المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كــرسـيّ اعترافي



مردوك الشامي
27-04-2014, 10:17 AM
أولُ التاريخ..
آخرُ شرفةٍ للعشقِ..
خاتمةُ المطـافِ..
إنها بلدي..
ومثلي أدمنتْ قهرَ المنافي.
كرنفالُ الوردِ..
قرآنُ البنفسجِ..
ضحكةُ الفردوسِ.. زقزقةُ القوافي.
كعبةُ العشاقِ..
كم تحلو بغوطتها ابتهالاتُ الطوافِ.

إنها بلدي..
وأطعمتِ البلادَ جميعهَا قمحَ الحياةِ..
وأهلُها الأخيارُ في زمنِ الكفافِ.

أولُ الحبر..
ارتعاشُ الحرفِ في ورقِ الشغافِ..

يومَ كانتْ ..
لم تكنْ دنيا..
ولا كانتْ حقولُ الأرضِ يانعةً..
ولا ارتفعتْ على الراياتِ رفرفةُ العفافِ..
أهلُها كانوا ملائكةَ الترابِ
النبضُ أجنحةُ الشعور
وياسمينُ شآمها المجروحُ..
مجمرةُ القطافِ..

النهرُ أولمَ للرياحِ ضميرَهُ الدفاقَ..
فارتفعَ النهارُ على الضفافِ..
حينَ كانتْ شمسُنا الفرحَ اللعوبَ..
تحوكُها في الفجرِ أرملةُ السحابِ
على قدودِ بناتها البيضِ اللطافِ.
كلُّ شمسٍ في سماءِ الكونِ
كانتْ محضَ أحجيةٍ..
تخاصرُها الرمالُ السودُ في قحط الفيافي..
من هنا اندلعتْ بحورُ الطيبِ..
والنارنجُ شبّاكُ اللقاءِ
وجنةُ الفردوسِ في تكوينها الصوفيِّ..
والحورُ الحواملُ بالتصافي.

ومن هنا.. ارتسمتْ على الأطيافِ سنبلةُ النضوجِ
ولاحقتنا اللعنةُ الرعناءُ بالسبعِ العجافِ.
هل تسمعون الصمت َ..
هذا الأفق ملتبسُ الجهاتِ..
الشرق مشتعلٌ..
وغرب الأرض مقفولٌ على سرر الجليدِ..
وكلُّ أغنيةٍ هراءٌ فادحٌ جداً..
وفوق مراقصِ النساكِ عربدة ُ التشافي.
هل تسمعون الجرحَ..
يا هلع النزيفِ المستباحِ..
الطفلُ في بلدي فراتُ القهرِ..
والقمحُ احتراقُ التيهِ ..
صُبّوا الزيتَ فوقَ مقابر الشهداءِ..
يا أهلي خرجتمْ من عباءاتِ الخضوعِ..
ومن تقاليدِ الخرافِ.

فاكتبوا غدنا بحبر الموتِ..
خُطّـوا وجهَنا قمراً لهذا الليلِ ..
هذا الشعر قرباني .. وكرسيُّ اعترافي.
من أنا ؟..
لا شيء قدام الفجيعة ِ
هاربٌ في الوقتِ..
مزدحمٌ
أراقب موتكم وجِلاً ويخجلني ارتجافي...
من أنا ؟..
لا شيء ..
لا أحداً..
جميعُ الواقفينَ على حدودِ الموت كفّـارٌ
زنادقةٌ..
وتجارُ انحرافِ..
كلّ هذا الشعر مسخرةٌ ..
وأصغر طفلةٍ تقضي أمام القصفِ أبلغُ من قصائدنا
وأقوى من رجالٍ غادروا المعنى ..
إلى ترف المنافي.

10-11-2012
الهفوف

عبد السلام دغمش
27-04-2014, 08:52 PM
قصيدة بديعة ، من تباريح الألم .
نسأل الله أن يحلّ بلادنا السلام.
ومن في خضم المعاناة ليس كالذي يقف خلف الحدود.
اللهم هيء للأمة أمر رشـد.
تقديري.

مازن لبابيدي
28-04-2014, 05:54 AM
إنها بلدي..
وأطعمتِ البلادَ جميعهَا قمحَ الحياةِ..
وأهلُها الأخيارُ في زمنِ الكفافِ.

أولُ الحبر..
ارتعاشُ الحرفِ في ورقِ الشغافِ..

يومَ كانتْ ..
لم تكنْ دنيا..
ولا كانتْ حقولُ الأرضِ يانعةً..
ولا ارتفعتْ على الراياتِ رفرفةُ العفافِ..
أهلُها كانوا ملائكةَ الترابِ
النبضُ أجنحةُ الشعور
وياسمينُ شآمها المجروحُ..
مجمرةُ القطافِ..



نرحب بعودتك الجميلة شاعرنا المبدع مردوك الشامي

لك الله يا شامنا الحبيبة

تقديري وتحيتي

محمد محمد أبو كشك
29-04-2014, 05:02 PM
كرسي الاعتراف : دائما اسمع هذه الجملة فهل من يشرحها لي ...
هل هو اداة التعذيب التي سمعنا بها ام انه شيء معين غير ذلك ؟

محمد محمد أبو كشك
01-05-2014, 08:35 AM
كيف تكتبون القصيدة على هذه الاوراق الحلوة ,,أقصد هو طلب من أخي مردوك علمني كيف صنعت هذه الورقة وكيف كتبت فوقها شعرك وهل هي تحتاج برنامجا معينا أم ماذا ..فهي جميلة جدا صراحة

د. سمير العمري
19-12-2014, 03:52 PM
أهلا ومرحبا بك أيها الأخ الحبيب والشاعر الكريم ، وسررنا بعودتك المشرقة بعد كل هذا الغياب!

أما النص فحرفه فاخر ومعناه ناضر وحسه وافر ، ولكني لم أهتد فيه لبحر ولا لوزن محدد فقد وجدت اختلاط الأوزان بين الرمل والكامل.

دام ألقك وإبداعك!

تقديري

د.حسين جاسم
12-02-2015, 01:06 PM
شعر مميز وملفت
لم أعرف على أية تفعيلة كتبتها وقد بدأت كل قطعة بفاعلن واحدة تنتقل بعدها لمتفاعلن في كل القطعة، لكن إيقاع النص كان عذبا
فهل يمكن أن تشرح لنا أية موسيقى اعتمدت؟
أحييك

ربيحة الرفاعي
01-03-2015, 07:09 PM
طاب لي محمولها، وأطربتني موسيقاها وإن لم أفق لمعرفة البحر الذي اعتمد الشاعر تفعيلته مركبا لحرفه

دمت بخير شاعرنا


تحاياي