المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحاديث أبي عُقبة



مصطفى حمزة
09-03-2014, 04:11 AM
أحاديث أبي عقبة
( 1 )
إنّ أحداثَ الحياة مهما كانت من الشدّة والعنفوان ليسَ لها أن تُسقطَ الإنسانَ وتحطّمه إلاّ إذا كانَ هو غيرَ ثابت وكانَ مستعداً للسقوط والتحطّم . فالإنسانُ هو الذي يتحكّم بنفسِه بما يملك من قوةٍ وثباتٍ وليسَ الحياةَ ؛ على ما لديها من ثوراتٍ وقوة !
إنّ الإنسانَ يحيا بما فيه لا بما في الحياة ، ونفسُهُ كسكّانِ السفينةِ ، إذا هاجَ البحرُ كانَ المُعَوّل عليها في ثبات السفينة وسلامتها ..
تحياتي

مصطفى حمزة
09-03-2014, 05:04 AM
أحاديث أبي عقبة
(2 )
يقول الرافعي مُعلّقاً على البيت المشهور لأحمد شوقي :
وطني لو شُغلتُ بالخُلدِ عنهُ ** نازعتني إليهِ في الخُلدِ نفسي
" وهذا البيتُ ممّا يتمثّلُ به الشبّانُ وكتّابُ الصحافةِ ، ولم يفطن أحدٌ إلى فسادِهِ وسخافةِ معناه ؛ فإنّ الخلدَ لا يكونُ خُلْداً إلا بعدَ فناءِ الفاني من الإنسانِ وطبائعِهِ الأرضيّةِ ، وبعدَ ألا تكونَ أرضٌ ولا وطنٌ ولا حنينٌ ولا عصبيّةٌ ؛ فكأنّ شوقي يقول : لو شُغلتُ عن الوطن حينَ لا أرضٌ ولا وطنٌ ولا دُولٌ ولا أممٌ ولا حنينٌ إلى شيءٍ من ذلك ؛ فإنّي أحنّ إلى الوطن الذي لا وجودَ له في نفسي ولا في نفسه ... وهذا كلُّهُ لغوٌ .. " انتهى كلام الرافعيّ . وأنا أقول : إنّ رؤيةَ الرافعيّ هذه للبيت تزيدُ البيتَ روعةً وقيمةً فنّيةً ؛ إذ يكون المعنى كما يلي : إنني أذكرُ وطني وأحنّ إليهِ حتى في الخُلدِ ، حيثُ لا يشعرُ الناسُ بأوطانهم ، ولا بنوازعهم الأرضيّةِ .. فحبّي له دائمٌ ، في الأرضِ وفي السّماءِ !!
تحياتي

مصطفى حمزة
09-03-2014, 07:36 PM
أحاديث أبي عقبة
( 3 )
حينَ أقرأ لمصطفى صادق الرافعيّ – رحمه الله تعالى - أجدني أمامَ عملاقٍ ضاربٍ في السماء ! فإذا فهمتُهُ أحسسْتُ بأنني تطاولتُ عليهِ وتجاوزتُ قَدْري ! وإنْ لمْ أفهمْ بلاغته ومُرادَهُ شَعرتُ بعجزي وضَعْفي وبمقدارِ ما أنا فيه من الحاجةِ إلى القراءة والقراءة ثم القراءة لكي أبقى على أعتاب أولئك العباقرة الأفذاذ ، أمثالِه !
تحياتي

مصطفى حمزة
11-03-2014, 06:16 AM
أحاديث أبي عقبة
( 4 )

جاء في كتاب ( جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية ) للدكتور كمال الحوت الحسيني ما يلي :
" ذرية الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ذرية الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما في سوريا
آل الحمزاوي = آل حمزة
ـ آل حمزة:
أسرة دمشقية ونزل منهم جماعة إلى البقاع وبيروت وهم من سلالة السيد عز الدين حمزة الأول نقيب أشراف دمشق المتصل نسبه إلى إسماعيل الأعرج ابن الإمـــام جعفـر الصــادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين رضي الله عنهم.
وقد توالى من هذه الأسرة خلق كثير على منصب نقابة السادة الأشـراف بدمشق مدة من الزمن "
انتهى كلام الحسيني .
شعرتُ بهزّة اقشعرّ لها بدني ! أنا من ذريّة الإمام عليّ رضي الله عنه وكرّم وجهه ؟! يا ألله .. إحساسٌ غريب ، أين أنا منهم ؟! أين إيماني من إيمانهم ، أين سيرتي من سيرتهم ، أين نفسي الأمارة من نفوسهم النقيّة ؟! هلْ أفخر ؟ وماذا يُفيدني الفخر في حاضري ومستقبلي ؟ في دنياي وآخرتي ؟ هل أسير بين الناس وأصعّر خدي مُعلناً أنني فوقهم في نسبي ؟ وماذا سيزيدني ذلك ، وفيمَ ؟
وسمعتُ هاتفاً يقرأ عليّ قول الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم - :
( والذي نفسُ محمد بيده ، لو أنّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدَها ) ..
يا حبيبي يا رسول الله ، لم تترك سنتك العطرة تساؤلاً من أصحابك وأحبابك إلاّ وأجابت عنه .!
يُشرفني نسبي ، ويرفعني إلى السحبِ ، ولكنْ هيهات ينفعني بين يدي ربي إلاّ عملي
فارحمني يا ألله
تحياتي

مصطفى حمزة
12-03-2014, 05:04 AM
أحاديث أبي عقبة
( 5)

أستاذ جامعيّ قديم أعرفه ، وهو صاحبُ كتب كثيرة ، وبحوث ومقالات . متخصص في علم الاجتماع ، وله اهتمامٌ خاصٌ بموضوع الثأر ، يحاربه بقلمه ومحاضراته وبحوثه وكتبه ، ويرى أنه دليلٌ على تخلف المجتمعات التي تتمسك به وتمارسه ويراه من بقايا المجتمعات البدائيّة حين لم تكن هناك دولة ، ولا قانون ، ولا قيم رفيعة ، ولا أخلاق حميدة ..
وفي العاشر من محرم كل عام يخرج مع العوامّ من حارته ويصرخ مثلهم : " يا لثارات الحُسين " !!!
تحياتي

مصطفى حمزة
13-03-2014, 04:21 AM
أحاديث أبي عقبة
( 6 )

علّمتني الخمسون :
أنّ الزواجَ الناجحَ كالتيار الكهربائي والمصباح ، لا بدّ من السالب والموجب لنحصل على ( النور )



أحاديث أبي عقبة
( 7 )
علمتني الخمسون :
أنّ الزوجة اللبيبة هي التي تُعوّض – كلّما تقدمت بها السنّ – عن جمالها الجسديّ الناقص يوماً بعدَ يوم والذي لا تملك بقاءه ، بجمال روحها ، وحلاوة لسانها وطيب معشرها ؛ وهذه كلها ملك يدها ، تُبقيها وتزيدها ما شاءتْ .
تحياتي

مصطفى حمزة
14-03-2014, 10:40 PM
أحاديث أبي عقبة
( 8 )

علّمتني الخمسون :
أن أرى المرءَ لا أراه بعيون الآخرين ، بل بعينيّ أنا ، وإلاّ لِمَ جعلَ الله لي عينين ؟!
وأنْ أتعهدَ لساني وأرعاه ، لأعبّر به لا بلسان الآخرين ،وإلاّ لمَ جعل الله لي لساناً وشفتين ؟!
وأنْ أفكّر بعقلي أنا ، لا بعقول الآخرين ، وإلاّ لمَ أكرمني ربي بالعقل ، ولمَ سيُحاسبني أنا على اختياري ؟!
تحياتي

مصطفى حمزة
15-03-2014, 01:07 PM
أحاديث أبي عقبة
( 9 )

ذقتُ الكثير من الحلوى في حياتي ، فما وجدتُ ألذّ من طعم الصدق ..
وتجرّعتُ المرّ ألواناً ، فما وجدتُ أمرّ من فَقـْدِ الوَلـَد
وتقلبتُ في البلاد ، وتغرّبتُ أكثر من نصفِ عمري حتى الآن ؛ فما اشتاق إليّ إلاّ قلبُ أمّي

مصطفى حمزة
16-03-2014, 08:30 AM
أحاديث أبي عقبة
(10 )

علمتني الخمسون :
أنّ أغبى الأغبياء هو الغنيّ البخيل .. لم أرَ أغبى منه إنساناً في حياتي !
أنعمَ الله عليه ؛ فخبّأ النعمة ولم يُحدّثْ بها ، فبدا للناس كأنّ الله لا يُحبّه فهو يُعاقبه في الدنيا !
أكرمه الله بالقوّة ، فغلّ يده إلى عنقه ، فمشى بين الناس ضعيفاً قاصِرا لا حولَ له ولا قوّة!
منّ الله عليه ليتمتع بما أحلّ الله له من طيّبات الدنيا ،فحرم نفسه ومَن يعوله منها !
أعطاه الله لتكون يده هي العليا في الناس وفي أهله وأقاربه ، فإذا هو بين مَنْ يكرهه ويتمنى موته ليرثه !
أعطاه الله من ماله ؛ فظنّ المالَ مالـَهُ .. ونسيَ يومَ الحساب !
الغنى امتحان ، فمنهم من ينجح ومنهم من يرسب . والرسوب في الامتحان مرّة واحدة ، أما الغنيّ البخيل فإنه يرسبُ مرّتين : مرة في الدنيا ،وأخرى في الآخرة !!
فهلْ ثـَمّ أغبى من هذا ؟!!
تحياتي

مصطفى حمزة
17-03-2014, 05:34 AM
أحاديث أبي عقبة
( 11 )

