تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وهم الحقيقة ؛؛



سعيدة لاشكر
31-03-2014, 12:58 AM
وهم الحقيقة ؛؛





داهمتها من جديد حالة الهيام المعلومة .. ملأت الابتسامة محياها .. غزاها شعور غريب باقتراب المغامرة .. شعور التوجس.. فالتوتر .. فالإقبال على كل شيء ...


نظراتها خبيثة .. ملامحها جريئة .. ابتسامتها جانبية مريبة .. عضت شفتها من الشوق .. فانتقلت للغرفة الأخرى ..


من هنا جذبت كرسيها الوثير بروية .. وضعت فنجان القهوة الحلوة .. على الطاولة .. ثم ارتمت متهاوية .. حملت آلة الانتقال عبر الأمكنة .. والأزمنة .. كبست الزر .. ضاحكة ..


وفجأة ..


اختفت من الغرفة ..





بمكان آخر .. وعصر آخر .. ظهرت مرتدية حلة أخرى .. فستان طويل الهيبة .. مع قبعة كبيرة .. تغطي الزاوية ..


نزلت من عربة فخمة .. يجرها حصانان أبيضان .. قبل دخولها مسكنها الراقي .. خطفت زهرة الكامليا من الحديقة .. واستنشقتها بكل ما فيها ..


داك عشقها المميز ..


استقبلتها المدبرة بترحاب .. مع الإشارة أن هناك ضيف بانتظارها بالصالة .. ذهبت توا إليه .. فإذا به الأخ الأكبر لعشيقها .. عشقها الذي لأجله تخلت عن كل شيء .. عن القصور .. الأموال .. المجوهرات .. عن الشهرة ..



دون مقدمات سألها الابتعاد عن شقيقه .. فقد دمرت حياته .. ضيعت دراسته .. مستقبله .. أهله .. كل شيء تركه .. وغدى همه الأوحد الجري خلفها ..


كلام كثير جعلها تدرك كم هو المستوى مختلف للغاية بين البشر .. كم هي الحياة غير منصفة .. فبعد الحياة المريرة التي ذاقتها .. لم يمهلها الشقاء متسع من الوقت .. ليهب .. فيخمد بصيص الشعاع .. ويقتل حبات السعادة


ولأنها تحبه .. ذاك الحب المثالي الذي تنبع منه التضحية .. فقد قررت أن تحيك خطة تجعله هو يتخلى عنها .. تخفي حبها رغما عنها وتظهر الكره .. وحده الطافي .. وبالتالي تعود لحياتها المعتادة .. حياة العربدة .. والتوهان .. حياة الغادة .. التي تعشق الكامليا .. حتى ارتشفت منها عمرها القصير .. وما عمر الأزهار .. غير أيام ..



وهكذا .. بين دموع .. تضحية .. عذاب .. وألم .. انطفأت الأضواء الصاخبة على باريس المشتعلة .. بعد تواري أجمل غادة تحت تراب المرض .. فالموت ..






تأوهت من الألم بمعدتها .. أمسكت بطنها منحنية بكلتا يديها صائحة : " أهكذا يفعل إدمان الشراب والحياة السيئة .. "
" آآآآه كم هو مؤلم "
كما انتبهت لسيل الدموع الغزيرة على خديها .. وقلبها .. وبؤس كبير وشقاء مرير يملأ أعماقها العميقة ..



استلقت مستريحة بمقعدها الوثير .. بضع لحظات على أمل أن يزول تدريجيا مفعول الانتقال ..


وما إن زال كليا .. حتى تنفست الصعداء .. حملت فنجان قهوتها للمطبخ .. تم عادت حملت آلة الانتقال .... حملت الكتاب ..... وضعته برف من رفوف مكتبتها الضخمة ..


ولم تنس أن تخط عليه كما العادة بعبارة واضحة




" تمت القراءة .. تم الانتقال بنجاح"








؛

مازن لبابيدي
31-03-2014, 05:41 AM
الأديبة المبدعة سعيدة لاشكر

قصة قصيرة بديعة أمتعتني جدا قراءتها وقد حبكتها بذكاء وتمكن ،
أحسنت تصوير القارئ الذي يستغرقه الكتاب حتى يرتشفه ويعيش القصة حتى يصبح أحد أبطالها ، وأراك فعلت ذلك بنفسك في هذه القصة التي أبدعتها .
الخاتمة جميلة غير أنها طالت وكان أجمل برأيي لو أنك استغنيت عن الجملتين الأخيرتين فوقفت بالقارئ على الدهشة .

تقديري وتحيتي

عبد السلام دغمش
31-03-2014, 05:45 PM
الهروب من الواقع المرّ والانتقال عبر القراءة حيث الرحلة لزمان ومكان آخرين.
تلك حالة يخرج منها المرء وراء حدود الواقع لمتنفّس ربما يبني فيه أحلامه هو لكن في عالمٍ آخر.
قصة موفقة أديبتنا الفاضلة.
تقديري وتحيتي.


"بكلتي يديها،أن هناك ضيفاً، غدا همه الأوحد"

ناديه محمد الجابي
31-03-2014, 07:10 PM
داهمتها من جديد حالة الهيام المعلومة .. ملأت الابتسامة محياها ..
غزاها شعور غريب باقتراب المغامرة .. شعور التوجس.. فالتوتر .. فالإقبال على كل شيء ...

