المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحبيبات الحمر . ابراهيم ابويه من المغرب



ابراهيم ابويه
24-04-2014, 01:17 PM
عقلي الآن مشتت . مثل رمانة تحولت من كتلة متجاورة إلى حبات متناثرة على مائدة مستديرة . كل حبة تحاسبني ، تخاصمني ، تتهمني بالخيانة . اللون الأحمر يحوّلُ الحبات إلى جمرات متّقِدةٍ ، كأنها عيون تدينني ... من حقها أن تفعل كل ذلك وأكثر . عندما قلت إن عقلي مشتت ، فلأني أحسست به ينفجر ببطء و لا يستطيع تحمل هذه اللكمات التي تنهال عليه من كل الجهات . أتذكر أني شيدت فوق كل حبة عالما من خيال ، جنة لا حدود لها ، تستطيع فتح أبوابها لكل الكائنات التي تناسبها صياغة ونوعا وفكرا . كنتُ سعيدا جدا بهذا الذي يُبنى فوق حبيباتي الحمراء ، متأملا تلك الظلال المتناسقة التي تنشرها فوق المائدة .
ماذا يحدث لي ؟ تبدلت كل الألوان التي تعلمتُ في مدرسة ما زلت أتذكر بوابتها الحديدية التي كانت تفزعني كلما انغلقت . تغيرتْ كل الروائح من حولي ، وجفت كل الحقول ... لكني مع ذلك خذلت حبيباتي ، ولم أكن صريحـــــــــا ولا منسجما مع الأصوات التي كنت أوزعها هنا وهناك ، كنت أبحث عن معاني لا دوال لها ، أخفي بها ما علِقَ بين طحالب الأعماق .
لماذا أحس بغربة المكان والزمان ؟ هل أنا نشاز ؟ ربما كذلك . ربما أني اخترت طريق الوادي بدل السهول الممتدة أمامي . يُقال أن الجينات اليافعة تبحث دائما عن أصلها ، فلماذا تشتتت حبيباتي وغطت دموعها صفحة المائدة المستديرة ؟ لابد أن هناك خطب لا أدركه ، أو حفرة سقطتُ فيها حين كنتُ صغيرا ، وتركتْ بقعا بيضاء داخل هذه الحُمْرة المبعثرة على المائدة المستديرة . أو ربما هي شطحات متنافرة رفضها نسق الرمانة التي انفجرت تعبيرا عن غضبها المشروع . أبحث وأبحث وأرسم المسارات وأفسر وأحلل ولا أصل إلى نتيجة تُذكرْ. أشعل سيجارتي الأخيرة وأعترف أني لم أكن ...

مصطفى حمزة
07-05-2014, 10:24 AM
أخي الأكرم ، الأديب إبراهيم
أسعد الله أوقاتك
خاطرة وجدانيّة عميقة الفكرة ( الغربة المنوّعة ) جميلة التعبير ، وبخاتمة /ومضة هي بذاتها قصة فسرت القصة !
فهمتُ تساؤلاتك جيداً ، بل شربتها بألف غصّة ، فأنا مثلكَ عربي غريب غربة متشعبة ، تشبه مجموعة من العقارب تشابكت ببعضها !
بعض الهفوات اللغوية ، ربما لو عدتَ لها لرأيتها
تحياتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
17-05-2014, 09:56 PM
تبدلت كل الألوان التي تعلمتُ في مدرسة ما زلت أتذكر بوابتها الحديدية التي كانت تفزعني كلما انغلقت . تغيرتْ كل الروائح من حولي ، وجفت كل الحقول ... لكني مع ذلك خذلت حبيباتي ، ولم أكن صريحـــــــــا ولا منسجما مع الأصوات التي كنت أوزعها هنا وهناك ، كنت أبحث عن معاني لا دوال لها ، أخفي بها ما علِقَ بين طحالب الأعماق
خاطرة استوقفتني معانيها، وصورها وانثيال الحس فيها وهذا التمكن من العزف على أوتار الوجع العام من زاوية الذات
مميزة وددت لو حظيت من الكاتب بشئ من المراجعة لضبط بعض عثرة شابتها

دمت بخير

تحاياي

خلود محمد جمعة
26-03-2015, 06:35 AM
تعلمنا الغربة وتُعلّم في ذاكرتنا وقلوبنا اكثر مما نتوقع
كم هي مؤلمة بعثرة الروح على مرمى البصيرة
جميل ما نثرت بحسك المرهف ويراعك الذي ارهقته الغربة
بوركت
دمت فرحا

ناديه محمد الجابي
02-09-2020, 06:35 PM
حرف مثقل بالهموم بأسلوب قوي وتعبير جميل حملا فكرة قوية
بديع هذا البوح الشجي
دمت بكل خير.
:wow::001: