تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بلدي نصف ( شيكل )



مصطفى الغلبان
11-03-2014, 03:48 AM
بلدي نصف ( شيكل )





طريحُ الأرضِ هذا الشّعبُ
منكوبٌ بفطرتِه
ومعصوبٌ
ومضروبٌ
ومنسوبٌ للوعتِه
ينالُ الصّفعةَ الأولى
فلا يهتزُّ للألمِ
ويلقى صفعةً أخرى
فيمسحُ دمعَه عزًّا
ويُتبعُهُ بضحكتِهِ
ويهتفُ في الصّغارِ
أحبتي هيّا
نشيدُ تحيةِ العلمِ
***

بلادٌ لا تضمُّ دمًا
يسيلُ لها
تصمُّ السّمعَ عن لحنٍ
لمن بالشّوقِ جمّلها
بلادٌ أصبحت قِطعًا
وسمّ البَينِ عاجلَها
فأين أحبّةُ الأمسِ
لقد راحوا
وأين الشّوقُ للقدسِ
طويلًا أهلُها صاحوا
ويصفعُ صوتَها أسَفٌ
لقد كنّا جذورَ الجودِ
والكرمِ
***

وأصبحنا بلا أصلٍ
تفرّقنا ..
وما اشتقنا لأمسِ الفرحةِ
الــ تصفو
فهل يا ساردَ التّاريخِ
عن أخطائِنا تعفو
يقولُ دمي: هنا الأَنصافُ
لا الإنصافْ
يقولُ دمي:
هنا التأليهُ والتسفيهُ
والتشبيهُ شرعيٌ
جميعُ النّاسِ إحساسًا
يعايشُهم
ولكن يكرهون البَوحَ
إنّ العارَ صارَ اليومَ
بالأصنافْ
جميعُ النّاسِ ملّوا
طولَه ، والشّكلَ
بطءَ الوقتِ ، حزبَ الجيبِ
يصرخُ كلُّهم يكفي
***

أنا لم أخترِ الصمتَ الجريحَ
القلبَ مِن ضعفِ
أنا راهنتُ يا أحبابُ
قلتُ لعلّ مزجَ الدمعِ
بالدّمِ يغسلُ الأحداثَ
ثم يحينُ وقتُ العفوِ
واللُّطفِ
أما يكفي
مللنا غربةً في الأرضِ
حُبلى الأرضُ بالأحزانِ
والأطفالُ لحظةَ صرخةِ
الميلادِ لا تبكي
ولا تستبدلُ الإيقانَ بالشَّكِّ
صغارُ الدّارِ قبلَ كبارِها
ملُّوا ..
( قرِفنا ) فرقةً .. فمتى ؟
سيثبُتُ عيدُ لَمِّ الشّملِ
إنّ الجرحَ يا إخوانُ
في الكفِّ !
***

مساءَ السّبتِ
كنتُ أسيرُ ليلًا
والطّريقُ تلفُّهُ العتمة
رأيتُ الخوفَ مصلوبًا
على أنشودةِ الخيمة
رأيتُ النجمَ مقهورًا
تُداري هَمَّه غيمة
ومن لي قلتُ ، صوتُ صغيرةِ
في الدّربِ
تهتفُ أين نصفُ الشّيكلِ المثقوبُ
يا أمّي
ضحكتُ مقلِّدًا أمَّ الصّغيرةِ
تُخرجُ الحلوى
وتُعطيها
وتمسحُ في حنانِ الأمِّ شعرَ
صغيرةٍ تاهت أغانيها
كتمتُ الأمرَ في صدري
وما أعلنتُ ..
***

عبَرْتُ بشارعِ النّصرِ
سألتُ الشّارعَ المشطورَ
رغمَ ضُمورِهِ
قل لي ، متى سيحينُ وقتُ
النّصرِ
صوتُ نحيبِهِ في السّمعِ
موسيقى الصّبا
أيقنتُ
أقطعُ عابرًا أمضي
وتصفعُني
أصار الوقتُ عاشرةً
أجلْ .. راحت وجاءَ اللّيلُ
قبلَ أوانِهِ والموت

***

أحثُّ الخطوَ نحو البيتِ
في عجَلٍ
وأسألُ نفسيَ الصمّاءَ
عن أحوالِ قنديلٍ
بصحنِ البيتِ
هل سيُضيءُ أم ألقاهُ
جوعانًا يناجي يستغيثُ
الزّيت ؟
سمعتُ حشاشةَ الشعبِ
المُعاني ، زلزلت سبعًا
أنا المصلوبُ من قبلِ
المسيحِ ( البُهتِ )
في ديني
وهذا منطقٌ آمنتُ
فيهِ لطالما أصغيتُ
***

جدّي كان يروي لي
حكايةَ طفلِ سبطِ محمّدٍ
عطشانَ ماتَ بطعنةِ
الغدرِ
ونصفُ الجرحِ في عينيَّ
يشكو شدّةَ الأمرِ
وجوعُ البطنِ في اليرموكِ
يكشفُ عورةَ المسئولِ
لا مسئولَ يُستثنى
فجوعُ البطنِ لا يعنيه
أقسامٌ مُكيّفةٌ
ولا دينٌ ولا لغةٌ
ولا وصفٌ ولا صفةٌ
سلوا اليرموكَ يخبرْكم
عن الطّهرِ الذي يشتاقُ
للطّهرِ
***

بلادٌ نصفُها ميْتٌ
ونصفٌ ناقصُ الأوصافْ
بلادٌ كلُّ ما فيها من الأنصافِ
هل هذا بهِ عدلٌ أجيبوني
أهذا الواقعُ الملعونُ يا أهلي
بهِ إنصافْ ؟
لنا نصفٌ من الأحلامِ
مكسورٌ وتبتعدُ
فأين الثّوبُ يا أعرابُ
والأطرافُ ترتعدُ !
وأين الأكلُ أهلَ البابِ
مات الشيخُ والولدُ
وأين الصّلحُ يا إخوانُ
ضاعت فيكما البلدُ
وأين الأمس يا أوطانُ
إنَّ عروبتي جسدُ
كفى .. صمتًا ..
كفى كذِبًا ..
تقولُ عروبتي جسدُ
ومعبرُنا ، وحاضرُنا
هل المحتلُّ منفردًا
يُحاصرُنا ؟
كفى ، فالنّصبُ يقهرُنا
ويحرقُنا بلا نارٍ
بلا السّكينِ ينحرُنا
لعلّ يجيبُ صرختَنا
بيومٍ إخوتي
أحدُ
***

بلادُ النّصفِ غزةُ
مرحبًا بكمُ ، وشبهُ الشّيءِ
في الضّفة
ففيها للغريبِ السّارقِ
الأوطانَ ترجحُ رُغمَ
أنفِ الشّعبِ يا أوجاعَنا
الكفّة
بلادُ النّصفِ
نصفِ الأكلِ
نصفِ الرّاتبِ الشّهريِّ
نصفِ الماءِ
نصفِ الكهرباءِ
يهونُ هذا النّصفُ
إلاّ واحدًا أدمى بنا الأرواحَ
يقتلُنا ويُشقينا
***

إلامَ الانقسامُ الأسودُ الملعونُ
يبقى في فلسطينَ التي تشتاقُ
للوحدة ..
إلامَ الانقسامُ المُرُّ ، صار النّاسُ
منقسمين
في الطّرقاتِ منقسمين
في الأفراحِ منقسمين
في الأحزانِ منقسمين
حولَ الأكلِ ، حين نتابعُ
الأخبارَ ، في الأسواقِ
حتى لحظةَ الترفيهِ
منقسمين ، يكفينا
سئمنا ..
وحدَه اللهُ الذي يدري بما فينا
مللنا النّصفَ منفصِلًا
عن النّصفِ الذي يشتاقُ ماضينا
مللنا النّصبَ والتأليفَ والتلفيقَ
قولَ الزُّورِ ، نسْبَ البُطءِ للأغيارِ
يكفينا ..
لو انّ الرملَ ينطقُ
لاستمعْنا ، يلعنُ التّفريقَ
صوتُ الأرضِ في وجَعٍ
تردّدُ بعدَهُ مِن قلبِها المقهورِ
آمينا ..
***

