المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحث عن الحصان الرابح



كريمة سعيد
13-02-2014, 04:45 PM
عندما كنت أحيك حبل الرجاء وأنا ألوك انتظاري كنت تلهث خلف الوهم مهووسا بالبحث عن المستحيل
من يراك متنقلا بين الوكالات( البيع والمراهنات) أوغارقا في الجرائد يستغرقك التفكير والبحث عن المجهول يعتقدك اينشتاين يبحث عن حل لمعادلة رياضية مستعصية...
وأنا خلتك الفارس المعنى الباحث عن حصان يمتطيه ساعة الحسم، لذلك ما بقيت على الهامش وإنما قبلت- بكل فخر واعتزاز- أن أعلن انتمائي إليك واخترتك دون الناس أجمعين، وانبريت معك للبحث عن حصان أصيل يعيد تاريخ الأشقر والمحبر .... وقد انطلق خيالي الواسع حتى ما ميزت بينك وبين حمزة أو ضرار...
وكنت كلما سمعت مناديا يقول: خالد .. أصدق أنك وابن الوليد واحد... وكم كانت فرحتي كبيرة عندما اقتنيت ذلك الحصان الأدهم الأصيل ... فقد أحسست بأنني أهديتك البراق..
ما كنت أدري بأننا في زمن الخيول بدون خيالة لأن الفرسان ما عادوا فرسانا؛ استقالوا وتركوا الأحصنة تساق للقمار، واستلذوا لعبة التشخيص قانعين بدور هامشي في سيناريو التدجين والبطولات المزيفة...
-حبيبي، مررت اليوم أتفقد الأبجر فما وجدت سوى رسنا غريبا يعتبر عيبا في غرة حصاننا الفائز..
-ألم أخبرك، حبيبتي، بأن الأبجر قد ارتقى ونال شرف النزال في حلبة الزعيم؟
-ويح تعبي وانتظاري، أبعد كل ما أنفقنا من مال وجهد يؤول به الوضع إلى الرق في إسطبل الغريب؟
-صه، حبيبتي، اخفضي صوتك، فقد قامرت به وخسرت الرهان. ولكن لا تحزني، ففي القريب سأعيد أبجا إليك ومعه فالدور أيضا.
-أبعدما تغيرت وغيرت الأبجر إلى أبجا، أرجو خيرا؟ وكيف ذلك والسبيل أمامي شائك ومظلم ؟ أأتمنك على نفسي وقد خنت العهد ولم تصن الأمانة إذ بعت الأبجر وواصلت المراهنة على كل شيء...
-لا عليك سأعيد كل ما خسرت..
-متى؟
-قريبا .
-بالتحديد...
-إن لم يكن الليلة فغدا أو بعد غد أو...
-حبل انتظاري قد انفرط وما عاد بي حيل، أخشى إن بقيت أن تراهن عليّ بعدما خسرت البيت وآخر إسورة كانت لي.
-حبيبتي أنا واثق من الربح هذه المرة.
-وبماذا ستلعب؟
-لماذا تعقدين الأمور؟
-بماذا ستلعب؟
-لماذا لا تثقين بي؟
-بماذا ستلعب؟
-كيف تستهينين بي؟
-بماذا ستلعب؟
-......... !!!!!!
-وهل ستلعب؟
-بالطبع حبيبتي، لأنني واثق من الربح هذه المرة، فأنا كما تعلمين أحسن التخمين والمراهنة على الحصان الرابح...
-أحدنا مخطئ حبيبي.
-أنت، حياتي. أما أنا فقد أصبحت خبيرا في البحث عن الأحصنة الرابحة...
-صدق ظني، أنت محق وأنا المخطئة، أعترف لك بأنني منذ البداية راهنت على فارس/ فرس خاسر كان طوال الوقت يغمرني همّا؛ وكلما انفرج قلبي عاجلني بهمّ وليد يجعلني أبتلع حبي وبوحي ...
والآن أطلق العنان لصوتي ليردد اختلاج صدري بأنني راهنت على جواد أدمن الكبو وأتقن دفن المكارم لما ابتغى عيشة يحكمها مزاج التخمين والمداهنة.
يا لسخرية الأقدار، يترجل الفارس عن صهوة عزه وبكل هدوء يتنازل عن سينه ليصبح مجرد فار غير كامل يرفل في الذل وكأنه في النعيم..
رحمك الله يا متنبي فكيف لا ينعم الجاهل وهو لا يفرق بين سرج السابح وكرسي المراهن...
حبيبي، قبل توديعك لا بد أن أهنئك بفروسية هذا الزمن وبكل خيوله الرابحة، وأن أخبرك أنني قد كبرت عن ركوب المكنسة على أنها حصان...

فاطمه عبد القادر
14-02-2014, 01:45 AM
حبيبي، قبل توديعك لا بد أن أهنئك بفروسية هذا الزمن وبكل خيوله الرابحة، وأن أخبرك أنني قد كبرت عن ركوب المكنسة على أنها حصان...

السلام عليكم
أعجبتني القفلة جدا يا كريمة فقد كانت قرارا حاسما شجاعا لا يخلو من ابتسامة ,
القمار بكل أنواعه عار ,وبوار, ونار ,وخراب ديار ,
وفي الحقيقة أن المكنسة خير من مثل هذا الفارس المغوار ,
وعلى الفتيات أن يبتعدن عن المقامرين ولا يفكرن بالارتباط بهم أبدا ,حتى لو كسبوا بقمارهم كل ساعة ,
فلا بد من خسارة وانهيار كامل ذات ساعة .
أدب راق ,وموضوع جميل ومهم ,وصياغة أعجبتني
شكرا لك
ماسة

د. محمد حسن السمان
14-02-2014, 03:18 AM
الأخت الفاضلة الأديبة كريمة سعيد
قطعة أدبية رائعة , تميّزت بذكائية الفكرة وحصافتها , وقوة النسج , ورصانة العبارات , والتمكن من الحوارية التي جاءت رفدا قويا , يخدم قوة إيصال الرسالة الفكرية , فنيات آسرة , وإحاطة واضحة بالأدوات الأدبية .
كم تمنيت لو تمّ التركيز على علامات الترقيم .
تقبلي تقديري وإعجابي

د. محمد حسن السمان

رياض شلال المحمدي
14-02-2014, 04:59 AM
**(( أعزّ مكانٍ في الدنا سرْج سابح ... وخير جليسٍ في الزمان كتابُ !!
وقد قيل : وخير دليلٍ في العلوم مثالُ !، فالدويلات دول والأيّام حِول ، ولكلّ زمنٍ فرسانٌ ورجالات ،
فطوبى لمن أسّس بُنيانَه على حُسْنِ الإختيار وراهن على الطيّبات الخالدة هاجرًا الملذات الفانية ،
نصٌّ جميلٌ بأدائه وأدواته ، باقاتُ ودٍّ وورد مع غزير تقدير ))**

كاملة بدارنه
14-02-2014, 08:16 AM
ارتشفت الكلمات قهوة من فنجان الجمال بعد أن أعدّ على جمر متوهّج من الإبداع
نصّ جميل الفكرة والأسلوب واللّغة
بوركت عزيزتي كريمة
تقديري وتحيّتي
(سوى رسنٍ غريبٍ )

كريمة سعيد
17-02-2014, 04:49 PM
حبيبي، قبل توديعك لا بد أن أهنئك بفروسية هذا الزمن وبكل خيوله الرابحة، وأن أخبرك أنني قد كبرت عن ركوب المكنسة على أنها حصان...

السلام عليكم
أعجبتني القفلة جدا يا كريمة فقد كانت قرارا حاسما شجاعا لا يخلو من ابتسامة ,
القمار بكل أنواعه عار ,وبوار, ونار ,وخراب ديار ,
وفي الحقيقة أن المكنسة خير من مثل هذا الفارس المغوار ,
وعلى الفتيات أن يبتعدن عن المقامرين ولا يفكرن بالارتباط بهم أبدا ,حتى لو كسبوا بقمارهم كل ساعة ,
فلا بد من خسارة وانهيار كامل ذات ساعة .
أدب راق ,وموضوع جميل ومهم ,وصياغة أعجبتني
شكرا لك
ماسة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته عزيزتي
مدمن القمار مثله مثل مدمن المخدرات شخص غير جدير بالثقة.. مهما بلغ شأنه الاجتماعي والتفاف الناس حوله في هذا الزمن الذي تبدلت فيه القيم والمثل...
أشكرك أختي الفاضلة على هذه الحاشية الجميلة التي رصعت بها هذا النص/ الرسالة والتي شرفت بها حروفي المتواضعة
لك محبتي الخالصة وتقديري الدائم

كريمة سعيد
17-02-2014, 05:01 PM
الأخت الفاضلة الأديبة كريمة سعيد
قطعة أدبية رائعة , تميّزت بذكائية الفكرة وحصافتها , وقوة النسج , ورصانة العبارات , والتمكن من الحوارية التي جاءت رفدا قويا , يخدم قوة إيصال الرسالة الفكرية , فنيات آسرة , وإحاطة واضحة بالأدوات الأدبية .
كم تمنيت لو تمّ التركيز على علامات الترقيم .
تقبلي تقديري وإعجابي

د. محمد حسن السمان

الأخ الكريم الدكتور محمد حسن السمان
يسعدني أن أرحب بمرورك الوارف الذي أثرى كلماتي وشرّف حروفي بقراءة جميلة أعتبرها ترصيعا أدبيا وتوجيها فنيا أعتز به كثيرا .. وأعدك بأني سأحاول - مستقبلا- الانتباه إلى علامات الترقيم....
دمت أخي الفاضل بهذا الرقي والثراء.. وأتمنى ألا تبخل عنّي بملاحظاتك القيمة
مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
01-03-2014, 01:46 AM
وأنا خلتك الفارس المعنى الباحث عن حصان يمتطيه ساعة الحسم، لذلك ما بقيت على الهامش وإنما قبلت- بكل فخر واعتزاز- أن أعلن انتمائي إليك واخترتك دون الناس أجمعين، وانبريت معك للبحث عن حصان أصيل يعيد تاريخ الأشقر والمحبر .... وقد انطلق خيالي الواسع حتى ما ميزت بينك وبين حمزة أو ضرار...
وكنت كلما سمعت مناديا يقول: خالد .. أصدق أنك وابن الوليد واحد... وكم كانت فرحتي كبيرة عندما اقتنيت ذلك الحصان الأدهم الأصيل ... فقد أحسست بأنني أهديتك البراق..
ما كنت أدري بأننا في زمن الخيول بدون خيالة لأن الفرسان ما عادوا فرسانا

مدهش هذا التوغل القصّي في أعماق المتلقي، بسرد متقن قوي، وتوظيف للحوار ذكيّ استندا للغة مكينة وأداء تعبيري بديع
الفكرة أكثر من رائعة ، والرمز منتقى ومجند بإبداع أدبي ملفت ، والمعالجة مميزة

تعرية ولا أروع لمقامر هو الخاسر الأكبر في النهاية مهما كابر

دمت بخير رائعتي

تحاياي

ربيحة الرفاعي
01-03-2014, 01:46 AM
وأنا خلتك الفارس المعنى الباحث عن حصان يمتطيه ساعة الحسم، لذلك ما بقيت على الهامش وإنما قبلت- بكل فخر واعتزاز- أن أعلن انتمائي إليك واخترتك دون الناس أجمعين، وانبريت معك للبحث عن حصان أصيل يعيد تاريخ الأشقر والمحبر .... وقد انطلق خيالي الواسع حتى ما ميزت بينك وبين حمزة أو ضرار...
وكنت كلما سمعت مناديا يقول: خالد .. أصدق أنك وابن الوليد واحد... وكم كانت فرحتي كبيرة عندما اقتنيت ذلك الحصان الأدهم الأصيل ... فقد أحسست بأنني أهديتك البراق..
ما كنت أدري بأننا في زمن الخيول بدون خيالة لأن الفرسان ما عادوا فرسانا

مدهش هذا التوغل في أعماق المتلقي، بسرد متقن قوي، وتوظيف للحوار ذكيّ استندا للغة مكينة وأداء تعبيري بديع
الفكرة أكثر من رائعة ، والرمز منتقى ومجند بإبداع أدبي ملفت ، والمعالجة مميزة

تعرية ولا أروع لمقامر هو الخاسر الأكبر في النهاية مهما كابر

دمت بخير رائعتي

تحاياي

خلود محمد جمعة
02-03-2014, 10:36 PM
حصانك ليس بأبيض
تهاوت الجدران
لم تعد الفارس
وأسفي..
الذي امتطيته طوال عمري
ليس بالجواد
رمزية عالية لمعان عميقة الفكر قوية الحضور ، بسرد سلس رصين في اللغة وقوي في التركيب
دمت متألقة
مودتي وتقديري

سامية الحربي
03-03-2014, 09:04 AM
وعدها بأكثر مما يملك ويستطيع. راهن على كل شيء و أدركت أن حياتها تنساب بين يديه كالرمال. توظيفك للحوار ميز هذا النص و أوصل فكرته بلغة أنيقة.شكرًا لك. تحيتي وتقديري.

نداء غريب صبري
29-08-2015, 03:48 PM
صدق أستاذنا الكبير الدكتور محمد حسن السمان في وصفه الجميل لهذا النص


الأخت الفاضلة الأديبة كريمة سعيد
قطعة أدبية رائعة , تميّزت بذكائية الفكرة وحصافتها , وقوة النسج , ورصانة العبارات , والتمكن من الحوارية التي جاءت رفدا قويا , يخدم قوة إيصال الرسالة الفكرية , فنيات آسرة , وإحاطة واضحة بالأدوات الأدبية .
كم تمنيت لو تمّ التركيز على علامات الترقيم .
تقبلي تقديري وإعجابي

د. محمد حسن السمان

شكرا لكما
بوركتما

ناديه محمد الجابي
24-12-2015, 05:03 PM
وجبة أدبية فاخرة ـ ونص جميل بفكرته، وبأسلوبه ومعانيه
وبالحوار الذي ساهم في توضيح فكرة أدمان القمار.
ما أروع حرفك، وأجمل بيانك ووصفك وتصويرك.
شكرا لك على هذا البهاء
دمت وجميل حرفك. :001: