ أرجو أن يكون هذا حالة نزق عابرة وأن تعود لما نعرف فيك من الخلق والدماثة والنقاء ، وأن تتذكر أن ضوابط المشاركة في الواحة تعتمد الاحترام المتبادل وتناول النص دون الشخص.

3- نقدم جميعا حسن الظن ونعلم أن كل امرئ بما كسب رهين وأنه حر فيما يقول ، ولكن الدين النصيحة وحق الأخ على الأخ أن ينصره ظالما أو مظلوما ، وأحسب أن الجميع هنا يعي قول الله تعالى "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر" ، وكما هو حقك أن تقول ما تريد أو تزعم ما تشاء فلغيرك ذات الحق في الرأي وفي الفهم لا تقسره ولا يقسرك وإنما يكون الحوار الهادف بعيدا عن المراء وإنما بدحض الحجة بالحجة ومقارعة الرأي بالرأي دون انزلاق في الإساءة لشخص المحاور فهذا دليل عجز غالبا.

4- الحكمة ضالة المؤمن والنصح ثمين نفيس ، وأنت في هذه المرحلة من تطورك الشعري بحاجة لرأي الجميع أقنع أم لم يقنع فهو سيسهم بشكل ما في تمتين صرح الشعر عندك إلا إن كنت تعني تماما ما تقول في هذه القصيدة بأنك وصلت سدرة المنتهى وبلغت درجة الكمال ، وما بلغ مخلوق الكمال إلا وقع في النقص ، وأنت تعلم رأيي فيك كشاعر وبأنني أراك أحد رموز مستقبل الشعر العربي فلا تجعلن الاستعجال يدفعك لما لا يقال.

5- الطموح حق مشروع ، والامتياز طموح مشروع ولكن التميز غير التمايز ، واعلم أن التميز الحقيقي إنما يكون بالاختلاف عن الأشباه لا الاختلاف مع الأشباه ، ولا يغرنك من منهج "خالف تعرف" اشتهار عابر وسراب زائل ، وهو أمر لا أحسب يعجز عنه أحد متى خالف العرف أو حالف الخسف فاختر لنفسك أن تكون كأبي بكر إذ خالف قومه إلى الحق أز أن تكون كأبي جهل إذ خالف الحق إلى القوم ، واختر لنفسك أن تكون كحسان الذي أقام له الرسول منبرا أو ككعب الذي أهدر الرسول دمه. هو اختيارك الحر ولكن لا تنتظر أن يقرك الناس عليه وأن يقبلوا رأيك أو يقبلوا خد حرفك.

6- أرجو أن لا تكون ممن يفصل الدين عن الحياة فيقول ما لقيصر لقيصر ما لله لله ، فإن الدين هو الضابط الذي يحكم حياتنا ما كنا مسلمين ، وإنك لن تستحل عقدة نكاح خطيبتك إلا بشرع الله وبدينه ، وإن ارتباط الشعر بالشرع هو مما أقره الله تعالى في غير موضع ولا يمكن لأحد أن ينفي هذا أو أن يحل وثاقه. ولذا فإني أنصحك أن لا تنجرف في هذا السيل الفاسد من الرأي الذي يروج له بعض أدباء هذا الزمان فإن الزبد يذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

7- إن الشعر علم لدني يهبه الله تعالى لمن شاء من عباده ابتلاء فينظر أيشكر أم يكفر ، وإنك أوتيت من الشعر نصيبا وافرا ولكنه لم يكن على علم عندك ومن عبقرية لديك وإلا لكان سبقك إليها أهل اللغة والعلم والأدب ممن يفوقونك سنا وعلما ، فكن ممن يشكر أنعم الله كن فاروق الشعر ولا تكن قارون الشعر يا حسين ، ولا يستخفنك الشيطان فيجعلك ممن يهيمون في كل واد ويقولون ما لا يفعلون يتبعك الغاوون ويتجنبك المهتدون.

8- وإن الشعر بيان وبلاغ للناس يجدر أن يعلمه من يستطيع قرضه ومن لا يستطيع ، ورب ناقد لا يستطيع القرض عرف من خفايا الشعر ما لا يعرف الشاعر فلا هذا جعله شاعرا ولا ذاك جعل الشاعر ناقدا ، واستشهادك بعمر وحسان هو قياس غير منطبق لأن حسان لم يفصل الشعر عن الشرع وإنما كان حكمه منطلق من الفقه الديني ، وإن رأيته انطبق فإنما لاعتبار مقام حسان في الشعر وحينها يلزمك هذا القياس. ولأن الشعر بيان فيجب أن يعيه كل الناس ، والشاعر لا يحتاج أن يقول كان قصدي كذا وكذا وكانت نيتي كذا وكذا وإنما عليه أن ينظر فيما قال خصوصا حينما يكاد يجمع القوم على رأي ما.

9- الاستكبار لا يجعل المرء كبيرا ، والاستنكاف لا يجعل الخطل صوابا ، ولا عصمة لأحد كما أسلفت ، وكنت أحب أن أرى منك الرد المقنع على ما طرح محاورك بما يدحض عليه حجته وقوله أو يثبت صواب قولك ورأيك ، ولكنك يا حسين آثرت الإصرار على العناد واستمراء الرأي ومثلك أهل لحوار راق وأدب رفيع.

10- أرى انشغالكما ببيت الشابي ، وهو بيت يعتمد على قضية خلاف في فهم معنى القدر ، وأنا شخصيا أراه لا غضاضة عليه شرعيا أكان قصد الشاعر هذا أم لا ، ذلك أنني أؤمن بأن القدر ليس إملاء من الله على عباده وأن القدر بيد المرء يغيره بعلم الله وبإرادته كيف شاء فالله لا يتر أحدا عمله ومن صدق وعمل واجتهد فإن الله سيوفقه بإذنه تعالى إلى ما شاء ، وعليه فإن معنى بيت الشابي هنا أن الإرادة تحقق القدر الذي يحيط الله به علما فالمرء إن عقد العزم على الصلاح وسعى في ذلك قضى صالحا ، وإن عقد العزم على الفساد وسعى في ذلك قضى فاسدا ، وإنما القدر هنا هو إحاطة الله بهذا علما وتوفيقه تعالى لهذا العبد إلى خيره أو تركه إلى اختياره. وعلى العموم ليس هذا هو موضع الحوار.


هذا رد أول بنصح أبوي وتوجيه إداري وسأتبعه الآن بالرأي الأدبي.

تقديري

محمد عبد المجيد الصاوي
26-02-2014, 05:08 PM
مضطر لتأجيلي رأيي حتى يقوم د. سمير العمري
بتقديم رده الأدبي ..
وذلك ليس لنقد رد الدكتور
إنما للاستئناس به فيما سأتقدم به

محبتي للجميع

حسين العقدي
26-02-2014, 05:21 PM
سلام الله عليكم ، وتحية من القلب إليكم أجمعين ، وبعد؛

فإني اطلعت على ما دار هنا من حوار لم يخل من بعض مراء ، ورأيت الدعوة للحكم في هذا الاختلاف فرأيت أن أرد هنا بما يتطلب هذا من حكم أدبي ومن حكم إداري نفصل به بين رأيين وبين تصرفين. وأقول مستعينا بالله ومقتضبا القول ما استطعت.

1- أولا وقبل كل شيء نقول مبارك الخطبة يا حسين ، فبارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما على خير!

2- عرفتك يا حسين إنسانا مهذبا وأديبا مؤدبا يتسع صدرك للنقد من الصغير قبل الكبير فما لي أراك يضيق صدرك بالرأي حرجا وتعمد إلى التسفيه والإساءة والاستخفاف بالناس؟ أرجو أن يكون هذا حالة نزق عابرة وأن تعود لما نعرف فيك من الخلق والدماثة والنقاء ، وأن تتذكر أن ضوابط المشاركة في الواحة تعتمد الاحترام المتبادل وتناول النص دون الشخص.

3- نقدم جميعا حسن الظن ونعلم أن كل امرئ بما كسب رهين وأنه حر فيما يقول ، ولكن الدين النصيحة وحق الأخ على الأخ أن ينصره ظالما أو مظلوما ، وأحسب أن الجميع هنا يعي قول الله تعالى "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر" ، وكما هو حقك أن تقول ما تريد أو تزعم ما تشاء فلغيرك ذات الحق في الرأي وفي الفهم لا تقسره ولا يقسرك وإنما يكون الحوار الهادف بعيدا عن المراء وإنما بدحض الحجة بالحجة ومقارعة الرأي بالرأي دون انزلاق في الإساءة لشخص المحاور فهذا دليل عجز غالبا.

4- الحكمة ضالة المؤمن والنصح ثمين نفيس ، وأنت في هذه المرحلة من تطورك الشعري بحاجة لرأي الجميع أقنع أم لم يقنع فهو سيسهم بشكل ما في تمتين صرح الشعر عندك إلا إن كنت تعني تماما ما تقول في هذه القصيدة بأنك وصلت سدرة المنتهى وبلغت درجة الكمال ، وما بلغ مخلوق الكمال إلا وقع في النقص ، وأنت تعلم رأيي فيك كشاعر وبأنني أراك أحد رموز مستقبل الشعر العربي فلا تجعلن الاستعجال يدفعك لما لا يقال.

5- الطموح حق مشروع ، والامتياز طموح مشروع ولكن التميز غير التمايز ، واعلم أن التميز الحقيقي إنما يكون بالاختلاف عن الأشباه لا الاختلاف مع الأشباه ، ولا يغرنك من منهج "خالف تعرف" اشتهار عابر وسراب زائل ، وهو أمر لا أحسب يعجز عنه أحد متى خالف العرف أو حالف الخسف فاختر لنفسك أن تكون كأبي بكر إذ خالف قومه إلى الحق أز أن تكون كأبي جهل إذ خالف الحق إلى القوم ، واختر لنفسك أن تكون كحسان الذي أقام له الرسول منبرا أو ككعب الذي أهدر الرسول دمه. هو اختيارك الحر ولكن لا تنتظر أن يقرك الناس عليه وأن يقبلوا رأيك أو يقبلوا خد حرفك.

6- أرجو أن لا تكون ممن يفصل الدين عن الحياة فيقول ما لقيصر لقيصر ما لله لله ، فإن الدين هو الضابط الذي يحكم حياتنا ما كنا مسلمين ، وإنك لن تستحل عقدة نكاح خطيبتك إلا بشرع الله وبدينه ، وإن ارتباط الشعر بالشرع هو مما أقره الله تعالى في غير موضع ولا يمكن لأحد أن ينفي هذا أو أن يحل وثاقه. ولذا فإني أنصحك أن لا تنجرف في هذا السيل الفاسد من الرأي الذي يروج له بعض أدباء هذا الزمان فإن الزبد يذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

7- إن الشعر علم لدني يهبه الله تعالى لمن شاء من عباده ابتلاء فينظر أيشكر أم يكفر ، وإنك أوتيت من الشعر نصيبا وافرا ولكنه لم يكن على علم عندك ومن عبقرية لديك وإلا لكان سبقك إليها أهل اللغة والعلم والأدب ممن يفوقونك سنا وعلما ، فكن ممن يشكر أنعم الله كن فاروق الشعر ولا تكن قارون الشعر يا حسين ، ولا يستخفنك الشيطان فيجعلك ممن يهيمون في كل واد ويقولون ما لا يفعلون يتبعك الغاوون ويتجنبك المهتدون.

8- وإن الشعر بيان وبلاغ للناس يجدر أن يعلمه من يستطيع قرضه ومن لا يستطيع ، ورب ناقد لا يستطيع القرض عرف من خفايا الشعر ما لا يعرف الشاعر فلا هذا جعله شاعرا ولا ذاك جعل الشاعر ناقدا ، واستشهادك بعمر وحسان هو قياس غير منطبق لأن حسان لم يفصل الشعر عن الشرع وإنما كان حكمه منطلق من الفقه الديني ، وإن رأيته انطبق فإنما لاعتبار مقام حسان في الشعر وحينها يلزمك هذا القياس. ولأن الشعر بيان فيجب أن يعيه كل الناس ، والشاعر لا يحتاج أن يقول كان قصدي كذا وكذا وكانت نيتي كذا وكذا وإنما عليه أن ينظر فيما قال خصوصا حينما يكاد يجمع القوم على رأي ما.

9- الاستكبار لا يجعل المرء كبيرا ، والاستنكاف لا يجعل الخطل صوابا ، ولا عصمة لأحد كما أسلفت ، وكنت أحب أن أرى منك الرد المقنع على ما طرح محاورك بما يدحض عليه حجته وقوله أو يثبت صواب قولك ورأيك ، ولكنك يا حسين آثرت الإصرار على العناد واستمراء الرأي ومثلك أهل لحوار راق وأدب رفيع.

10- أرى انشغالكما ببيت الشابي ، وهو بيت يعتمد على قضية خلاف في فهم معنى القدر ، وأنا شخصيا أراه لا غضاضة عليه شرعيا أكان قصد الشاعر هذا أم لا ، ذلك أنني أؤمن بأن القدر ليس إملاء من الله على عباده وأن القدر بيد المرء يغيره بعلم الله وبإرادته كيف شاء فالله لا يتر أحدا عمله ومن صدق وعمل واجتهد فإن الله سيوفقه بإذنه تعالى إلى ما شاء ، وعليه فإن معنى بيت الشابي هنا أن الإرادة تحقق القدر الذي يحيط الله به علما فالمرء إن عقد العزم على الصلاح وسعى في ذلك قضى صالحا ، وإن عقد العزم على الفساد وسعى في ذلك قضى فاسدا ، وإنما القدر هنا هو إحاطة الله بهذا علما وتوفيقه تعالى لهذا العبد إلى خيره أو تركه إلى اختياره. وعلى العموم ليس هذا هو موضع الحوار.


هذا رد أول بنصح أبوي وتوجيه إداري وسأتبعه الآن بالرأي الأدبي.

تقديري

أهلا وسهلا بك أستاذي الفاضل ..أنت تعلم مدى تواضعي وحرصي على ملاحظات وتوجيهات كل الأخوة الواحيين

ولو رجعت لبداياتي الواحية لوجدت أن معظم العابرين يشيدون بمدى تواضعي وحرصي على التعلم دون مكابرة حتى قال أستاذي الجميلي حرفيا أني أملك خصلتين ستكونان سببًا في تربعي على عرش الشعر (التواضع والطموح)

أما شعري فأنت أكثر من أشاد به في السر والعلن حتى قلت ما أشرت إليه الآن بأني سيكون لي شأنًا في شعراء عصري وهذه إشادة كنت ومازلت وسأظل أعتز بها لأنها جاءت من شاعر كأنت ..فاعلم حفظك الله أني لست بحاجة إلى السباحة عكس التيار من باب خالف تعرف فبكل ثقة بإمكاني أن أتنازل عن بيت في هذه القصيدة أو عن القصيدة برمتها وأكتب أجمل منها بدون أن يكون فيها أي شبهة تثير الجدل

ثم ماعاذ الله أن أكون ممن يفصلون الدين عن الدنيا والله لم أقل ذلك لا تصريحًا ولا تلميحًا ولكني وبكل إيمان أحترم التخصص لذلك أحيل كل مسألة لأهل الذكر من المختصين فيبينون ويشرحون بكل تجرد ثم تحال إلى العالم الشرعي ليصدر فتواه فيها

فمثلاً لن أقبل أن يفتي الشيخ الفلاني في مسألة طبية إلا إذا شرح له الطبيب المسلم تلك المسألة فيفهما ويعيها ثم ينظر في أمرها من الناحية الشرعية

وقد سئل الشيخ عبدالله المصلح عبر قناة إقرأ عن معاملة بنكيةٍ ما فرد على المتصل بأنه لا يعرف طبيعة هذه المعاملة ولكنه سيسأل المختصين من أهل الاقتصاد ثم سيصدر فتواه بعد تبيّن الحقيقة وطلب من المتصل أن يترك رقمه =هذا ما أعنيه وأطالب به فهل تراني فصلت الدين عن الدنيا؟

أما أخلاقي فلن أفتيك فيها وسأرضى بحكمك أنت وآل الواحة

ولا أنكر أنه قد بدر مني ما لا يليق بي في هذا النقاش الذي تجنبته ولكنه فرض عليّ

ووالله لو وجدت في السيد خيطر ذرة احترام في نصحه لشكرته وأنهيت الموضوع ولكنه جاءني بطريقة مستفزة ومتزمتة فيها من غطرسة المتشددين مالا يخفى على منصف

*قلت في بداية ردي هذا بأني مستعد أن أتنازل عن بيت أو كامل القصيدة دون أي حرج وأضيف بأني مستعد أيضًا لترك الواحة التي أحبها مقابل أن أتمسك برأيي حول السيد خيطر

نعم له الحق في نصحي له الحق في نقد نصي وشخصي له الحق في قول ما يشاء ولكن بالمقابل لي كل الحق في أن أقبل منه أو أرفض

وأعيد وأكرر تلك الكلمة التي بدت صادمة للكثير فأقول من حق السيد خيطر أن ينصحني ومن حقي أن أضع نصيحته تحت جزمتي فليته يفهم أنه لا يملك الحق في إجباري على الأخذ برأيه ونصيحته

بقي أن أشير إلى أني أعبد الله وحده لاشريك له وأدين بدين نبيه الأكرم محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام
نعم أنا أجل وأحترم كل علمائنا الأفاضل ولكني لن أصل إلى مرحلة تقديسهم وكأنهم لا ينطقون عن الهوى وكأن قولهم الفصل ..والله إن مايصدر من بعض أهل السنة والجماعة في تقديس العلماء لا يقل عن تقديس الشيعة لمعمميهم وأنا لن أكون مع هذه الفئة هذا ما اخترته لنفسي وأظنه من أبسط حقوقي كأنسان لديه ولو الحد الأدنى من عقل

د. سمير العمري
26-02-2014, 05:55 PM
أعود لأدلي بالرأي الأدبي هنا وباقتضاب أيضا في نقاط محددة:

1- القصيدة عالية الكعب شعريا وتطور متواصل في أدائك الشعري يا حسين نلحظه جميعا ونتابع هذا التنطور الشعري في أفياء الواحة بفخر وسرور ، ولكني هنا رأيت تأكيد ما كنت أشعر به من جنوح حرفك نحو ما لا نحب لك من لغة يستعملها شاعر أو اثنين آخرين يتكئون فيها على عصا الدين انزلاقا إلى الشطط بما لا يخفى في هذا النص ، فلا تجعل الشعر يفسد عليك دنياك وأخراك ، والشعر هو وسيلة بيان وتواصل بين الناس فلا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير فتكسب بضعة أشخاص وبضع سنين وتخسر الملايين وعدد سنين.

2- في القصيدة مواضع مدهشة شعريا لا ريب وهي كثيرة ولكن فيها بعض مواضع أخرى تستوقف الذائقة وتحتاج مراجعة ولكني لن أتناولها هنا وسأكتفي بالحكم فيما اختلفتم فيه.

3- إن كنت رأيت نفسك خير من محاورك شعريا فقد كان لزاما عليك أن ترى أنه ربما كان أفضل منك أدبيا ذلك أنه يفوقك سنا وعلما بتخصص في اللغة وآدابها ، وكان أجدر بك أن تحاوره كما أسلفت بالحجة فيكون الحوار الهادف الذي يثري الحوار ويؤكد الود وليس الرد بالجزمة وبالتسفيه وبالتعالي. وإن ما رأيته من طرح نقدي هو حق له أو لغيره ، ووجدتني أوافق الكثير مما قال إلا في بعض مواضع قليلة. واعلم أيها الابن الكريم أن علماء الفقه لا يبلغون فيه منزلة دون إلمام تام باللغة ودلالاتها باعتبار أن اللغة العربية هي لغة القرآن وهي مصدر التشريع.

4- لولا شعر الأولين ما كتبت الشعر يا حسين ولا كتب غيرك ، وتكرار حديثك عن هذا الأمر هو باب يقلقني عليك بحق ، وهو باب سبقك فيه الكثير فما بقى لهم من أثر إلا قليلا سيزول ، وأرجو أن لا يكون وصل بك الأمر كما وصل بغيرك إلى غمط كل قول غير قولك وزلق كل شعر غير شعرك.

5- لنتناول البيت الأول من قصيدتك أدبيا وبعيدا عن التناول الديني المباشر. تقول صفعت السماء بوجه الثرى ، واقول: إن الصفع لا يكون إلا بقصد التأديب والإهانة إذ لا يصفع إن من يستهان به كأن يكون عبدا أو إمعة أو مهينا فهذا أمر لا يستقيم مع السماء التي هي رمز الرفعة والقداسة ، وإن كنا نهينا عن سب الدهر فكيبف بنا نهين السماء. ثم كيف يصفع قاصر عن بلوغ قمة جبل السماء التي لا يبلغها الجن ناهيك الإنس. أما رأيت كيف قال الله تعالى في أمر فرعون الذي قال "وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات" فهل بلغ منها شيء إلا وهما أركسه في العذاب الأليم؟؟
ثم إن الصفع فيه من الغلظة والقسوة والغضب ما فيه فكيف تستقيم الصورة مع الرجاء والدعاء بالمطر وهو أحد أكثر أنواع الدعاء تذللا وخضوعا لله رب السماوات؟؟ إن الصفع هنا لا يكون طلب رجاء بل طلب أمر وتقريع واستعباد فمن هو الرب هنا ومن هو العبد؟؟ وكيف يمكن أن يستقيم المعنى الذي شرحت بصفع إهانة وغلظة؟؟
لإن مثل هذا كمثل من يقول مثلا: قبح الله وجهك! ثم فسر بأنه إنما قصد أنه يوسفي الجمال يفتن العقول وأنه يحتاج التقبيح قليلا كي يطيق العقل جماله ، ذلك أن الأمر فيه شتم وذم لا يمكن أن يبرره قصد حتى وإن قال: قبح الله وجهك ما أجملك!

ثم تقول: بوجه الثرى. أقول: الثرى هنا استعارة رائعة دقيقة باعتبار أن الثرى هو التراب الندي وهو أقرب ما يكون وصفا لحال الإنسان وخلقه ، ولكن الصورة هنا تأتي بطريقة المخالفة للمخالفة إذ تجعل الوجه هو من يصفع وهذا أمر يرسم البسمة ربما ولكنه لا يخدم المعنى مطلقا من جهة أن الكف هي التي تصفع ثم إن الصفع غير اللطم ، فاللطم يكون على الوجه ولكن الصفع يكون على قفا الرقبة وهذا أمر كان عليك الانتباه له وكان عليك أيضا أن تراعي فقه اللغة ودلالاتها كما أسلفنا في معنى الصفع.
ثم ننتقل للعلاقة بين الصورتين ودلالاتها البلاغية من كنابة واستعارة مما كان يحتاج أن تشرح للناس نيتك ومقصدك كي يمكن الربط بينها وعدم تقديم الظاهر من القول بما يرسم من صورة إنزال السماء إلى وجه الثرى وليس صعود الثرى إلى وجه السماء ، وحتى تفسيرك وإن كان غير مقنع على الأقل بالنسبة لي فإنه كان أجدر بك أن تيسر الأمر بإشارة خفية أو ذكية تسهل الربط بعيدا عن التخمين والتهويم كأن تضيف مثلا ياء النسب للوجه فتكون وجهي الثرى ، ولا تجادلني في مثل هذا لأنني إنما اسوقه مثالا توضيحيا وليس رأيا أدبيا في بيت أراه غير موفق شرعيا وغير دقيق شعريا.
أما في العجز فتقول: وصعرت كفي مستمطرا. وأقول: الصعر لغة هو ميل الوجه إلى شق وفقهها هو الميل استكبارا كما ورد في القرآن ، وفخرك بتصعير الكف مستغرب إلا إن كنت تريد أن تخالف للمخالفة فحسب كأن تقول مثلا أكل الباب ظلي أو أمسكت برقبة الحائط ... إلخ فاعلم يا حسين أن هذا ليس من التميز الذي يفتخر به المرء بل هو أمر آخر أربأ بك أن تكون من أهله.
والتصعير كما أوضحنا يكون دليل استكبار وميل نفور واستنكاف فكيف يستقيم هذا مع دعاء الاستمطار وصلاة الاستسقاء التي تحتاج غاية التضرع كما أسلفنا؟؟ وإن التصعير هو نفور وتعال على شيء فما هو هذا الشيء الذي تعاليت عليه هنا فصعرت "كفك"؟؟ أليس هو السماء؟؟ فكيف يستقيم هذا عقلا ناهيك شرعا؟؟

6- تقول: فَـأنْــتِ الـصَّــلاةُ الَّــتــي أُجِّــلَــتْ
أقول: الصلاة لغة هي التعبد لله بالركوع والسجود متى كانت من الجن والبشر ، وهي الدعاء والاستغفار منى كانت من الملائكة ، وهي الرحمة والمغفرة متى كانت من الله تعالى.
والصلاة هي واحد الصلوات التي هي كنائس اليهود ومعابدهم.
فإن كان المعنى الثاني فما كانت هذه صورة مناسبة للمعنى الذي تريد وفيه ما يحمل من معاني لا تستقيم والمقصود من المشاعر.
وإن كانت الأولى - وهذا أمر أقررت به - فما لك من حق في أن تحور معنى الصلاة الذي يخص البشر ، ولا يصح شرعا أن تقول لمن تحب أنت الصلاة فتقول إنما هذا تشبيه فإن مثل ذلك مثل قولك: أنت الله! تقصد به تعظيم أحد أو تقديسه ، وهذا أمر لم يفعله حتى كفار قريش إذ سموا الأصنام آلهة ولكن حفظوا لله قداسة اسمه ، ونحن كمسلمين نحفظ للصلاة طهر معناها وخصوصية دلالتها ، ولا يجوز بحال ومهما كانت المبررات اللغوية والبلاغية أن تشبه أحدا بالصلاة حتى لو كان نبيا أو ملكا كريما.
ثم لا صلاة تؤجل لا شرعا ولا عرفا ، فالصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ، وحين ذكر تأخير الصلاة فهو في حكم شرعي محدد وإلا كانت من السهو الذي ذكره الله تعالى.
باختصار هذا أمر يوقع في مخالفة شرعية لا يبررها أمر ، ولا يشفع لها محسن بلاغي أو بديع أو نية ومقصد ، ولا أجد لها من الناحية الأدبية ارتباطا بين الصدر والعجز فتأخير الصلاة إنما تفرض الحساب والعقاب من جهة ، وإن الجزاء الذي أنكرا ليس له سياق ذو دلالة في البيت إلا أن يكون تهويم افتراضات وقسر جمع ما لا يجمع. وأما تفسيرك للبيت فهو قائم على ما صوره رأيك لا ما قاله بيتك. وبعيدا عن حرمة ابتذال قداسة العبادة وطهارة الصلاة التي شرحناها والتي لا يكون للشاعر فيها أي ثقب ولو كان كسم الخياط إلا إن مرق من الدين ، وبعيدا عن تباعد الربط بين المعاني هنا فإني أقول بأنني قد أفهم بأن التأجيل كان أمرا قسرك عليه ظرفك الذي أعرفه لأنني أعرفك فكيف تريد أن تفرض على من لا يعرفك ولا يعرف هذا أن يخمنه دون إشارة دالة منك على ذلك ، ولئن فهمت أمر التأجيل فكيف لي أن أفهم الإنكار مكان الحرمان كما شرحت أنت والفرق بينهما لغة دلالة كبير كبير.

7- إن ما تقدم من نصح أبوي ومن رأي أدبي هو مجرد اجتهاد صادق منا في أن لا يدفعك العجب للشطط فتخسر رضا ربك ومحبة عباده ، وليس لي أو لغيري أن ينصب نفسه ربا يحاسبك ولا أن يتأله أحد على أحد ، ولكن فرض علينا النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ونثق بحسن نيتك واجتهاد طموحك في التميز الشعري ولكن كل ابن آدم خطاء ولا أحد معصوم ، وها بذلنا لك الرأي مخلصين والنصح ماحضين فخذ إن شئت أو فدع وأمرنا وأمرك إلى الله تعالى.

تقديري

محمد نعمان الحكيمي
26-02-2014, 07:31 PM
من ساعتك هكذا بدأت بـ " ملطام "
يا راجل أمانة انها "دَخله" حق واحد سوَّاق موتور
و ما هي إهلالة روح شاعر يا صديقي الجليل
بمو خزَّنت با حسين ؟
بسَحُولي ؟؟؟!!!

تناطح السماء يا جني
أقصى ما كنت أتوقع هو أن تقول لطمت (صفعت) السِّجف على الأكثر
قفزتَ هكذا للسماء مباشرة !
لكنه القات يا صاحبي
لا أخبر مني به ، و بك ، و الشطحات :010:

و لولا أنني أخشى على وجدانك المتعب
لسامرتُ الليلة استمطارك
و كفَّرتُ استغفارك
و استنكحت أفكارك
يا شاعر


س سؤال : هل أنت عراب فتون حقاً ؟؟!!!


قبلاتي و صلواتي

محمد عبد المجيد الصاوي
26-02-2014, 07:37 PM
ابتداء : مذهب الأخ الشاعر علي خيطر بالاستشهاد ببيت الشابي لم يكن موضعه هنا ..
فالبيت مثار جدل .. وها هو أستاذنا د. سمير العمري قد رأى أنه لا غضاضة فيه .
لذلك كان تشعب الخلاف حول الشيوخ والعلماء وسرد موقفهم في بيت الشابي مضرا بالنقاش .
ود. سمير العمري قد بسط القول في بيتيْ الشاعر حسين العقدي .
وبين ما وقع فيه شاعرنا من اضطراب في تقديم صورة تفي المعنى الذي أراد .
وكلنا يا صديقي حسين نقع في ذلك الاضطراب .. وهذا حدث معي في قصيدة سابقة نالت جدلا كقصيدتك .
رغم الخلاف والانقسامات الذي ترتب على ما دار حولها .. وإصراري على التمسك بالقصدية التي بنيت عليها
إلا أنني بعد هدوء العاصفة وجدتني أفدت شيئا كثيرا وهو أن أجعل من لغتي ومعجمي ومن بنائي التصويري والتخييلي صرحا متينا .
أعمل ما استطعت وما وسعني لذلك سبيلا أن يتقبله الجمهور بمختلف مستوياته وتفاوتهم في التلقي بروح راضية مقبلة .
وهذا يا صديقي ما أريدك أن تصل إليه .
فأنا كما يرى أستاذنا د. سمير العمري وغيره نرى فيك مستقبلا شعريا مشرقا .
لكن دعني أبثك رؤية بسيطة على البناء التصويري والتخييلي :
عليك يا صديقي ألا تقيم الصورة على الاستنتاج العقلي البحت . والذي يحتاج إلى إعمال واجتهاد كبيرين من قبل المتلقي .
بل كن ناقشا للصورة بخفة ومهارة وبجِدة وحداثة تجعلها لوحة تبهر الملتقي
فيقبل عليها كي يروي ظمأه للجمال .

أرى أخيرا أن يتبادر الأخوين ـ خيطر والعقدي ـ بالصفح والصلح .
وخيرهما من يبدأ بالسلام .

حسين العقدي
26-02-2014, 07:52 PM
أعود لأدلي بالرأي الأدبي هنا وباقتضاب أيضا في نقاط محددة:


1- القصيدة عالية الكعب شعريا وتطور متواصل في أدائك الشعري يا حسين نلحظه جميعا ونتابع هذا التنطور الشعري في أفياء الواحة بفخر وسرور ، ولكني هنا رأيت تأكيد ما كنت أشعر به من جنوح حرفك نحو ما لا نحب لك من لغة يستعملها شاعر أو اثنين آخرين يتكئون فيها على عصا الدين انزلاقا إلى الشطط بما لا يخفى في هذا النص ، فلا تجعل الشعر يفسد عليك دنياك وأخراك ، والشعر هو وسيلة بيان وتواصل بين الناس فلا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير فتكسب بضعة أشخاص وبضع سنين وتخسر الملايين وعدد سنين.

أجمل ما في كلامك أنك وبرغم اختلافك شبه الكلي معي إلا أنك لم تبخس حرفي حقه فمازلتَ تشيد بتطوري الشعري المستمر وهذه شهادة من منصف أعتز به ولا جدال في ذلك

أما ما ترى أنه قد أصاب حرفي من جنوح فلك أن تعتبره مرحلة من مراحل التطور وليستْ بالضرورة توجهًا وهدفًا أسعى متقصدًا إليه من باب كسب إعجاب شخص أو أكثر وبالمقابل خسارة البقية ممن لا يحبذون هذا الجنوح على حد وصفك=فأنا وبفضل الله لستُ بحاجة للمخالفة لكي أحظى بإعجاب فلان وعلان مهما كانت مكانتهم


2- في القصيدة مواضع مدهشة شعريا لا ريب وهي كثيرة ولكن فيها بعض مواضع أخرى تستوقف الذائقة وتحتاج مراجعة ولكني لن أتناولها هنا وسأكتفي بالحكم فيما اختلفتم فيه.


مجرد أنك تقر بأن القصيدة مليئة بالمواضع المدهشة التي وصفتها بالكثيرة فأنت منصف حتى وإن قلت في الشق الآخر أن في القصيدة أيضًا ما لا تقبله الذائقة هنا سأقبل رأيك بشقيْه وبدون مكابرة ليس لأنك أكبر وأعلم مني ولا لأنك رئيس الواحة بل فقط لأنك منصف فهل تريد مني أن أتعامل بنفس هذه الأريحية مع من جاء وليس في يده إلا معول الهدم مُصرًا ومتفاخرًا بإكتشافه لعورات النص التي لو طلبت منه أن يعددها لما تجاوزت عُشر القصيدة ؟ ..
شخص ترك كل ماتحويه القصيدة من جماليات غالبة -كما قلت أنت- واكتفى فقط بنبش مالا يكاد يذكر من عيوب
هل هذا الشخص في نظرك يريد أن يفيد ويستفيد أم يريد أن يبحث لنفسه عن مجد بطريقة لا ينتهجها إلا عاجز أو حاقد


3- إن كنت رأيت نفسك خير من محاورك شعريا فقد كان لزاما عليك أن ترى أنه ربما كان أفضل منك أدبيا ذلك أنه يفوقك سنا وعلما بتخصص في اللغة وآدابها ، وكان أجدر بك أن تحاوره كما أسلفت بالحجة فيكون الحوار الهادف الذي يثري الحوار ويؤكد الود وليس الرد بالجزمة وبالتسفيه وبالتعالي. وإن ما رأيته من طرح نقدي هو حق له أو لغيره ، ووجدتني أوافق الكثير مما قال إلا في بعض مواضع قليلة. واعلم أيها الابن الكريم أن علماء الفقه لا يبلغون فيه منزلة دون إلمام تام باللغة ودلالاتها باعتبار أن اللغة العربية هي لغة القرآن وهي مصدر التشريع.


قلت أني لم أحترم السيد خيطر فأشرت إلى كونه أفضل مني من حيث دراسته الأزهرية وما إلى ذلك=سامحك الله متى قلت ذلك؟

بل قلت له حرفيًا أنه بإمكانه أن يتفوق علي في كل المجالات التي تخطر بباله إلا الشعر فهل ظلمته؟ أم أنك تراه رجلاً خارقًا يفوق أقرانه في كل شيء حتى الفلك؟!

ثم لك أن تعود إلى بداية ردودي عليه واحكم بنفسك لاشك أنك ستعرف مدى الأدب وسعة الصدر وحسن النية في تلك الردود إلا بعد أن تجاوز صاحبنا حده وشخصن النقاش وبدأ بالتهكم الذي ربما لم تره!


4- لولا شعر الأولين ما كتبت الشعر يا حسين ولا كتب غيرك ، وتكرار حديثك عن هذا الأمر هو باب يقلقني عليك بحق ، وهو باب سبقك فيه الكثير فما بقى لهم من أثر إلا قليلا سيزول ، وأرجو أن لا يكون وصل بك الأمر كما وصل بغيرك إلى غمط كل قول غير قولك وزلق كل شعر غير شعرك.

لولا إيماني بهذا لما كنت وإلى الآن أوصي أصدقائي بقراءة الشعر الجاهلي ليكون بدايةً ينطلقون منها لعالم الشعر بعد أن أقنعتهم بأن من يبدأ حياته الشعرية بمحاكاة نزار وأمثاله سينتهي قبل أن يبدأ=وقد أشرت لذلك في لقائي بآل الواحة فقلت حرفيًا إنني تتلمذت علي يد ابن أبي ربيعة وامرئ القيس


5- لنتناول البيت الأول من قصيدتك أدبيا وبعيدا عن التناول الديني المباشر. تقول صفعت السماء بوجه الثرى ، واقول: إن الصفع لا يكون إلا بقصد التأديب والإهانة إذ لا يصفع إن من يستهان به كأن يكون عبدا أو إمعة أو مهينا فهذا أمر لا يستقيم مع السماء التي هي رمز الرفعة والقداسة ، وإن كنا نهينا عن سب الدهر فكيبف بنا نهين السماء. ثم كيف يصفع قاصر عن بلوغ قمة جبل السماء التي لا يبلغها الجن ناهيك الإنس. أما رأيت كيف قال الله تعالى في أمر فرعون الذي قال "وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات" فهل بلغ منها شيء إلا وهما أركسه في العذاب الأليم؟؟
ثم إن الصفع فيه من الغلظة والقسوة والغضب ما فيه فكيف تستقيم الصورة مع الرجاء والدعاء بالمطر وهو أحد أكثر أنواع الدعاء تذللا وخضوعا لله رب السماوات؟؟ إن الصفع هنا لا يكون طلب رجاء بل طلب أمر وتقريع واستعباد فمن هو الرب هنا ومن هو العبد؟؟ وكيف يمكن أن يستقيم المعنى الذي شرحت بصفع إهانة وغلظة؟؟
لإن مثل هذا كمثل من يقول مثلا: قبح الله وجهك! ثم فسر بأنه إنما قصد أنه يوسفي الجمال يفتن العقول وأنه يحتاج التقبيح قليلا كي يطيق العقل جماله ، ذلك أن الأمر فيه شتم وذم لا يمكن أن يبرره قصد حتى وإن قال: قبح الله وجهك ما أجملك!

ثم تقول: بوجه الثرى. أقول: الثرى هنا استعارة رائعة دقيقة باعتبار أن الثرى هو التراب الندي وهو أقرب ما يكون وصفا لحال الإنسان وخلقه ، ولكن الصورة هنا تأتي بطريقة المخالفة للمخالفة إذ تجعل الوجه هو من يصفع وهذا أمر يرسم البسمة ربما ولكنه لا يخدم المعنى مطلقا من جهة أن الكف هي التي تصفع ثم إن الصفع غير اللطم ، فاللطم يكون على الوجه ولكن الصفع يكون على قفا الرقبة وهذا أمر كان عليك الانتباه له وكان عليك أيضا أن تراعي فقه اللغة ودلالاتها كما أسلفنا في معنى الصفع.
ثم ننتقل للعلاقة بين الصورتين ودلالاتها البلاغية من كنابة واستعارة مما كان يحتاج أن تشرح للناس نيتك ومقصدك كي يمكن الربط بينها وعدم تقديم الظاهر من القول بما يرسم من صورة إنزال السماء إلى وجه الثرى وليس صعود الثرى إلى وجه السماء ، وحتى تفسيرك وإن كان غير مقنع على الأقل بالنسبة لي فإنه كان أجدر بك أن تيسر الأمر بإشارة خفية أو ذكية تسهل الربط بعيدا عن التخمين والتهويم كأن تضيف مثلا ياء النسب للوجه فتكون وجهي الثرى ، ولا تجادلني في مثل هذا لأنني إنما اسوقه مثالا توضيحيا وليس رأيا أدبيا في بيت أراه غير موفق شرعيا وغير دقيق شعريا.
أما في العجز فتقول: وصعرت كفي مستمطرا. وأقول: الصعر لغة هو ميل الوجه إلى شق وفقهها هو الميل استكبارا كما ورد في القرآن ، وفخرك بتصعير الكف مستغرب إلا إن كنت تريد أن تخالف للمخالفة فحسب كأن تقول مثلا أكل الباب ظلي أو أمسكت برقبة الحائط ... إلخ فاعلم يا حسين أن هذا ليس من التميز الذي يفتخر به المرء بل هو أمر آخر أربأ بك أن تكون من أهله.
والتصعير كما أوضحنا يكون دليل استكبار وميل نفور واستنكاف فكيف يستقيم هذا مع دعاء الاستمطار وصلاة الاستسقاء التي تحتاج غاية التضرع كما أسلفنا؟؟ وإن التصعير هو نفور وتعال على شيء فما هو هذا الشيء الذي تعاليت عليه هنا فصعرت "كفك"؟؟ أليس هو السماء؟؟ فكيف يستقيم هذا عقلا ناهيك شرعا؟؟