عِشتُ عمري – بحمد الله – وأنا أنظرُ إلى أحزاب البشر نظرتي إلى المرأة الأجنبيّة : النظرة الأولى لي ، والثانية عليّ ؛ ثمّ أمضي ، لا أقترب ولا أمسّ ..
لقد رأيتُ أنّ المتحزّبينَ يبدؤون داعين لنظرياتٍ ملائكيّة وأحلامٍ ورديّة ، وينتهون ناسين لها متعصّبين لأصحابها ورجالاتها ! حتى يُصابوا بعمى الخُضوع والانقياد فلا يروا رشيداً غيرَهم ، ولا صالحاً سواهم ؛ فإذا هم على مَن ليسَ معهم : قلبٌ يُبغض ، ويدٌ تبطش ، ولسانٌ يُؤذي !
( إن الحلال بَيّن والحرام بَيّن وبينهما أمورٌ مشتبهات لا يعلمهن كثيرٌ من الناس .. ) كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام ، فإنْ ظنّ أولئك أنهم من ( القلّة) التي تعلم فليُعلّموا ( الكثرة ) بالحكمة والموعظة الحسنة ، وقبل ذلك بالتواضع لله ولخلقه وقبل ذلك وهذا بالسلوك والقدوة ، وسوف يرون عندها أنّ الأمة في غالبيتها تسبح في بحر من الإيمان الصافي الساجي الوديع ، إلاّ القليلَ منهم ينتظر من يعلّمه العوم فما الحاجة في هذا إلى الأحزاب والأعلام ، وتعبيد العباد للعباد ؟!!
تحياتي

مصطفى حمزة
18-03-2014, 05:44 AM
أحاديث أبي عقبة
( 12 )

أنا أعلم أنّ ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنُكر ) من الإسلام ، كالعظم من الجسم ، وكالروح من الجسد . ولكنْ - صدّقوني - لن يُجدي هذا مع الآخر ، في هذا الوقت العصيب الغريب ، إلاّ بثلاثة أمور إن تحققتْ :
الأول : أن نبدأ بأنفسنا ، فنأمرها بالمعروف وننهاها عن المنكر ، سلوكاً دائماً ، وعملاً ظاهراً .. وبصمت مُطبق
الثاني : أن نستبدلَ بقلوبنا قلوباً أخرى تُحبّ للآخر ما تحب لها ، وتكره له ما تكره لها .. وأن نستبدل بأكفنا أكفاً أخرى ؛ تكون هي العليا دائماً
الثالث : أن يكون لظهورنا وأفواهنا وأيدينا سندٌ من القوة بكل أنواعها ، لئلا نظهر في الأمرين الأول والثاني وكأننا ( دراويش ) مساكين .. وليشعرَ ويعلمَ كل من يرانا أننا نحن الأعزّ ، وأننا نحن الأكرم .
تحياتي

مصطفى حمزة
20-03-2014, 05:32 AM
أحاديث أبي عقبة
( 13 )

قذف الله في قلبي حُبّ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه وأرضاه – منذ نعومة أظفاري ، فصرتُ أحبّ كلّ من اسمه عمر لأجله ، حباً حقيقياً غريباً ، من أول لحظة أعرف فيها اسمه !
درّستُ في المشرق والمغرب طلاباً من جنسيات مختلفة ، وأعراق عدة ، من العرب : السوري والليبي والتونسي والمغربي والجزائريّ والسوداني والمصري والإماراتي واليمني والعُماني والصومالي ومن غير العرب : الأمازيغي والبلوشي والإيراني والهندي والبنغالي ، وعرفتُ من الأصحاب والأصدقاء من مثل هؤلاء – وأكثر - وكنتُ أحبُ منهم جميعاً من اسمه عمر ، ولو كان شقياً أو غبيّاً ، أو حتى قليل التربية ! ولو كان وفياً صادقاً أو لم يكن كذلك ، فقد كان اسمه يشفع له دائماً عند قلبي ، فلا ينقص لديه من حبّه شيء !!
وما قرأتُ من أخباره إلاّ أدمعتُ ، وإلاّ هبطتْ عليّ هيبة تُشبه الغيمة الدافئة ! وإلاّ شعرتُ بحاجة اليتيم إلى أبيه وهو على مائدة اللئام !
عندما أسمع أو أخبَرُ أن ( فرقة ) تسبّه أو تلعنه يلحفني الكرهُ الشديد لأولئك السابّين اللاعنين مَن أحبُه هذا الحبَ العظيم ، ولكنني أشعر – في الآن نفسه – بالإشفاق عليهم ! لأنهم لا يعلمون عاقبة ما يفعلون ، ولأنهم مسلوبو العقول .. خدّروهم لستُ أدري بماذا ! إنهم كالقطيع أمام راعٍ لا يرعاهم إلا لأكل أموالهم ولحومهم ، فلا يفكّرون بالآثام التي تنهمر عليهم كلّما أساؤوا إلى حبيب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم إلى من فرق الله به الحقَ من الباطل ، إلى مَن نزل قرآن برأيه وحكمه ، إلى من أرسل إلى أجدادهم هم في فارس مَن أخرجهم من الظلمات إلى النور !
مساكين والله .. يأمرني أدبي الإسلامي أن أشفق على حالهم!
تحياتي

مصطفى حمزة
23-03-2014, 04:40 PM
أحاديث أبي عقبة
( 14 )

ينتمي للعروبة والإسلام سألني : يبرود في سورية ، أليسَ كذلك ؟
أجبتُهُ :لا ، هذه بلدة مسلمة تقع شمالَ غربِ الصين ، في مقاطعة تُدعى سينكيانغ ..
نظر إليّ في ريب وقال : إنكَ تمزح ، صح ؟
قلتُ له : لا ، أنا أبكي .. وإن كنتَ لا ترى بُكائي !!
وحينَ ملّ من صمتي المُطبِق – ولا شك أنه لمحَ في وجهي علاماتِ القرف والأسف – تركني وانصرف ..
أنا أحكي لكم عن ( مثقّف عربي مسلم ) لا عن شخصٍ أميّ من العوامّ !
إنّه واحدٌ من شريحةٍ من ( مثقّفي ) أمتنا ، خطفتهم – عبرَ عدّة أجيال - ( الوطنيّة ) بمناهج ( محلية ) خبيثة ، وبإعلام ( باتر ومبتور ) لئيم ، فغدوا لا يهمّهم إلاّ أخبارُ بلدهم ، ولا يُتابعون إلاّ ما يجري فيه ! وليتَ الأمر كذلك وكفى ؛ بل إنهم معطّلو الفهم والهضم .. ( يقضمون ) الأخبارَ ليلاً ، ليجترّوها في الصباحِ اجتراراً ! يُعيدونها على لسان فلان الذي قال كذا ، وفلان الذي ردّ عليه بكذا ، وهم بينَ كذا وكذا كالذي يهرف بما لا يعرف ، لا رأيَ له ولا موقف !
أمّا أبناء أمتهم خارجَ ( إقليمهم ) من العرب والمسلمين ، الذين يُذبّحونَ جهارا ويُشرّدون ، ويُجوّعون .. وتُنتهك أعراضُهم ؛ فلا يعلمون من أمرهم إلا ما تعلم حميرُ قُراهم من غاية وجودها ، أو لماذا كانت في الحمير !!
وكأنّ هذا القرآن وهذا الحديث ، ليس لهم ، ولن يُسألوا عنه يومَ الحساب :
- قال تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعًا و لا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا ) .
- وقال تعالى : (إنّما المؤمنون إخوة )
- وعن ابن عمر- رضي الله عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال:
( المسلم أخو المسلم : لا يظلمه ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرّج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة )
- وعن أبي هريرة-رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم- :
(«أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ؟ قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ : لاَ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ) .
والآن ، عمّ تتساءلون ؟ عن النصر القريب ؟!!
تحياتي

مصطفى حمزة
26-03-2014, 07:43 AM
أحاديث أبي عقبة
( 15 )

هذا الصباح ولا أجمل : مطر لطيف ، وحرارة معتدلة ، ونسيم يحمل رائحة الصحراء والبحر معاً ، بمزيج عطري لا يفوح إلا من عاشقيْن في لقاء غراميّ !وكأنّ الطبيعة اليوم أمٌ رؤومٌ مواسية للنفوس التي أنهكتها الغربة والعملُ وأخبارُ البلد والولد !
وصلتُ المدرسة فإذا هي أحلى حسناء ! استقبلتني بالهدوء الرائع ، لا طلاب فقد انتهت امتحاناتهم وبدأت إجازتهم ، لا عمل فإننا رفعنا درجاتنا ووثائقنا للإدارة .. تناولتُ كرسياً وجلستُ أتأمل المطر والخيمتين الكبيرتين وسط الساحة والصفوفَ الخاوية المغلقة ، وتوقفت عيناي أمام قاعتي التي أدرس فيها طلابي -اسمها ( قاعة الفراهيدي ) - أحقاً هذه هي ؟ أهذه الجميلة الصامتة هي قاعتي ؟! أهنا كان يرتفع ضغط دمي ، وأشم رائحة احتراق أعصابي ؟ أهنا كانت تثب نسبة السكر في الدم وكأنها بطل في الوثب العالي ؟! أهنا كانت الساعة اللئيمة تقف وتحرن كحمار في مواجهة الضبع ؟! أهنا كنت أهوي في الإحباط سبعين سنة ضوئية حين أتكلم في العربيّة وأدبها وقواعدها ؛ فتصل إلى أفهام ( الطلاب ) بلغة أخرى سنسكريتيّة ربما أو مالاباريّة !
سبحان الله !
إننا نظلم المكان ونظلم الزمان ، حين نعلق عليهما أحزاننا وأتراحنا وتعبنا ، إنما هي أنفسنا التي ينبعث منها فرحُنا وسعادتنا وراحتنا .
ونظلمهما مرة أخرى حين نعيبهما بالقبح والشؤم ، وما القبح والشؤم إلا منا نحن ! من أنفسنا وظروفنا ومما نحمله إلى حضني الزمان والمكان فنلقي فيهما من همنا ونكدنا !
وقد صدق الشاعر حيثُ قال :
- أيهذا الشاكي وما بك داءٌ * كن جميلاً ترَ الوجـــــودَ جميلا
- والذي نفسُه بغير جَمــال ٍ *لا يرى في الوجود شيئًا جميلاً
تحياتي

مصطفى حمزة
31-03-2014, 03:39 PM
أحاديث أبي عقبة
( 16)

كذبَ عليّ أحدُهم أمسِ في أمر بيننا ؛ فشكرتُه في سرّي ، إذ شقّ لي عن موضوع أحدثكم به اليوم : لماذا يكذبُ الإنسان ؟
مادة ( كذب ) تحدثت فيها المعاجم مطولاً إلى حد ما ، لكنْ جلّ ما ذكرته عنها كان من الناحية الصرفيّة. وتطرقتْ قليلاً إلى أصل معناها الماديّ . وحين فسرت معناها قالت :كُذِبَ الرَّجُلُ: أُخْبِرَ بالكَذِبِ. وقالتْ : الكّذبُ خلافُ الصِّدق . أو نقيضُ الصِّدْقِ . ويقال: كَذَبَني فلانٌ أَي لم يَصْدُقْني . فقد فسّرت – كما نرى - الكذبَ بنقيضه : الصدق . وفي مادة ( صدق ) فسّروا الصدقَ بقولهم : الصِّدْقُ: نقيضُ الكذب ! وكأنّ المعنيين لشُهرتهما عندهم فسّروا أحدهما بالآخر !
فلماذا يكذبُ الناس ؟
يكذب الإنسانُ خوفاً من أمرٍ يتوجّسه في نفسه أو ماله أو أحبابه ، وعلى كلّ حال من هذه الأحوال هو جبان إذ يكذب ، فلن يُفيده كذبه في الحفاظ على شيء من ذلك إلاّ قليلاً إن أفاده ، ثم ينكشف كذبُه ، فإذا هو كذابٌ جبان !
ويكذب الإنسانُ انتفاخاً وانتفاشاً ، ليظهر – وهو الفأر الجاهل – بمظهر الأسد العالم أو ليختال مع من يظنهم من عِلية القوم ، وإنه – لو درى – لفي صدق بساطته أعلى منهم وأكرم ، ثم هم لا ينظرون إليه إلا من عل إن نظروا ، وإن أهله لا يرمقونه بعد ذلك إلا بازدراء ، فإذا هو كذابٌ حقير !
ويكذبُ الإنسانُ حرصاً على ( صِدْقِهِ ) ! إذا يأتي في الليل ما ينهى عنه في النهار ويدعو إلى الله أمام الملأ ، ثم يخلو حين يخلو إلى إمامه وسميره الشيطان ! ولكنّ هذا لا يخفى عن عيون الناس طويلاً ، ليُنبذ فيهم كذّاباً منافقاً !
ويكذبُ على الناس ليصير ذا سُلطة عليهم ، فإذا صارَ ، انقلب بوعوده لهم فإذا هو عليهم وليس منهم ، يمتصّ دماء أجسادهم ، وخيرات بلادهم ، ليُجسّدَ الكذّابََ الظالمَ !
كلمة ( المروءة ) عند العرب تعني كَمالَ الرُّجُولِيَّة . وتعني :الإِنسانية . وتعني أن يكون المرءُ نفسَه في كل حال ، وألا يكون إلا هو ، في سرّه وعلانيته .
سئل أحدهم عن الـمُروءة، فقال: ( الـمُرُوءة ألاّ تفعل في السِّرِّ أَمراً وأَنت تَسْتَحْيِي أَن تَفْعَلَه جَهْراً )
فانظروا كيف أراد الحبيب المصطفى ألاّ تُمسّ مروءة المسلم بكذب .
في الحديث الشريف : « قيل: يا رسول الله: أيكون المؤمن جبانا؟ قال: "نعم" قيل له: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: "نعم" قيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ قال: "لا »
تحياتي

مصطفى حمزة
02-04-2014, 10:53 PM
أحاديث أبي عقبة
( 17)

- قال رجب الطيّب أردوغان سنة 1992 حين كان يسعى ليكون عمدة اسطنبول : "عندما نحكم سنجعل الناس يطالبوننا بتطبيق الشريعة، ولن نفرضها عليهم".
- هنا يكمن سرّ نجاح أيّ دعوة : أن تعرضها على الناس سلوكاً صادقاً مُخلصاً حتى يروها كائناً يتحرك وحقيقة تنطق ، فيتبعوك ويطلبوا منك أن تكون عليهم زعيماً بما فعلتَ وقدّمت لهم ، لا بما قلت وجعجعتَ عليهم ثم لم يروا من كلامك لا طِحناً ولا طحينا !
وفي رواية أنّ عائشة رضي الله عنها ( سُئِلَتْ عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: كَانَ قرآناً يمشي بين الناس ) ،قالت (يمشي) ، ولم تقل : (يحكي) . على أنه – صلى الله عليه وسلم – ( ما ينطق عن الهوى ) .
وقال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة ) ، وفي لسان العرب : ( تَأَسّى به اتبع فعله واقتدى به ) .
فهل يتعلم الدعاة هذه الحقيقة من الواقع ومن القرآن ومن السنّة ومن طبائع الناس فيدعوا الناسَ ساكتين ، ويعملوا لهم صادقين ؟!
تحياتي

مصطفى حمزة
08-04-2014, 08:03 PM
أحاديث أبي عقبة
( 18)

الفيس بوك : موقع تواصُل اجتماعيّ ، أم ملهى ضَياع جماعيّ ؟!
في معظم مساحته يضيع السامر والساهرُ ، وفي ركن ضيق منه مُفيدٌ ومُستفيدُ !
أرادوا به – والله أعلم ، والواقعُ يشهد – أن يجرفونا عن الأهمّ والمُهمّ في حياتنا وحياة أمتنا إلى التعبير بأتفه كلامنا عن أتفه أفعالنا وأخصّ خصوصياتنا !
أرادوا به – والله أعلم والواقع يشهد – أن يُصيبونا بسهمه في مقتلٍ من أوقاتنا ، وأولادنا وقضايانا ، وما خلقنا الله لأجله ، العبادة .
أرادوا به – ولا شكّ – أن يقتلوا فينا الورعَ في الحديث ، هذه الفضيلة الكُبرى التي يُعرّفها أحدُ علمائنا بقوله : ( إنّه التورّعُ عن اللغوِ بجميع ضُروبه ، إنه تركُ كلمات الفُضول ، وتركُ كل حديث ليسَ من شأنه إلاّ قطعُ الوقت ، دون فائدة أو ثمرة ) !
(هم) أرادوا ، ولم يُرد ( الفيس بوك ) ذلك ، فإنه – كباقي مظاهر العلم والطبيعة - هبة من الله تعالى لعباده ، ونوعٌ من الابتلاء والامتحان لهم ، فبأيديهم هم الحدّ بين خيره وشرّه ، وضرّه ونفعه .
فهلموا نرد سهامَهُمْ عليهم ، كلماتٍ منّا طيّبات ، من ديننا الحنيف ، من رسالتنا الكونيّة ، من آدابنا الإنسانيّة ، ومن قلوبنا السليمة التي تحمل المحبّة والسلام .
هلمّوا نملأ صفحات هبه الله هذه ( الفيس بوك ) بما يُحبّ الله ، بما يُغني عقول عباده ، ويسمو بقلوبهم وأرواحهم ، ويقوّي إخاءهم بالنصح والتواصي ، وبالعيادة والتهاني .
هلموا ، وليكن هادينا ونحن ننشر في صفحاته – وصفحات أمثاله – ( الوَرَع ) ، وَرَعُ القول وَوَرَعُ الفعل ، ليكون كل ذلك من الحلال المُفيد ، الذي نُؤجر عليه في الدنيا والآخرة .
تحياتي

مصطفى حمزة
10-06-2014, 05:05 AM
أحاديث أبي عُقبة
( 19 )

رأيتُ في حفل تنصيبه كرسيين متشابهين :
كرسيّه ، كرسيّ ( الرئيس ) ، وكرسيّها - كبرى القِحاب المدعوّة فيفي - في الصف الأول مع ( كبار ) الحضور !
الكرسيّان متشابهان
مَن صَنعهما واحد
ومَن أجلسهما عليهما واحد
والغاية واحدة : إذلالُ شعبٍ عظيمٍ ... لا يُـذلّ !!
تحياتي

مصطفى حمزة
05-10-2014, 10:29 AM
أحاديث أبي عُقبة
( 20 )


بنتُ الحَرام ، وابنتُها

ها هي الشواهدُ والأدلّةُ تَتْرى كلّ يومٍ ؛ تُثبتُ أنّ أشدّ بلاءٍ أصابَ الأمةَ الإسلاميّة منذ بُعث المصطفى – صلى الله عليه وسلّمَ – حتى اليوم ؛ هو بنتُ الحَرام ( القوميّة ) ، ثم ابنتُها الزنيمة ( الوطنيّة ) !
وأنّ ذلك ( الشريف ) الذي قامَ في الحجاز كانَ أنجسَ الأنجاس ، وأخبثَ من الخَبَث ذاته !
وأنّ أولئك ( الشهداء ) الذين عُلّقوا في بيروتَ ودمشقَ ؛ ما كانوا يستحقون مشانقَ ، بل خوازيقَ تركيّة تُدخَلُ من أدبارهم ، وتُخرَجُ من أكتافهم ..
دمتم إخوةً في الله

مصطفى حمزة
09-10-2014, 05:22 AM
أحاديث أبي عُقبة
(21)

يُعجَبُ بعضُ مَن يقرؤني أو يسمعني بتعبيري ، ويمتدحونه . وهم لا يشعرون بي حين تضيق الدنيا عن لساني وبياني فلا أعرف أن أنطق إلاّ كلمة واحدة ، ولا أن أكتب غيرَها تعبّر عما يمور بداخل نفسي وعقلي وفكري .. من ألم ينزّ ، وأمل ينهار ، وإحباط يَطعن ، وفرحٍ مؤجّل إلى اللاحينَ ، وعمرٍ – من يوم مولدي - يتناطحُ ليلُهُ مع نهاره .. كلمة واحدة تحمل كل ذلك عنّي .. ( قَرَف ) !!
تحياتي

مصطفى حمزة
16-10-2014, 09:29 AM
أحاديث أبي عُقبة
(22)



كلّما نقرتُ على مفتاح ( تحديث ) في الحاسوب ،ليعودَ للصفحة شبابُها ونقاؤها ؛ حسدتُ الصفحة ، وكرهتها ! ولسانُ حالي يسأل بأسىً : ونحنُ ، منْ ( يُحدّثنا ) ؟! أما من سبيل لاختراعٍ يُعيد إلينا همتنا ورواءنا بنقرة إصبع ؟
اليومَ وقفتُ أتأمل هذا الحديث الشريف :
" يدخلُ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكحَّلين بَنيِّ ثلاثٍ وثلاثين " ..
تحياتي

مصطفى حمزة
06-11-2014, 06:32 AM
أحاديث أبي عُقبة

(23)
( خُلقَ الإنسانُ في كَبَد ) – سورة ( البلَد /4 )
---------------------
( في كَبَد ) :
- قال سعيد بن جُبيْر : في شِدّة وطلبِ مَعيشَة .
- وقال قتادَة : في مَشَقّة .
- وقال الحَسَن : يُكابدُ أمرَ الدّنيا وأمرَ الآخرة ، وفي رواية : مضايق الدنيا وشدائد الآخرة .
- واختار ابنُ جرير أنّ المُرادَ بذلك مُكابدةُ الأمور ومشاقّها
نقلاً عن ( مختصر تفسير ابن كثير ) لمحمد علي الصابوني .
-------------------
- المقصود بـ ( البلد ) - كما في التفاسير – أمّ القُرى ، مكّة حفظها الله وزادها تشريفاً .
ولكنْ يبدو لي أن التعبير القرآنيّ اختار اسمَ السورة ( البلد ) - والتسمية أمرٌ توقيفيّ - ليقولَ لنا :
خُلق الإنسانُ في ( كَبَد ) في كلّ ( بَلَد ) .. من بلاد المسلمين طبعاً !
اعذروني ، فمن شِقوتي صرتُ أشطحُ في فهم القرآن !!

تحياتي

مصطفى حمزة
29-11-2014, 10:48 AM
أحاديث أبي عُقبة

(24)

لماذا يُؤخّرُ الله سُبحانَهُ لبعضِ عِبادِهِ الكثيرَ من الابتلاءاتِ والهمومِ إلى خَريفِهم ؟
وهُمْ في الصّيْفِ والرّبيعِ أقدرُ على التحَمُّلِ والصَّبْرِ ؟
تأملتُ في ذلك ، فوجَدْتُ أنّ ذلك من فَيْضِ كَرَمِ اللهِ ورحْمَتِهِ ..
إنّهُ – سُبْحانَهُ - خبّأها لهُمْ إلى الخَريفِ لأنّهم يَصِلون إلى فَصلِهِم الأخيرِ هذا مُحَمّلين بالذنوب .. فقد قصّروا في رِحْلتِهم كثيراً بحق الله ، وظلموا أنفسَهم كثيراً وهم في الطريق .. وإنّهم في هذا الفصل أحْوَجُ ما يكونون إلى حسناتِ الصّبْرِ والاحتِسابِ ؛ ليمْحُوَ لهم بها – سبحانه - الكثيرَ من سيّئاتهم ..
يمنحهم الكريمُ الرحيمُ فُرصةً أخيرة قبل احتضان القبر المنتظِر .. لعلهم يفوزون بالسباق ..
تحياتي

مصطفى حمزة
15-12-2014, 04:37 PM
أحاديث أبي عُقبة


( 25 )

القضيّة - أيّها ( العربُ ) - حكاية :
السوريّون - إخوتكم في الهويّة العربيّة - عالقون في شباك سايكس بيكو الشائكة
وشباك سايكس بيكو الشائكة يحرسها واحد وعشرون صيادًا بشريّا
والواحد والعشرون صيّادًا بشريًّا يرسفون في اثنين وأربعين قيدًا من حديدٍ مقفول
الأقفالُ مفاتيحها في صندوق محروس ، من يقترب منه ..مقتول .. مقتول
الصندوق عندَ شايلوك الجديد
شايلوك الجديد يُحبّ الفُرجة
فرجة شايلوك المفضّلة : عربٌ ، وشِباك ، وصيّادون ، وقيود !
تحياتي

مصطفى حمزة
15-12-2014, 05:58 PM
أحاديث أبي عُقبة

(23)
( لقد خلقنا الإنسانَ في كَبَد ) – سورة ( البلَد /4 )
---------------------
( في كَبَد ) :
- قال سعيد بن جُبيْر : في شِدّة وطلبِ مَعيشَة .
- وقال قتادَة : في مَشَقّة .
- وقال الحَسَن : يُكابدُ أمرَ الدّنيا وأمرَ الآخرة ، وفي رواية : مضايق الدنيا وشدائد الآخرة .
- واختار ابنُ جرير أنّ المُرادَ بذلك مُكابدةُ الأمور ومشاقّها
نقلاً عن ( مختصر تفسير ابن كثير ) لمحمد علي الصابوني .
-------------------
- المقصود بـ ( البلد ) - كما في التفاسير – أمّ القُرى ، مكّة حفظها الله وزادها تشريفاً .
ولكنْ يبدو لي أن التعبير القرآنيّ اختار اسمَ السورة ( البلد ) - والتسمية أمرٌ توقيفيّ - ليقولَ لنا :
خُلق الإنسانُ في ( كَبَد ) في كلّ ( بَلَد ) .. من بلاد المسلمين طبعاً !
اعذروني ، فمن شِقوتي صرتُ أشطحُ في فهم القرآن !!

تحياتي

مصطفى حمزة
27-12-2014, 12:03 AM
أحاديث أبي عُقبة

( 26 )

ليسَ السارقُ من يسرقُ مالي .. هذا إنّما يأخذ ( رزقَهُ ) من مالي، بوسيلةٍ من الحرام ..
السارقُ عندي هو الذي يسرقُ وقتي منّي ، يغتصبُ جزءًا من عمري .. بإشغالي عن أمرٍ أفكر فيه أو أعمل له
بثرثرةٍ تُشبه السكين يذبحُ بها فكرتي وتأمّلي .. هذا هو سارِقي الحقيقيّ .
تحياتي

مصطفى حمزة
11-04-2015, 04:59 AM
أحاديث أبي عُقبة


( 27 )

خواطر في يوم مولدي :

رأيتُ فيما مرّ من عقودي البّرَّ والفاجر ، والتقيّ والعاهر، الشجاع والجبان ، ورأيتُ – بحكم غربتي المديدة شرقًا وغربًا – نماذجَ من البشر مُنوّعة ، لا أكاد أحصيها !لكنّني لم أجدْ من البشر أنذل ولا أخسّ ، ولا أجبن ولا أذلّ ،ولا أهملَ لحق أخيه في اللهِ وفي الإنسانيّة ؛ من شخصٍ يسمع ويرى براميلَ الموتِ ، وقنابلَه ، وموتى الجوع ،وقتلى التعذيب ، ودموعَ المقهورين المشرّدين ، من إخوته ، من أهل بلده ..يرى ويسمع كلّ ذلك ، كلّ يومٍ ..وربّما بينه وبينهم حيٌّ أو بضعة أحياء ليسَ إلاّ ؛ ثمّ يُمارسُ حياته ( الملعونة ) وكأنّ أمرًا لا يعنيه، وكأنّ دمهم المسفوح ليس من دمه ، ودينهم المدعوس ليس دينه ، حتى الحجر المهدوم ( الذي يلعنه كذلك ) .. كأنه لم يكن يومًا له ولأجداده !
يجلس في المقاهي يدخن الأركيلة . يتفسح في الحدائق مع بذوراته ، يسهر ويرقص على أنغام العواهر ، يُقيم حفلات الأعراس والميلاد والمواليد .. وينشر في الفيس وغيره آخرَ أخباره وصورَ طعامه وشرابه، وصور ابتساماته وملابسه، منسلِخًا من كل إحساسٍ إنسانيّ !
انظروا إلى التاريخ كيف يفغر فمه مشدوهًا ممّن لم يمرّ عليه مثلُه يومًا !!

براءة الجودي
15-05-2015, 02:50 PM
قال الشافعي : لولا القيام بالأسحار وصحبة الأخيار مااخترت البقاء في هذه الدار
فبارك الله في أحاديثك الممتعة النافعة ياأبا عقبة

ناديه محمد الجابي
05-11-2022, 07:16 PM
تمتعت بقراءة أحاديثك ياأبا عقية .. فقد وجدت الحكمة والمتعة والفكرة والبسمة
بساتين من الروعة وعذب البوح ، ومنحة راقية من فيلسوف الحرف
عميقة هذه الأحاديث وفي هذا العمق ما يحرض العقل على تدوير المفردة واستجلاء المعنى.
رحمك الله سبحانه و تعالى رحمة واسعة و جزاك الله سبحانه و تعالى خيرا وجعل مثواك الجنة.
:011::002::nj::0014:

أسيل أحمد
14-12-2022, 07:57 PM
قال صل الله عليه وسلم: ( الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها يأخذها)
وقد وجدت في أحاديثك الكثير من الحكمة ، وحروف من نور الفكر تضئ مساحات الروح
وجمال أجمل من الشعر. نصوص أدبية راقية ، وكلمات تعبر عن خوالج النفس بصورة شفيفة
تألقت بروعة اللفظ والبيان حد الدهشة.
اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه واكرم منزله.