مشاهدة النسخة كاملة : لو كنت رجلا
خلود محمد جمعة
22-04-2014, 09:38 AM
لو كنتُ رجلاً
إنَهُ تَموزُ بِقُرْصِهِ يَفْتَرِشُ السّماءَ، وأنا أَحْرُثُ الأرضَ تحتَ قَدَمَيّ ،في طريقي لِعملي الذي سَأَصِلُهُ مُتَأَخِّرَةً كعادتي .
وَصَلْتُ مَوْقِفَ الحَافِلاتِ بينما الشَّمسُ تُحاصِرُ الأرضَ وتحتويني بِلهِيبِها فَأرى جَسدي المُغْتَسِلَ بالجحيمِ يَسْتَنْجِدُ بِظلِّي .
إنَّهُ يومُ الخميسِ، أْدرَكتُ ذلكَ مِنْ زِيِّهِمُ العسكَريّ وَهُمْ يَتَرَاكضونَ باتّجاهِ الحافلةِ كَأَنَهُم في مَعْرَكَةٍ، وقد مَلّوا في مُعَسْكَراتِهِم انتِظامَ الحياةِ المبرمجةِ حَدَّ السكونِ، وملّوا في انطلاقِهِم لإجازتِهِم القيظَ يُلْهِبُ جُلُودَهُم، فَأَصْبَحَ ذلكَ الحيّزُ الصَّغيرُ في الحافلةِ جَنَتَهُم وغَايَةَ سعادَتِهِم .
انتظرتُ طَويلاً دَوْرِي الذي فَقَدْتُهُ، يكويني الحرُ وكأنِّي ِبِدمَاغِي وَصَلَ دَرَجَةََ الغليانِ و جَسَدِي سَلِيقٌ تَعَرَتْ عِظَامُهُ ، يَعْتَرِينِي دُوارٌ أكادُ مَعَهُ أَتَهَاوَى في كونٍ يَدورُ مِنْ حَوْلِي ..تَمَنَيّتُ لو كُنْتُ رَجُلاً، لِأَخُوضَ مَعْرَكَتَهُم قصيرةَ المدَى وأَجْتَازَ الحدودَ التّي تَفْصِلُنِي عن تِلكَ الجنةِ المُؤَقَتَةِ في الحافلةِ .
أَفسَحَ المجَالَ أَمَامِي أَحَدُهُم فَجْأَةً وقالَ تَفَضَلِي ، صَعِدْتُ الحافلةَ بِكُلِ هُدُوْءٍ وتَرَبَعْتُ على عَرْشِي بِسُرورٍ أَخْرَسَ، لَمْلَمْتُ ظِلِّي بَعْدَ أَنْ تَحَرَكَتِ الحافلةُ ، واسترقتُ النظرَ إلى هذا الزِّيِ وتلكَ الأحذيةِ الثقيلةِ، وصِبْغَةِ الشمسِ على وجُوْهِهِم، تأملتُ أجسادَهُم المبعثرةَ من حولي كَجُثَثٍ مُتَكَوِرَةٍ و قدْ نُقِشَ على جَبَهَاتِهِم التعبُ صارخاً
وحمدتُ اللهَ أنْ خَلَقَنِي امْرَأة .
ناديه محمد الجابي
22-04-2014, 11:50 AM
نعم .. الحمد لله إني أمرأة
خلقني الله ليزيد الكون جمالا وروعة بوجودي
وجعل مني الحياة والحب والحنان وأنعم على بنعمة الأمومة
المرأة هى البسمة على وجوه أبنائها والفرحة في هذا الكون.
قصة بالغة الذكاء رائعة الأداء
مميزة ـ غنية بفكرتها وصياغتها وطريقة عرضها
مدهشة دائما بحرفك ولغتك وفكرك
أدام الله لك هذا الألق.
رياض شلال المحمدي
22-04-2014, 06:25 PM
**(( صورةٌ مختصرةٌ من مئات بل آلاف الصور التي
تحكي معاناة الرجال وخاصّة مَن يرتدون هذه الألوان ،
وقد حمدتِ الله على أنّك امرأة ، لكنّك لم تشكري من فسح لك
المجال لتتربعي على العرش ، شكرًا على هذه اللقطة المعبّرة ،
كثير وردٍ وتقدير ))**
آمال المصري
23-04-2014, 10:00 PM
التقاطة رائعة لموقف ربما يتكرر بصور مختلفة وفي كل مرة نحمد الله على أن الله خلقنا نساء مهما واجهنا من كدر العيش
دائما لزواياك مزايا بنكهة الواقع ولحرفك جاذبية
بوركت واليراع الجميلة أيتها الرائعة
تحاياي
مصطفى حمزة
24-04-2014, 10:30 AM
أختي العزيزة ، الأديبة الدكتورة خلود
أسعد الله أوقاتك
أحسنتِ جداً بتصوير الدقائق من الحدث البسيط ، ومن هذا التصوير رسمتِ ملامح الشخصيات الجسدية ( والنفسية بما يتعلق بالشخصية الأساسية )
فكرتك بالعبارة الأخيرة ( وحمدتُ الله أن خلقني امرأة ) هذه الفكرة الجدليّة وصلت إلى التسليم بها المرأة في الغرب ، بعد أن جربت كيف تكون المرأة
سلعة ، لكن الشرقيّة ما زالت تبحث وتلهث لتكون ( لامرأة ولا رجل !! )
أمتعتـِنا بأدبك ... كعادتكِ
أعجبتني جداً هذه الفقرة من تعقيب أختنا الأستاذة نادية فاقتبستها : ( نعم .. الحمد لله إني أمرأة خلقني الله ليزيد الكون جمالا وروعة بوجودي
وجعل مني الحياة والحب والحنان وأنعم على بنعمة الأمومة . المرأة هى البسمة على وجوه أبنائها والفرحة في هذا الكون.)
تحياتي لكما معاً
كاملة بدارنه
27-04-2014, 04:38 PM
يعاني الرّجال ما يعانونه من أجل توفير ما يلزم لعائلاتهم، وتأتي المرأة مطالبة بالمساواة
لو وقفت إحداهنّ مرّة على المعابر الحدوديّة لتذهب للعمل فجرا وتعود مساء وقد أخذ منها التّعب والإذلال كلّ مأخذ لحمدت الله ألف مرّة لأنّها امرأة
تصوير رائع !
بوركت
تقديري وتحيّتي
خلود محمد جمعة
29-04-2014, 10:46 AM
نعم .. الحمد لله إني أمرأة
خلقني الله ليزيد الكون جمالا وروعة بوجودي
وجعل مني الحياة والحب والحنان وأنعم على بنعمة الأمومة
المرأة هى البسمة على وجوه أبنائها والفرحة في هذا الكون.
قصة بالغة الذكاء رائعة الأداء
مميزة ـ غنية بفكرتها وصياغتها وطريقة عرضها
مدهشة دائما بحرفك ولغتك وفكرك
أدام الله لك هذا الألق.
وكريمة بمدحك وتشجيعك اديبتنا الكبيرة
كل الشكر للمرور العطر
وكل الحب للروح الجميلة
دمت رائعة:0014:
الفرحان بوعزة
29-04-2014, 10:23 PM
ــــ وَصَلْتُ مَوْقِفَ الحَافِلاتِ بينما الشَّمسُ تُحاصِرُ الأرضَ وتحتويني بِلهِيبِها فَأرى جَسدي المُغْتَسِلَ بالجحيمِ يَسْتَنْجِدُ بِظلِّي /
ـــ لَمْلَمْتُ ظِلِّي بَعْدَ أَنْ تَحَرَكَتِ الحافلةُ /
ـــ يكويني الحرُ وكأنِّي ِبِدمَاغِي وَصَلَ دَرَجَةَالغليانِ و جَسَدِي سَلِيقٌ تَعَرَتْ عِظَامُهُ /
.......................................
نص جميل بفكرته وصياغته ، يدخل ضمن إنتاج أدبي متميز يكشف عن واقع الحياة ، بل عن حقيقة قلما ينتبه إليها عامة الناس ، بفنية أدبية جسدت الساردة الفكرة في قالب لغوي متميز مبني على الانتقاء والاختيار .. ومن هنا استطاعت أن تسيطر على الواقع وتشكله وفق رؤية مختلفة عن الناس ، استنفرت كل الألوان اللغوية من أجل تشكيل لوحة فنية للحدث بأسلوب شيق وهادئ يصنع من الإنجاز اللغوي والفكري إنتاجاً أدبياً متميزاً كأن النص يراهن على كيفية التعبير الممتع للحياة ..
تقديري واحترامي أختي المبدعة المتألقة .. خلود ..
الفرحان بوعزة
فاطمه عبد القادر
03-05-2014, 01:11 AM
واسترقتُ النظرَ إلى هذا الزِّيِ وتلكَ الأحذيةِ الثقيلةِ، وصِبْغَةِ الشمسِ على وجُوْهِهِم، تأملتُ أجسادَهُم المبعثرةَ من حولي كَجُثَثٍ مُتَكَوِرَةٍ و قدْ نُقِشَ على جَبَهَاتِهِم التعبُ صارخاً
وحمدتُ اللهَ أنْ خَلَقَنِي امْرَأة .
السلام عليكم
جميل أن يشعر المرؤ بمعاناة الآخرين ,
كل من جاء إلى الحياة ,في أي مكان كان ,وفي كل زمان جاء ,رجل كان أم امرأة ,أو حتى الحيوانات ,لا بد أن يعاني منها ,لا بد من المعاناة ,
فلو حضر الرجل يوما ولادة زوجته سيحمد الله أنه رجل ,
وهكذا حمدت الله أنك امرأة عندما رأيت معاناة الرجال ,
مسكين هو الإنسان,
مذ كنت طفلة صغيرة أسمع أمي دائما تقول ((الله يعين كل حي على وعده ))
معك كل الحق أمي ,لم أكن أفهمك قديما ,
قصة جميلة مؤثرة بقوة الشمس فوق الدماغ ,تحاكي الوجدان والإنسانية,
شكرا لك خلود
ماسة
خلود محمد جمعة
06-05-2014, 11:46 AM
**(( صورةٌ مختصرةٌ من مئات بل آلاف الصور التي
تحكي معاناة الرجال وخاصّة مَن يرتدون هذه الألوان ،
وقد حمدتِ الله على أنّك امرأة ، لكنّك لم تشكري من فسح لك
المجال لتتربعي على العرش ، شكرًا على هذه اللقطة المعبّرة ،
كثير وردٍ وتقدير ))**
وشكرا على المرور الجميل
لا مجال لشكر من فسح لي المجال في تلك اللحظة اريد ان اجلس فقط:005:
دمت بخير
مودتي وتقديري
خلود محمد جمعة
06-05-2014, 11:49 AM
التقاطة رائعة لموقف ربما يتكرر بصور مختلفة وفي كل مرة نحمد الله على أن الله خلقنا نساء مهما واجهنا من كدر العيش
دائما لزواياك مزايا بنكهة الواقع ولحرفك جاذبية
بوركت واليراع الجميلة أيتها الرائعة
تحاياي
ودائما لمرورك اشراقة
دمت مشرقة
مودتي وكل التقدير:014:
منال علان
10-05-2014, 06:17 PM
سيدتي / خلود محمد جمعه..
لكم احمد الله كوني إمرأه ....
والا....
بطرحك قدمتِ صورا حية لرجل
حكايتك ....راقت لي
ابدعتِ
مصطفى الصالح
12-05-2014, 09:06 PM
لو كنتُ رجلاً
إنَهُ تَموزُ بِقُرْصِهِ يَفْتَرِشُ السّماءَ، وأنا أَحْرُثُ الأرضَ تحتَ قَدَمَيّ ،في طريقي لِعملي الذي سَأَصِلُهُ مُتَأَخِّرَةً كعادتي .
وَصَلْتُ مَوْقِفَ الحَافِلاتِ بينما الشَّمسُ تُحاصِرُ الأرضَ وتحتويني بِلهِيبِها فَأرى جَسدي المُغْتَسِلَ بالجحيمِ يَسْتَنْجِدُ بِظلِّي .
إنَّهُ يومُ الخميسِ، أْدرَكتُ ذلكَ مِنْ زِيِّهِمُ العسكَريّ وَهُمْ يَتَرَاكضونَ باتّجاهِ الحافلةِ كَأَنَهُم في مَعْرَكَةٍ، وقد مَلّوا في مُعَسْكَراتِهِم انتِظامَ الحياةِ المبرمجةِ حَدَّ السكونِ، وملّوا في انطلاقِهِم لإجازتِهِم القيظَ يُلْهِبُ جُلُودَهُم، فَأَصْبَحَ ذلكَ الحيّزُ الصَّغيرُ في الحافلةِ جَنَتَهُم وغَايَةَ سعادَتِهِم .
انتظرتُ طَويلاً دَوْرِي الذي فَقَدْتُهُ، يكويني الحرُ وكأنِّي ِبِدمَاغِي وَصَلَ دَرَجَةََ الغليانِ و جَسَدِي سَلِيقٌ تَعَرَتْ عِظَامُهُ ، يَعْتَرِينِي دُوارٌ أكادُ مَعَهُ أَتَهَاوَى في كونٍ يَدورُ مِنْ حَوْلِي ..تَمَنَيّتُ لو كُنْتُ رَجُلاً، لِأَخُوضَ مَعْرَكَتَهُم قصيرةَ المدَى وأَجْتَازَ الحدودَ التّي تَفْصِلُنِي عن تِلكَ الجنةِ المُؤَقَتَةِ في الحافلةِ .
أَفسَحَ المجَالَ أَمَامِي أَحَدُهُم فَجْأَةً وقالَ تَفَضَلِي ، صَعِدْتُ الحافلةَ بِكُلِ هُدُوْءٍ وتَرَبَعْتُ على عَرْشِي بِسُرورٍ أَخْرَسَ، لَمْلَمْتُ ظِلِّي بَعْدَ أَنْ تَحَرَكَتِ الحافلةُ ، واسترقتُ النظرَ إلى هذا الزِّيِ وتلكَ الأحذيةِ الثقيلةِ، وصِبْغَةِ الشمسِ على وجُوْهِهِم، تأملتُ أجسادَهُم المبعثرةَ من حولي كَجُثَثٍ مُتَكَوِرَةٍ و قدْ نُقِشَ على جَبَهَاتِهِم التعبُ صارخاً
وحمدتُ اللهَ أنْ خَلَقَنِي امْرَأة .
كل مهيأ لما خلق له
يقال أن الناس تخلت عن همومها وتركتها في السوق.. ولما احتاجت هما ذهبت للسوق لتنتقي هما يناسبها، لم يجد أحد أفضل من همه فابتاعه وعاد به
نص رزين وتصوير جميل وسرد أنيق
تقديري
خلود محمد جمعة
14-05-2014, 07:43 AM
[QUOTE=مصطفى حمزة;922290]أختي العزيزة ، الأديبة الدكتورة خلود
أسعد الله أوقاتك
أحسنتِ جداً بتصوير الدقائق من الحدث البسيط ، ومن هذا التصوير رسمتِ ملامح الشخصيات الجسدية ( والنفسية بما يتعلق بالشخصية الأساسية )
فكرتك بالعبارة الأخيرة ( وحمدتُ الله أن خلقني امرأة ) هذه الفكرة الجدليّة وصلت إلى التسليم بها المرأة في الغرب ، بعد أن جربت كيف تكون المرأة
سلعة ، لكن الشرقيّة ما زالت تبحث وتلهث لتكون ( لامرأة ولا رجل !! )
أمتعتـِنا بأدبك ... كعادتكِ
أعجبتني جداً هذه الفقرة من تعقيب أختنا الأستاذة نادية فاقتبستها : ( نعم .. الحمد لله إني أمرأة خلقني الله ليزيد الكون جمالا وروعة بوجودي
وجعل مني الحياة والحب والحنان وأنعم على بنعمة الأمومة . المرأة هى البسمة على وجوه أبنائها والفرحة في هذا الكون.)
تحياتي لكما معاً[/QUOT
أديبنا الاستاذ مصطفى حمزة
تحليلك العميق وردك الرقيق واسلوبك اللبق يضيف على حروفي الكثير
دام العطاء والادب الراق
دمت بكل الخير:hat:
خلود محمد جمعة
14-05-2014, 07:45 AM
يعاني الرّجال ما يعانونه من أجل توفير ما يلزم لعائلاتهم، وتأتي المرأة مطالبة بالمساواة
لو وقفت إحداهنّ مرّة على المعابر الحدوديّة لتذهب للعمل فجرا وتعود مساء وقد أخذ منها التّعب والإذلال كلّ مأخذ لحمدت الله ألف مرّة لأنّها امرأة
تصوير رائع !
بوركت
تقديري وتحيّتي
بورك المرور المعطر
ودام الألق يعانق صفحتي
دمت طيبة مع كل المودة:0014:
عبدالإله الزّاكي
17-05-2014, 01:51 PM
أَفسَحَ المجَالَ أَمَامِي أَحَدُهُم فَجْأَةً وقالَ تَفَضَلِي ، صَعِدْتُ الحافلةَ بِكُلِ هُدُوْءٍ وتَرَبَعْتُ على عَرْشِي بِسُرورٍ أَخْرَسَ، لَمْلَمْتُ ظِلِّي بَعْدَ أَنْ تَحَرَكَتِ الحافلةُ ، واسترقتُ النظرَ إلى هذا الزِّيِ وتلكَ الأحذيةِ الثقيلةِ، وصِبْغَةِ الشمسِ على وجُوْهِهِم، تأملتُ أجسادَهُم المبعثرةَ من حولي كَجُثَثٍ مُتَكَوِرَةٍ و قدْ نُقِشَ على جَبَهَاتِهِم التعبُ صارخاً
وحمدتُ اللهَ أنْ خَلَقَنِي امْرَأة .
سرد ماتع و أسلوب شيق أختي الكريمة و أديبتنا القديرة خلود جمعة.
لكن حتى نعود للنص، فربما صدق الحدس الأول للبطلة في بداية القصة. ذلك أن المرأة أصبحت الآن تقوم بالدورين معا في آن واحد- أو على الأقل في المجتمعات الغربية- فهي في صراع يومي رجولي مع تحديات المكان و الزمان، بالإضافة إلى دورها الأنثوي و هذا ظلم في حقها في نظري.
أما في مجتمعاتنا الشرقية، فربما يكون أفضل للمرأة أن تكون رجلا ؟!
تحاياي لصاحبة الفكر و الإبداع.
محمد الشرادي
17-05-2014, 04:41 PM
لو كنتُ رجلاً
إنَهُ تَموزُ بِقُرْصِهِ يَفْتَرِشُ السّماءَ، وأنا أَحْرُثُ الأرضَ تحتَ قَدَمَيّ ،في طريقي لِعملي الذي سَأَصِلُهُ مُتَأَخِّرَةً كعادتي .
وَصَلْتُ مَوْقِفَ الحَافِلاتِ بينما الشَّمسُ تُحاصِرُ الأرضَ وتحتويني بِلهِيبِها فَأرى جَسدي المُغْتَسِلَ بالجحيمِ يَسْتَنْجِدُ بِظلِّي .
إنَّهُ يومُ الخميسِ، أْدرَكتُ ذلكَ مِنْ زِيِّهِمُ العسكَريّ وَهُمْ يَتَرَاكضونَ باتّجاهِ الحافلةِ كَأَنَهُم في مَعْرَكَةٍ، وقد مَلّوا في مُعَسْكَراتِهِم انتِظامَ الحياةِ المبرمجةِ حَدَّ السكونِ، وملّوا في انطلاقِهِم لإجازتِهِم القيظَ يُلْهِبُ جُلُودَهُم، فَأَصْبَحَ ذلكَ الحيّزُ الصَّغيرُ في الحافلةِ جَنَتَهُم وغَايَةَ سعادَتِهِم .
انتظرتُ طَويلاً دَوْرِي الذي فَقَدْتُهُ، يكويني الحرُ وكأنِّي ِبِدمَاغِي وَصَلَ دَرَجَةََ الغليانِ و جَسَدِي سَلِيقٌ تَعَرَتْ عِظَامُهُ ، يَعْتَرِينِي دُوارٌ أكادُ مَعَهُ أَتَهَاوَى في كونٍ يَدورُ مِنْ حَوْلِي ..تَمَنَيّتُ لو كُنْتُ رَجُلاً، لِأَخُوضَ مَعْرَكَتَهُم قصيرةَ المدَى وأَجْتَازَ الحدودَ التّي تَفْصِلُنِي عن تِلكَ الجنةِ المُؤَقَتَةِ في الحافلةِ .
أَفسَحَ المجَالَ أَمَامِي أَحَدُهُم فَجْأَةً وقالَ تَفَضَلِي ، صَعِدْتُ الحافلةَ بِكُلِ هُدُوْءٍ وتَرَبَعْتُ على عَرْشِي بِسُرورٍ أَخْرَسَ، لَمْلَمْتُ ظِلِّي بَعْدَ أَنْ تَحَرَكَتِ الحافلةُ ، واسترقتُ النظرَ إلى هذا الزِّيِ وتلكَ الأحذيةِ الثقيلةِ، وصِبْغَةِ الشمسِ على وجُوْهِهِم، تأملتُ أجسادَهُم المبعثرةَ من حولي كَجُثَثٍ مُتَكَوِرَةٍ و قدْ نُقِشَ على جَبَهَاتِهِم التعبُ صارخاً
وحمدتُ اللهَ أنْ خَلَقَنِي امْرَأة .
أهلا أختي خلود
الرجل و المرأة كلاهما ملح و سكر يمنحان الكون طعمه و مذاقه. و لكن تاتي علينا لحظات يتمنى فيها الرجل أن لو كان امرأة ،و ترجو المرأة أن لو كانت رجلا. لكن السيف سبق العدل و قضى ربنا بإرادته التي لا راد لها. لدى علينا ان نقبل انفسنا كما قضت السماء. خاصة للمرأة التي كرمها الله و جعل الجنة تحت أقدامها...
بالرغم من قصر النص كانت مغزاه كبيرة و طرافته لم تغط عن حكمته.
تحياتي
أحمد عيسى
18-05-2014, 09:03 AM
فكرة جميلة مبدعة في بساطتها ، بتناول لقطة عابرة كــ "نظرة" ادريس ، والحمد لله مرة أخرى أنهن خلقن اناثا ... فلو كُنَّ رجالاًَ ...لهلكنا :sm:
تحيةٌ لحرفك الجميل ..
خلود محمد جمعة
18-05-2014, 10:36 AM
ــــ وَصَلْتُ مَوْقِفَ الحَافِلاتِ بينما الشَّمسُ تُحاصِرُ الأرضَ وتحتويني بِلهِيبِها فَأرى جَسدي المُغْتَسِلَ بالجحيمِ يَسْتَنْجِدُ بِظلِّي /
ـــ لَمْلَمْتُ ظِلِّي بَعْدَ أَنْ تَحَرَكَتِ الحافلةُ /
ـــ يكويني الحرُ وكأنِّي ِبِدمَاغِي وَصَلَ دَرَجَةَالغليانِ و جَسَدِي سَلِيقٌ تَعَرَتْ عِظَامُهُ /
.......................................
نص جميل بفكرته وصياغته ، يدخل ضمن إنتاج أدبي متميز يكشف عن واقع الحياة ، بل عن حقيقة قلما ينتبه إليها عامة الناس ، بفنية أدبية جسدت الساردة الفكرة في قالب لغوي متميز مبني على الانتقاء والاختيار .. ومن هنا استطاعت أن تسيطر على الواقع وتشكله وفق رؤية مختلفة عن الناس ، استنفرت كل الألوان اللغوية من أجل تشكيل لوحة فنية للحدث بأسلوب شيق وهادئ يصنع من الإنجاز اللغوي والفكري إنتاجاً أدبياً متميزاً كأن النص يراهن على كيفية التعبير الممتع للحياة ..
تقديري واحترامي أختي المبدعة المتألقة .. خلود ..
الفرحان بوعزة
اديبنا الكبير الفرحان على طول يا رب
لرؤيتك آفاق اخرى تثري النص ونبض جديد يسري بين السطور فيرويها القاً
وللمرور العبق رائحة الجوري يعطر كلماتي
كل التقدير :hat:لأديبنا الرائع
خلود محمد جمعة
18-05-2014, 10:38 AM
واسترقتُ النظرَ إلى هذا الزِّيِ وتلكَ الأحذيةِ الثقيلةِ، وصِبْغَةِ الشمسِ على وجُوْهِهِم، تأملتُ أجسادَهُم المبعثرةَ من حولي كَجُثَثٍ مُتَكَوِرَةٍ و قدْ نُقِشَ على جَبَهَاتِهِم التعبُ صارخاً
وحمدتُ اللهَ أنْ خَلَقَنِي امْرَأة .
السلام عليكم
جميل أن يشعر المرؤ بمعاناة الآخرين ,
كل من جاء إلى الحياة ,في أي مكان كان ,وفي كل زمان جاء ,رجل كان أم امرأة ,أو حتى الحيوانات ,لا بد أن يعاني منها ,لا بد من المعاناة ,
فلو حضر الرجل يوما ولادة زوجته سيحمد الله أنه رجل ,
وهكذا حمدت الله أنك امرأة عندما رأيت معاناة الرجال ,
مسكين هو الإنسان,
مذ كنت طفلة صغيرة أسمع أمي دائما تقول ((الله يعين كل حي على وعده ))
معك كل الحق أمي ,لم أكن أفهمك قديما ,
قصة جميلة مؤثرة بقوة الشمس فوق الدماغ ,تحاكي الوجدان والإنسانية,
شكرا لك خلود
ماسة
عندما يعانق الماس صفحتي تشرق الشمس في روحي
دمت ماسة:014:
مودتي وكل التقديري:0014:
عدنان الشبول
23-05-2014, 02:33 AM
تصوير دقيق لما يدور حول بطلة القصة وما يدور في دواخلها ، هذا فن لا يقدر عليه إلا المبدعون
دمتم بخير وسعادة
خلود محمد جمعة
24-05-2014, 02:43 PM
سيدتي / خلود محمد جمعه..
لكم احمد الله كوني إمرأه ....
والا....
بطرحك قدمتِ صورا حية لرجل
حكايتك ....راقت لي
ابدعتِ
ومرورك أسعدني كل الشكر عزيزتي
دمت بكل الخير:001:
خلود محمد جمعة
26-05-2014, 12:28 PM
كل مهيأ لما خلق له
يقال أن الناس تخلت عن همومها وتركتها في السوق.. ولما احتاجت هما ذهبت للسوق لتنتقي هما يناسبها، لم يجد أحد أفضل من همه فابتاعه وعاد به
نص رزين وتصوير جميل وسرد أنيق
تقديري
تقديري الكبير للمرور الانيق واللبق:0014:
دمت بكل الخير
:hat:
خلود محمد جمعة
29-05-2014, 10:47 AM
أهلا أختي خلود
الرجل و المرأة كلاهما ملح و سكر يمنحان الكون طعمه و مذاقه. و لكن تاتي علينا لحظات يتمنى فيها الرجل أن لو كان امرأة ،و ترجو المرأة أن لو كانت رجلا. لكن السيف سبق العدل و قضى ربنا بإرادته التي لا راد لها. لدى علينا ان نقبل انفسنا كما قضت السماء. خاصة للمرأة التي كرمها الله و جعل الجنة تحت أقدامها...
بالرغم من قصر النص كانت مغزاه كبيرة و طرافته لم تغط عن حكمته.
تحياتي
تقديري الكبير للمرور الكريم
وشكري العميق للتصفح الواعي
دمت بكل الخير:0014:
خلود محمد جمعة
01-06-2014, 10:06 AM
سرد ماتع و أسلوب شيق أختي الكريمة و أديبتنا القديرة خلود جمعة.
لكن حتى نعود للنص، فربما صدق الحدس الأول للبطلة في بداية القصة. ذلك أن المرأة أصبحت الآن تقوم بالدورين معا في آن واحد- أو على الأقل في المجتمعات الغربية- فهي في صراع يومي رجولي مع تحديات المكان و الزمان، بالإضافة إلى دورها الأنثوي و هذا ظلم في حقها في نظري.
أما في مجتمعاتنا الشرقية، فربما يكون أفضل للمرأة أن تكون رجلا ؟!
تحاياي لصاحبة الفكر و الإبداع.
الافضل ان يتقن الانسان دوره دون النظر للأخر وحسب القدرات والظروف المحيطة
المجتمع والثقافة والدين والعادات كلها حدود لا يجب تجاهلها للجنسين في مطالبة الحقوق واداء الواجبات
ودام المرور الطيب
شكري وتقديري للتصفح العميق
دمت بخير
علاء سعد حسن
01-06-2014, 12:06 PM
عمل جميل على مستوى النص .. وعلى مستوى فلسفة ما وراء النص.. وعلى مستوى الفكر ..
لا اريد افساد هذه الصورة الجمالية بلقطة من واقع اليم حوّل بعض الرجال عن فطرتهم، فلا يلتفتون لامرأة في محطة الحافلات.. ولا يفسحون لها مجالا، ولا يخلون لها مقعدا للجلوس على عرشها.. انتكاسة واقع لا تتفق مع احاسيس النص المزدانة بالفطرة السليمة..
دام ابداعك القا
خلود محمد جمعة
04-06-2014, 07:20 AM
أهلا أختي خلود
الرجل و المرأة كلاهما ملح و سكر يمنحان الكون طعمه و مذاقه. و لكن تاتي علينا لحظات يتمنى فيها الرجل أن لو كان امرأة ،و ترجو المرأة أن لو كانت رجلا. لكن السيف سبق العدل و قضى ربنا بإرادته التي لا راد لها. لدى علينا ان نقبل انفسنا كما قضت السماء. خاصة للمرأة التي كرمها الله و جعل الجنة تحت أقدامها...
