تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قريةٌ أحيكُ بها حيلة



محمود صالح
11-04-2014, 09:17 AM
حدّثنا هاني بن حسان : أنه كان يمشي صوبَ قريةٍ فيها من الأشجارِ أحسنُها ، ومن المياهِ أعذبُها ، ومن الفاكهةِ أطيبُها ، ومن النساءِ أجملها ، فدق القلبُ ألحانَه ، وغنّى و شذى كلماته ، فأسرع بالخطى نحوَها ، آملاً أن يجني من الخيراتِ خيرَها ، فرأى صبياً آتياً نحوه ، فتيقن أن له من أهلِ القريةِ نصيبْ ، و أنّ للحيلةِ طريقْ ، فسألَ الصبي عن القريةِ و جلَس يناظرها نظرةَ المتخيّر ، فقال الصبيُّ أنّ القريةَ تشتكي مرضاً عُضال ، فحاول العلماءُ والكهّان، وحتى الإنسُ والجان، ورغم السنين الطوالْ ، بقي المرض العضالْ ، فخطر لهاني خاطرْ ، أن يكون الحكيمَ الشاطرْ ، فقال للصبيّ اذهب لكبار القرية ، وقل لهم أنّي رأيتُ شيخاً كبيراً على سَفْحِ ذلك الجبلْ ، فسألني هل بهذه القرية عِلة ؟ فأجبته بذاتِ العِلة ، فما رأيكم أن أناديه لعل الله يسوق على يده الحل ، فقال لهم ما قيلَ له ، فعاد لهاني مسروراً ، أهل القرية يطلبوك ، وما تريد منهم سيلبّوك ، لكن اكشف ما بهم من ضر ، فمشى ابن حسان نحو القرية والعيون تلفّه و ترمِقُه من كل صوبْ ، والجنانُ والحواري حولَه من كل جنبْ ، حتى وصل للمختار، فوجَدَه محتار ، هل صديقنا حكيمٌ أم أمير ! فسلم على أهلها سلاماً لا يضاهيه سلام ، وكلمهم بكلماتٍ لم يسمعوا بها من قبل ، فقال له المختار : إن بنا مرضٌ لم نجد له دواء ، حتى عجز من شفاءِه الحكماءِ و العلماء ، فهل تقوى على شفاءِنا منه؟!
فرد عليه رد الواثقَ القانع ، ما كان لمرضٍ أن يأتي إلا بإرادة الله ، و إن كان له زوال فبإرادته سبحانه ، وما أنا إلّا سبب لزوالِه ، ولكن كي أتأكدَ من صدقِ نواياكم وقبولِ دعواكم ، أسألكم من الإبلِ والخيل اثنين ، محملةٍ بالخيرات ، وعلى ظهرِ كلِ دابةٍ حوريةٌ من حورياتِ الأرض ، فإن فرّج الله عنكم فلكم مسألتُكم ، و إلّا بالرماح والسيوف اجعلوا جسدي مرماً ، وللكلابِ قلبي طعاماً ، جهِّزوا الجهاز ، وحسِّنوا النساء ، و ضعوها على بابِ القرية ، فإن فعلتم فلكم من الله الشفاء ، فبدت الابتسامةُ على محيّاهم ، فقلت لهم توضأوا و أحسنوا الوضوء ، ولا تجعلوا للنومِ من ليلتِكُم نصيب، و أكثروا البكاءَ والنحيب ، فلا تتركوا طفلاً أو صبياً رضيع ، فالكل بالصلاة سَواء ، وأبقوا في بيوتِكم نساءِكم وشيوخكم و صلوا و تضرّعوا حتى يبزغ الفجر ، وبعد صلاة الفجرِ ألقاكم ، ولا بد للمرضِ أن يفارقَكم ، فانحلّوا إلى بيوتهم مسرعين ، وجهزوا له كل ما قيل ، وكسروا ضوءَ الليلِ بظلمةِ القناديل ، وكأنها سماء لا يشوب جمالها شائب ، وبينما الكل مبتهلين ضارعين ، انسَلَلتُ من بين الجميع ، و أخذت الرحلَ والراحلة ، وذهبتُ بالقافلة ، وما أدري كيف كان نهارهم ، أو ماذا أحل بدارِهم ، و مضيتُ أبحث عن قريةٍ جديدة ، أحيك بها حيلة ...

محمود صالح - اللهيب الأخضر

كاملة بدارنه
11-04-2014, 11:12 AM
هذا سرد حكائيّ احتاج للعناية اللّغويّة قبل النّشر، حيث كثرت الأخطاء فيه
الفكرة جميلة، لمن بالإمكان صياغتها بشكل أفضل...
بوركت
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
11-04-2014, 11:24 AM
ياله من محتال ظريف
ويالها من قصة طريفة..
سلمت يداك.
أؤيد ما قالته الأخت كاملة ولك الشكر.

آمال المصري
11-04-2014, 04:57 PM
كانت القرية فيها من كل شيء أفضلها ولكن لم يشكر أهلها الله فأصابهم ما عجز عنه العلماء وغيرهم
وجاء هذا الوافد ليكون سببا لشكره واللجوء إليه سبحانه وتعالى ثم مضى لقفر آخر
نص يحمل الحكمة طغى على عباراته السجع ووقعت في بعض هنات وحبذا لو لزمت ما ذكرته الأخت كاملة
ولك خالص التحايا

علي حسين الموصلي
11-04-2014, 09:35 PM
السلام عليكم
الماء والخضره والوجه الحسن
ماذا يريد اكثر
تحياتي لك

خلود محمد جمعة
14-04-2014, 08:14 PM
لم يحمدوا الله فابتلاهم مرة بالمرض ومرة بالغباء
اما من يبحث عن قرية اخرى ليستغفلها سيكون بلاءه أعظم
دمت بخير
مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
28-04-2014, 11:25 PM
محاولة على درب المقامة، نجحت بعض جملها وتعثرت أخرى
ولعل بعض اشتغال عليها كان ليجعلها أفضل بكثير

دمت بخير


تحاياي

نداء غريب صبري
26-06-2014, 12:35 AM
مقامة بفكرة أعجبتني
لكن في لغتها الكثير من الأخطاء


وكما قال أساتذتنا تحتاج للعناية والاشتغال

شكرا لك

بوركت

علاء سعد حسن
26-06-2014, 02:23 AM
رغم كل الملحوظات القيمة التي تفضل بها اﻷساتذة في تعليقاتهم القيمة من العناية باللغة والاشتغال على النص.. واعادة المراجعة أكثر من مرة ليحقق العمل بهاءه ورونقه..

إلا أن النص أثبت لي أنه في عصر الحداثة فنون الابداع لا تموت ولو كانت ألوانا قديمة موغلة في القدم..

في انتظار تجاربك اﻷخرى الاستاذ محمود.. تشجع وتفاعل مع اﻵراء النقدية فهي تأخذ بأيدينا على الطريق الصحيح..

رويدة القحطاني
06-09-2014, 06:17 PM
الغباء أعظم بلاء وأشد وباء.
قصة جميلة تعتمد أسلوب المقامة ولكن كما أشار الأساتذة هي بحاجة لمراجعة لغوية.

ناديه محمد الجابي
28-02-2021, 05:31 PM
قصة جميلة السرد والحبك ت اجتمعت فيها السخرية والطرافة
قوية الفكرة ، ذكية التصويب
دمت بكل خير.
:001::001: