بندر الصاعدي
07-03-2014, 07:48 PM
دَعْ لِلْغُوَاةِ العُودَ وَالمِزْمَارَا=وَالطَّبْل تُشْقِي أَهْلَهَا وَالطَّارَا
وَأَصِخْ لِحَادٍ لَمْ يَزَلْ بِحُدَائِهِ=عَذْبَ النَّشِيدِ يُحَقِّرُ الأَوْتَارَا
صَوْتًا حَبَاهُ اللهُ لَسْتَ تَمَلُّهُ=مَا طَالَ طَابَ وتَسْتَزِيدُ مِرَارَا
نَغَمًا يَبُثُّ الوَجْدَ فِي نَبَراتِهِ=كَالمَاءِ يُنْدِي سَرْبُهُ الأَزْهَارَا
يُعْلِيكَ إِنْ أَشْجَى جَوَابًا لِلسَّما=فَإِذَا انْتَهَى شَجْوًا سَبَاكَ قَرَارَا
وَهُمَا الجَنَاحَانِ اللَّذَانِ إِذَا الفَتَى=سَمِعَ الحُدَاءَ تَرَيَّشَاهُ فَطَارَا
يَا حَبَّذَاهَا مِنْ مَوَاويلٍ لَهَا=وَقْعٌ يَزِينُ بُحْسِنِهِ الأَشْعَارَا
جَسٌّ حِجَازِيٌّ يَجُسُّ مُشَنِّفًا=آذَانَ مَنْ حَسُّوا بِهِ إِبْهَارَا
مَا زَادَ فِي حُسْنِ الكَلامِ تَرَنُّمَا=إِلا وَقَدْ زَادُوْا بِهِ اسْتِشْعَارَا
حَتَى إِذَا غَنَّى مَدَائِحَ أَحْمَدٍ=حَازَ العَلاءَ وَجَاوَزَ الأَقْمَارَا
وَمِنَ المَدَائِحِ لَوْ بَصُرْتَ بَصُرْتَ مَا=يُلْقِيكَ أَوْ مَا قَدْ يَقِيكَ النَّارَا
فَاصْدَحْ بِخَيرِ مَدَائِحٍ لِنَبِيِّنِا=خِيرِ الأَنَامِ وَحَاذِرِ الإِهْذَارَا
نَزِّهْهُ عَمَّا لا يَلِيقُ بِهِ وَكُنْ=مُتَتَبِّعًا فِي وَصْفِهِ الآثَارَا
إِنْ قَلْتَ عَبْدُاللهِ ذَاكَ مُحَمَّدٌ=وَرَسُولُهُ وَتَبِعْتُهُ إِكْبَارَا
جِئْتَ الذِي كُلِّفْتَ فِي الدُّنْيَا بِهِ=فَارْجُ الثَّبَاتَ وَلازِمِ الأَذْكَارَا
وَأُحِبُّهُ صَلَّى عَلِيهِ اللهُ مَا=جَادَ الغَمَامُ وَمَا رَوَى الأَشْجَارَا
حُبًّا يَحُثُّ عَلَى اتِّبَاعِ سَبِيلِهِ=دُونَ ابْتِدَاعٍ جَهْرَةً وَسِرَارَا
حَبًّا أَنَالُ بِهِ رَضَى الرَّحْمَنِ فِي=قِسْطٍ وَلَسْتُ أُجَاوِزُ المِقْدَارَا
وَيُحِبُّهُ الصَّحْبُ الكِرَامُ وَآلُهُ=حُبًّا تَجَّلَى فِي الزَّمَانِ وَسَارَا
مَن هَاجَرُوا مَعَهُ وَخُصَّ بِهِجْرَةٍ=مُسْتَبْرِئًا كِيمَا يَقِيهِ الغَارَا
مَنْ آزَرُوهُ بحُسْنِ صُحْبَتِهِ وَمَنْ=كَانُوا لَهُ فِي أَمْرِهِ أَنْصَارَا
وَيُحِبُّهُ مِنْ بَعْدِهِمْ مَنْ أَسْلَمُوا=سِرًّا دُعَاةً لِلْهُدَى وَجِهَارَا
مَنْ حَكَّمُوا الوَحْيينِ فِي الدُّنْيَا وَمَنْ=تِخِذُوهُمَا أَبَدَ الزَّمَانِ مَنَارَا
وَيُحِبُّهُ مَنْ آمَنُوا وَمِنْ اتَّقَوْا=وَمَنْ ابْتَغَوْا فَضْلَ الكَرِيمِ الدَّارَا
حُبُّ النَّبِيِّ عَقِيدَةٌ فَاحَرْصَ عَلَى=صَفْوِ العَقِيدَةِ وَادْرَأِ الأَكْدَارَا
فَلَرُبَّمَا نِلْتَ المَفَازَ بِصَفْوِهَا=وَلَرُبَّمَا بِالشَّوْبِ نِلْتَ خَسَارَا
وَلَكَمْ تَلَبَّسَ حُبَّهُ مَنْ حُبُّهُ=قَدْ كَانَ لِلسَّعْيِ الخَبِيثِ سِتَارَا
وَلَكَمْ مُحِبٍّ مَا تَرَى فِي حُبِّهِ=إِيَّاهُ إِلا دَعْوَةً وَشِعَارَا
يُصْمِيكَ بِالحُبِّ ادْعَاءً صَارِخًا=فَإِذَا رَأَيْتَ فَبِدْعَةً وَشَنَارَا
وَلَقَدْ تَرَى مَنْ لا يَؤُمُّ سَبِيلَهُ=لَيْلًا وَيَبْتَدِرُ السَّبِيلَ نَهَارًا
وَلَقَدْ تُحَاجِجُ مُدَّعِينَ وِدَادَهُ=بِسَنَا هُدَاهُ فَيُعْرِضُوا اسْتِكْبَارَا
يَا أُمَّةَ الإِسْلامِ وَحْيَيْكِ الْزَمِي=وَتَجَنَّبِي مَا يَبْتَغِيكِ النَّارَا
تَلْبِيسَ إِبْلِيسٍ وَتَسْوِيغَ الهَوَى=وَالنَّفْسَ سَوَّلَتِ الرَّدَى وَالعَارَا
يَا أُمَّتِي مَلَّتْ دِيَارُكِ فُرْقَةً=أُمَمًا غَدَوْتِ كَمَا غَدَتْ أَشْبَارًا
فِي كُلِّ مُصْرٍ ضَجَّةٌ وَتَنَاطُحٌ=إِخْوَانُ أَرْضٍ وَالنُّهَى تَتَضَارَى
يَتَدَافَعُونَ عَلَى أَذِيَّةِ بَعْضِهِمْ=وَيُثَبِّطُونَ عَلَى العُدَاةِ نِفَارَا
مَا كَان مِنْكِ الخَائِنُونَ وَلا الأُلَى=جَلَبُوا لَكِ الفُسَّاقَ وَالكُفَّارَا
عُودِي إِلَى المَجْدِ العَظِيمِ بَعَوْدَةٍ=للِدِّينِ يُصْلِحُ مَنْهَجًا وَمَسَارَا
فَعَلَيْهِ تَلَتَفُّ الجَمُوعُ وَتَلْتَقِي=وَبِهِ تَعِزُّ أَهَالِيًا وَدِيَارَا
نَادَيْتُ مُجْتَهِدًا كَمَا نَادَى الأُلَى=مَحَضُوا النَّصِيحَةَ أُمَّةً تَتَوَارَى
إِنْ لَمْ يُسَوَّدْ فِيكِ أَخْيَارٌ فَقَدْ=أَضْحَيْتِ بَعْدَ حَقِيقَةٍ أَخْبَارَا
وَفَسَادُ قَومٍ مِنْ فَسَادِ كِبَارِهَم=يَأْتِي الفَسَادُ بِفِسْقِهِمْ كُبَّارَا
يَا أُمَّتِي وَاللَّيْلُ دَاجٍ لا أَرَى=لَكِ غَيْرَ تَحْكِيمِ الكِتَابِ نَهَارَا
وَلَقَدْ يَطُولُ بِكِ امْتِحَانٌ فَانْظُرِي=طَوْقَ النَّجَاةِ وَرَبِّني البَّحَّارَا
الشَّامُ تَرْزَحُ تَحْتَ وَطْأَةِ غَاشِمٍ=عَامَينِ تَدْرَأُ طَاغِيًا جَبَّارَا
وَعَلَى العِراَقِ مَضَتْ عِجَافٌ عَشْرَةٌ=حَكَمَ العُتُلُّ وَصَفَّدَ الأَخْيَارَا
وَالمَغْرِبُ العَرَبِيُّ فِي ثَوْرَاتِهِ=غَايَاتُهَا لَمْ تَجْمَعِ الثُّوَّارَا
تَتَصَارَعُ الأَحْزَابُ فِيمَا بَيْنَهَا=مَا طَمَّ تَيَّارٌ طَمَى تَيَّارَا
يُؤْبَى لِتُونُسَ شِرْعَةُ الإِسْلامِ مَا=يُؤْبَى لِمِصَرًا أَنْ تَرَى اسْتِقْرَارَا
وَكلاهُمَا كَانَا فَصَارَا حَيْثُ لا=يُدَرىَ وَقَدْ كَثُر الرَّدَى مَا صَارَا
وَيُرَادُ بِاليَمَنِ انْقِسَامًا حَسْبُهُ=شَرًّا, خِيَارًا كَانَ أَوْ إِجْبَارَا
أَمَّا خَلِيجُ العُرْبِ رَغْمِ تَعَاوُنٍ=فَعُدَاتُهُ لَمْ يَصْرِفُوا الأَنْظَارَا
بَلْ زَادَتِ الأَطْمَاعُ فِيهِ وَرُبَّمَا=أَضْحَى التَّعَاوُنُ فُرْقَةً وَضِرَارَا
يَا أُمَّةَ الإِسْلامِ فِيكِ فَوَاجِعٌ=وَمَوَاجِعٌ لَمْ تُمْهِلِ الأَغْيَارَا
تَتْرَى تَتَابَعُ وَالنُّفُوسُ كَلِيلَةٌ=لَمَّا تَزَلْ تَسْتَشْرِفُ الأَقْدَارَا
فَلَرُبَّمَا صُبْحٌ يَسُرُّ وَرُبَّما=مَوْتٌ يُرِيحُ بِحَصْدِهِ الأَعْمَارَا
هِي سُنَّةٌ فِي النَّاسِ مَاضِيَةٌ فَمَنْ=لَزِمَ الصَّرَاطَ هِدَايَةً وَاخْتَارَا
وَأَصِخْ لِحَادٍ لَمْ يَزَلْ بِحُدَائِهِ=عَذْبَ النَّشِيدِ يُحَقِّرُ الأَوْتَارَا
صَوْتًا حَبَاهُ اللهُ لَسْتَ تَمَلُّهُ=مَا طَالَ طَابَ وتَسْتَزِيدُ مِرَارَا
نَغَمًا يَبُثُّ الوَجْدَ فِي نَبَراتِهِ=كَالمَاءِ يُنْدِي سَرْبُهُ الأَزْهَارَا
يُعْلِيكَ إِنْ أَشْجَى جَوَابًا لِلسَّما=فَإِذَا انْتَهَى شَجْوًا سَبَاكَ قَرَارَا
وَهُمَا الجَنَاحَانِ اللَّذَانِ إِذَا الفَتَى=سَمِعَ الحُدَاءَ تَرَيَّشَاهُ فَطَارَا
يَا حَبَّذَاهَا مِنْ مَوَاويلٍ لَهَا=وَقْعٌ يَزِينُ بُحْسِنِهِ الأَشْعَارَا
جَسٌّ حِجَازِيٌّ يَجُسُّ مُشَنِّفًا=آذَانَ مَنْ حَسُّوا بِهِ إِبْهَارَا
مَا زَادَ فِي حُسْنِ الكَلامِ تَرَنُّمَا=إِلا وَقَدْ زَادُوْا بِهِ اسْتِشْعَارَا
حَتَى إِذَا غَنَّى مَدَائِحَ أَحْمَدٍ=حَازَ العَلاءَ وَجَاوَزَ الأَقْمَارَا
وَمِنَ المَدَائِحِ لَوْ بَصُرْتَ بَصُرْتَ مَا=يُلْقِيكَ أَوْ مَا قَدْ يَقِيكَ النَّارَا
فَاصْدَحْ بِخَيرِ مَدَائِحٍ لِنَبِيِّنِا=خِيرِ الأَنَامِ وَحَاذِرِ الإِهْذَارَا
نَزِّهْهُ عَمَّا لا يَلِيقُ بِهِ وَكُنْ=مُتَتَبِّعًا فِي وَصْفِهِ الآثَارَا
إِنْ قَلْتَ عَبْدُاللهِ ذَاكَ مُحَمَّدٌ=وَرَسُولُهُ وَتَبِعْتُهُ إِكْبَارَا
جِئْتَ الذِي كُلِّفْتَ فِي الدُّنْيَا بِهِ=فَارْجُ الثَّبَاتَ وَلازِمِ الأَذْكَارَا
وَأُحِبُّهُ صَلَّى عَلِيهِ اللهُ مَا=جَادَ الغَمَامُ وَمَا رَوَى الأَشْجَارَا
حُبًّا يَحُثُّ عَلَى اتِّبَاعِ سَبِيلِهِ=دُونَ ابْتِدَاعٍ جَهْرَةً وَسِرَارَا
حَبًّا أَنَالُ بِهِ رَضَى الرَّحْمَنِ فِي=قِسْطٍ وَلَسْتُ أُجَاوِزُ المِقْدَارَا
وَيُحِبُّهُ الصَّحْبُ الكِرَامُ وَآلُهُ=حُبًّا تَجَّلَى فِي الزَّمَانِ وَسَارَا
مَن هَاجَرُوا مَعَهُ وَخُصَّ بِهِجْرَةٍ=مُسْتَبْرِئًا كِيمَا يَقِيهِ الغَارَا
مَنْ آزَرُوهُ بحُسْنِ صُحْبَتِهِ وَمَنْ=كَانُوا لَهُ فِي أَمْرِهِ أَنْصَارَا
وَيُحِبُّهُ مِنْ بَعْدِهِمْ مَنْ أَسْلَمُوا=سِرًّا دُعَاةً لِلْهُدَى وَجِهَارَا
مَنْ حَكَّمُوا الوَحْيينِ فِي الدُّنْيَا وَمَنْ=تِخِذُوهُمَا أَبَدَ الزَّمَانِ مَنَارَا
وَيُحِبُّهُ مَنْ آمَنُوا وَمِنْ اتَّقَوْا=وَمَنْ ابْتَغَوْا فَضْلَ الكَرِيمِ الدَّارَا
حُبُّ النَّبِيِّ عَقِيدَةٌ فَاحَرْصَ عَلَى=صَفْوِ العَقِيدَةِ وَادْرَأِ الأَكْدَارَا
فَلَرُبَّمَا نِلْتَ المَفَازَ بِصَفْوِهَا=وَلَرُبَّمَا بِالشَّوْبِ نِلْتَ خَسَارَا
وَلَكَمْ تَلَبَّسَ حُبَّهُ مَنْ حُبُّهُ=قَدْ كَانَ لِلسَّعْيِ الخَبِيثِ سِتَارَا
وَلَكَمْ مُحِبٍّ مَا تَرَى فِي حُبِّهِ=إِيَّاهُ إِلا دَعْوَةً وَشِعَارَا
يُصْمِيكَ بِالحُبِّ ادْعَاءً صَارِخًا=فَإِذَا رَأَيْتَ فَبِدْعَةً وَشَنَارَا
وَلَقَدْ تَرَى مَنْ لا يَؤُمُّ سَبِيلَهُ=لَيْلًا وَيَبْتَدِرُ السَّبِيلَ نَهَارًا
وَلَقَدْ تُحَاجِجُ مُدَّعِينَ وِدَادَهُ=بِسَنَا هُدَاهُ فَيُعْرِضُوا اسْتِكْبَارَا
يَا أُمَّةَ الإِسْلامِ وَحْيَيْكِ الْزَمِي=وَتَجَنَّبِي مَا يَبْتَغِيكِ النَّارَا
تَلْبِيسَ إِبْلِيسٍ وَتَسْوِيغَ الهَوَى=وَالنَّفْسَ سَوَّلَتِ الرَّدَى وَالعَارَا
يَا أُمَّتِي مَلَّتْ دِيَارُكِ فُرْقَةً=أُمَمًا غَدَوْتِ كَمَا غَدَتْ أَشْبَارًا
فِي كُلِّ مُصْرٍ ضَجَّةٌ وَتَنَاطُحٌ=إِخْوَانُ أَرْضٍ وَالنُّهَى تَتَضَارَى
يَتَدَافَعُونَ عَلَى أَذِيَّةِ بَعْضِهِمْ=وَيُثَبِّطُونَ عَلَى العُدَاةِ نِفَارَا
مَا كَان مِنْكِ الخَائِنُونَ وَلا الأُلَى=جَلَبُوا لَكِ الفُسَّاقَ وَالكُفَّارَا
عُودِي إِلَى المَجْدِ العَظِيمِ بَعَوْدَةٍ=للِدِّينِ يُصْلِحُ مَنْهَجًا وَمَسَارَا
فَعَلَيْهِ تَلَتَفُّ الجَمُوعُ وَتَلْتَقِي=وَبِهِ تَعِزُّ أَهَالِيًا وَدِيَارَا
نَادَيْتُ مُجْتَهِدًا كَمَا نَادَى الأُلَى=مَحَضُوا النَّصِيحَةَ أُمَّةً تَتَوَارَى
إِنْ لَمْ يُسَوَّدْ فِيكِ أَخْيَارٌ فَقَدْ=أَضْحَيْتِ بَعْدَ حَقِيقَةٍ أَخْبَارَا
وَفَسَادُ قَومٍ مِنْ فَسَادِ كِبَارِهَم=يَأْتِي الفَسَادُ بِفِسْقِهِمْ كُبَّارَا
يَا أُمَّتِي وَاللَّيْلُ دَاجٍ لا أَرَى=لَكِ غَيْرَ تَحْكِيمِ الكِتَابِ نَهَارَا
وَلَقَدْ يَطُولُ بِكِ امْتِحَانٌ فَانْظُرِي=طَوْقَ النَّجَاةِ وَرَبِّني البَّحَّارَا
الشَّامُ تَرْزَحُ تَحْتَ وَطْأَةِ غَاشِمٍ=عَامَينِ تَدْرَأُ طَاغِيًا جَبَّارَا
وَعَلَى العِراَقِ مَضَتْ عِجَافٌ عَشْرَةٌ=حَكَمَ العُتُلُّ وَصَفَّدَ الأَخْيَارَا
وَالمَغْرِبُ العَرَبِيُّ فِي ثَوْرَاتِهِ=غَايَاتُهَا لَمْ تَجْمَعِ الثُّوَّارَا
تَتَصَارَعُ الأَحْزَابُ فِيمَا بَيْنَهَا=مَا طَمَّ تَيَّارٌ طَمَى تَيَّارَا
يُؤْبَى لِتُونُسَ شِرْعَةُ الإِسْلامِ مَا=يُؤْبَى لِمِصَرًا أَنْ تَرَى اسْتِقْرَارَا
وَكلاهُمَا كَانَا فَصَارَا حَيْثُ لا=يُدَرىَ وَقَدْ كَثُر الرَّدَى مَا صَارَا
وَيُرَادُ بِاليَمَنِ انْقِسَامًا حَسْبُهُ=شَرًّا, خِيَارًا كَانَ أَوْ إِجْبَارَا
أَمَّا خَلِيجُ العُرْبِ رَغْمِ تَعَاوُنٍ=فَعُدَاتُهُ لَمْ يَصْرِفُوا الأَنْظَارَا
بَلْ زَادَتِ الأَطْمَاعُ فِيهِ وَرُبَّمَا=أَضْحَى التَّعَاوُنُ فُرْقَةً وَضِرَارَا
يَا أُمَّةَ الإِسْلامِ فِيكِ فَوَاجِعٌ=وَمَوَاجِعٌ لَمْ تُمْهِلِ الأَغْيَارَا
تَتْرَى تَتَابَعُ وَالنُّفُوسُ كَلِيلَةٌ=لَمَّا تَزَلْ تَسْتَشْرِفُ الأَقْدَارَا
فَلَرُبَّمَا صُبْحٌ يَسُرُّ وَرُبَّما=مَوْتٌ يُرِيحُ بِحَصْدِهِ الأَعْمَارَا
هِي سُنَّةٌ فِي النَّاسِ مَاضِيَةٌ فَمَنْ=لَزِمَ الصَّرَاطَ هِدَايَةً وَاخْتَارَا