تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فتنةٌ تعصف بشبابِ الأمة !



ناصر الكاتب
26-03-2005, 10:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



ربّ هالكٍ أهلكه حبّ النجاة؛ فمن شباب الإسلام من تدفعه إرادةُ الخير والإصلاح إلى الخوض فيما لا يُحسن، فيقع في مهلكة ظنها سبيلاً لنجاته.

حين تكثُرُ الأقوال، ويلتبسُ الحقُّ بالباطل؛ فنحن –وقتئذٍ- في أفقر حالٍ إلى التمهّل والتأني.

قال ابنُ مسعودٍ –رضي الله عنه-: «إنَّها ستكون أمورٌ مشتبهات، فعليكم بالتؤدة، فإنَّ الرجل يكون تابعاً في الخير، خير من أن يكون رأساً في الضَّلالة».

وربّ (رأسٍ) في الضلالة ظنّ نفسَه (تابعا) في الخير! يخالِفُ بفهمه -الذي ترأّس فيه- فهمَ علماءِ السنة –الذي تمهّلوا فيه-؛ فينعتُهم بشذوذِ الرأي، أو فساد القصد.

ومن أسباب النجاة: السكوتُ حالةَ الالتباس، حتى تتبين الأمور ويحصل اليقين. فالسلامة لا يعدلها شيءٌ –كما قيل-؛ ولكن ما الحيلة فيمن حسِب ظنّه يقينا؟ وجهلَه علماً؟!


وللحديثِ صلةٌ –إن شاء الله تعالى-.

ناصر الكاتب
26-03-2005, 10:46 PM
(( 2 ))
كيفَ كان الظنُّ يقِيناً عند بعضِ شبابِنا؟

لعلك -أخي القارئ- قد رأيتَ أو سمعتَ من يُقسم أنه على الحق في مسألةٍ لا يعلم أقوالَ أهلِ العلمِ فيها، ولا يدرك تفاصيلَها وضوابطَها. أو من يجادلُ وينافِح عن رأيٍ في حادثة وهو يعلمُ أنّ لأهل العلم المعاصرين رأياً غير رأيه، وقد بنى ما ذهب إليه على أصل شرعي؛ لكنه لا يُحسِن التفريع عليه، فهو –بطبيعة حال أولئك الأجناس- لن يشك في صوابِ قوله، وخطأ غيره؛ حيث لم يدرك من الأمر إلا ظاهرَهُ، فمهما جال تفكيرُه فيه فلن يجد إلا ما يعضد رأيَه، ولو علم دقائقَ ذلك الأمر وحدودَه، وفَقِهَ أدلتَه وتعلّم تأويلها، وانفكَّ عقلُه عن المقدمات التي تنحرف بفهمه عن الجادة، وتجرّد قلبه لله تعالى: لعرَف ضيق إدراكه، وأدرَك ضَعف علمِه، ولتجلّتْ له سوءةٌ في نفسِه كان يظنها حسنة؛ حيثُ كان يُظنّ أنه داعٍ إلى الله، وصادعٌ بما أمره الله تعالى، وهو واقعٌ في جريمة من أشنع الجرائم؛ ألا وهي القول في دين الله بغيرِ علم!.

قال العلامة ابنُ القيّم –رحمه الله-: ذكر أبو عمر عن ابن عيينة وسُحنون: «أجسرُ الناس على الفتيا أقلُّهم علماً». [بدائع الفوائد].

وقال شيخُ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: «..فالناظرُ في الدليل بمنزلة المترائي للهلال قد يراه، وقد لا يراه لعشى في بصره، وكذلك أعمى القلب». [من: «أضواء من فتاوى شيخ الإسلام» للفوزان].

ثم –يا أخي القارئ الكريم- ألا ترى أنَّ من غلبَه حماسُه وعاطفتُه فإنّه يميلُ بخِطَامِ فهمِهِ ليربِضَ به حيثُ تشتهي عاطفتُه.

والحقُّ غائبٌ –في أغلبِ الأحوالِ- عن ذهن هذا الجنس.

قال الحافظ الذهبي –رحمه الله-: «..ومن جادل بلا حُجَجٍ وأعرَضَ عن النصوص ومشى مع رأيه وهواه كما يفعله كثيرٌ من المتكلّمين فهو من المذمومين». [جُزْءٌ في التمسّك بالسُّنن].

وقال ابن القيم –رحمه الله-: «والفتنة نوعان: فتنة الشبهات –وهي أعظم الفتنتين-، وفتنة الشهوات. وقد يجتمعان للعبد، وقد ينفردُ بإحداهما:
ففتنة الشبهات: من ضعفِ البصيرة، وقلة العلم..». [إغاثة اللهفان].

وقد يكون للصلةِ تتمةٌ –إن شاء الله ويسّر-.

ربيحة علان
27-03-2005, 12:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي، وبالفعل نحن بحاجة أن ننبه وندرب الشباب لهذه القضايا الخطيرة، ولكن ما السبيل الى ذلك؟ ولأي مدى يمكننا أن نساهم في الحل والأمة واقعة تحت قيادة الجهل والطائشين والسفهاء والخبثاء والمنافقين والفاسدين؟
كنت أأمن أن التوعية هي أنجع السبل وتبين لي في المدة الأخيرة أن الأولوية هي وجود قيادة سليمة توجه المجموع، لقد أصبح شبابنا في عرضة لمؤثرات وأهوال ربما لم يتعرض لها جيل فيما سبق، ولذا فإن إدخال كل هذه المؤثرات السلبية لحياتهم ثم نطلب منهم أن يكونوا حكماء هو أمر فيه ظلم لهم، فالشباب بحاجة إلى أجواء تساهم في تربية نفوسهم وتهذيب سلوكياتهم, وتدريبهم علة مبدأ الدراية قبل الرواية وحتى لا ينزلقوا في جحيم الشبهات.

نعيمه الهاشمي
27-03-2005, 06:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله


بارك الله فيك أخي على هذا التذكرة

والذكرى تنفع المؤمنين


فى انتظار التكملة


جزاك الله خبراً

عدنان أحمد البحيصي
27-03-2005, 11:28 AM
أخي ناصر الكاتب

نصر الله بك الدين


حقيقة موضوع قيم يستدعي وقفات ووقفات ودراسة وافية


وفوق كل ذلك يستحق التثبيت

حياك الله

ناصر الكاتب
27-03-2005, 06:14 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم، وأحسن إليكم.

بندر الصاعدي
28-03-2005, 10:16 PM
جزاك بارؤك الخير أخي ناصر
نحن في أمس الحاجة للنصح والتوجية والذكرى
أختي ربيحة لا تيأسي من صلاح الأمة , فما صلاحها إلى بالتوعية والتوجية لقولها تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس* تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " وقوله في سورة العصر " وتواصَوا بالحقِّ وتواصوا بالصبر " ولقول المصطفى صلى الله عليه وسلم " من رأى من منكرًا فليغيره بيده ..." الحديث .. هذا يدل على تعميم الوجوب على المسلمين , والقيادة السليمة لا تنحصر في أشخاصٍ معينين إنما المشكلة تكمن في الجهل بآداب النصح وبسبيل الدعوة للخير والتي بيينت في محكم التنزيل وأحاديث الرسول صلوات الله وسلامه عليه ..
وفقنا الله وإياكم

ناصر الكاتب
29-03-2005, 12:01 AM
بارك الله فيكم جميعا، وعفا الله عني وعنكم.