عبد العزيز الجلالي
12-02-2014, 02:22 PM
درة الأمصار
للّه غاديةُ الغمامِ و أكرِمِ = بهَتُون عارضها و سعدِ المُكرَم
جادت نواضِحها معالمَ قد عفَت = بالقدس أوّلها كآخرِ مَعلَم
بيضَا تَأَلفُها الصبا فكأَنها = و الرّيح تزْجيها مآزرُ مُحْرِم
لاحتْ و قد لفَّ الظّلامُ قِبابها = أرضٌ مباركةُ السما و المَأْدَم
و كأنها و السُّحبُ تُزْجى فوْقها = كفّ الخريدة من سوار المِعصم
تبكي السّماءُ فما لروضكِ عابسٌ = و الأرضُ إن تبكِ السماءُ تَبَسَّمِ
أم هل دهتك من الشؤون مصائب = و رمتك دهياءُ الزمان بأَسهُم
و أتتكِ آتيةُ المدائنِ بالفنا = كديار تبَّعَ أو كمَعهدِ جُرْهَم
فهرمتِ من بعد الشباب و ربّما = هرمتْ سيوفُ العُرْبِ إنْ لمْ تَهْرَمي
للقُبَّة الصفراء شِمْتُ بناظري = و أشَحته و الحزن يفْري أعظُمي
من ذا يعير العين صوبَ مدامعٍ = أودى بها و أحالها سفْح الدّم
أبكي بها عهد الصّوارم مذْ مضتْ = أيّامها في الغابرِ المُتَصَرِّم
و أميةٌ تزْجي المطيَّ خوافقٌ = راياتُها فوقَ الخميس المُعْلَم
يا سائلي و الصّمتُ بعضُ جوابه = أ سمعت خلف الصمت نوْح اليُتَّم
أ رأيت أطْفالَ الحجارةِ قدِ بَنَوْا = بحطامِ أدؤُرُهُم سماك الأنجم
فمصابنا بالقدس غرم تخاذل = و رزية تودي الذرا بالمَنْسِم
منْ ذا الذي في القُدسِ يَعْذُرُ نفسَهُ = أو ذا الذي مِنْ عرضِه لمْ يُكْلَم
و مَعاذِرُ الأقوام عجزٌ ظاهرٌ = أبدَا و اِن عُقدت بحبلٍ مُكدَم
و من المصائب و المصائب جمةٌ = جَحْدُ الغُلولِ إذْ القطيفةُ في الفَم
ما بال أقوامٍ تأخّر سعْيهم = عن نجدة الأقصى و غوثِ المسلم
و عمائمٍ بالذلّ رصّ عقالها = و مآزرٍ بالعار حِيكت فافْهمِ
هلاَّ دفعتم ذلّ دهر واصمٍ = و الذلّ يُدفع بالصوارمِ و الدَّم
نرجُوا صلاحَ ظواهرٍ فسدتْ بوا = طنها ومن يقفُو السراب فقدْ ظَمي
فالمسْجد الأقْصى و أعوادُ المنا = برِ فيه و الكتْبُ العتيقةُ تحتمي
بأولاءك الجند البواسل في الوغى = داء العدا و دواء كل مُكلَّم
أبطال هيجاء أشاوس قد أتوا = من كل جهجاهٍ ألدِّ جهظَم
رضَعت لِبان هواكِ كلّ قلوبنا = حتىّ اذا اشتدّ الهوى لمْ تُفطم
يا درّة الأمْصار يا أرْض الفِدا = يا غرَّة في ذا الزمان الاَدْهم
شاب العِذار و ما تشيبُ صبابتي = يا قدس فيك و قد صدقتكِ فاْعلمي
هَذي حروف الشعر صلتُ بها فإنْ = تسْعفنيَ الأيّام صلتُ بِمِخْذَمي
للّه غاديةُ الغمامِ و أكرِمِ = بهَتُون عارضها و سعدِ المُكرَم
جادت نواضِحها معالمَ قد عفَت = بالقدس أوّلها كآخرِ مَعلَم
بيضَا تَأَلفُها الصبا فكأَنها = و الرّيح تزْجيها مآزرُ مُحْرِم
لاحتْ و قد لفَّ الظّلامُ قِبابها = أرضٌ مباركةُ السما و المَأْدَم
و كأنها و السُّحبُ تُزْجى فوْقها = كفّ الخريدة من سوار المِعصم
تبكي السّماءُ فما لروضكِ عابسٌ = و الأرضُ إن تبكِ السماءُ تَبَسَّمِ
أم هل دهتك من الشؤون مصائب = و رمتك دهياءُ الزمان بأَسهُم
و أتتكِ آتيةُ المدائنِ بالفنا = كديار تبَّعَ أو كمَعهدِ جُرْهَم
فهرمتِ من بعد الشباب و ربّما = هرمتْ سيوفُ العُرْبِ إنْ لمْ تَهْرَمي
للقُبَّة الصفراء شِمْتُ بناظري = و أشَحته و الحزن يفْري أعظُمي
من ذا يعير العين صوبَ مدامعٍ = أودى بها و أحالها سفْح الدّم
أبكي بها عهد الصّوارم مذْ مضتْ = أيّامها في الغابرِ المُتَصَرِّم
و أميةٌ تزْجي المطيَّ خوافقٌ = راياتُها فوقَ الخميس المُعْلَم
يا سائلي و الصّمتُ بعضُ جوابه = أ سمعت خلف الصمت نوْح اليُتَّم
أ رأيت أطْفالَ الحجارةِ قدِ بَنَوْا = بحطامِ أدؤُرُهُم سماك الأنجم
فمصابنا بالقدس غرم تخاذل = و رزية تودي الذرا بالمَنْسِم
منْ ذا الذي في القُدسِ يَعْذُرُ نفسَهُ = أو ذا الذي مِنْ عرضِه لمْ يُكْلَم
و مَعاذِرُ الأقوام عجزٌ ظاهرٌ = أبدَا و اِن عُقدت بحبلٍ مُكدَم
و من المصائب و المصائب جمةٌ = جَحْدُ الغُلولِ إذْ القطيفةُ في الفَم
ما بال أقوامٍ تأخّر سعْيهم = عن نجدة الأقصى و غوثِ المسلم
و عمائمٍ بالذلّ رصّ عقالها = و مآزرٍ بالعار حِيكت فافْهمِ
هلاَّ دفعتم ذلّ دهر واصمٍ = و الذلّ يُدفع بالصوارمِ و الدَّم
نرجُوا صلاحَ ظواهرٍ فسدتْ بوا = طنها ومن يقفُو السراب فقدْ ظَمي
فالمسْجد الأقْصى و أعوادُ المنا = برِ فيه و الكتْبُ العتيقةُ تحتمي
بأولاءك الجند البواسل في الوغى = داء العدا و دواء كل مُكلَّم
أبطال هيجاء أشاوس قد أتوا = من كل جهجاهٍ ألدِّ جهظَم
رضَعت لِبان هواكِ كلّ قلوبنا = حتىّ اذا اشتدّ الهوى لمْ تُفطم
يا درّة الأمْصار يا أرْض الفِدا = يا غرَّة في ذا الزمان الاَدْهم
شاب العِذار و ما تشيبُ صبابتي = يا قدس فيك و قد صدقتكِ فاْعلمي
هَذي حروف الشعر صلتُ بها فإنْ = تسْعفنيَ الأيّام صلتُ بِمِخْذَمي