تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مشروع الاسلاميين هداية أم سلطة



هشام النجار
07-03-2014, 09:28 PM
ثار جدل حول طبيعة مشروع الاسلاميين خاصة بعد النزاع المستعر حالياً على السلطة وتأثيره على المسارات الأخرى التى اصطحبها التيار الاسلامى كعوامل داعمة فى طريق وصوله الى غايته التى اتضحت خلال الشهور الماضية ، مما دفع خصومهم لتجريدهم من عوامل قوتهم على طريق مسارات الهداية والنشاطات الاجتماعية والدعوية ، اعتقاداً بأن التيار الاسلامى استغلها للوصول الى كرسى الحكم . القضية تستحق طرحها للنقاش ، بعيداً عن الفذلكة والتناول السطحى بهدف الاستعراض أو دعم المواقف السياسية أو تبرير الأخطاء ، والموضوع يتعلق بملف حضارى وبرؤية اسلامية شاملة تحدد دور المسلم عموماً وموقعه فى الكون والمجتمع ، واسهامه فى الاضافة لحركة الانسان وثقافة المجتمعات وحضارات الأمم وعطاءها الانسانى فى هذا العصر من عدمه ، وليست فقط قضية الحركة الاسلامية ومشروعها الخاص بها ، نظراً لتطور التعامل الحضارى الغربى وتعاطيه مع هذا الملف تحديداً بعد الحادى عشر من سبتمبر ، وبروز دور الحركات الاسلامية بعد الثورات العربية وتاثير هذه الأدوار مجتمعة – سواء الايجابية أو السلبية - على صورة المسلم والاسلام على المستوى الحضارى والكونى . هناك تجارب ممتدة عبر التاريخ ، ومسيرة الحكم الاسلامى ذاخرة بالدروس والخبرات ، والمحك الحقيقى هو ما ستضيفه الحركة الاسلامية لهذه المسيرة وما ستستلهمه لصياغة تصور عصرى يواكب المتغيرات ويسد النواقص ، وهذا ينسجم مع طبيعة الاسلام الاصلاحية التكميلية ، فقد بعث رسولنا صلى الله عليه وسلم – لا ليهدم ويبدأ من جديد – انما ليتمم مكارم الأخلاق . وبالجدل حول حجم المُعطل من الشريعة فى بلاد الاسلام والموجود وماهية المشروع الاسلامى ومكان الحركة الاسلامية منه وحجم مساهمة المؤسسات الدينية الرسمية والخاصة فيه ومدى قابلية المجتمعات لتصور الاسلاميين لتطبيق الشريعة ، ثم حول قدرة الاسلاميين على استيعاب التنوعات داخل المجتمعات الاسلامية وعدم الاستغراق فى صورة تاريخية معينة والقدرة على الاستفادة من القوانين والقيم الوضعية المحلية والعالمية التى تطابق قيم الاسلام وتنسجم مع روح الشريعة وتسهم فى تحقيق مقاصدها العليا من حفظ للعقائد والأنفس والأموال والأعراض ، ثم توفر الرؤية حول مفهوم الشريعة ومعنى تطبيقها ومن يطبقها ومراعاة التنوع واحترام الحريات .. الخ ، وهل يرتبط المشروع الاسلامى والحكم بالشريعة بوصول الاسلاميين الى السلطة ، وماذا أضافت تجارب الاسلاميين السابقة فى الحكم لهذا التصور ؟ التواضع على رؤية متقاربة ونتائج منطقية بعد نقاش هذه المحاور باستفاضة ، يمثل منطلقاً جيداً للفهم وصولاً لصياغة نظرية اسلامية واضحة ومأمونة ، وعندها لن تكون هناك حاجة للتساؤل عن طبيعة وماهية مشروع الاسلاميين ، فالمسألة ستكون محسومة بشكل كبير لصالح الرؤية الأكثر انسجاماً مع الواقع وافادة للدين والشريعة والأمة . الوعى بالواقع وبالعصر والمتغيرات مسألة حيوية ، فهناك اضافات حضارية لأمم أخرى ذات تأثير واسع على مستوى نظم الحكم وقيم الشورى والتداول والحريات والتقدم العلمى والتكنولوجى ، والانتظار والانتصار لمن يضيف الى ما تم انجازه وسد الثغرات والظهور بما هو غائب بالفعل عن المشهد العالمى والتجارب الانسانية ، والثغرة الكبرى اليوم هى انحدار القيم الأخلاقية وغياب الروح وخواء الضمائر وشيوع الخسة والوضاعة والطمع وبطش القوة . نجح الغرب للأسف منذ 11 سبتمبر فى سحب قطاع من الاسلاميين للاشتراك معه فى بطش القوة ، والأمر فى متناول حضارتنا الاسلامية ، خاصة وأن قيمنا لا تضيق بالتقدم العلمى ولا تناهض الابداع والابتكار ، فضلاً عن أن علاج المثالب الحضارية الراهنة متوفر لدينا ، بتربية الضمائر وتغذية الأرواح وربط الانسان بخالقه ، وفق فلسفة تعمل على تحويل الرقى المادى الى رقى خلقى وتطوير الواقع ليمسى واثقاً بالروح ، لكن لم يقدم الاسلاميون ترجمة عملية لذلك . تحرك الاسلاميين كان يجب أن يكون دعماً واضافة وبناءاً وتكميلاً سواء على مستوى مجتمعاتنا أو على المستوى الحضارى والكونى وعلى مستوى التجارب التاريخية والانسانية ، فلا يظهروا كنسخة من الماضى ولا ظهيراً لخصوم الحضارة بعدم الاتيان بالجديد الغائب والوقوع فى فخاخ العنف ، ولا عبئاً على المجتمعات باحتكار المشاريع الحضارية الكبيرة التى لا تنجح فى الغالب الا بالمجتمع كله وبجميع مؤسساته وتياراته وطوائفه ، وعلى رأسها المشروع الاسلامى أو الحكم بالشريعة

نداء غريب صبري
09-03-2014, 04:16 PM
علاج المثالب الحضارية الراهنة متوفر لدينا ، بتربية الضمائر وتغذية الأرواح وربط الانسان بخالقه ، وفق فلسفة تعمل على تحويل الرقى المادى الى رقى خلقى وتطوير الواقع ليمسى واثقاً بالروح ، لكن لم يقدم الاسلاميون ترجمة عملية لذلك . تحرك الاسلاميين كان يجب أن يكون دعماً واضافة وبناءاً وتكميلاً سواء على مستوى مجتمعاتنا أو على المستوى الحضارى والكونى وعلى مستوى التجارب التاريخية والانسانية ، فلا يظهروا كنسخة من الماضى ولا ظهيراً لخصوم الحضارة بعدم الاتيان بالجديد الغائب والوقوع فى فخاخ العنف ، ولا عبئاً على المجتمعات باحتكار المشاريع الحضارية الكبيرة التى لا تنجح فى الغالب الا بالمجتمع كله وبجميع مؤسساته وتياراته وطوائفه ، وعلى رأسها المشروع الاسلامى أو الحكم بالشريعة
تمنينا عندما وصل الإسلاميون للسلطة في مصر أن ينشغلوا في كل مواقعهم بإظهار المشروع الإسلامي ومزاياه، وأن يبينوا للشعب المصري على أرض الواقع وبالتطبيق الفعلي أثره الإيجابي وما سيأتي به من خير على كل المستويات، ليلتف الجميع حولهم، بدل الانشغال بمحاربة الماضي وتصفية الحسابات الميتة مع نظام عبد الناصر والفكر الناصري الذي ما زال رمزا للنهوض العربي والحرية والكرامة ليس في مصر فقط بل في كل الأقطار العربية، فقد جعلهم هذا يفقدون نسبة كبيرة جدا من مؤيديهم.

