سعاد محمود الامين
17-03-2014, 03:45 AM
التقاعد
جلست على الأريكة ضجرة، والليل قد توغل والمدينة يلفها صمت مطبق..تراقب عقارب الساعة التي تتسكع ناعسة، عسي أن ينجلي هذا الليل..فقد أرقها التفكير.. وقض مضجعها البارد.
انخرطت فى بكاء مرير حين تذكرت أنها لن تذهب إلي مكتبها. ستقبع فى حجرتها يلفها صمت الوحدةالشرس..ماذا ستفعل بيومها. ليس لديها أسرة فقد استعاضت عنها بالتفوق فى العمل والسفر. لم يكن لها رفيقا يقاسمها حياتها.لم تحسب لهذا اليوم، يوم بلوغها الستين أنفض سامرها..تسلل خلسة إلى ذاكرتها الهرمة.. عبدالجليل
وسمعت صوته الهامس كم كان طيبا وعطوف..ذات خلوة فى مكتبها قال لها:
ــ تتزوجينني يامدام سناء؟
ضحكت حتى استلقت على قفاها:
ــ هل جننت ياعبدالجليل
ــ هل الزواج منك جنون!؟
كم كانت مغرورة..واستهزأت به كان أرملا وسيما..ووحظه من الوظيفة قليلا كانت رئيسته.. ولكنه عشقها.
فى عيد ميلادها أرادت أن تحتفل، أوقدت الشموع بقدرعدد الرجال الذين مروا على قلبها...نظرت إلى الشموع تتراقص شعلتها، فترسم على الجدران ظلالها، كأنها أشباحهم خرجت لتمد لها لسانها..كان استعلاؤها سببا فى عزوفهم جميعا عن الإرتباط الأبدي بها..يخشون سطوتها ونرجسيتها.
نظرت إلى صورتها على الجدار. تأملتها..ثم نهضت وتحسستها وتمتمت :
ــ كم أنا جميلة..
عادت للتأمل..والخواء يعتصرها و شموعها تلفظ أنفاسها.. والليل يخلع عباءته مفسحا للفجر مكانه..همست بحزن:
ــ لماذ تركني كل هؤلاء؟
تذكرته حين قال لها مودعا :
ــ العمر لاينتظر..ولايشترى
أطل وجهه باسما فى مخيلتها.الوحيد الذى هجرته..وترك العمل منذ أن وبخته على عشقه لها ووصفته بالمجنون ورفضت الزواج منه.
عند أول شروق ليوم تقاعدها رفعت الهاتف:
ــ عبد الجليل إحتاجك الآن..
لم ينبس ببنت شفة..أغلق الهاتف.
لم تصدق..فعاودت الاتصال.. فسمعت مالاتود سماعه
لايمكن الوصول إليه.. لا.. لا...:009:
جلست على الأريكة ضجرة، والليل قد توغل والمدينة يلفها صمت مطبق..تراقب عقارب الساعة التي تتسكع ناعسة، عسي أن ينجلي هذا الليل..فقد أرقها التفكير.. وقض مضجعها البارد.
انخرطت فى بكاء مرير حين تذكرت أنها لن تذهب إلي مكتبها. ستقبع فى حجرتها يلفها صمت الوحدةالشرس..ماذا ستفعل بيومها. ليس لديها أسرة فقد استعاضت عنها بالتفوق فى العمل والسفر. لم يكن لها رفيقا يقاسمها حياتها.لم تحسب لهذا اليوم، يوم بلوغها الستين أنفض سامرها..تسلل خلسة إلى ذاكرتها الهرمة.. عبدالجليل
وسمعت صوته الهامس كم كان طيبا وعطوف..ذات خلوة فى مكتبها قال لها:
ــ تتزوجينني يامدام سناء؟
ضحكت حتى استلقت على قفاها:
ــ هل جننت ياعبدالجليل
ــ هل الزواج منك جنون!؟
كم كانت مغرورة..واستهزأت به كان أرملا وسيما..ووحظه من الوظيفة قليلا كانت رئيسته.. ولكنه عشقها.
فى عيد ميلادها أرادت أن تحتفل، أوقدت الشموع بقدرعدد الرجال الذين مروا على قلبها...نظرت إلى الشموع تتراقص شعلتها، فترسم على الجدران ظلالها، كأنها أشباحهم خرجت لتمد لها لسانها..كان استعلاؤها سببا فى عزوفهم جميعا عن الإرتباط الأبدي بها..يخشون سطوتها ونرجسيتها.
نظرت إلى صورتها على الجدار. تأملتها..ثم نهضت وتحسستها وتمتمت :
ــ كم أنا جميلة..
عادت للتأمل..والخواء يعتصرها و شموعها تلفظ أنفاسها.. والليل يخلع عباءته مفسحا للفجر مكانه..همست بحزن:
ــ لماذ تركني كل هؤلاء؟
تذكرته حين قال لها مودعا :
ــ العمر لاينتظر..ولايشترى
أطل وجهه باسما فى مخيلتها.الوحيد الذى هجرته..وترك العمل منذ أن وبخته على عشقه لها ووصفته بالمجنون ورفضت الزواج منه.
عند أول شروق ليوم تقاعدها رفعت الهاتف:
ــ عبد الجليل إحتاجك الآن..
لم ينبس ببنت شفة..أغلق الهاتف.
لم تصدق..فعاودت الاتصال.. فسمعت مالاتود سماعه
لايمكن الوصول إليه.. لا.. لا...:009: