تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نَارٌ بَيْنَ أَفْيَاءِ المَحْبُوبَة



محسن العافي
18-03-2014, 12:59 AM
نَارٌ بَيْنَ أَفْيَاءِ المَحْبُوبَة
====================
حِينَ اتّكَأْتُ عَلَى ذَلِكَ الغُصْنِ
تَمنَّيت لَوْ يَمِيل بِي يَمِينًا وَشِمَالا ،
كأنني طائر صغير
ذاك الذي سقط من العش فجأة . ،
ودِدْت لو أنني هو ،
سُررت بالرّياح ،
هبّت فتمايل الغصن ،
فكان لي أرجوحة ،
حلُمت بها فِي زمن ولّى ،
زمن طفولتي .
سَافَرْتُ عَبْرَ الزّمان ،
رفْرَفَت لِكلِمَاتي فَراشَاتٌ مُلَوّنَةٌ .
لاَحَتْ فِي أَرْوقَة ِخَيَالِي صُورَة البَطَلِ " تُوم"
يُغَازِلُ مَحْبُوبَتَهُ التي
رَبَضَت إِلى جانِبه وهو يُداعِب أَوْتَارَ القِيتَارَةِ الرّفِيعَة ِ،
عَجِبْتُ لجِسْمِهُ النّحِيل الّذي يتراقص طربا !
كأن قِوَامَه ُوَتَر يَهْتَزّ فِي تَنَاغُم مع ألحانه !
يَتَراقَص عَلَى أنْغَامِ مَعْزُوفَة تُذْهِل سَامِعَها .
تَذَكَّرْتُ تِلْكَ القُلُوب ذَات اللَّوْنِ البنفسجي،
التي اخْتارَها مبدع القصة تعبيرا عن إحساس ،
تَعَذّر عَلى الكَلمات بلوغ مداه ،
وساد الصمت ،
وتجلت تلك القلوب مرفرفة تملأ الفضاء ،
مُعْلِنَةً تِلْكَ اللّحْظَةِ !!
لَحْظَة الوُقُوعِ !
هي فِعْلا لَحظَة بَيْن أَفْياءِ عَالَمِ حَوَاءَ،
تِلك الفَرحَة الّتي تُزَيّن ثَغْرَهَا ،
ذَلك الخَجَل الّذي يَعْلُومُحَيَاهَا،
وذَلك الشّيء الّذي يُسَابق سُرعة الضّوء
إنه زمن اللقاء ،
فما أسرع عقارب الساعة
وهي تحمل في حركتها
عبارة !
عبارة :إلى اللقاء.
عَجِبْت لِذَلِكَ الحُبّ الذي رَكِبَ
أَسْرَعَ وَسِيلَة!
اخترقت العواطف والأحاسيس
كان هذا شيئا غريبا بالنسبة لي ،
شيء يثير الدهشة!
تِلْكَ الإِبْتِسَامَة العذبة،
ذَلِكَ الَكَلام الّذي يُشبه الأَحْلام الأَزَلية ،
يَجْعلُني تَائها فِي مَسَارَاتِ لِقَائِنا الأَول.
تِلْك الغَيرَة التي تَسلُبُنا لُبّ القَول ،
فَتسْتَحِيل مَعَها السّيطرة عَلَى النّفس ،
تَسْقُط الغَيْرَةُ، وَيَسْقُطُ الحُبّ!!
يشُدّنِي الحَنين إلى مَاض ولّى ،
أُذَكِّر حواءَ به ،
تُعَاتبني ،
وكأَن حديثي عن لحظات الطّهر والجمال
حِين هَوَت معلنة حُبها،
إهانة لها وعبث بكبريائها .
الذي يزينها ويُرضِي غُرُورها .
فَأُحَدّث نَفْسِي أَبْحَثُ عَنْهَا فِي غَيَاهِبِ المَاضي
مُنَادِيا : أَيْنَ أَنْت يَا ذَاتَ البِدَايَة المُشَوّقَة ؟
وَيَاصَاحِبَة الحِكَاية المُسَلّية ،
وَأين أَنا مِنْك يَا سَمَائِي ذَاتَ الأَدِيمِ الصّافِي ؟
وأين سَارَتْ بِكِ الأَيّام يَا ذَاتَ الكَلِمَاتِ الْعَذْبَة ؟
لَيْتَكِ تَلْبَسِينَ ذَلِكَ الخِمَار الأَسْوَد
فَأَعُودَ عَبْرَ سَوَادِه
إلى زمن الحِشْمَةَ وَالوَقَار
إلى زمن كُنْتِ لي لباسا
وكان الليل حين ذُكر في القران كذلك ،
إِلَى زَمَن مَضَى ،
زَمَن كُنْت مِنّي قَرِيبَة ،
زَمَن حَمَلَ بين لَيَالِيه ِ
كُلّ جَمِيل،
وَكُلّ ذِي قِيمَة ،َ
زمن ركب قطار الفطرة
زمن أغدق في الجمال
سَادَ فِيه ِالحُب والحَنَانُ ،
وشَّحَت فيه الثّقة القلوب
وتشَبّعت فِيه الأفئدة
بِلُبِّ القَول ،
وَسُمُوّ الرُّوح والنّفْسِ
رُبّمَا عَابُوا سُمُوّنا
لكنه سُمُو مُحَيّر
وَ ربما عابوا كُل مَا كَانَ شَاهِدًا على تلك الأَيّام ،
لكنها كانت قَبَسًا مِنْ نُور مَلَائِكِي .
فَلَيْتَك تَكُونِين َ
حَيْثُ كُنْتِ من قبل
وَحَيْثُ كُنّا سَوِيا
وَقَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ وَجُودُنَا مَعًا
كَوَقُود لِنَار حَارِقَة .

مصطفى حمزة
18-03-2014, 05:04 AM
أخي الأكرم ، أديبنا محسن
أسعد الله أوقاتك
قرأتُ اليومَ من قلمك البديع نصاً ممتعاً رقيقاً أنيقاً ، وهو إلى ذلك ردني بحلمك إلى زمن أتمنى أن يعود
زمن العفة والنقاء والطهر والمحبة ، حين كانت أعرافنا تلحفنا لا أعرافهم الغريبة الزنيمة !
ألفاظ رقيقة وعاطفة مرفرفة فوقها بأناقة ، وخيال يحمل القارئ بلطف إلى حيثُ البهاء ..
- رأيت الكلمتين : ( بالنسبة - فعلاً ) غير مناسبتين في الكتابة الأدبيّة ، ولا سيّما الوجدانيّة
تحياتي

كاملة بدارنه
19-03-2014, 04:44 PM
زَمَن كُنْت مِنّي قَرِيبَة ،
زَمَن حَمَلَ بين لَيَالِيه ِ
كُلّ جَمِيل،
وَكُلّ ذِي قِيمَة ،َ
زمن ركب قطار الفطرة
زمن أغدق في الجمال
سَادَ فِيه ِالحُب والحَنَانُ ،
وشَّحَت فيه الثّقة القلوب
وتشَبّعت فِيه الأفئدة
بِلُبِّ القَول ،
وَسُمُوّ الرُّوح والنّفْسِ
داعبت أنامل الحنين خدّ الأصالة الذي تجعّد وتمنّت عودة شبابه!
حرف راق بفكرته ولغته
بوركت
تقديري وتحيّتي

أحمد الأستاذ
19-03-2014, 05:23 PM
نص وجداني رائع بفكرته الجميلة , ولغته الأنيقة
الأديب الجميل: محسن
راق لي ما قرأته هنا
شكرا لك
محبتي

ربيحة الرفاعي
10-04-2014, 12:41 AM
نثرية حالمة حلقت فيها المعاني على أجنحة الخيال بعذب القول رقيق الحس ريان الغصون شجوا بأنق وألق

طابت لي جولتي في أفيائها

دمت بخير

تحاياي

آمال المصري
11-04-2014, 10:28 PM
بين أفياء بستانك هنا كانت لي جولة مع الجمال والنبضات النقية والخيال الخصيب
بوركت أديبنا الفاضل واليراع الفريد
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

خلود محمد جمعة
15-04-2014, 12:05 AM
على غصن الماضي غرد الحرف وعزف الحس بشجن
دمت بخير
مودتي وتقديري

ناديه محمد الجابي
16-04-2014, 11:45 AM
هي همسة إلى المغرورات بزخارف الغرب والمبهورات بحضارة المتخلفين
إلى كل من عصت ربها وشقت ستور خدرها فخرجت من بيتها كاسية عارية
مائلة مميلة فاتنة مفتونة .. أن تعود إلى زمن الحشمة والوقار
أقف خاشعة أمام روعة تعبيرك وعذوبة كلماتك ووصفك اللاذع لواقع مرير
نص جميل لغة وشعورا
بوركت ـ ولك تحياتي وتقديري.