مقالتك تدل على وعيك الكبير أخي

شكرا لك

بوركت

هشام النجار
09-03-2014, 10:34 PM
تمنينا عندما وصل الإسلاميون للسلطة في مصر أن ينشغلوا في كل مواقعهم بإظهار المشروع الإسلامي ومزاياه، وأن يبينوا للشعب المصري على أرض الواقع وبالتطبيق الفعلي أثره الإيجابي وما سيأتي به من خير على كل المستويات، ليلتف الجميع حولهم، بدل الانشغال بمحاربة الماضي وتصفية الحسابات الميتة مع نظام عبد الناصر والفكر الناصري الذي ما زال رمزا للنهوض العربي والحرية والكرامة ليس في مصر فقط بل في كل الأقطار العربية، فقد جعلهم هذا يفقدون نسبة كبيرة جدا من مؤيديهم.

مقالتك تدل على وعيك الكبير أخي

شكرا لك

بوركت

شكراً جزيلاً أختنا الفاضلة الكريمة المبدعة نداء غريب صبرى .. أسأل الله أن يتقبل الله منا ومنكم صالح العمل والقول وأن يسدد خطانا وخطاكم على طريق خدمة أوطاننا وديننا .
تحياتى وأطيب أمنياتى وعظيم احترامى لحضورك وتوقيعك السخى .

عايد راشد احمد
10-03-2014, 12:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا الجليل

فكر نير وموضوع يستحق القراءة عدة مرات لمن يريد ان يستوعب الدرس ويستخلص النتائج

انا انسان مسلم اعتز بديني الي اقصي رجة لكني لا انحاز لاي فصيل لاني لا اؤمن بهذه الفصائل والانقسامات التي تضعف من التماسك الاسلامي

استخدام كلمة اسلامين في حد ذاتها خطأ كبير وفادح من وجهة نظري لان هدا المسمي يفتت عضد الامة- فكلنا مسلمون ولا ندري من الافلح فينا يوم ان نكون بين يدي العلي القدير

بصراحة وبدون مواربة واقولها خالصة لوجه الله عز وجل الفترة التي وصل فيها الاخوان للحمن وما تلاهل من احداث الي كل ما يحدث اليوم علي الارض نفر الملايين من المسلمين من الاقتراب من اي فصيل ما يسمي اسلامي- فترة وصول الاخوان لسدة الحكم في مصر كانت فرصة العمر ليثبتوا للجميع انهم يعملوا بما انزل الله لكن للاسف ظهر العكس

وعطوا انطباع للكثيرين انهم يسعوا للشرعية لا للشريعة -- للكرسي والحكم لا لتوفيق شرع الله مع متطلبات اليوم دون مساس بالاحكام الشرعية الصريحة والواضحة

اتمني من كل قلبي ان يراجع كلا انسان منا جميعا نفسه وان يتحاسب معها ابتغاء مرضاة المولي عز وجل وعندما نصل لهذه النقطة فاكيد يمكن لنا انا نستخلص النتائج المرضية

احترم فكرك وقلمك

تقبل مروري وتحيتي

ياسرحباب
11-03-2014, 12:11 AM
مقال جميل و مفيد
عن نفسي لم أرى سوى طلاب سلطة و كراسي
و لا أقصد دولة بعينها بل بالعموم

بهجت عبدالغني
17-03-2014, 06:38 PM
مشروع هداية لا شك .. إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد
لكن هل السلطة منفية من ساحة هذا المشروع ؟
كلا ..
قبل أن يدفنوا الجسد الطاهر الشريف للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، كانت مناقشة محتدمة في سقيفة بني ساعدة تحدث .. والموضوع كان فيمن يخلف الرسول صلى الله عليه وسلم في الحكم ..
الإسلام لم يأت ديناً ينزوي في زوايا المسجد .. والقرآن لم ينزل ليقرأ في المناسبات ..
الإسلام حركة فاعلة نحو جميع الحياة .. على كل مستوياتها ..

أما الحركات الإسلامية وتجربتها مع الحكم ، فلا أراها كافية لنحكم عليها بالفشل أو النجاح
فهي إلى اليوم لم تأخذ دورها الحقيقي في الممارسة السياسية !

موضوع ذو شجون ، واسع


دعواتي وخالص التحايا