د. سمير العمري
13-03-2007, 05:52 PM
سَحَابٌ هَمَى بِالجُودِ أَغْرَقَنِي وَجْدَا=وَنَهْرٌ جَرَى بِالمَدْحِ أَعْجَزَنِي حَمْدَا
تَنَاهَى إِلى الأَرْوَاحِ بِالفَضْلِ بَيْنَنَا=وَأَهْدَى إِلى الإِحْسَاسِ مِنْ خَيرِ مَا يُهْدَى
أَنَاخَ نِيَاقَ الشِّعْرِ يُقْرِي بِبَعْضِهَا=وَبَعْضٌ بِهَدْيٍ فِي قَوَافِلهَا تُحْدَى
حَبَانَا بِصِدْقِ العَهْدِ وُدًّا مُعَبَّقًا= وَمَنْ يَحْتَفِلْ بِالوُدِّ يَسْتَخْلِفِ الوَرْدَا
وَسَاقَ لَنَا الإِكْرَامَ حَتَّى كَأَنَّهُ=حَسِيبٌ مِنَ الأَشْرَافِ سَاقَ لَهُ عَبْدَا
بِحَرْفٍ إِذَا مَا الوَجْدُ فِي العَينِ شَفَّهُ=تَجَلَّى عَلَى الأَنْفَاسِ مِنْ دُرِّهِ رَغْدَا
وَأَلْقَى عَلَى الأَكْبَادِ مِنْ دِفْءِ قَلْبِهِ=كَأَنَّ عَنِ الأَجْسَادِ قَدْ أَذْهَبَ البَرْدَا
هُوَ البَدْرُ قَدْ أَمْلَى عَلَى الكَوْنِ وَالوَرَى=سَمَاحَةَ نَفْسٍ مِنْ خَلائِقِهِ تُسْدَى
كَرِيمٌ عَظِيمُ القَدْرِ حُرٌّ وَرَاشِدٌ=إِذَا عَدَّدَ الأَخْيَارُ أَهْلَ النَّدَى عُدَّا
وَفَرْدٌ عَزِيزُ النَّفْسِ فِي النَّاسِ مَاجِدٌ=وَنِدٌّ لأَهْلِ العَزْمِ مِنْ غَامِدٍ نَدَّا
لَعَمْرُكَ مَا دَمْعِي عَلَيَّ بِهَيِّنٍ=وَلَكِنْ دُمُوعِي لِلوَفَاءِ سَقَتْ خَدَّا
هُوَ الدَّهْرُ مَا بَينَ السَّعَادَةِ وَالأَسَى=يَدُورُ فَلا صَابًا تَخَالُ وَلا شَهْدَا
لَكَمْ جَارَ بِي قَومِي وَأَسْرَفَ مَوْطِنِي=وَأُشْهِدُ أَنِّي مَا نَكثْتُ لَهُمْ عَهْدَا
وَكَمْ سَامَنِي بِالغَدْرِ فِي الظَّهْرِ صَاحِبٌ=مَتَى لاكَنِي لَمْ يُبْقِ لَحْمًا وَلا جِلْدَا
وَكَمْ عَاهَدَ المَعْرُوفَ مِنْهُمْ عَلَى الهُدَى=بِقَولٍ سَمَا وَالفِعْلُ مُخْتَلِفٌ جِدَّا
يَقُولُ مَتَى مَا أَرْجَفَ النَّفْسَ بِالهَوَى=حَدِيثٌ يَرُومُ الخَيرَ: جِئْتَ بِهِ إِدَّا
فَإِنْ قَدَّرَ الرَّحْمَنُ خَيْرًا لِغَارِسٍ=أَدَارُوا لِحَصْدِ الفَضْلِ أَلْسِنَةً لُدَّا
وَكُنْتُ أَفِيهمْ مَوْئِلَ الغَرْسِ وَالنَّدَى=لِيَبْرَأَ فِيهمْ مَا يُحُوكُ بِهِمْ حِقْدَا
فَكُلُّ وَفَاءٍ إِنْ شَفَى الغَيظَ نِحْلَةٌ=وَكُلُّ عَطَاءٍ لا يُعَدُّ بِهِ فَقْدَا
وَكُنْتُ إِذَا مَا الشَّوقُ أَذْكَى حُشَاشَتِي= تَجَهَّمَ مَنْ أَرْجُو وَأَوْرَثَنِي الصَدَّا
كَأَنَّ التَّصَافِي فَرَّ مِنْ مُرِّ نَفْسِهِ=وَأَنَّ التَّجَافِي مِنْ سَخِيمَتِهِ أَبْدَى
وَكُنْتُ إِذَا مَا سِرْتُ دَرْبًا إِلَى العُلا=تَمَلْمَلَ مَنْ حَولِي فَسِرْتُ بِهِ فَرْدَا
غَرِيبًا عَلَى الآلامِ أَسْرِي وَلَهْفَتِي=تَكَادُ مَعِ الأَيَّامِ تَهْصرُنَا وَجْدَا
أَعفُّ عَنِ الدُّنْيَا إِذَا الذُّلَّ رَاوَدَتْ=وَإِنْ لَمْ أَجِدْ لِي مِنْ مَوَارِدِهَا بُدَّا
وَأَسْعَى بِكُلِّ الجُهْدِ كَي أَحْصدَ الرِّضَا=وَيَسْعَى كَثِيرُ النَّاسِ كَي يَحْصدَ المَجْدَا
وَمَا يَسْتَوِي قَدْرًا نَفِيسٌ وَنَافِسٌ=وَلا الغَادِرُ القَالِي وَمَنْ يَحْفَظُ الوُدَّا
وَمَا يُجْتَبَى عِنْدَ الحَوَادِثِ سَادِرٌ=وَلا يُصْطَفَى مَنْ ظَنَّ فِي غِيِّهِ الرُّشْدَا
لإِنْسَانِ هَذَا الدَّهْرِ أُزْجِي يَدَ الشَّذَى=تُقَلِّدُ جِيدَ الشُّكْرِ مِنْ حَرْفِنَا عِقْدَا
وَتَغْرسُ فِي رَوْضِ المَحَبَّةِ زَهْرَةً=بِعَرْفٍ تَنَدَّى مِنْ مَشَاعِرِنَا رَنْدَا
فَيَا نَافِحَ الوُجْدَانِ صَفْوًا مِن الهَوَى= لَكَ البِّرُ وَالإِيثَارُ وَالمَجْدُ وَالسُّعْدَى
وَلِي بِالذِي أَوْلَيتَ عِرْفَانُ شَاعِرٍ=جَعَلْتُ بِهِ صَمْتِي عَلَى قَولِكُم رَدَّا
هُوَ العَهْدُ بَاقٍ بَيْنَنَا وَنَزِيدُكُمْ=عَلَى مَا عَهِدْتُمْ مِنْ مَوَدَّتِنَا رِفْدَا
فَطِبْ بِالذِي تُسْقَى مِنَ العِزِ هَانِئًا=وَدُمْ بِالذِّي تَلْقَى مِنَ العَيْشِ مُمْتَدَّا
تَنَاهَى إِلى الأَرْوَاحِ بِالفَضْلِ بَيْنَنَا=وَأَهْدَى إِلى الإِحْسَاسِ مِنْ خَيرِ مَا يُهْدَى
أَنَاخَ نِيَاقَ الشِّعْرِ يُقْرِي بِبَعْضِهَا=وَبَعْضٌ بِهَدْيٍ فِي قَوَافِلهَا تُحْدَى
حَبَانَا بِصِدْقِ العَهْدِ وُدًّا مُعَبَّقًا= وَمَنْ يَحْتَفِلْ بِالوُدِّ يَسْتَخْلِفِ الوَرْدَا
وَسَاقَ لَنَا الإِكْرَامَ حَتَّى كَأَنَّهُ=حَسِيبٌ مِنَ الأَشْرَافِ سَاقَ لَهُ عَبْدَا
بِحَرْفٍ إِذَا مَا الوَجْدُ فِي العَينِ شَفَّهُ=تَجَلَّى عَلَى الأَنْفَاسِ مِنْ دُرِّهِ رَغْدَا
وَأَلْقَى عَلَى الأَكْبَادِ مِنْ دِفْءِ قَلْبِهِ=كَأَنَّ عَنِ الأَجْسَادِ قَدْ أَذْهَبَ البَرْدَا
هُوَ البَدْرُ قَدْ أَمْلَى عَلَى الكَوْنِ وَالوَرَى=سَمَاحَةَ نَفْسٍ مِنْ خَلائِقِهِ تُسْدَى
كَرِيمٌ عَظِيمُ القَدْرِ حُرٌّ وَرَاشِدٌ=إِذَا عَدَّدَ الأَخْيَارُ أَهْلَ النَّدَى عُدَّا
وَفَرْدٌ عَزِيزُ النَّفْسِ فِي النَّاسِ مَاجِدٌ=وَنِدٌّ لأَهْلِ العَزْمِ مِنْ غَامِدٍ نَدَّا
لَعَمْرُكَ مَا دَمْعِي عَلَيَّ بِهَيِّنٍ=وَلَكِنْ دُمُوعِي لِلوَفَاءِ سَقَتْ خَدَّا
هُوَ الدَّهْرُ مَا بَينَ السَّعَادَةِ وَالأَسَى=يَدُورُ فَلا صَابًا تَخَالُ وَلا شَهْدَا
لَكَمْ جَارَ بِي قَومِي وَأَسْرَفَ مَوْطِنِي=وَأُشْهِدُ أَنِّي مَا نَكثْتُ لَهُمْ عَهْدَا
وَكَمْ سَامَنِي بِالغَدْرِ فِي الظَّهْرِ صَاحِبٌ=مَتَى لاكَنِي لَمْ يُبْقِ لَحْمًا وَلا جِلْدَا
وَكَمْ عَاهَدَ المَعْرُوفَ مِنْهُمْ عَلَى الهُدَى=بِقَولٍ سَمَا وَالفِعْلُ مُخْتَلِفٌ جِدَّا
يَقُولُ مَتَى مَا أَرْجَفَ النَّفْسَ بِالهَوَى=حَدِيثٌ يَرُومُ الخَيرَ: جِئْتَ بِهِ إِدَّا
فَإِنْ قَدَّرَ الرَّحْمَنُ خَيْرًا لِغَارِسٍ=أَدَارُوا لِحَصْدِ الفَضْلِ أَلْسِنَةً لُدَّا
وَكُنْتُ أَفِيهمْ مَوْئِلَ الغَرْسِ وَالنَّدَى=لِيَبْرَأَ فِيهمْ مَا يُحُوكُ بِهِمْ حِقْدَا
فَكُلُّ وَفَاءٍ إِنْ شَفَى الغَيظَ نِحْلَةٌ=وَكُلُّ عَطَاءٍ لا يُعَدُّ بِهِ فَقْدَا
وَكُنْتُ إِذَا مَا الشَّوقُ أَذْكَى حُشَاشَتِي= تَجَهَّمَ مَنْ أَرْجُو وَأَوْرَثَنِي الصَدَّا
كَأَنَّ التَّصَافِي فَرَّ مِنْ مُرِّ نَفْسِهِ=وَأَنَّ التَّجَافِي مِنْ سَخِيمَتِهِ أَبْدَى
وَكُنْتُ إِذَا مَا سِرْتُ دَرْبًا إِلَى العُلا=تَمَلْمَلَ مَنْ حَولِي فَسِرْتُ بِهِ فَرْدَا
غَرِيبًا عَلَى الآلامِ أَسْرِي وَلَهْفَتِي=تَكَادُ مَعِ الأَيَّامِ تَهْصرُنَا وَجْدَا
أَعفُّ عَنِ الدُّنْيَا إِذَا الذُّلَّ رَاوَدَتْ=وَإِنْ لَمْ أَجِدْ لِي مِنْ مَوَارِدِهَا بُدَّا
وَأَسْعَى بِكُلِّ الجُهْدِ كَي أَحْصدَ الرِّضَا=وَيَسْعَى كَثِيرُ النَّاسِ كَي يَحْصدَ المَجْدَا
وَمَا يَسْتَوِي قَدْرًا نَفِيسٌ وَنَافِسٌ=وَلا الغَادِرُ القَالِي وَمَنْ يَحْفَظُ الوُدَّا
وَمَا يُجْتَبَى عِنْدَ الحَوَادِثِ سَادِرٌ=وَلا يُصْطَفَى مَنْ ظَنَّ فِي غِيِّهِ الرُّشْدَا
لإِنْسَانِ هَذَا الدَّهْرِ أُزْجِي يَدَ الشَّذَى=تُقَلِّدُ جِيدَ الشُّكْرِ مِنْ حَرْفِنَا عِقْدَا
وَتَغْرسُ فِي رَوْضِ المَحَبَّةِ زَهْرَةً=بِعَرْفٍ تَنَدَّى مِنْ مَشَاعِرِنَا رَنْدَا
فَيَا نَافِحَ الوُجْدَانِ صَفْوًا مِن الهَوَى= لَكَ البِّرُ وَالإِيثَارُ وَالمَجْدُ وَالسُّعْدَى
وَلِي بِالذِي أَوْلَيتَ عِرْفَانُ شَاعِرٍ=جَعَلْتُ بِهِ صَمْتِي عَلَى قَولِكُم رَدَّا
هُوَ العَهْدُ بَاقٍ بَيْنَنَا وَنَزِيدُكُمْ=عَلَى مَا عَهِدْتُمْ مِنْ مَوَدَّتِنَا رِفْدَا
فَطِبْ بِالذِي تُسْقَى مِنَ العِزِ هَانِئًا=وَدُمْ بِالذِّي تَلْقَى مِنَ العَيْشِ مُمْتَدَّا