6- تقول: فَـأنْــتِ الـصَّــلاةُ الَّــتــي أُجِّــلَــتْ
أقول: الصلاة لغة هي التعبد لله بالركوع والسجود متى كانت من الجن والبشر ، وهي الدعاء والاستغفار منى كانت من الملائكة ، وهي الرحمة والمغفرة متى كانت من الله تعالى.
والصلاة هي واحد الصلوات التي هي كنائس اليهود ومعابدهم.
فإن كان المعنى الثاني فما كانت هذه صورة مناسبة للمعنى الذي تريد وفيه ما يحمل من معاني لا تستقيم والمقصود من المشاعر.
وإن كانت الأولى - وهذا أمر أقررت به - فما لك من حق في أن تحور معنى الصلاة الذي يخص البشر ، ولا يصح شرعا أن تقول لمن تحب أنت الصلاة فتقول إنما هذا تشبيه فإن مثل ذلك مثل قولك: أنت الله! تقصد به تعظيم أحد أو تقديسه ، وهذا أمر لم يفعله حتى كفار قريش إذ سموا الأصنام آلهة ولكن حفظوا لله قداسة اسمه ، ونحن كمسلمين نحفظ للصلاة طهر معناها وخصوصية دلالتها ، ولا يجوز بحال ومهما كانت المبررات اللغوية والبلاغية أن تشبه أحدا بالصلاة حتى لو كان نبيا أو ملكا كريما.
ثم لا صلاة تؤجل لا شرعا ولا عرفا ، فالصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ، وحين ذكر تأخير الصلاة فهو في حكم شرعي محدد وإلا كانت من السهو الذي ذكره الله تعالى.
باختصار هذا أمر يوقع في مخالفة شرعية لا يبررها أمر ، ولا يشفع لها محسن بلاغي أو بديع أو نية ومقصد ، ولا أجد لها من الناحية الأدبية ارتباطا بين الصدر والعجز فتأخير الصلاة إنما تفرض الحساب والعقاب من جهة ، وإن الجزاء الذي أنكرا ليس له سياق ذو دلالة في البيت إلا أن يكون تهويم افتراضات وقسر جمع ما لا يجمع. وأما تفسيرك للبيت فهو قائم على ما صوره رأيك لا ما قاله بيتك. وبعيدا عن حرمة ابتذال قداسة العبادة وطهارة الصلاة التي شرحناها والتي لا يكون للشاعر فيها أي ثقب ولو كان كسم الخياط إلا إن مرق من الدين ، وبعيدا عن تباعد الربط بين المعاني هنا فإني أقول بأنني قد أفهم بأن التأجيل كان أمرا قسرك عليه ظرفك الذي أعرفه لأنني أعرفك فكيف تريد أن تفرض على من لا يعرفك ولا يعرف هذا أن يخمنه دون إشارة دالة منك على ذلك ، ولئن فهمت أمر التأجيل فكيف لي أن أفهم الإنكار مكان الحرمان كما شرحت أنت والفرق بينهما لغة دلالة كبير كبير.

أنت والسيد خيطر وبعض من مر قد استوقفكم بيت (الصلاة) وبيت (التصعير والصفع) وربما لم تخرجوا عن هذين البيتين ووالله لا مشكلة لدي في التنازل عنهما والإتيان بقصيدة مقابل كل بيت ولكن المشكلة أنني كنت ومازلت أرى الخلاف فيهما خلاف شرعي بحت

7- إن ما تقدم من نصح أبوي ومن رأي أدبي هو مجرد اجتهاد صادق منا في أن لا يدفعك العجب للشطط فتخسر رضا ربك ومحبة عباده ، وليس لي أو لغيري أن ينصب نفسه ربا يحاسبك ولا أن يتأله أحد على أحد ، ولكن فرض علينا النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ونثق بحسن نيتك واجتهاد طموحك في التميز الشعري ولكن كل ابن آدم خطاء ولا أحد معصوم ، وها بذلنا لك الرأي مخلصين والنصح ماحضين فخذ إن شئت أو فدع وأمرنا وأمرك إلى الله تعالى.

تقديري

ملاحظة=مازلت أؤكد على أن من حق كل إنسان أن يقول رأيه وأن ينصح ويبدي كل مايدور في عقله ولكن من حقي أن أرفضه رفضًا كليًا حتى وإن كان دافعي الأوحد للرفض هو كره ذلك الإنسان =ياخي من حقي أن أكره من أريد وأحب من أريد وأمقت واستحقر من أريد وأحترم من أريد دون أن أفرض على أحد مشاركتي في ذلك على أنني لن أضر ذلك الشخص ولن أعتدي عليه لا فعلا ولا قولاً إلا في المواطن التي تستوجب ذلك

فاعلم يا رعاك الله أني أحرص الناس على الصدق مع نفسي قبل الآخرين لذلك لن أجد حرجًا في اعتزازي بموقفي العدائي تجاه فلان وعلان مهما كان السبب ولا أستحي من ذلك ولن أفكر يومًا في تصنع المثالية =وهذا لايعني أن العداء مطلق أو أبدي فربما أغير موقفي غدًا لأي سبب فأنا مرن في كل شيء ولكني لا أتراجع عن قناعة إلا بقناعة

د. سمير العمري
26-02-2014, 08:56 PM
أعود للرد باقتضاب يا حسين لأقول بكل الود والتقدير:

1- لا ينكر شاعريتك وتطورك الشعري السريع إلا جاحد فليس الأمر هنا إثبات قدرتك أو عدمها وإني أقول هذا لأنك أكثرت الحديث في أنك قادر على أن تستبدل البيت بقصيدة ونحن لا نشك في هذا البتة ونثق جميعا بأنك قادر على أن تأتي بالأجمل في كل مرة ، ولم أجد في كل ما قلنا ما يطعن في شاعريتك وعليه فإنك لست بحاجة لتأكيد هذا الأمر وجعله الأهم في الحوار.

2- نعم الجانب الشرعي موجود في الطرح وهو أساس وكما قلت لك لا يمكن بحال فصل الشعر عن الشرع ، ولكن كأنك أغفلت أننا تناولنا الجانب الأدبي أيضا ، وهنا أشكر وأقدر رأي ورد الأديب محمد الصاوي الذي شارك في الرأي بتجرد وعمق رؤية وميل لحفظ الإخاء وإفشاء السلام ، وعد إلى رده لتدرك أنه قرأ الرد بعمق ووعي وأدرك أهمية التوظيف الدقيق للمفردة في بناء الصورة الشعرية فإنما بمثل هذا يتفاوت الشعراء في ديباجة الشعر والأداء الفني للنص.

3- تقول بأنني وعلى خيطر توقفنا عند هذين البيتين ، وكأنك نسيت بأنني أشرت بعموم جمالية النص ، وتجاهلت قولي بأنني "سأكتفي بتناول موضع الخلاف" ولا أحسب هذا إلا من نزق وتبرم أرجو أن يكون عابرا وتعود لنفسك الصافية بهدوء ودماثة.

4- قلت في ردي بأن لا حق لأحد على أن يتأله على أحد ، وقلت بأن الحوار هو وسيلة التواصل وقلت بأن تدع ما شئت وأن تأخذ ما تشاء فليس ثمة فرض عليك في الأمر فكل امرئ بما كسب رهين وإنما حقك علينا النصح وحقنا عليك الصفح ولا إكراه في القناعات ولا حتى في الدين.

5- لست مجبرا على أن تدعي المثالية أو أن تقسر على حب أحد ، ولكني وجدت فيما رأيت أن على خيطر جمال الدين التزم الحوار في تناوله ولم يشط في قول وحرص على أن يتناول النص في جل ردوده ، وأنت من تناول الشخص يا حسين ، وأنا أعرفك قبل أن أعرف الأديب على خيطر ، وإني رأيت في تناول وإشاراته وجاهة وصدق نصح فأحسن الظن بأخيك ولا تجعل للشيطان عليك سبيلا فهو أحرص على أن يفسد ما بين الأخ وأخيه ، وإنني أؤكد على دعوة الأديب محمد الصاوي وندعوكم للتصافح والتسامح وتناول الأدب على مائدة أدب بود ونقاء ، ولا يصح أن نغضب من نصح أو نحقد على من جاء برأي أو برؤية مهما خالفت وأن نحسن الظن دوما فإن الظن لا يغني من الحق شيئا. ليس أنفع للمرء من قلوب محبة والكبير هو من يصافح ويسامح. أنت أسأت إلى أخيك أكثر مما أساء هو إن كان أساء ، والصلح خير ، ولكن لا نجبرك على أن تحب أحدا أو أن تمقت أحدا. وأزعم يقينا بأن على خيطر إنما أراد النصح الصادق وإبراء الذمة ، ولا أحسبك إلا تحسن الظن به إن شاء الله.

هذا وأرجو الله أن يصلح النفوس وأن يلهمنا سبل الرشاد وأن يصلح الأحوال إنه ولي ذلك والقادر عليه.

تقديري

خلود محمد جمعة
26-02-2014, 11:29 PM
أعود لأدلي بالرأي الأدبي هنا وباقتضاب أيضا في نقاط محددة:

1- القصيدة عالية الكعب شعريا وتطور متواصل في أدائك الشعري يا حسين نلحظه جميعا ونتابع هذا التنطور الشعري في أفياء الواحة بفخر وسرور ، ولكني هنا رأيت تأكيد ما كنت أشعر به من جنوح حرفك نحو ما لا نحب لك من لغة يستعملها شاعر أو اثنين آخرين يتكئون فيها على عصا الدين انزلاقا إلى الشطط بما لا يخفى في هذا النص ، فلا تجعل الشعر يفسد عليك دنياك وأخراك ، والشعر هو وسيلة بيان وتواصل بين الناس فلا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير فتكسب بضعة أشخاص وبضع سنين وتخسر الملايين وعدد سنين.

2- في القصيدة مواضع مدهشة شعريا لا ريب وهي كثيرة ولكن فيها بعض مواضع أخرى تستوقف الذائقة وتحتاج مراجعة ولكني لن أتناولها هنا وسأكتفي بالحكم فيما اختلفتم فيه.

3- إن كنت رأيت نفسك خير من محاورك شعريا فقد كان لزاما عليك أن ترى أنه ربما كان أفضل منك أدبيا ذلك أنه يفوقك سنا وعلما بتخصص في اللغة وآدابها ، وكان أجدر بك أن تحاوره كما أسلفت بالحجة فيكون الحوار الهادف الذي يثري الحوار ويؤكد الود وليس الرد بالجزمة وبالتسفيه وبالتعالي. وإن ما رأيته من طرح نقدي هو حق له أو لغيره ، ووجدتني أوافق الكثير مما قال إلا في بعض مواضع قليلة. واعلم أيها الابن الكريم أن علماء الفقه لا يبلغون فيه منزلة دون إلمام تام باللغة ودلالاتها باعتبار أن اللغة العربية هي لغة القرآن وهي مصدر التشريع.

4- لولا شعر الأولين ما كتبت الشعر يا حسين ولا كتب غيرك ، وتكرار حديثك عن هذا الأمر هو باب يقلقني عليك بحق ، وهو باب سبقك فيه الكثير فما بقى لهم من أثر إلا قليلا سيزول ، وأرجو أن لا يكون وصل بك الأمر كما وصل بغيرك إلى غمط كل قول غير قولك وزلق كل شعر غير شعرك.

5- لنتناول البيت الأول من قصيدتك أدبيا وبعيدا عن التناول الديني المباشر. تقول صفعت السماء بوجه الثرى ، واقول: إن الصفع لا يكون إلا بقصد التأديب والإهانة إذ لا يصفع إن من يستهان به كأن يكون عبدا أو إمعة أو مهينا فهذا أمر لا يستقيم مع السماء التي هي رمز الرفعة والقداسة ، وإن كنا نهينا عن سب الدهر فكيبف بنا نهين السماء. ثم كيف يصفع قاصر عن بلوغ قمة جبل السماء التي لا يبلغها الجن ناهيك الإنس. أما رأيت كيف قال الله تعالى في أمر فرعون الذي قال "وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات" فهل بلغ منها شيء إلا وهما أركسه في العذاب الأليم؟؟
ثم إن الصفع فيه من الغلظة والقسوة والغضب ما فيه فكيف تستقيم الصورة مع الرجاء والدعاء بالمطر وهو أحد أكثر أنواع الدعاء تذللا وخضوعا لله رب السماوات؟؟ إن الصفع هنا لا يكون طلب رجاء بل طلب أمر وتقريع واستعباد فمن هو الرب هنا ومن هو العبد؟؟ وكيف يمكن أن يستقيم المعنى الذي شرحت بصفع إهانة وغلظة؟؟
لإن مثل هذا كمثل من يقول مثلا: قبح الله وجهك! ثم فسر بأنه إنما قصد أنه يوسفي الجمال يفتن العقول وأنه يحتاج التقبيح قليلا كي يطيق العقل جماله ، ذلك أن الأمر فيه شتم وذم لا يمكن أن يبرره قصد حتى وإن قال: قبح الله وجهك ما أجملك!

ثم تقول: بوجه الثرى. أقول: الثرى هنا استعارة رائعة دقيقة باعتبار أن الثرى هو التراب الندي وهو أقرب ما يكون وصفا لحال الإنسان وخلقه ، ولكن الصورة هنا تأتي بطريقة المخالفة للمخالفة إذ تجعل الوجه هو من يصفع وهذا أمر يرسم البسمة ربما ولكنه لا يخدم المعنى مطلقا من جهة أن الكف هي التي تصفع ثم إن الصفع غير اللطم ، فاللطم يكون على الوجه ولكن الصفع يكون على قفا الرقبة وهذا أمر كان عليك الانتباه له وكان عليك أيضا أن تراعي فقه اللغة ودلالاتها كما أسلفنا في معنى الصفع.
ثم ننتقل للعلاقة بين الصورتين ودلالاتها البلاغية من كنابة واستعارة مما كان يحتاج أن تشرح للناس نيتك ومقصدك كي يمكن الربط بينها وعدم تقديم الظاهر من القول بما يرسم من صورة إنزال السماء إلى وجه الثرى وليس صعود الثرى إلى وجه السماء ، وحتى تفسيرك وإن كان غير مقنع على الأقل بالنسبة لي فإنه كان أجدر بك أن تيسر الأمر بإشارة خفية أو ذكية تسهل الربط بعيدا عن التخمين والتهويم كأن تضيف مثلا ياء النسب للوجه فتكون وجهي الثرى ، ولا تجادلني في مثل هذا لأنني إنما اسوقه مثالا توضيحيا وليس رأيا أدبيا في بيت أراه غير موفق شرعيا وغير دقيق شعريا.
أما في العجز فتقول: وصعرت كفي مستمطرا. وأقول: الصعر لغة هو ميل الوجه إلى شق وفقهها هو الميل استكبارا كما ورد في القرآن ، وفخرك بتصعير الكف مستغرب إلا إن كنت تريد أن تخالف للمخالفة فحسب كأن تقول مثلا أكل الباب ظلي أو أمسكت برقبة الحائط ... إلخ فاعلم يا حسين أن هذا ليس من التميز الذي يفتخر به المرء بل هو أمر آخر أربأ بك أن تكون من أهله.
والتصعير كما أوضحنا يكون دليل استكبار وميل نفور واستنكاف فكيف يستقيم هذا مع دعاء الاستمطار وصلاة الاستسقاء التي تحتاج غاية التضرع كما أسلفنا؟؟ وإن التصعير هو نفور وتعال على شيء فما هو هذا الشيء الذي تعاليت عليه هنا فصعرت "كفك"؟؟ أليس هو السماء؟؟ فكيف يستقيم هذا عقلا ناهيك شرعا؟؟

6- تقول: فَـأنْــتِ الـصَّــلاةُ الَّــتــي أُجِّــلَــتْ
أقول: الصلاة لغة هي التعبد لله بالركوع والسجود متى كانت من الجن والبشر ، وهي الدعاء والاستغفار منى كانت من الملائكة ، وهي الرحمة والمغفرة متى كانت من الله تعالى.
والصلاة هي واحد الصلوات التي هي كنائس اليهود ومعابدهم.
فإن كان المعنى الثاني فما كانت هذه صورة مناسبة للمعنى الذي تريد وفيه ما يحمل من معاني لا تستقيم والمقصود من المشاعر.
وإن كانت الأولى - وهذا أمر أقررت به - فما لك من حق في أن تحور معنى الصلاة الذي يخص البشر ، ولا يصح شرعا أن تقول لمن تحب أنت الصلاة فتقول إنما هذا تشبيه فإن مثل ذلك مثل قولك: أنت الله! تقصد به تعظيم أحد أو تقديسه ، وهذا أمر لم يفعله حتى كفار قريش إذ سموا الأصنام آلهة ولكن حفظوا لله قداسة اسمه ، ونحن كمسلمين نحفظ للصلاة طهر معناها وخصوصية دلالتها ، ولا يجوز بحال ومهما كانت المبررات اللغوية والبلاغية أن تشبه أحدا بالصلاة حتى لو كان نبيا أو ملكا كريما.
ثم لا صلاة تؤجل لا شرعا ولا عرفا ، فالصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ، وحين ذكر تأخير الصلاة فهو في حكم شرعي محدد وإلا كانت من السهو الذي ذكره الله تعالى.
باختصار هذا أمر يوقع في مخالفة شرعية لا يبررها أمر ، ولا يشفع لها محسن بلاغي أو بديع أو نية ومقصد ، ولا أجد لها من الناحية الأدبية ارتباطا بين الصدر والعجز فتأخير الصلاة إنما تفرض الحساب والعقاب من جهة ، وإن الجزاء الذي أنكرا ليس له سياق ذو دلالة في البيت إلا أن يكون تهويم افتراضات وقسر جمع ما لا يجمع. وأما تفسيرك للبيت فهو قائم على ما صوره رأيك لا ما قاله بيتك. وبعيدا عن حرمة ابتذال قداسة العبادة وطهارة الصلاة التي شرحناها والتي لا يكون للشاعر فيها أي ثقب ولو كان كسم الخياط إلا إن مرق من الدين ، وبعيدا عن تباعد الربط بين المعاني هنا فإني أقول بأنني قد أفهم بأن التأجيل كان أمرا قسرك عليه ظرفك الذي أعرفه لأنني أعرفك فكيف تريد أن تفرض على من لا يعرفك ولا يعرف هذا أن يخمنه دون إشارة دالة منك على ذلك ، ولئن فهمت أمر التأجيل فكيف لي أن أفهم الإنكار مكان الحرمان كما شرحت أنت والفرق بينهما لغة دلالة كبير كبير.

7- إن ما تقدم من نصح أبوي ومن رأي أدبي هو مجرد اجتهاد صادق منا في أن لا يدفعك العجب للشطط فتخسر رضا ربك ومحبة عباده ، وليس لي أو لغيري أن ينصب نفسه ربا يحاسبك ولا أن يتأله أحد على أحد ، ولكن فرض علينا النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ونثق بحسن نيتك
واجتهاد طموحك في التميز الشعري ولكن كل ابن آدم خطاء ولا أحد معصوم ، وها بذلنا لك الرأي مخلصين والنصح ماحضين فخذ إن شئت أو فدع وأمرنا وأمرك إلى الله تعالى
"تقديري


أصاب وأنصف من بايعك أميراً للأدب

ردٌ كبير تعلمنا منه الكثير
دمت راية ترفرف بالحق

مودتي وكل التقدير

محمد عبد المجيد الصاوي
27-02-2014, 01:50 AM
أثمن بكل الود والتقدير تعقيب د. سمير العمري والذي حمل معاني الأبوة
ناصحا ومرشدا ومعلما ..
وأؤكد معه على ضرورة أن ينتهي هذا الخلاف بالصفح والتسامح من الأخوين الكريمين
وألا يطول الانتظار لهذا .. وأن نرى كليهما يمد يد الإخاء والمحبة

محبتي للجميع

فكير سهيل
27-02-2014, 11:03 AM
جميل شعرك وممتع :os:

عبدالله محمد
27-02-2014, 09:36 PM
عندما تُكتَب حروفاً من الماء على الماء فلن يقرأها سوى من كان يمتلك "عيناً ثالثة" ، أما المتحاذق فلن يرى سوى ماء !
قصيدتك أيها الحسين حقاً من خضم الماورائيات ،،
يبدو أنك متجول بارع في العوالم والأبعاد الأخرى ^_^



لك تحياتي من قبل ومن بعد أيها الأنيق

د. مختار محرم
28-02-2014, 12:31 AM
ما شاء الله .. أخاف أمرعك يا بزي ..
فإنك مخلوق منه وله لا سواه .. أقصد الشعر يا صديقي
فارس مقتدر يحلق بجناحين من نور
يا لطيف على محبي الشعر من صارم حرفك ونافذ معانيك
لله أنت وحرفك وهاجوسك..

د. مختار محرم
28-02-2014, 12:44 AM
الآن رأيت التحاور واحتدام النقاش ..
ولا أقول إلا رفقا بالعقدي فهو شاعر وشاعر يحترم حرفه ويعتز بنفسه وهذا شأن كبار الشعراء وأحسبه يلحق بركبهم لما أرى له من نبوغ لا يساويه فيه أحد ...ولو لم يكن كذلك ما كان شاعرا ..
وهو أيضا حريص على علاقته بالله ولم أر قط مجونا في شعره ولا تطاولا على مقدس ,, بل أظنه من أحرص المدافعين عن المقدس
وأنا ضد أن يفرض الفقهاء قيودهم على أرباب الحرف..
فالشاعر والكاتب هو أدرى الناس بما يقصده في كتاباته.
أرى أن يطوى فصل النقاش بالتسامح .. وعفا الله عما سلف
ولنترك للأيام إزالة ما شاب في النفوس..

على خيطر جمال الدين
28-02-2014, 04:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
بداية أشكر الدكتور الرائع المحترم / سمير العمري على استجابة دعوتي للفصل فيما دار بيننا من خلاف ، وقد سرني جدا وأنا أتابع رده الأدبي المقنع ورده الأبوي أيضا الناصح .
وتلك الساعة التي قضاها معنا الدكتور العمري كما يقولون :
ساعة تفضُلُ العُمر !.
والذي زادني سرورا بلا شك هو موافقة رأيي رأي الدكتور العمري حفظه الله ، فقد تبين - وبعد طول جدال - خطأ أخي الفاضل حسين العقدي ، وإصابتي الحق فيما قلتُ، وأكد ذلك الدكتور العمري شارحا ومبينا الأدلة والحجة الناصعة القوية .
وليس الاعتراف والإقرار بالخطأ عيب إنما العيب كل العيب هو تجاهل هذا الخطأ عمدا خيفة ألا يُقال فلان أخطأ !. ومنْ منا لم يخطيء؟!
رأيت من أخي الفاضل حسينا ما لا يليق به فقد تطاول عليّ ، وقد آلمني هذا الأمر ، وكنتُ قادرا على أن أردّ الصاع صاعين لكننا لنا أحلام تمنعنا منْ أن نجهل ، وهل رأيت بانيا لا يُحسن الهدم ؟!.
لذا أقول لأخي حسين -هداه الله - نعلك على رأسي إن كان يُرضيك هذا !.

* إذا مرضتم أتيناكم نعودكم *** وتُذنبون فنأتيكم ونعتذرُ !!!