تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وَلَدٌ يُرَتِّلُ جُرْحَهُ



أحمد البرعي
14-04-2014, 07:58 PM
صُبِّيْ عَلَيَّ الآهَ لا تَتَرَدَّدَيْ
مَا عَادَ يَعْبَأُ بالجَحِيمِ فُؤَادِيْ

عَلَّمْتُ قَلْبي أنْ يَكُونَ مُهَيَّئًا
لِلْجُرْحِ إنْ ضَاقَتْ عَلَيَّ بلادِيْ!
.
.
صُبّيْ عَلَيَّ النَّايَ إنِّيْ خَاشِعٌ
وَلْتَعْزِفِيْ بالسَّوْطِ وَالجَلَّادِ

يَا أنْتِ، يَا وَجَعَ اللُّحُونِ بمُهْجَتِيْ
كُفِّيْ نَشَاذَكِ وَالغِنَاءَ السَّادِيْ

إنْ كَانَ فِيْ عَزْفِ السِّيَاطِ عُذُوبَةٌ !
فَلْتَسْمَعِيْ: بيْ ألْفُ جُرحٍ شَادِيْ
.
.
لَمْ أبْتَهِجْ بالعُمْرِ مُنْذُ مُنِحْتُهُ
هَلْ أتَّقِيْ وَجَعَ الحِمَام يُنَادِيْ

سُبْحَانَ رَبِّيْ، لَمْ يُخَيِّرْ زَاهِدًا
بَيْنَ الرَّدَى، أوْ عَيْشَةِ اسْتِعْبَادِ

مَنْ ذَا يُخَيِّرُ رَاحِلًا، مَلأ الحَقَائِبَ
ألْفَ مَوْتٍ مِنْ دَمِ الزُّهَّادِ

لا شَأنَ لِيْ مِنْ أينَ جئْتُ وَلا إلى
أيِّ المَنَايَا قَدْ أجُرُّ حَصَادِيْ
.
.
بَيْنى وَبَيْنَ الحُلْمِ مَوْتٌ وَاحِدٌ
وَأخَافُ أنْ لا يَكْتَفِيْ بسَدَادِيْ!

فَأعُودُ أرْجُو اللهَ مَوْتًا آخَرًا
فَلَرُبَّمَا .. أدَنُو مِنَ المِيعَادِ

حَتَّى وَإنْ بَاءَ المَوَاتُ بدَمْعَةٍ
سَأصُبُّهَا فِيْ القَلْبِ قَبْلَ رُقَادِيْ
.
.
هَذَا أنَا يَا أنْتِ فَلْتَتَحَمَّلِيْ
مَا قَدْ فَعْلْتِ بفَلْذَةِ الأكْبَادِ

وَلَدٌ تَأبَّطَ حُلْمَهُ فَرَحًا، وَلَمْ
يَقْطفْ ثِمَارَ الضَّوْءِ كَالأوْلادِ
.
.
مَازِلْتُ رَهْنَ الإتِّقَادِ كَأنَّنِيْ
حَطَبٌ لِمِدْفَأةِ الجَوَى ببلادِيْ

مَازِلْتُ أخْطُو، وَالرِّمَالُ تَحُفُّنِيْ
كَيْ لا تَرَى الضِّلِّيلَ كَالمُعْتَادِ

فَأشُقُّ غَيْبَ الأمْنِياتِ بصَرْخَةٍ
مِمَّا أفَاضَ السُّهْدُ للسُّهَّادِ

لا صَوْتَ يَكْسِرُ حَاجزًا، إلا صَدَى
حَتَّامَ يَا أذُنَ السَّرَابِ أنَادِيْ ..!
.
.
أنَا لَيْسَ لِيْ أمٌّ سِوَى تِلْكَ الَّتِيْ
ضَاقَتْ عَلَيَّ بحِدَّةٍ ..!، وَعِنَادِ ..!

مِصْرُ القَصِيدَةُ، وَالنَّشِيدُ، وَكُلُّ مَا
قَالَ المُوَلَّهُ فِيْ الهَوَى وَالشَّادِيْ

مِصْرُ الرَّحِيبَةُ، وَالمِهَادُ، وَكُلُّ مَا
مَنَحَ الإلهُ لِمُقْبلٍ، وَلِغَادِ

ضَاقَتْ، وَلَيْسَ الذَّنْبُ ذَنْبَ بَسِيطَةٍ
الذَّنْبُ .. ذَنْبُ رُصَاصَةٍ وَزِنَادِ .!!!


أحمد البرعي

أحمد الجمل
14-04-2014, 08:05 PM
الله الله الله
من أروع ما قرأت
سلمت أخي الفاضل وسلمت يمينك
تحيتي وتقديري

أمــيــرة توحــيــد
14-04-2014, 10:43 PM
يا الله، ما هذا الجمال والإبداع

كلما قرأتُ بيتاً أعجبني وأردتُ اقتباسه ، يعجبني ويأسر وجداني البيت الذي يليه

ما شاء الله بوركتَ أستاذي الكريم أحمد البرعي وبورك القلب والقلم

خالص تحيتي وتقديري

أحمد البرعي
15-04-2014, 12:47 AM
تصحيح: كُفِّيْ نَشَاذَكِ وَالغِنَاءَ السَّادي
نشاذك.. نشازك

هبة الفقي
16-04-2014, 01:20 AM
ما أجملها وما أبهاها
تلك القصيدة الراقية الرائعة
أوجعتنا شاعرنا الفاضل
ولامست القلوب بكلماتك الشجية
حفظ الله مصرنا وكل بلاد المسلمين
تقديري

مازن لبابيدي
16-04-2014, 05:42 AM
رائعة جدا هذه القصيدة شاعرنا المبدع أحمد البرعي ، قوية المبنى وبالغة المعاني وجميلة التصوير .

التصريع في البيت الأول ، إن قصدته ، ففيه اختلاف في القافية ، فكان الأجمل تركه أو إحكامه .

.................


مَازِلْتُ رَهْنَ الإتِّقَادِ كَأنَّنِيْ
حَطَبٌ لِمِدْفَأةِ الجَوَى ببلادِيْ .... بيت في غاية الجمال معنى وتصويرا وسلاسة

.....
ضَاقَتْ، وَلَيْسَ الذَّنْبُ ذَنْبَ بَسِيطَةٍ
الذَّنْبُ .. ذَنْبُ رُصَاصَةٍ وَزِنَادِ .!!! ..... صدقت ، وكلمة بسيطة عامة المعنى وكأنها جاءت حشوا هنا .

-----------------------

فرج الله عن مصر الحبيبة ورفع عنها زناد الباطل ورصاص الغدر

تقديري وتحيتي

أحمد البرعي
16-04-2014, 06:50 PM
أخي الكريم .. أحمد الجمل

أشكركَ على إطرائكَ وحضوركَ
ولكَ مني أرق التحايا وأطيب الأمنيات بدوام الخير والشعر

أحمد البرعي
16-04-2014, 06:52 PM
أختي الكريمة .. أميرة توحيد

سرني أن راقت لكِ أيتها الراقية،
أشكركِ على إطرائكِ وجميل حضوركِ

دمتِ بألق

أحمد البرعي
16-04-2014, 06:54 PM
أختي الكريمة .. هبة الفقي

اللهم آمين .. اللهم احفظ بلادنا من كل شرٍ وظلم
أشكركِ أيتها القديرة على أمنياتكِ الطيبة وجميل ثنائك

دمتِ بود

أحمد البرعي
16-04-2014, 06:58 PM
أخي الكريم .. مازن لبابيدي

أشكركِ أيها الجميل على هذه الزيارة الطيبة
وسعدتُ أن راقت لكَ متواضعتي

أما عن البيت الأول.. فليس فيه تصريع

سرني اهتمامكَ بالنصح أخي الكريم وشاعرنا الجليل
دمتَ بكل الخير والود

د. مختار محرم
16-04-2014, 07:08 PM
مدهشة حد الصمت
ما أروعها هذه الزخات من الجمال
رأيتني فيها وكأنك تقول ما أريد .. لله أنت أيها الشاعر الشاعر
شكرا لك على كل هذا الشعر الذي قرأناه هنا

عبدالحكم مندور
16-04-2014, 10:21 PM
نص رائع المعنى والبناء
سلم الإحساس الجميل والإبداع
خالص الود

ربيحة الرفاعي
13-05-2014, 09:09 PM
سموت بالقصد واحسنت القصيد همت حروفك روعة وبهاء

فرج الله كربة مصر وأعانها والأمة على ما بها

دمت بخير


تحاياي

نبيل أحمد زيدان
05-01-2016, 12:27 AM
بوركت أخي قصيدة من ألمنا عبرت عنه بسلاسة
واقتدار
لك التقدير والإحترام

احمد المعطي
05-01-2016, 01:08 AM
أوْجَعْتَ هذا الجرْحُ في الأكبادِ
...............والحالُ مُزْرٍ في رُبوع بلادي
أبدعتَ وارفةً نضيقُ بكيِّها
...................كالنار نصلاها بجمرِ قتادِ
حلَّقتَ ملتهباً وحرْفكَ باللظى
.................دَكَّ الضلوعَ بسَهْمِه الوَقّادِ
تأتيكَ بارقةٌ ستُجلي ظلمَةً
...............وتعيدُ أنواراً تضيءُ الوادي
ليرى البَصيرَُ بأمِّ عينِ الهُدى
................ويرى الضريرُ مآثرَ الزُّهّادِ
لا بدَّ من شمسٍ وإن طال الدُّجى
................فالدَّهر ليسَ رَهينة الجلّادِ

د. سمير العمري
22-07-2016, 04:44 PM
قصيدة راقية الشعر حزينة الشعور ، وكان الأداء الأدبي فيها مميزا والخاتمة مدهشة مبهرة فلا فض فوك!

لعلني لا أحب هذا الاستسلام للحال وخير منه النهوض بإباء لمقاومة وإحدى الحسنيين.

ثم هنا:
يَا أنْتِ، يَا وَجَعَ اللُّحُونِ بمُهْجَتِيْ
كُفِّيْ نَشَاذَكِ وَالغِنَاءَ السَّادِيْ
هي نشز ينشز نشزا ونشازا.

تقديري

محمد حمود الحميري
21-04-2018, 07:41 PM
أجدني واقفًا أمام قصيدة شامخة ..
تحياتي وتقديري