المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرطيٌّ عندَ المُنعطفِ!



فوزي الشلبي
07-04-2014, 08:16 PM
شرطيٌّ عندَ المُنعطفِ!


كان يتحدثُ بالخليويِ، عندما انحرفَ بسيارتهِ الفارهةِ بحدةٍ، عندَ المنعطف إلى الشارعِ الطَّويلِ المُفضي في نهايتهِ إلى منزلِهِ. خرجَ له شرطيُّ المرورِ من زاويةٍ في المنعطفِ، مُشيراً له أنْ يقفَ. قالَ الشرطيُّ للرَّجلِ الذي أنزلَ شبّاكَ السيارةِ الزُّجاجيِّ: الرُّخصُ إذا سمحتَ، قالَ الرَّجلُ: لماذا؟!
قالَ الشرطيُّ: لأنكَ كنتَ تتحدَّثُ بالخُليويِ وتسيرُ بسرعةٍ عندَ المنعطفْ. ترجَّلَ الرَّجلُ من سيارتهِ وقالَ: لن أعطيكَ الرُّخصَ ، لأنني لم أتحدثْ بالخليوي. ثارَ جدالٌ بين الرَّجلينِ فاحتشدَ النّاسُ، وجاءَ رقيبُ السَّيرِ على دراجتهِ يستطلعُ، فأقسمَ الرَّجلُ باللهِ العظيمِ أنهُ لم يستعملِ الخُليوي. قالَ الرَّقيبُ للشُّرطي: طالما أنهُ أقسمَ باللهِ العظيمِ، فاتركهُ للهِ العظيمِ، وأدار دراجتَهُ وانصرفَ..

في بيتهِ بعدَ الغروبِ، رفعَ الخُليويَّ واتَّصلَ بشيخٍ يعرفهُ ليستفتيهِ، قال: يا سيِّدي، ماحكمُ الشَّرعِ في يمينٍ حلفتهُ لشرطيِ المرورِ كاذباً، إذْ أوقفني فطلبَ مني الرُّخصَ، لأنني كنتُ أتحدثُ بالخليويِ أثناءَ القيادة..قالَ الشيخُ: خمسةُ دنانيرٍ يا بني.. إدفعها لفقيرٍ كفارةً ليمينكَ!

في صبيحتهِ منَ اليومِ التالي، يمَّمَ شطرَ الكراجِ، حيثُ سيارتُه ليقصدَ محلَّهُ التجاريَّ في السُّوق، تفاجأ أنّ السَّيارةَ لم تكنْ هناك، وأنَّ بابَ الكراجِ كانَ مفتوحاً وكان القفلُ مخلوعاً.. فأرغى وأزبدَ، وفكّر وقدَّر، ثمّ رفع جهازَهَ الخليويِّ فاتَّصلَ بشرطةِ النَّجدةِ التي حضرتْ على عجلٍ. وبعدَ أن عاينتْ الشرطةُ المكانَ، طلبتْ هاتفَ الرجلِ الخليويِّ في حالِ الحصولِ على معلوماتٍ، ثمّ انصرفوا.
حتى إذا بردَ غضبُهُ وحماسُهُ، رفعَ الخليويَ ليستعينَ بصديقٍ ذي خبرةٍ في كيفيةِ التعاملِ مع سرقةِ السَّيارات. قالَ له الصديق: إنهم حتماً سيتصلونَ بكَ عمّا قريب..

خرجَ إلى الشّارعِ الرَّئيسِ، ليستقلَّ سيارةَ أجرةٍ إلى محلِّهِ. أشارَ إلى سيّارةِ مكتبِ أجرةٍ قادمةٍ من بعيدٍ فتوقفتْ ، صعِدَ إليها في المقعدِ الخلفي. حتّى إذا سارتِ السيارةُ مسافةً، رنّ هاتفُ السّائقِ الخليويِ، وأخذَ يتحدثُ إلى زبونٍ. فآنسَ الرجلُ شرطيَ المرورِ من بعيدٍ فقالَ للسّائق: احذرْ ذاكَ الشُّرطيَّ الخبيثَ عندَ المنعطفِ..فكفَّ السّائقُ، وأدخلَ الخليويَّ إلى جيبِه. أشارَ الشُّرطيُّ لسيّارةِ الأجرةِ من بعيدٍ، فتوقفت إزاءَهُ، وجاءَ الشُّرطيُّ، الذي توجَّهَ بدورِه نحوَ السّائقِ. سحبَ السّائقُ رخصَ السَّيّارةِ من جيبِ السَّيارةِ، فناولها الشُّرطيَّ دونَ أن يترجَّلَ..عاينَ الشرطيُّ الرخصَ، وقال للسّائق: أتقسمُ باللهِ العظيمِ أنَّكَ لم تكنْ تتحدثُ بالخُليويِّ.
قالَ السّائقُ: ولمَ أُقْسِمُ فقد كنتُ فعلا أتحدثُ!
انحنى الشُّرطيُّ مقترباً من وجهِ السّائقِ معيداً إليهِ الرُّخصَ دونض أن يحررَ لهُ مخالفةً، وقالَ: لاتفعلْ ذلكَ ثانيةً، فالمخالفةُ عشرونَ ديناراً..
صَعَّدَ الشرطيُّ بصرَهُ إلى المقعدِ الخلفيِّ، فإذا الجالسُ في المقعدِ الخلفيِّ يستطلِعُهُ، فابتسمَ الشرطيُّ وعبسَ الرَّجلُ، وانطلقَتْ السَّيارةُ. قال السّائق: لم قلتَ لي؛ إنَّ هذا الشُّرطيَّ خبيثٌ!
لم يُجبِ الرَّجلُ على تساؤلِ السّائق، لأنَّ الهاتفَ الخليويِّ رنَّ فبي جيبِهِ..
قالَ المتحدِّثُ عبرَ الخُليويِّ: حتى ترى سيارتَكَ أمامَ بيتِك غداً، عليكَ أن تدفعَ خمسةَ آلافِ دينارٍ-سأبلغُك كيفَ-، وهذا ليسض كثيراً على سيارةٍ ثمنُها مائةُ ألفِ دينارٍ،على أنْ لا تخبرَ الشُّرطةَ، فإنَّ ذلك لنْ يُجديَك!.. وإلاّ فإنَّكَ لنْ تراها أبداً..

كاملة بدارنه
07-04-2014, 08:46 PM
صورة من صور استغلال المنصب للمصلحة الخاصّة
تصوير دقيق بلغة بسيطة وأسلوب سردي جاذب
تمنّيت خلوّها من الأخطاء التي أظنّها وقعت سهوا
بوركت أخي الأديب فوزي
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
08-04-2014, 12:27 PM
لو لم يقسم الرجل كاذبا ـ ودفع الغرامة عشرين دينارا
لكفى نفسه سرقة سيارته وتلك الفدية الكبيرة
ويبقى السؤال .. هل الشرطي هو السارق؟؟
سرد سلس بحبكة قوية وأداء قصي محكم
وإجادة في الوصف المنسجم مع الحدث
بوركت ـ ولك تحياتي.

آمال المصري
09-04-2014, 03:21 AM
وصلت الرسالة التي يحملها النص بجدارة, فخير ما يحمل المرء لسانه عليه أن يعوِّده الصدق ومجانبة الكذب في الأقوال والأفعال فالألسنة مغاريف القلوب والصدق ينجي صاحبه والكذب يرديه
سلاسة في الأسلوب وجمال في الطرح وحبكة قوية ونهاية تحمل الحكمة كل ذلك بلغة طيعة
بوركت واليراع شاعرنا الفاضل
تحاياي

محمد محمد أبو كشك
09-04-2014, 07:36 AM
الصدق منجاة
ولكن اريد ان استوضح هل الشرطي متورط في الجريمة ام ان رن التليفون الاخير صدفة

عبد السلام دغمش
09-04-2014, 05:59 PM
نصّ يحمل بين طياته العبرة والدرس.
ربما كانت الأحداث متلاحقة أمام القارئ .. لكنّ من اكتوى بنار سرقة السيارات يتابع بسلاسة لأنه يعرف أن مثل هذه التفاصيل حقيقية .
تقديري أديبنا الفاضل .

ربيحة الرفاعي
23-04-2014, 02:03 AM
في سردك تشويق، وفي قصّك غائية سامية، وفي أدائك إحاطة بأدواتك
وددت لو راجع كاتبنا النص لضبط وتصحيح بعض هنة شابت اللغة

دمت بخير

تحاياي

فوزي الشلبي
24-04-2014, 12:39 PM
صورة من صور استغلال المنصب للمصلحة الخاصّة
تصوير دقيق بلغة بسيطة وأسلوب سردي جاذب
تمنّيت خلوّها من الأخطاء التي أظنّها وقعت سهوا
بوركت أخي الأديب فوزي
تقديري وتحيّتي


الأديبة النبيلة كاملة

تحية كبيرة وود..أشكر لك مرورك الكريم وما اشرقت به على النص!..أجل إن انفصام الشخصية وعدم الصدق يجعلنا نجلد أنفسنا بطرقٍ شتّى.. وأعتذر عن تعجلي في إدراج النص بدون مراجعته بشكل كامل!
تثديري الكبير وخالص دعائي!
أخوكم

فوزي الشلبي
24-04-2014, 12:42 PM
لو لم يقسم الرجل كاذبا ـ ودفع الغرامة عشرين دينارا
لكفى نفسه سرقة سيارته وتلك الفدية الكبيرة
ويبقى السؤال .. هل الشرطي هو السارق؟؟
سرد سلس بحبكة قوية وأداء قصي محكم
وإجادة في الوصف المنسجم مع الحدث
بوركت ـ ولك تحياتي.

الأديبة النبيلة نادية

تحية كبيرة وود..أشكر لك مرورك الكريم ..فتوى الشيخ وفرت عليه خمسة عشر دينارا بات فرحا بها..لكن الليل يحمل الهمّ الكبير للصباح!..وحول سؤالك: فالنص مفتوح لأحد الناس المتجمهرين الذي عاين السيارة...أو الشرطي أن يكون مرتبطا بعصابة سرقة السيارات...أو قدر الله!
تثديري الكبير وخالص دعائي
أخوكم

فوزي الشلبي
24-04-2014, 12:44 PM
وصلت الرسالة التي يحملها النص بجدارة, فخير ما يحمل المرء لسانه عليه أن يعوِّده الصدق ومجانبة الكذب في الأقوال والأفعال فالألسنة مغاريف القلوب والصدق ينجي صاحبه والكذب يرديه
سلاسة في الأسلوب وجمال في الطرح وحبكة قوية ونهاية تحمل الحكمة كل ذلك بلغة طيعة
بوركت واليراع شاعرنا الفاضل
تحاياي


الأديبة النبيلة آمال

تحية كبيرة وود..أشكر لك مرورك الكريم وما اشرقت به على النص! الصدق منجاة والكذب خيبة...ومكسب قليل
تقديري الكبير وخالص دعائي! أشكر لك مرورك الكريم!
أخوكم

فوزي الشلبي
24-04-2014, 12:45 PM
الصدق منجاة
ولكن اريد ان استوضح هل الشرطي متورط في الجريمة ام ان رن التليفون الاخير صدفة


الأخ الشاعر النبيل د. محمد

تحية كبيرة وود..أشكر لك مرورك الكريم وما اشرقت به على النص!
هي نهاية مفتوحة ...وهناك احتمالٌ أن يكون الشرطيُّ شريكاً ...من باب "حاميها حراميها"
تقديري الكبير وخالص دعائي
أخوكم

فوزي الشلبي
24-04-2014, 12:47 PM
نصّ يحمل بين طياته العبرة والدرس.
ربما كانت الأحداث متلاحقة أمام القارئ .. لكنّ من اكتوى بنار سرقة السيارات يتابع بسلاسة لأنه يعرف أن مثل هذه التفاصيل حقيقية .
تقديري أديبنا الفاضل .


الأخ الشاعر النبيل عبدالسلام
تحية كبيرة وود..أشكر لك مرورك الكريم وما اشرقت به على النص!
أجل أيها الغالي...فمن خبر سرقة سيارته...فإن تقاعس الأمن يبدو واضحاً!
تقديري الكبير وخالص دعائي
أخوكم

فوزي الشلبي
24-04-2014, 12:49 PM
في سردك تشويق، وفي قصّك غائية سامية، وفي أدائك إحاطة بأدواتك
وددت لو راجع كاتبنا النص لضبط وتصحيح بعض هنة شابت اللغة

دمت بخير

تحاياي


الأديبة الكريمة ربيحة

تحية إكبارٍ وتقدير..أشكر لك مرورك البهي وما اشرقت به على النص من تعليق نبيل..
..ثقة غالية لطالما اعتززت بها!
تثديري الكبير وخالص دعائي!
أخوكم

نداء غريب صبري
20-06-2014, 12:29 AM
من يحسب الله غافلا عن ما يعمل عباده يقع في شر أعماله
هو حلف بالله العظيم ليفلت من دفع عشرن دينارا فعاقبه ربه في الدنيا بخمسة آلاف دينار

قصة جميلة بأسلوب مشوق

شكرا لك أخي

بوركت

فوزي الشلبي
15-08-2014, 08:35 AM
من يحسب الله غافلا عن ما يعمل عباده يقع في شر أعماله
هو حلف بالله العظيم ليفلت من دفع عشرن دينارا فعاقبه ربه في الدنيا بخمسة آلاف دينار

قصة جميلة بأسلوب مشوق

شكرا لك أخي

بوركت


الأديبة النبيلة نداء
تحية إكبارٍ وإعزازٍ وود..شاكرا لكم مروركم البهي وما اشرقت به شموسكَ على النص!
مرورُ كريم! وتعليقُ نبيل.. تقديري الكبير وخالص دعائي!

أخوكم

خلود محمد جمعة
07-01-2015, 07:29 AM
ضمير عند منعطف كل موقف نمر به كاف بأن يرد عنا الشر الكثير
كم من الأمور الصغيرة التي نستهين بها عظيمة عند الله
وبقي منعطف ضميره غائبا بعد كل ما حصل ولم يأخذ عبرة
طرح طيب ورسالة دينية اجتماعية عميقة بسرد شائق وحبكة متينة
بوركت وكل التقدير

فوزي الشلبي
23-06-2015, 07:37 PM
ضمير عند منعطف كل موقف نمر به كاف بأن يرد عنا الشر الكثير
كم من الأمور الصغيرة التي نستهين بها عظيمة عند الله
وبقي منعطف ضميره غائبا بعد كل ما حصل ولم يأخذ عبرة
طرح طيب ورسالة دينية اجتماعية عميقة بسرد شائق وحبكة متينة
بوركت وكل التقدير


الأديبة الفاضلة خلود:

أشكر لك مرورك البهي ..وما أكرمتنا به من يهاء تقدير..ثقة غالية لطالما اعتززت بها

دعائي وخاص ودي

أخوكم