أعودُ بُعيدَ هذا الحزنِ
مشطورًا إلى بيتي
تقابلُني الصغيرةُ تفتحُ البابَ
وتحكي: مرحبًا بابا
وتطلبُ نصفَ أغنيةٍ
فأُعطيها بديلَ النّصفِ
أغنيتين
وأرجعُ مرّةً أخرى
أغنّي دامعَ العينين
بلادٌ ورّثوا الأطفالَ فيها
حزنَها ضِعفَين
بلادٌ شاءَها الرّحمنُ
كاملةً
وبعضٌ شاءَها غصبًا
تظلُّ كسيرةً
نصفين.

جميل لو أبديتم ملاحظاتكم ، مع العلم كتبت النصّ على نفسٍ واحد ، وأدرجته حال انتهيت ، سعيد بآرائكم.

تحيتي .. مصطفى.

محمد ذيب سليمان
11-03-2014, 08:16 AM
لله انت وما تحمل من وجع نزفته حروفا
ما أطول باعك وما أقل حيلتنا جميعا
مطولة مليئة لم استع اقتباس جزء دون سواه
شكرا لصباح جمعني واوجاعنا

مصطفى الغلبان
12-03-2014, 11:15 AM
محمد ذيب سليمان ..
شاعرنا الفلسطيني الفذ ..
دمت يا ابن الوطن .. والله نسأل أن يعجّل بفرجنا جميعا
نهارك مشرق سيدي.

عدنان الشبول
12-03-2014, 11:44 AM
الصديق الواحي والشاعر الجميل مصطفى الغلبان
تنساب كلماتك صدقا ووجعا وحزنا وطربا في آن معا ، فلله درك ما أجملك وما أعذب بوحك !


حفظ الله أوطاننا

دمت مبدعا

هبة الفقي
12-03-2014, 11:56 AM
ينالُ الصّفعةَ الأولى
فلا يهتزُّ للألمِ
ويلقى صفعةً أخرى
فيمسحُ دمعَه عزًّا
ويُتبعُهُ بضحكتِهِ
ويهتفُ في الصّغارِ
أحبتي هيّا
نشيدُ تحيةِ العلمِ

جميل بوحك شاعرنا مصطفى الغلبان ومجدد للألم

لامس القلب والجرح

ودتت لو اقتبستها كاملة

تقديري

أحمد الأستاذ
12-03-2014, 12:07 PM
اااااااااااالله الله
لله درك أيها الرائع
نص صادق, يفوق الجمال جمالا,
لم تترك شيئا إلا رسمته بريشتك الراقية, لوحتك هذه جمعت كل الوجع الفلسطيني, تكلمت بصوت الشعب, لم تترك شيئا بقلبي إلا قلته هنا
مللنا الانقسام, مللنا الكذب والزيف, مللنا فكرة النصفين, ونتوق لوحدة تجمعنا ليكتمل الجسد
بلادٌ شاءَها الرّحمنُ كاملةً (تعادل ألف قصيدة بنظري)
الجميل مصطفى الغلبان
شكرا بحجم السماء صديقي
سآتي دائما هنا لأقرأ هذه الأوجاع المبعثرة على السطور
من القلب لك سلام

مصطفى الغلبان
12-03-2014, 05:36 PM
الشاعر الأنيق عدنان الشبول .. أتحفتني بمرورك الجميل .. لك مكانة في القلب موقوفة لك لا تنبغي لسواك والله :) شكرًا لك يا صديقي.

عدنان الشبول
12-03-2014, 06:00 PM
الشاعر الأنيق عدنان الشبول .. أتحفتني بمرورك الجميل .. لك مكانة في القلب موقوفة لك لا تنبغي لسواك والله :) شكرًا لك يا صديقي.

أنت جميل ورائع أخي الكريم مصطفى الغلبان

حفظكم الله دائما وأبدا ،


عدنان

مصطفى الغلبان
14-03-2014, 03:37 PM
ينالُ الصّفعةَ الأولى
فلا يهتزُّ للألمِ
ويلقى صفعةً أخرى
فيمسحُ دمعَه عزًّا
ويُتبعُهُ بضحكتِهِ
ويهتفُ في الصّغارِ
أحبتي هيّا
نشيدُ تحيةِ العلمِ

جميل بوحك شاعرنا مصطفى الغلبان ومجدد للألم

لامس القلب والجرح

ودتت لو اقتبستها كاملة

تقديري




الشاعرة الفاضلة هبة الفقي .. شكرًا على هذا الشروق الجميل ، الذي نثر الضياء على قصيدة معتمة :) شكرًا لكِ ودمتِ قمرية الإطلالة.

مصطفى الغلبان
16-03-2014, 08:50 AM
صديقي العزيز أحمد الأستاذ
شكرًا لك على مرورك الأنيق
أمتعتني بردك الجميل الذي
لفت انتباهي للقصيدة التي
كتبتُ .. جعلتني أنتبه لها بالفعل
أحييك وأحبك يا عزيزي

ودمت لنا وللضاد البهية

محبك مصطفى.

أمــيــرة توحــيــد
16-03-2014, 09:01 AM
وحدَه اللهُ الذي يدري بما فينا
مللنا النّصفَ منفصِلًا
عن النّصفِ الذي يشتاقُ ماضينا
مللنا النّصبَ والتأليفَ والتلفيقَ
قولَ الزُّورِ ، نسْبَ البُطءِ للأغيارِ
يكفينا ..

الله على هذه اللوحة الفنية المعبرة بصدق عما يجول بخاطر كل العرب والمسلمن الشرفاء

لا أجد الكلام الذي يوفيها حقها

أبدعت وكفى

بوركت شاعرنا القدير مصطفى الغلبان

خالص تحيتي وتقديري

محمد حمود الحميري
16-03-2014, 02:05 PM
وأرجعُ مرّةً أخرى
أغنّي دامعَ العينين
بلادٌ ورّثوا الأطفالَ فيها
حزنَها ضِعفَين
بلادٌ شاءَها الرّحمنُ
كاملةً
وبعضٌ شاءَها غصبًا
تظلُّ كسيرةً
نصفين.

مؤلمة حد الوجع ، أحسنت ، وأجدت
نسأل الله أن يصلح حالنا ، ويلم شعثنا
فوالله انها انتكاسة ما مثلها انتكاسة
العروبة تبكي ، والإسلام يئن حزينًا هنا وهناك
حسبنا الله ونعم الوكيل .

مصطفى الغلبان
17-03-2014, 11:08 PM
الكريمة أميرة توحيد
شكرًا مروركِ المزهر أيتها الشاعرة الماهرة .. لكِ على أخيكِ حق الشكر المتواصل على جميل زياراتك الأدبية الفائقة العذوبة بما تترك من جواهر هنا في الردود .. لكِ الشكر ووافر التحايا .

ربيحة الرفاعي
23-04-2014, 10:58 PM
وأصبحنا بلا أصلٍ
تفرّقنا ..
وما اشتقنا لأمسِ الفرحةِ
الــ تصفو
فهل يا ساردَ التّاريخِ
عن أخطائِنا تعفو
يقولُ دمي: هنا الأَنصافُ
لا الإنصافْ

ملعون هذا التقسيم والتمزّق
ملعونون من فرضوه علينا واقعا فقد والله مللنا مابنا

من للتعليق على هذا الحرف الأنيق

دمت وفلسطين الحبية والأمة بخير


تحاياي

محمد تمار
23-04-2014, 11:09 PM
قصيدة قدّت من الوجع فهطلت صادقة
خافقة ترسم نبضات قلب مؤمن يتقطّع ألما
على وطنه..
رائع أنت يا غلبان غزّة..
خالص مودتي