تعبير رائع عن حالة الإندماج الكلي مع القراءة، وتلبس الشخصية ومعايشتها
ما أجمل قصتك وما أروع هذا العمق والتكثيف والجمال
مهارة سردية وأداء قصي متمكن ، سرد رشيق وفكرة عميقة
ونهاية موفقة أتقنت نسجها
نص شائق منحني قراءة ممتعة واحاسيس رائعة
فشكرا لك.

آمال المصري
01-04-2014, 08:33 PM
تقمص لحالة بطل تلبست الكاتب عبر تلك الآلة التي كثيرا ما أخرجتنا من همومنا ومشاكلنا فتأخذنا بعيدا خارج حدود المكان والزمان
جاءت اللغة سلسة والسرد ماتع والحبكة متينة لنص شائق راق لي
بوركت واليراع أيتها الرائعة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

سعيدة لاشكر
04-04-2014, 10:43 PM
الأديبة المبدعة سعيدة لاشكر

قصة قصيرة بديعة أمتعتني جدا قراءتها وقد حبكتها بذكاء وتمكن ،
أحسنت تصوير القارئ الذي يستغرقه الكتاب حتى يرتشفه ويعيش القصة حتى يصبح أحد أبطالها ، وأراك فعلت ذلك بنفسك في هذه القصة التي أبدعتها .
الخاتمة جميلة غير أنها طالت وكان أجمل برأيي لو أنك استغنيت عن الجملتين الأخيرتين فوقفت بالقارئ على الدهشة .

تقديري وتحيتي


شكرا لك مازن على ردك الجميل المفيد.. هي القراءة عالم آخر يفتح لنا الكتاب أبوابا كثيرة فيه .. تطل على كل شيء .. وأي شيء


أحترم رأيك بخصوص النهاية ؛؛




لافندر



؛

سعيدة لاشكر
04-04-2014, 10:54 PM
الهروب من الواقع المرّ والانتقال عبر القراءة حيث الرحلة لزمان ومكان آخرين.
تلك حالة يخرج منها المرء وراء حدود الواقع لمتنفّس ربما يبني فيه أحلامه هو لكن في عالمٍ آخر.
قصة موفقة أديبتنا الفاضلة.
تقديري وتحيتي.


"بكلتي يديها،أن هناك ضيفاً، غدا همه الأوحد"



ممتنة عبد السلام لمرورك المميز


ولو لاحظت فالبطلة هنا انتقلت من عالمها الهادئ المطمئن .. لجو الحزن والألم والمرض .. لذا فالكتاب بالنسبة لها ليس متنفس وهروب من واقع مر بقدر ما هو استمتاع

ومنح الكتاب ذاك التقدير الذي يستحقه وبالتالي وصول الكاتب للغاية التي لاجلها نسج الحروف وابتداعها ألا وهو عيش القصة و تأثيرها للوصول للانتقال المرجو

وهكذا هي قراءة شريحة كثيرة من القراء



لافندر



؛

ربيحة الرفاعي
17-04-2014, 01:23 AM
حبكة موفقة وسرد شائق وأداء جميل بطاقة استحواذية عالية رفعتها جمالية الفكرة وطرافتها

أعتقد أن الكاتبة لم تكن بحاجة للتصريح في " حملت الكتاب" فقد كفى السرد الجميل بالتوضيح
ولو توقفت عند حملت فنجان قهوتها للمطبخ لكفت

دمت بخير أيتها الكريمة

تحاياي

كاملة بدارنه
19-04-2014, 05:35 PM
التّماهي مع البطل وأحداث النّصّ دليل على مهارة القاص وقدرته
قصّة جاذبة احتاجت العناية باللّغة لظهور بعض الأخطاء فيها
بوركت
تقديري وتحيّتي

سعيدة لاشكر
20-04-2014, 01:40 AM
داهمتها من جديد حالة الهيام المعلومة .. ملأت الابتسامة محياها ..
غزاها شعور غريب باقتراب المغامرة .. شعور التوجس.. فالتوتر .. فالإقبال على كل شيء ...

تعبير رائع عن حالة الإندماج الكلي مع القراءة، وتلبس الشخصية ومعايشتها
ما أجمل قصتك وما أروع هذا العمق والتكثيف والجمال
مهارة سردية وأداء قصي متمكن ، سرد رشيق وفكرة عميقة
ونهاية موفقة أتقنت نسجها
نص شائق منحني قراءة ممتعة واحاسيس رائعة
فشكرا لك.






شكرا لك أنتِ نادية ,قراءتك وردك يعنيان لي الكثير حقا


ممتنة لك



؛

سعيدة لاشكر
20-04-2014, 01:45 AM
تقمص لحالة بطل تلبست الكاتب عبر تلك الآلة التي كثيرا ما أخرجتنا من همومنا ومشاكلنا فتأخذنا بعيدا خارج حدود المكان والزمان
جاءت اللغة سلسة والسرد ماتع والحبكة متينة لنص شائق راق لي
بوركت واليراع أيتها الرائعة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي



آمال

وبقراءتك واعجابك تتدفق آمال كثيرة


يسرني تواجدك دوما


إذ يزيدني الكثير


؛

نداء غريب صبري
16-06-2014, 12:57 AM
قصة مشوقة بأسلوب مميز امتعتني قراءتها وما خلقت من حالة التماهي مع النص

شكرا لك اختي

بوركت