سعاد محمود الامين
25-04-2014, 07:22 AM
قلم الرصاص
ينفث الدخان من أنفه فيشكل حلقات متتابعة، تصعد سريعا إلي أعلي، يخترقها بنظراته الثاقبة تائها يتمتم:
ــــ ابتلعتها المدينة!
تصفح ما ظل يكتبه...حتى صاح الديك...
وطأ على عقب سيجارته بعنف، ثم نهض تجاه النافذة المطلة على المدينة النائمة،
تفحصها حزينا وهي تخلع لباس الليل، كان ليله ليلا طويلا، لم يغمض له جفن..يكتب فى هموم الناس والسياسة. ويفكر فيها.
ولكنه ظل منبوذا...وحيدا والكتاب. يقرأ الناس مايكتب، وهو سعيد بما يكتب..لكنها اليوم أغلظت القول:
ـــ لن ترني بعد اليوم أفسدت علي حياتي
ـــ كيف وقد تزوجتك عن حب! أنت معجبة بما أكتب
ــ أتكتب والناس جياع؟ ياكلون الورق...لامكانة لك بينهم
ـــ ماذا أفعل لا أملك غير القلم والحبر والورق
صفقت الباب خلفها، فرتد الصوت كالصفعة على وجهه.
طرق عنيف على الباب. عندما التفت كانت أوراقه وكتبه وكرسيه الأعرج تتطاير فى الهواء والحشرات فرت هاربة تختبئ هنا وهناك.. والغبار السكن على الأسطح انتفض و حجب الرؤية..
بقوة السلطة كان مقيدا .
ـــ لماذ ا تثير الكراهية ضد الدولة؟
ـــ أنا !؟ كاتب لا أملك سوى قلمي!!
ــــ لن تكتب بعد الآن...وقد صادرنا كتابك.. وأقمنا له محرقة فى وسط المدينة.
لأول مرة يرغب فى البكاء والصراخ:
ـــ أحرقتم الورق!؟
قطعت أصابع يده اليمني. كان فى معتقله يشتهي الكتابة.
صوت هادر تسرب إليه..من نافذة وضعت للشمس والهواء. لتذكرة أنه مازال على قيد الحياة
ــ أطلقوا سراح القلم...
تسلق جاهدا ليرى مايحدث ، رأى كتابه مرفوعا كالبندقية. ابتسم هامسا:
ــ مازالت أفكاري حية لم تحترق...
وانطلقت الشرارة فى وجه المدينة الشبح واهتز العرش.:007:
ينفث الدخان من أنفه فيشكل حلقات متتابعة، تصعد سريعا إلي أعلي، يخترقها بنظراته الثاقبة تائها يتمتم:
ــــ ابتلعتها المدينة!
تصفح ما ظل يكتبه...حتى صاح الديك...
وطأ على عقب سيجارته بعنف، ثم نهض تجاه النافذة المطلة على المدينة النائمة،
تفحصها حزينا وهي تخلع لباس الليل، كان ليله ليلا طويلا، لم يغمض له جفن..يكتب فى هموم الناس والسياسة. ويفكر فيها.
ولكنه ظل منبوذا...وحيدا والكتاب. يقرأ الناس مايكتب، وهو سعيد بما يكتب..لكنها اليوم أغلظت القول:
ـــ لن ترني بعد اليوم أفسدت علي حياتي
ـــ كيف وقد تزوجتك عن حب! أنت معجبة بما أكتب
ــ أتكتب والناس جياع؟ ياكلون الورق...لامكانة لك بينهم
ـــ ماذا أفعل لا أملك غير القلم والحبر والورق
صفقت الباب خلفها، فرتد الصوت كالصفعة على وجهه.
طرق عنيف على الباب. عندما التفت كانت أوراقه وكتبه وكرسيه الأعرج تتطاير فى الهواء والحشرات فرت هاربة تختبئ هنا وهناك.. والغبار السكن على الأسطح انتفض و حجب الرؤية..
بقوة السلطة كان مقيدا .
ـــ لماذ ا تثير الكراهية ضد الدولة؟
ـــ أنا !؟ كاتب لا أملك سوى قلمي!!
ــــ لن تكتب بعد الآن...وقد صادرنا كتابك.. وأقمنا له محرقة فى وسط المدينة.
لأول مرة يرغب فى البكاء والصراخ:
ـــ أحرقتم الورق!؟
قطعت أصابع يده اليمني. كان فى معتقله يشتهي الكتابة.
صوت هادر تسرب إليه..من نافذة وضعت للشمس والهواء. لتذكرة أنه مازال على قيد الحياة
ــ أطلقوا سراح القلم...
تسلق جاهدا ليرى مايحدث ، رأى كتابه مرفوعا كالبندقية. ابتسم هامسا:
ــ مازالت أفكاري حية لم تحترق...
وانطلقت الشرارة فى وجه المدينة الشبح واهتز العرش.:007: