المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حانوت وسيارة وقطعة لحم



محمد حمدي
22-02-2014, 12:32 PM
وأنا أتحوّل إلى حانوت وسيارة وقطعة لحم!!

كلُّ الدقائقِ سوفَ تَقفـزُها العقاربُ في الإزاحةْ
كلُّ المتاجرِ لا تَنِي تَغترُّ تلتهمُ المساحةْ
الطوبُ والرملُ الغبيّةُ تَستبدُّ بكلِّ ساحةْ
وقطعةًُ الأرضِ البريئةُ حيثُ تَعرفُنا الصغارْ
أصواتُ رَكْلاتِ الكُرَاتِ، ضَجيجُ صيْحاتِ انتصارْ
تلُّ الترابِِ، الأَوْجُهُ السَّمراءُ في عَرَقِ النهارْ
بعضُ القذائفِ للنوافذِ بالكُراتِ، والانكسارُ والانتثارْ!
والهروبْ
ضِحْـكاتًُ ذاتِ ضفيرةِ الأحلامْ، والقلبُ اللعوبْ
والحبُّ في مَهدِ النقاوةِ، لا ذُنوبْ
بَعضُ الزجاجِ يُصيبُ قَدَمًا حافيةْ
والاعْـتراكُ بكلِّ رُوحٍ صافيةْ
وحماسُ الاسْتحمامِ قَصفًا مِن صواريخِ الترابْ!
والعَلْقةُ المحمومةُ الضرباتِ في وقْتِ التلصّصِ للإيابْ!
والنّومُ تَعبًا، كي نكرّرَ الاجتماعَ، والاتفاقَ، والاختلافَ، والانسحابْ
كنّا هُنا
والآنَ هذا (المترُ في المترِ) العزيزُ يَضيعُ يَحملُ كلَّنا
شخصٌ مَـقِيـتٌ حازَ كَومًا مِن نقودِ الكِبْرِ، يأتي ثُمَّ يَسرقُ أرضنَا
يا أيّها الزَّلَطُ اللعينُ ستَستَبيحُكَ فكُّنا
لو جاءَتِ الكَرّاكَةُ الرَّعْـناءُ تَنبشُ كَنْزَنا
لو هدَّدَتْ ضِرسي المُسوَّسَ قد غَفا دَهْرًا هُنا
لو قامتْ الأسياخُ تُعلنُ عنْ قبورٍ رِيعُها بعضُ الألوفْ
فَأَمَا هُنا سيَقُوم حانوتٌ كبيرٌ كي يُنافسَ (عمَّ محمودِ) الفقيرْ؟
يَحتلُّ طعمُ الكِيكِ والبُنْبُونِ طعمَ كلامِهِ الحُلوِ المُثيرْ؟
وأَمَا هنا سيُقيمُ وغدٌ يَشتري غَدْرًا حبيبَ العُمرِ بالمالِ الكثيرْ؟
ليصيرَ سِعْري في النهايةِ لَحمِيَ الضَّاني يُجمّدُهُ المُبَرّدِ في بُخارِ الزَمْهريرْ
أو ظِلَّ بُؤسِي حينَ تَدهسُهُ (الشِّروكي) وَهْيَ تَعبرُ بالأميرةِ حاجزَ الفقرِ المَريرْ؟
كلُّ الأغاني سوفَ تَقتلُها الشتائمُ في الصراحةْ
كلُّ الدقائقِ سوفَ تَقفزُها العقاربُ في الإزاحةْ
كلًُّ القواريرِ المُضيئةِ سوفَ تَركلُها البجاحةْ
والطوبُ والرملُ الغبيّةُ تَستبدُّ بكلِّ ساحةْ
آهٍ هَيَا ذِكرَى وذكرَى تِلوَ ذكرَى في استباحةْ
كلُّ المعاني تُشترَى وتُباعُ، حقًّا في سماحةْ!

محمد حمدي غانم، 1996

محمد ذيب سليمان
22-02-2014, 12:51 PM
الله الله
ما اروعها من حكاية تحمل بين حروفها معنى ساميا وذكريات
الطفولة واحتلال الإسمنت لمسات الجمال في النفس
لا ادري وجدتني بين حروفها التصويرية البديعة ارى كل التفاصيل واعيشها
لله درك ما اجملك

عدنان الشبول
22-02-2014, 01:41 PM
جميلة جدا ومعبرة أقولها بكل ّ صراحة



دمتم بخير

محمد حمدي
22-02-2014, 03:25 PM
أ. محمد ذيب:
شكرا لتقديرك
ربما تلمس هذه القصيدة أفئدة جيلي والأجيال التي سبقته، لأنها عاشت هذه التفاصيل بصورة أو بأخرى.. لكني لا أظنها تلامس أفئدة أجيال الفديو جيم والإنترنت، التي ربما لم تعرف ألعاب الطفولة واللهو في الشوارع :)
شهادة أعتز بها..
تحياتي

أ. عدنان الشبول:
أشكرك على صراحتك الجميلة :)
تحياتي

محمد حمود الحميري
22-02-2014, 03:48 PM
كلُّ الأغاني سوفَ تَقتلُها الشتائمُ في الصراحةْ
كلُّ الدقائقِ سوفَ تَقفزُها العقاربُ في الإزاحةْ
كلًُّ القواريرِ المُضيئةِ سوفَ تَركلُها البجاحةْ
والطوبُ والرملُ الغبيّةُ تَستبدُّ بكلِّ ساحةْ
آهٍ هَيَا ذِكرَى وذكرَى تِلوَ ذكرَى في استباحةْ
كلُّ المعاني تُشترَى وتُباعُ، حقًّا في سماحةْ!

بوح شعري آسر
ولغة منسابة بعذوبة
رسمت فأبدعت
لك كل الحب والتقدير .

محمد حمدي
22-02-2014, 08:49 PM
شكرا لتقديرك وحسن انتقائك أ. محمد حمود..
تحياتي

سامي الحاج دحمان
22-02-2014, 09:02 PM
نعم البوح و نعمت المشاهد استجلبتها و عرضتها عرضا ينبض بالحياة فتسابق إليها السمع و البصر


محبتي و تقديري

سامي الحاج دحمان

محمد محمود محمد شعبان
22-02-2014, 09:08 PM
رائع محمد
شكرا جزيلا لك أمتعتنا يا رجل

تحيتي
حمادة الشاعر

محمد حمدي
23-02-2014, 01:16 PM
أ. سامي الحاج، أ. محمد محمود:
سعيد بتقديركما للنص
شكرا لجميل الثناء..
تحياتي