تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يا وقتُ مرّ سريعا، إنّي....



عبلة الزغاميم
22-02-2014, 09:08 PM
أوَ كلّما تمدّد الضّوء يتقلّصُ المدى؟
و كلّما مشيتُ دربا جازني الصّدى
و شتّتني الغيابُ و الهواءُ البارد على استحياء
يا ليلُ.. يا عادة الشّمسِ في المغيب
يا ليلُ يا ممتدّا للبيوتِ العتيقةِ دونما أبواب تنهرهُ
و دونما حرّاسٍ للضّوء ك عسس العتمةِ
و دونما انتهاءٍ دونما أجل
هب أنّي أتنفّس
و امدد كفّك إليّ كي تلحق بما تراشق من هذا النّبض،
لم يعد في الأرض مكانٌ للموتى
يا ليلُ
وحيدةً أمّمْتُ هذا التّمرُّد
و زارتني في المنام أختي وحيدةً
تؤمّ الوجعَ و الحرمان
وحيدةً.. تناسلتُ، تلاشيتُ
و أشباهي الأربعون مطرٌ مالحٌ ما زاد الودّ إلّا عطشا
و صوّان
وحيدةً مددتُ صحائفي
و ملامحي لا تزيدُ عن الجوع شيئا و لا تقلُّ
تراود النّفْسَ عن الغياب بالغياب..
وحيدةٌ هذه الخيبةُ
كصوتي حين اتّسع فصار فراغا
تعربشه الضّجر
أوَ كلّما جلستُ وحدي.. جاء ثالثي، و صلّى على ثانيّ الّذي دفنتُه و جلس يحدّثُني عن الغياب...؟!!
كلّما حلمتُ.. هوت من روحي نخلة، و استيقظتُ أتحسّسُ أين ذهبت يدي؟
يدي الّتي ما طابقت يدي
يدي الّتي ضاقت على عُريِ يدي
يدي يا اللّيلُ الملطّخُ بالشّوكِ و سِكك الحالمين
و انتهاءِ الموت اليانعِ المجبول بالعرق، و الحنّاء
ثمّ و بعدُ؟؟
لماذا كلّما ظننتُ قلبي صغيرا تمدّد... و زاد في الغياب؟
لماذا كلّما ابتعدتُ في التّفّاح تساقطت عشر سنابل
في كلٍّ مئةُ حبّةٍ... و تضاعف الضّباب؟
لماذا كلّما كَلَلْتُ.. تدلّت خيبتان تشدّان عودي لينكسر باشتهاء
لماذا أنتهي عينا بِتاء؟
جفّ ضرعُ البيت و فارق الفَراشْ
جفّ ضرعُ الموتِ لمّا الشّهيدُ عاش
و حين وجه الأرضِ جفّ، رمشت أنفاسُهم
و اعتلَوا... اعتلَوا حتّى آخر الضّوء
صاروا شمسا و انتهاء
وحيدةٌ حقيبتي، و لا تحملُ إلّا ثبوتي
وحيدةٌ لا لذّةٌ للحنين
ولا لسطرٍ شهيّ في قصيدة
وحيدة..
ثَمّة حياةٌ تساومني
ثمّة مماتٌ يأتي بالمجّان
ثمّة عراء
يا ليلُ يا نصف هذا العمرِ
و كلّه حين الوحدةُ تتمايلُ.. تتراقصُ
ولا يليقُ بالرّقص إلّاكَ
هبْ
هبْ أنّي أتنفّسُ
كقبّرةٍ صار جسدُها رئةً
و الجناحان ماء
كن أبيضا.. يا ليلُ
ثمّ تنفّس،
بعض الأسارير خضراء بَرقَعَها النّداء
و سألْمَعُكْ
سأصوم يا ليل كي لا أتبعكْ
ثمّ لن أمشي معكْ
فسريرتي بيضاء.. لم يلوّنها سَقَم
ثمّ...
مُرّ أيّها الوقتُ سريعا
إنّي أريدُ أن أهرمَ
سأكتفي
الفقرُ يا ليلُ ليس ثوبا ممزّقا
ليس نفْسا تتهاوى لشهيّةِ حلوى أو فاكهةٍ
ليس بيتا بلا سقفٍ
أو بردا يتظاهر بالدّفئ
الفقرُ أن تمدّ الكفّ بنبضٍ
فتعودَ بالصّمم
.
.
.
.

عبلة الزّغاميم
22-2-2014

محمد محمود محمد شعبان
22-02-2014, 09:20 PM
رااااااائع أديبتنا الفاضلة
راقت لي السياحة عبر فضاء حرفك الثر
لا حرمناه
لعلها نثرية شاردة في مرتع الشعر !!

تحيتي

حمادة الشاعر

سامي الحاج دحمان
22-02-2014, 09:22 PM
أنت أديبة

و أنا لست مختصا في الشعر

و لكن راقني ما نثرت فأحببت أن أحييك و أن أعبر عن إعجابي بنزف يراعك


محبتي و تقديري

سامي الحاج دحمان

نداء غريب صبري
02-04-2014, 01:21 AM
نثر جميل بأسلوب ممتع

نرجو من الإدارة نقله لقسم النثر



شكرا لك أختي

بوركت

د. سمير العمري
30-08-2014, 07:20 PM
هذا نص نثري جميل يا عبلة ولست أدري لم نشرته في قسم الشعر وأنت الأديبة والشاعرة.

ينقل لقسم النثر حيث مكانه ولينال ما يستحق من تعليق.

تقديري

كاملة بدارنه
31-08-2014, 05:22 PM
لغة باذخة وصور جميلة وخطاب بثّ فلسفة خاصّة
بوركت
تقديري وتحيّتي
(أبيضَ - بالدّفء)

ربيحة الرفاعي
02-09-2014, 01:16 AM
نثرية طيبة بلغة راقية وتصوير بديع

دمت بخير

تحاياي

فاطمه عبد القادر
03-09-2014, 10:44 PM
الفقرُ يا ليلُ ليس ثوبا ممزّقا
ليس نفْسا تتهاوى لشهيّةِ حلوى أو فاكهةٍ
ليس بيتا بلا سقفٍ
أو بردا يتظاهر بالدّفئ
الفقرُ أن تمدّ الكفّ بنبضٍ
فتعودَ بالصّمم
.

السلام عليكم
نثر جميل ,,لغة راقية عميقة المعاني ,فلسفة خاصة ,
استمتعت بسياحة فريدة بين السطور
شكرا لك عبلة
ماسة

خلود محمد جمعة
09-09-2014, 09:53 AM
صور محلقة وتساؤلات محملة بالتأوهات وفلسفة عميقة اشتبكت بمهارة فباح الحرف بجمال
إحساس مرهف ويراع متألق
تقديري

ريماس الهيثم
29-08-2017, 09:58 PM
رااااااائع جدا جدا
سلمت فاهك

ناديه محمد الجابي
30-08-2017, 11:59 AM
لغة شاعرية جميلة فاضت إبداعا
وحرف جميل عكس نبضا راقيا في صور بديعة
دمت ببريق وتوهج.
:v1::0014: