تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيس الحلوى



ليال
03-04-2005, 04:02 PM
في إحدى الليالي جلست سيدة في المطار لعدة ساعات في انتظار رحلة لها. وأثناء فترة انتظارها ذهبت لشراء كتاب وكيس من الحلوى لتقضي بهما وقتها, فجأة وبينما هي متعمقة في القراءة أدركت أن هناك شابة صغيرة قد جلست بجانبها واختطفت قطعة من كيس الحلوى الذي كان موضوعا بينهما. قررت أن تتجاهلها في بداية الأمر, ولكنها شعرت بالانزعاج عندما كانت تأكل الحلوى وتنظر في الساعة بينما كانت هذه الشابة تشاركها في الأكل من الكيس أيضا. حينها بدأت بالغضب فعلا ثم فكرت في نفسها قائلة " لو لم أكن امرأة متعلمة وجيدة الأخلاق لمنحت هذه المتجاسرة عينا سوداء في الحال " :006: :006:
وهكذا في كل مرة كانت تأكل قطعة من الحلوى كانت الشابة تأكل واحدة أيضا ، وتستمر المحادثة المستنكرة بين أعينهما وهي متعجبة بما تفعلة ,,ثم ان الفتاة وبهدوء وبابتسامة خفيفة قامت باختطاف آخر قطعة من الحلوى وقسمتها إلى نصفين فأعطت السيدة نصفا بينما أكلت هي النصف الآخر. :004: ، أخذت السيدة القطعة بسرعة وفكرت قائلة " يالها من وقحة كما أنها غير مؤدبة حتى أنها لم تشكرني ". بعد ذلك بلحظات سمعت الإعلان عن حلول موعد الرحلة فجمعت أمتعتها وذهبت إلى بوابة صعود الطائرة دون أن تلتفت وراءها إلى المكان الذي تجلس فيه تلك السارقة الوقحة. وبعدما صعدت إلى الطائرة ونعمت بجلسة جميلة هادئة أرادت وضع كتابها الذي قاربت عل إنهائه في الحقيبة :003: , وهنا صعقت بالكامل حيث وجدت كيس الحلوى الذي اشترته موجودا في تلك الحقيبة بدأت تفكر " يا الهي لقد كان كيس الحلوى ذاك ملكا للشابة وقد جعلتني أشاركها به", حينها أدركت وهي متألمة بأنها هي التي كانت وقحة , غير مؤدبة , وسارقة أيضا.

ترى كم مرة في حياتنا كنا نظن بكل ثقة ويقين بأن شيئا ما يحصل بالطريقة الصحيحة التي حكمنا عليه بها, ولكننا نكتشف متأخرين بأن ذلك لم يكن صحيحا, وكم مرة جعلنا فقدان الثقة بالآخرين والتمسك بآرائنا نحكم عليهم بغير العدل بسبب آرائنا المغرورة بعيدا عن الحق والصواب :014:

نقلا عن بريدي عن مصدر آخر
تحياتي :001:

أبو القاسم
04-04-2005, 12:14 AM
يا إلهي ما هذا الخط الصغير ..
:008: عيناني لم قادرة على القراءة

.. ننتظر تكبير حجمه ..

ليال
04-04-2005, 12:26 AM
نعم وأنا أيضاً لم أستطع مراجعتها كامله بعد إدراجها لصغر حجم الحروف، حاولت عدة محاولات لإصلاح هذا الخطأ لكن كلها باءت بالفشل..انتظر مثلك النجدة من أحد مشرفي هذا القسم مع الشكرسلفاً:009:

أبو القاسم
04-04-2005, 01:36 AM
...... ننتظر حل الإشكالية من شيخ الواحة .....

سلطان زمن
04-04-2005, 10:10 AM
السلام عليكم

المتألقة / ليال

شكرا جزيلا على هذا النقل ، موضوع رائع وقد أعجبني جدا لتناوله مشكلة غاية بالأهمية .

فظن السوء مشكلة كبيرة ، ولو تفكرنا جيدا لوجدنا أن معظم المشاكل الشخصية بين الأفراد

يكون سببها ظن السوء ، ومن ثم تتبعها الغيبة والنميمة وهكذا .

فالبعض يظن بغيره السوء حتى يثبت خيره ، وهذه مصيبة ، وما ذلك إلا من ضعف وقلة الإيمان.

وما هذا الموضوع إلا دليل واضح لهذه المشكلة .

تحياتي لنقلك الأنيق بصغره ،،،،

ليال
07-04-2005, 04:37 AM
سيدي الفاضل / سلطان زمن
ابهجني مرورك الكريم وسعيدة كذلك بالأثر الذي تركه هذا الموضوع لديك، لكن استوقفتني عبارتك " البعض يظن بغيره السوء حتى يثبت خيره، وما ذلك إلا لضعف أو قلة الإيمان"، أليس من الممكن أن يكون المرء مؤمنا حسن الظن بالله لكنه سيء الظن بالناس؟

سلطان زمن
07-04-2005, 12:05 PM
السلام عليكم

أختي العزيزة / ليال .

في البداية أحييك وأحيي تساؤلك ، فعندما أتحدث عن شيء فإني أتحدث بصيغة العامة ولا يخفي أن هناك لكل قاعدة شواذ .

ولكن الغالب ليس كذلك ، فتعاليم ديننا الحنيف تحثنا على حسن الظن وتنهانا عن الغيبة والنميمة وغير ذلك مما يحافظ على مجتمع نقي خال من الفساد .

ولا يسعني ذكر الآيات والأحاديث التي تأمرنا بحسن الظن وترك الغيبة والنميمة لكثرتها ، ولكن أذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه :( إنما المؤمنون في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ) .أو كما قال عليه الصلاة والسلام .

فمن الطبيعي من آمن بقضية يجب عليه اتباعها ، وإلا لما سمي مؤمنا بها ، كذلك من آمن بالله حق الإيمان فمن الطبيعي اتباع أوامر الله وأوامر نبيه في هذا الخصوص وغيره مما أمرونا به ، وإلا لما سمي مؤمنا ، أما من يحسبون على المؤمنين ممن وجدوا فيه طريقا لتحقيق غاية لهم ، فهؤلاء لا تنطبق عليهم هذه القاعدة لأنهم لم يؤمنوا إيمانا مخلصا بالأصل ، إنما إيمانهم وسيلة لغاية ، وفي موضوع قرأته لك بعنوان "باسم الحب" مثال ولو جزئي على ما أقول .

أرجو أن يكون جوابي قد أوفى على تساؤلك ، مع عميق شكري وتقديري لك .


تحياتي وامتناني ،،،،