المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجحود



هشام النجار
18-03-2014, 04:10 PM
قبلت يديها .. هويت على الأرض .. قبلت قدميها ، ثم دمعت عيناي .
- لم أقدر فى حياتى على هذا الفعل الذي ظننته مستحيلاً ، ولذلك دمعت عيناي .
- اندهشت هي ، وابتسمت ثم احتضنتني بقوة .
- لا أستطيع أظهار مشاعري نحوها ، وكلما هممت بقول ما يجيش بصدري ، وكلما هممت بتقبيل يديها ورأسها وقدميها ، يحجزني شئ ما.. ويمنعني مانع غامض لا أدرى ما هو أو من هو .
- في كل مرة أعزم على قول كل شئ.. وأنوى إظهار مشاعري أمام الجميع وعلى الملأ .
- حينما يأتي الموعد أفشل وبعدها أندم ، ويقتلني الحزن ويمزقني العجز عندما أختلي بنفسي لأعاتبها كما أفعل في كل مرة .
- نظرت إلى بعينين حانيتين، واقتربت منى بدفئها وحيويتها .. سألتني : هل تحبني ؟
- أذكر ذلك اليوم جيداً .
لم أستطع الرد.
- لم أستطع النظر في عينيها الصافيتين ، ولم أجرؤ على الاقتراب من وجهها الوضئ بملامحه الطيبة الوديعة.
- يومها تركتها ولذت بالحقول القريبة من البيت الصغير المتواضع .
- لماذا لم تجبها ؟
- لماذا لم تخبرها بأنك تحبها أكثر من أي شئ آخر حتى من نفسك التي بين جنبيك؟
- لماذا لم تهوى على الأرض وتقبل قدميها ؟
- عملت في صمت لسنوات طوال، ولم يفارق مخيلتي يوماً حلمها .
- ظللت محتفظاً بهذا السر حتى لا يخطفه أحد منى ، ويسبقني إلى فعل ما نويت فعله بيني وبين نفسي .
في سجداتي أدعو الله وأقول :
- يا رب بارك في عمرهما وفى صحتهما حتى أستطيع برهما ورد بعض إحسانهما .
- اشتريت قطعة أرض وبنيت عليها بيتا أنيقاً في مكان رائع ، ودعوت الجميع لزيارته.
باركت لي أمي وقالت والسعادة تغمر وجهها : مبروك عليك وعلى عيالك.
- أخذتها من يدها وجعلتهما يقفان في مواجهتنا جميعاً .. ناولتها مفتاحاً ، سرت بهما إلى أول شقة فى البيت الجميل .
- فتحت أمي الباب ودخلت هي وأبى كعريسين في بداية زواجهما إلى بيتهما الجديد ، ذلك الحلم القديم الذي طالما داعب مخيلتهما.
- عندها جريت نحوهما.
- وقبلت يديها، وهويت على الأرض وقبلت قدميها.
- ثم دمعت عيناي.
- هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أقدر فيها على هذا الفعل الذي ظننته مستحيلاً .
- ولذلك دمعت عيناي.
- ولذلك اندهشت هي، وابتسمت ثم احتضنتني بقوة.
- عندها اقتربت من أذنها بفمي وقلت لها :
- هل تعلمين الآن كم أحبك ؟

كاملة بدارنه
18-03-2014, 04:50 PM
لا نكافئها مهما فعلنا!
دمت بارّا بوالديك
بوركت
تقديري وتحيّتي
(لم تهوِ)

ناديه محمد الجابي
18-03-2014, 07:08 PM
قال الإمام الشافعي
وَاخْـضَـعْ لأُمِّــكَ وَارْضِـهَـا ** فَعُقُـوقُـهَـا إِحْـدَى الكِبَــرْ
ومهما فعلنا سنظل مقصرين بحقهما..
اللهم اجعلنا من البارين بهما ولا تحرمنا من رضاهما
وارزق أبنائنا برنا.
أنت مبدع في كل ما تكتب ـ وزاد إبداعك بهذا النص الجميل
قصة رائعة وإنسانية شفيفة مؤثرة وسرد تسربل بالعفوية فصدق الحس.
دمت مشرقا متألقاً.

آمال المصري
19-03-2014, 12:16 PM
مهما فعلنا لهما نشعر بالتقصير والجحود .. ونوجو المزيد لنشعرهما كم نحبهما
سلاسة السرد وأناقة اللغة أضفى على النص من الروعة والبهاء ما ألبسه حلة جميلة
بوركت واليراع المبدعة أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

بهجت عبدالغني
19-03-2014, 05:42 PM
وبين قبلت يدها الأولى وقبلت يدها الأخيرة
وضعنا الأديب في خضم مشاعر صادقة حارّة .. رغم التردد ..
عبر مونولوج داخلي للشخصية ..
وبأسلوب سلس رشيق ..

جميل ما كتبت أستاذ هشام

دمت مبدعاً



وتحاياي

هشام النجار
20-03-2014, 08:12 AM
لا نكافئها مهما فعلنا!
دمت بارّا بوالديك
بوركت
تقديري وتحيّتي
(لم تهوِ)

نعم سيدتى الكريمة لا نكافئها أبداً مهما فعلنا ومهما ظننا أننا فعلنا ونفعل
دمت بارة معطاءة .. وكل عام وحضرتك وكل أم بخير وصحة وعافية وسعادة .
تحياتى وأمنياتى الطيبة .

هشام النجار
20-03-2014, 08:16 AM
قال الإمام الشافعي
وَاخْـضَـعْ لأُمِّــكَ وَارْضِـهَـا ** فَعُقُـوقُـهَـا إِحْـدَى الكِبَــرْ
ومهما فعلنا سنظل مقصرين بحقهما..
اللهم اجعلنا من البارين بهما ولا تحرمنا من رضاهما
وارزق أبنائنا برنا.
أنت مبدع في كل ما تكتب ـ وزاد إبداعك بهذا النص الجميل
قصة رائعة وإنسانية شفيفة مؤثرة وسرد تسربل بالعفوية فصدق الحس.
دمت مشرقا متألقاً.

آمين .. فالصبر على فعل البر لا يطاله الا ألو العزم من البشر بالنظر الى التحديات والاحقاد وما حولنا من انفس شريرة وقلوب سوداء
أشكر لك سيدتى الكريمة هذا الحضور الذى يسعدنى ويشرفنى دائما
دام لنا ابداعك الراقى وقلمك الرائع الوفى .
تحياتى وتقديرى .

هشام النجار
20-03-2014, 08:22 AM
مهما فعلنا لهما نشعر بالتقصير والجحود .. ونوجو المزيد لنشعرهما كم نحبهما
سلاسة السرد وأناقة اللغة أضفى على النص من الروعة والبهاء ما ألبسه حلة جميلة
بوركت واليراع المبدعة أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

بارك الله فيك سيدتى الكريمة وكل عام وحضرتك بألف صحة وعافية وسعادة وهناء ، وكل أمهات الواحة الرائعة وسيداتها النبيلات المبدعات .
نسأل الله العون والمدد على البر والصلة وحسن المعاملة .
باقتان ورد احداهما لشكرك على الحضور والتوقيع الرائع على النص ، والأخرى للتهنئة بهذا اليوم الذى اتمنى ان يكون يوم وفاء وصلة وبر ومحبة .
تحياتى وتقديرى .

هشام النجار
20-03-2014, 08:25 AM
وبين قبلت يدها الأولى وقبلت يدها الأخيرة
وضعنا الأديب في خضم مشاعر صادقة حارّة .. رغم التردد ..
عبر مونولوج داخلي للشخصية ..
وبأسلوب سلس رشيق ..

جميل ما كتبت أستاذ هشام

دمت مبدعاً



وتحاياي

مرحباً بك دائماً أخى الحبيب وصديقنا الغالى الأديب المبدع أستاذنا بهجت الرشيد
أشكرك دائماً على حضورك المبهج وتوقيعك الذى يزيد النصوص ثراءا وقيمة
نسأل الله القبول والتوفيق والسداد فى طريق الخير والمعروف والبر ان شاء الله .
ربنا يكرمك ويبارك فيك .. تقبل خالص التحية وعظيم التقدير .

خلود محمد جمعة
23-03-2014, 10:28 PM
وجدتني في بحر من العواطف
تقاذفتن كلامتك من سطر لآخر وخيال امي يلوح في افق الذكريات
كم تمنيت لو انها الان معي لأقبل يديها وقدميها
رائع الحرف ومفعم الحس
دمت بخير
مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
06-04-2014, 01:46 AM
حوار أحادي في جلّه ، وضعنا في صورة صراع داخلي يعيشه البطل لم أجده مبررا ، فبرهما يكون في حدود إمكاناتنا ولا يتطلب ماديات الحياة شرطا يمتنع بغيابه، ولكان قضى عمره نادما لو كان فقدها قبل أن يحقق ذلك الشرط الذي ألزم به نفسه دون لزوم ..
ولا شك أن النص كشف اعتبارا من جملته الأولى عن كونها أمه "قبلت يديها .. هويت على الأرض .. قبلت قدميها ، ثم دمعت عيناي" فما كان القارئ ليبتلع المشهد لو لم تكن أمه

حبكة دائرية تبدأ حيث تنتهي في سرد شائق لموضوع فائق الحساسية

دمت بخير

تحاياي

نداء غريب صبري
23-06-2014, 12:49 AM
القصة زاخرة بالمشاعر فيها بنوة رائعة وإحساس بالبر والخضوع
لكن استخدام اسلوب عرض الحوار في عرض السرد جعل الأمر يتداخل علي

شكرا لك أخي

بوركت

لانا عبد الستار
19-08-2014, 03:30 AM
مريح أن نقرأ في البرّ كما نقرأ في العقوق
فقد أصبح العقوق رعبا يحمد الله له من لم يرزقه الله الولد

أشكرك

د.حسين جاسم
10-06-2015, 11:03 PM
قرأت النص حتى آخره بانتظار أن أعرف ما كان يمنعه عن خفض جناح الذلّ لها رحمة، ولم أجده، فإذا كان القاص يقول أن التعبير عن حبه وخضوعه لا يكون إلا بعد أن يأتيها ببيت فقد ضلّت الغاية الصواب
وعرض القصة بهذه الطريقة زاد من حيرتي في القراءة، لماذا الشرطة فبي أول كل سطر؟
ولماذا قصصت الفقرات سطورا هكذا؟
تقديري

د. سمير العمري
10-12-2015, 04:53 PM
أما من حيث النص فكريا فإن البر بركة وإن الجحود محق ومما يعجل الله عقابه في الدنيا قبل الآخرة ، ولكن ربما شدني النص إلى تبيان مسألة تحقيق البر ببناء بيت أو شراء عقد أو منح بعض مال وهذا ليس من البر الصحيح وقد يدل معناه من بعض جانب على المزيد من العقوق ذلك أن البر أساسه الإقرار بالفضل والعمل به في كل جوانب الحياة ، فالذي يحرص على أن يحضن والدته كل يوم وفي كل فرصة ويتصرف معها بتلقائية الابن في أبسط الأمور ويشعرها بالحب بكل الوسائل العادية وبشكل مستمر وبشعرها بالامتنان لما قامت به فعلا قبل أن يكون قولا لهو أساس البر. باختصار فإن البر هو في المعاملة العامة والدائمة وفي آلياتها وأسلوبها وليس في مقدار ما يقدم المرء من مال أو ما شابه وكأن الأم مربية تمنح أجرا فهذا كما أسلفت قد يكون من مزيد الجحود وليس من البر في شيء.

وأما من حيث النص أدبيا فهو جميل عموما ولكن شوش علي الحوار فلم أتبين من يتحدث مع من ومن يتفهم من ومن يعتب على من. هذا وأشير إلى ما يلي:
قول كل شئ
قول كل شيء

من وجهها الوضئ
من وجهها الوضيء

ودخلت هي وأبى كعريسين
ودخلت هي وأبي كعروسين

تقديري