بالرغم من قصر النص كانت مغزاه كبيرة و طرافته لم تغط عن حكمته.
تحياتي
تسعدني القراءة العميقة والمرور العطر
تصفحك لحروفي اثراها
دمت عطرا
مودتي وتقديري
ربيحة الرفاعي
18-06-2014, 12:44 AM
القاص الأكثر براعة هو الأقدر على اقتناص اللحظة وتصوير تفاصيلها بمهارة تستلب القارئ ليغوص في أعماقها ويعيش دقائقها التي رسمت لتكشف دفين صدور الشخوص
وهذه ميزة بت أراها بارزة في نصوص الرائعة خلود محمد جمعة القصّية
تألقت فكرة وأداء
لا حرمك البهاء غاليتي
تحاياي
خلود محمد جمعة
22-06-2014, 10:13 AM
فكرة جميلة مبدعة في بساطتها ، بتناول لقطة عابرة كــ "نظرة" ادريس ، والحمد لله مرة أخرى أنهن خلقن اناثا ... فلو كُنَّ رجالاًَ ...لهلكنا :sm:
تحيةٌ لحرفك الجميل ..
سنة الكون الجميلة
مرور جميل كالعادة
دمت بخير
تقديري:001:
خلود محمد جمعة
25-06-2014, 12:00 PM
تصوير دقيق لما يدور حول بطلة القصة وما يدور في دواخلها ، هذا فن لا يقدر عليه إلا المبدعون
دمتم بخير وسعادة
للمرور الرشيق كل التقدير
وللتصفح كل الشكر
دمت بكل الخير:001:
خلود محمد جمعة
02-07-2014, 12:17 PM
عمل جميل على مستوى النص .. وعلى مستوى فلسفة ما وراء النص.. وعلى مستوى الفكر ..
لا اريد افساد هذه الصورة الجمالية بلقطة من واقع اليم حوّل بعض الرجال عن فطرتهم، فلا يلتفتون لامرأة في محطة الحافلات.. ولا يفسحون لها مجالا، ولا يخلون لها مقعدا للجلوس على عرشها.. انتكاسة واقع لا تتفق مع احاسيس النص المزدانة بالفطرة السليمة..
دام ابداعك القا
تصفح عميق وقلم راق وراي اعتز به
ومرور جميل بحرف شفيف
دمت بخير
وكل التقدير:001::001::001:
خلود محمد جمعة
07-07-2014, 10:33 AM
القاص الأكثر براعة هو الأقدر على اقتناص اللحظة وتصوير تفاصيلها بمهارة تستلب القارئ ليغوص في أعماقها ويعيش دقائقها التي رسمت لتكشف دفين صدور الشخوص
وهذه ميزة بت أراها بارزة في نصوص الرائعة خلود محمد جمعة القصّية
تألقت فكرة وأداء
لا حرمك البهاء غاليتي
تحاياي
لحضورك رائحة الياسمين
ولمرورك ألق
وبتوقيعك أمتلأ فخراً
كل الشكر للتصفح الراق
كل التقدير مع خالص مودتي:014::014::014:
نداء غريب صبري
30-08-2014, 12:44 AM
هذا لأنك امرأة في مجتمع اجتمعت فيه العروبة بنخوتها والإسلام بعظمته
ولو كنت امرأة في مجتمع غربي لعشت معهم نفس المعاناة
أنت في كل حال قاصة رائعة أختي
شكرا لك
بوركت
خلود محمد جمعة
07-09-2014, 11:01 AM
هذا لأنك امرأة في مجتمع اجتمعت فيه العروبة بنخوتها والإسلام بعظمته
ولو كنت امرأة في مجتمع غربي لعشت معهم نفس المعاناة
أنت في كل حال قاصة رائعة أختي
شكرا لك
بوركت صدقت عزيزتي
وهذا أدعى لنتمسك بعروبتنا رغم كل تناقضاتها
وأنت في كل الأحوال أديبة رائعة
سرني المرور وعطر سطوري
مودتي وكل التقدير:014::hat::014::hat:
وليد مجاهد
17-07-2015, 04:51 PM
لقطة مؤثرة صورتها الكاتبة بأسلوب ولغة جميلين
لك الشكر
خلود محمد جمعة
26-09-2015, 02:49 PM
لقطة مؤثرة صورتها الكاتبة بأسلوب ولغة جميلين
لك الشكر
ولك التقدير على المرور والتصفح أخي الفاضل
بوركت
:0014:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir