المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في دهاليز النسيان



الجامعي بوشتى
11-03-2014, 11:09 PM
شحبت يوم أدركها أيلول بكآبة غيومه، هوت في صمت دامع من عليائها تنشد الخلاص ، تأملها من وراء صدإ الفولاذ ،مد لها يد الوداع فلم تأبه لنفسه الكليمة ، مضت الى حيث التجدد بعد التلاشي ، يتأمل ذلك منذ ثلاثين حجة ، الآن تنزف مآقي المساء قطرات فاترة ممزوجة بعرق مصيف محتضر. خاطب ذاته ماذا :تبقى من صلابتك أيها الأسد الباكي؟ لا شيء بعد هجرة الخلان . لملم أشلاء ذكريات دامية فلم يقو على رتق معالم صور واضحة لتوأم الروح، حاول أن يستقطب رواسب باهتة من يباب الذاكرة ،فلم يتصعد إليه إلا دخان مميت بعد أن صرمته حبل زياراتها . مسح انسياب دمعة آبقةعلى تيبس خد أعجف ، عاود تأمل الرسوب الناعم لأوراق صفصافة نابتة على حافة وحدته. هفا قلبه في اظمحلال خلاياه أن يرهن روحه في رحلتها و أن يتلاشى في صفرتها عساه أن يدرك في بعثها نشورا
تضيق نفسه كلما تعانقت الجدران فيخترط في بياضها خرائط لممالك بعيدة وجميلة حيث تعانق الشمس القمر في محاقه فيرسمان معالم حياة ينتفي فيها الحزن والألم ، يختفي الضوء وئيدا ،تتبلد الرؤية، يرتد البصر حسيرا. صرير المزلاج وقر في الأذان يؤشر احتضار مساء آخر منصرم من عقد حبات كالحة . يدور على نفسه في ضيق الفضاء ،تتهافت في دماغه أسئلة قاتلة ،تنثال لاهبة في حرقة السؤال خاطبوه من وراء حجاب ولم ينظر وجوههم لكنه لمس في حشرجة الكلمات شماتة نتنة ، اعتزل قوتهم ،هزل وخارت قواه، ايقنوا موته ،عادوا بعد حين وأسروا إليه أن المنية تخطفت أمه وأستضافت المواخير توأم الروح. استظل بظل الله ولم يبك فالخيل تموت واقفة كالأشجار ، رحل في متاهة الذات خاطبها ردحا من الدهر فلما أعياه الخطاب ركن الى أنس صفصافة..

أحمد الرحاحلة
12-03-2014, 05:54 AM
صنعة راقية
دام قلمك الجميل
تقديري

الجامعي بوشتى
12-03-2014, 10:09 PM
صنعة راقية
دام قلمك الجميل
تقديري
عمت مساءا سيدي أحمد الرحاحلة
شكرا على القراءة والتعليق الجميل
دمت مبدعا

كاملة بدارنه
13-03-2014, 04:21 PM
رحلة عبر دهاليز الذّاكرة أمتعتنا لغة استرجاع ما كان وجع المشاهد
لاشكّ أنّ حفيف الصّفصافة أفضل بكثير من ضجيج الشّامتين..
سرد جاذب
بوركت
تقديري وتحيّتي
(اضمحلال)

الجامعي بوشتى
16-03-2014, 12:14 AM
صنعة راقية
دام قلمك الجميل
تقديري
شكرا أخي أحمد الرحاحلة
على القراءة والمرور الجميل والتعليق الدافء
مودتي

الجامعي بوشتى
16-03-2014, 12:19 AM
رحلة عبر دهاليز الذّاكرة أمتعتنا لغة استرجاع ما كان وجع المشاهد
لاشكّ أنّ حفيف الصّفصافة أفضل بكثير من ضجيج الشّامتين..
سرد جاذب
بوركت
تقديري وتحيّتي
(اضمحلال)
أسعد الله أوقاتك الراقية كاملة بدرا نة
تنوء الذاكرة بحمولتها فلا تجد منفد الإبداع
لتتخلص من ظلام الدهاليز وحقد الشامتين
أشكر قراءتكالفاحصة
مودتي

آمال المصري
17-03-2014, 10:36 AM
بلغة راقية وسرد ترميزي ماتع رسمت لنا صورة هذا السجين المفجوع في صحبته التي تخلت عنه وماترتب بعدها من نتائج
لسموق الحرف هنا وجمالية التعابير كل التقدير
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
تحاياي

خلود محمد جمعة
19-03-2014, 05:20 AM
تناغم في الكلمة والحس لحرف مثخن بالحزن عزفه يراعك بلحن يشجي الروح
دمت بخير
مودتي وتقديري

ناديه محمد الجابي
06-04-2014, 07:08 PM
ومن يستظل بظل الله لا يخيب
نص ملئ بالشجن عميق الفكرة بالغ التأثير
بلغة سامقة وسرد مشوق وصور رائعة تحملنا على كفيها
للولوج إلى عمق ما سمت به روحك المبدعة.
دام ألقك.

ربيحة الرفاعي
17-04-2014, 11:12 PM
وراء القبضان يقبع أحيانا من يفوقون برجولتهم الرجولة، وعلى الجانب الآخر منهم تجد الخذلان والغدر والبطش
فيكون الانسحاب الذي يختارون من الحياة غفوة كبرياء تتحدى القيعان

دمت بخير أيها الرائع

تحاياي

نداء غريب صبري
15-06-2014, 01:12 AM
تضيق نفسه كلما تعانقت الجدران فيخترط في بياضها خرائط لممالك بعيدة وجميلة حيث تعانق الشمس القمر في محاقه فيرسمان معالم حياة ينتفي فيها الحزن والألم ، يختفي الضوء وئيدا ،تتبلد الرؤية، يرتد البصر حسيرا. صرير المزلاج وقر في الأذان يؤشر احتضار مساء آخر منصرم من عقد حبات كالحة

سرد جميل وترميز متقن ورسالة رائعة

شكرا لك أخي

بوركت

رويدة القحطاني
04-06-2015, 12:05 AM
قصة الغدر بصورة جديدة وحزن جديد
أحسنت كتابتها

د. سمير العمري
12-08-2015, 06:23 PM
لا أحب شخصيا منطق الاستسلام للواقع القاهر والألم العاصر وإنما على الحر أن يقاوم كي يموت كريما أو يعيش عزيزا حرا.

قصة جميلة ومعبرة وإن اختلفت الآراء.

تقديري