تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نُورٌ وَنَار



ربيحة الرفاعي
03-05-2014, 08:20 PM
مُتْعَبًا تنُوءُ كَتِفَاهُ بِدَهْرٍ مِنَ عَذَابِ فِرَارِه اليَومِيِّ مِن مُلاحَقَةِ أَستَارِ العَتَمَةِ لَهُ، وَالصِّرَاعِ الليلِيِّ لِرَفْعِهَا عَن عَالِمِهِ الّذي يُحِبُّ، يَحتَضِنُهُ بِأَشِعَّتِهِ تَمحُو عَنْ قَلْبِهِ بَصْمَتَهَا السَّوْدَاءَ، وَتَلُفُّهُ بِوِشَاحِ الدِّفْءِ المَنْسُوجِ بمَغَازِلِ السَّنَاءِ، يَمُدُّهُ بِالأَمَانِ وَالأَمَلِ ، وَيَفْتَحُ أَمَامَهُ الأَبْوَابَ لِلْحَياةِ وَالعَمَلِ، وَآيِسًا مِنَ الحُلُمِ بِتَغْيِيرٍ فِي سُنَّةِ اللهِ فِي كَوْنِهِ، يَتَخَلَّصُ بِهِ مِنْ سِجْنِهِ فِي مِضْمَارِ السِّبَاقِ الَّذِي يَعِيشُ، فَرَّ النُّورُ بَاعِثًا فِي ظَلْمَاءِ يَأْسِهِ وَهَجًا، وَمُؤَمِّلًا مِن عَنَاءِ تِلْكَ المُطَارَدَةِ الأَزَلِيَّةِ فَرَجًا، مُعَاهِدًا نَفْسَهُ عَلَى أَنْ يُطِلَّ عَلَى سَرَادِيبِ الخَوْفِ لِيَرويَ فِيهَا أَرْوَاحًا وَمُهَجًا، وَأَنْ يَزُورَ كُلَّ كَهْفٍ وَجُحْرٍ، وَأَنْ يَطَأَ كُلَّ سَفْحٍ وَغَوْرٍ لَا يُفْسِحُ لِلعَتَمَةِ مَيْدَانًا لِجَوْرٍ.
ابْتَهَجَ لِتِلْكَ الأَذْرُعِ الوَضَّاءَةِ تَمْتَدُّ إِلَيْهِ بِمَا يَجْمَعُهُمَا، فَارتَمَى فِي حضنهَا حَالِمًا بِإِشْرَاقِهِمَا عَلَى الدُّنيَا مَعًا، يُدفِئانِ بِمَا لَدَيهِمَا الكَونَ، وَينِيرَانِ بِوَهَجِ قَلْبَيهِمَا دُرُوبَ الغَدِ، وَتعَاهَدَا عَلَى وَفَاءٍ يَحتَوِيهِمَا بِلا نِهَايَةٍ، وَعَطَاءِ لِكُلِّ مَنْ حَوْلَهُمَا بِلا غَايَةٍ، وَغَابَا فِي عِنَاقٍ خَالَهُ أَبَدِيًّا.

لَم تَستَوقِفْهُ، بَينَمَا كَانَ يَتَغَلْغَلُ فِي أَعْمَاقِهَا، أَصْوَاتُ استِغَاثَةِ مَنْ تَلتَهِمُ بِنَهَمٍ ظَنًا مِنْهُ أَنَّ ذَلِكَ أَجِيجُهَا، وَلمَ يُخَوِّفْهُ مِنْهَا اصْطِرَاعُ أَلْسِنَتِهَا تَتَدَافَعُ وَتَئِزُّ يَكَادُ يَأْكُلُ بَعْضُهُا بَعْضًا، وَمَضَى يُغْمِضُ عَيْنَيْهِ عَمّا يَتَطَايَرُ حَوْلَ أَلْسِنَتِهَا مِنْ ذَرَّاتِ السّخَامِ المُحَمَّلِ بِرَمَادِ الضَّحَايَا يُعْمِي العُيُونَ، وَيَصُمُّ أُذُنَيْهِ عَنْ أَنِينِ المُصْطَلِينَ بِلَهِيبِهَا مِمَّنْ أَغْوَتْهُمُ الأَلْسِنَةُ بِرَقْصَتِهَا الوَحْشِيَّةِ فَانْدَفَعُوا لِأَحْضَانِهَا كَمَا انْدَفَعَ، لَكِنَّهُ صُعِقَ بِزَفِيرِهَا لَا يَكُفُّ عَنْ "هَلْ مِنْ مَزِيدٍ" مُعْلِنًا تَحَفُّزًا لَا يَكِلُّ لِابْتِلَاعِ الكَونِ بِمَنْ فِيهِ، وانزَاحَت عَن عَينَيهِ عُصَابَةُ الوَهْمِ لحَظَةَ ارْتَطَمَ في القَاعِ بِرَمَادِ مَن قَضَى مِنَ الضَّحَايَا، وَتَذَكَّرَ أَذْرُعَهَا تُغوِية ليَأتِيَهِا وَمَا رَأَى فِي رِحلَتِهِ إِلَيْهَا وَفِيهَا، فَصَحا مُتَلَوِّيًا تَحتَ لَسعِ سِيَاطٍ أَعيَتهُ تَسْمِيَتُهَا، وَلَم يَهتَدِ لِوَصفٍ لَهَا غَيرَ قَسوَتِهَا، وبَاتَ أَسِيرَ قَلبِ النَّارِ.

حَاوَلَ إِقْنَاعَهَا أَنّهَا بذَلِكَ مُجَرّدُشكلٍ آخَرَ للظَّلامِ، وأَنَّها بالنُّورِ أَحَقُّ، وَأَنُهُ بِهَا أَولَى وَلَهَا أَبْقَى يَكفِيهَا بِطَاقَتِهِ وَحُبِّهِ وَانْصِهَارِهِ فِيهَا كُلَّ مَا عَدَاهُ؛ فَأَبَتْ واستَكبَرَتْ، وَاستَجْدَاهَا أَنْ تَكْتَفِيَ فَهَزئَتْ بِرَجَائِهِ وَعَافَتْ نِدَاءَهُ.
كَادَ يَفتَحُ شُرفَةَ الحَقِّ لِلرِّيحِ تَقتَلِعُهَا وَتُطَوِّحُ بِهَا بَعِيدًا نَحوَ وِدْيَانِ الانْتِقَامِ، فَمَنَعَهُ وَفَاؤُهُ لِرَفِيقَةٍ بَاتَتْ كِيَانَهُ، لا يَعرِفُ كَيفَ يُطِلُّ عَلَى الدُّنْيَا مِن غَيرِ عَينَيهَا، وَأَشفَقَ عَلَى قَلبِهِ أَنْ يَحُزَّهُ نَصلُ رَدِّ الغَدرِ بِالغَدرِ وَصَدِّ الشَرِّ بِالشَّرِّ، فَانْسَلَّ مِنهَا مُبتَعِدًا يُنَاجِيهَا بِضِيَائِهِ مُشفِقًا عَليهَا أَن عُودِي عَن غيِّكِ، فَإِنَّ أَذرُعَ ضِيائِكِ الّتِي تَصطَادُ لأَعمَاقِكِ الضَّحَايَا، تَحمِلُ لَكِ فِي النِّهَايَةِ البَردَ وَالظَّلامَ مَهمَا طَالَ الزَّمَنُ، وَسَيكُونُ تَحتَ رَمَادِهِم، إن لَم تَرتَدِعِي، رَدمُكِ.

آمال المصري
04-05-2014, 11:02 AM
الدنيا بغوايتها نجد لما يطالنا منها من نوائب تفاسير نبرر بها اندفاعاتنا وقناعاتنا بسقطاتنا كل مرة رغم ما نقابل ممن سبقونا ورؤية ما انتابهم ونالهم منها
نص كبير عميق الفكر والرمز بديع البيان والبنيان قوي الحبكة .. أقوى من الرد والتعليق
وكان لي شرف الرد الأول ولي عودة أكيدة وقراءة متأنية أستخرج فيها الدرر وأرتشف شهد الإبداع وأتعلم من سيدة الشعر والأدب
بوركت ألفا أ. ربيحة
ولك ينحني القلم والحرف
تحاياي

حسن أحمد
04-05-2014, 11:51 AM
قرأت النص
مرة ومرتين وثلاث
ومازلت عاجزاً عن الوصول
إلى تفسير لهذا العمق الجميل
لتلك الحروف التي تُغرِقُني بالدهشة تارة
وتارة تُحلِقُ بي إلى النور ..


إنحناءة إعجاب وتقدير
وباقة من عبير تليقُ بكِ والحرف .

رياض شلال المحمدي
04-05-2014, 08:11 PM
**(( هما ضياءان ، يتحاوران ، يتهاديان ، وربتما يتعانقان ،
ضياءٌ صادق اليقين وآخرٌ يمنح العتمة رويّا ، ربّما لأن أصل
الضياء هو للشمس نهارًا ، وأما القمر فله اليد الطولى في النور ليلاً ،
ولكن يبقى صفاء الضياء رؤيةً أولى من أحابيل نورٍ ليس لها إلا الغدر سبيلاً ،
كما هو التضادد بين الرياح والريح ، والنور والنار ، دام بهاء الحرف سطوعًا ملء آفاق الأدب والإبداع ، تقبلوا هذا الحضور المتواضع مع خالص الود ))**

كاملة بدارنه
04-05-2014, 09:34 PM
ما بين عمق الفكرة في بحر لغويّ مميّز الأصداف، وتحليق في فضاء جمال الصّور يسبح الذّهن تارة، ويحلّق أخرى بحثا عن المعنى المقصود !
فالقصّة رمزيّة تحتاج قراءات، ومع كلّ قراءة هناك جديد.
رأيت أستار الظلام تمثّل الأنظمة القمعيّة والدكتاتوريّة التي قامت الثورات للإطاحة بها، أو التي تمرّد عليها الأحرار في المنطقة والمتمثّلين بالنّور ..
فالنّور هو الأحرار الذين حملوا راية تخليص الأمّة من أستار الظّلام ومن العتمة ، أي من الأنظمة القمعيّة.
والنار هي الثّورات التي فتحت أذرعها للأحرار لتحتضنهم، وتؤمّلهم بانتصار الحق وسواد العدل والقضاء على الظلم والطغيان، فاشتعلت وبغت ووأزّت نارا تلتهمهم، وتحرق الأوطان بما تحتويه من البشر ومظاهر الحياة.
وقد تتبادر للذّهن قراءة أخرى هي أنّ النّور رجلٌ مخلص وفيٌّ ، هرب من غواية الفتن التي تملأ الدنيا ويروّج لها الإعلام، فسقط في براثن امرأة غاوية بلا خلق ولا ضمير ولا وفاء..
ويمكن أن يرمز النور لامرأة طاهرة شريفة فرّت من ضيم ما، فوقعت في براثن منحرف قميء عديم الأخلاق وما إلى ذلك...

ولا يسعني سوى أن أقول تحيّة إكبار لشاعرتنا الكبيرة الأخت ربيحة على قصّتها المميّزة والتي لا تسلّم نفسها للقارئ بسهولة.
دام إبداعك متعدّد الرّوافد، وبارك الله فيك.
تقديري وتحيّتي

فاطمه عبد القادر
04-05-2014, 10:58 PM
وَأَشفَقَ عَلَى قَلبِهِ أَنْ يَحُزَّهُ نَصلُ رَدِّ الغَدرِ بِالغَدرِ وَصَدِّ الشَرِّ بِالشَّرِّ، فَانْسَلَّ مِنهَا مُبتَعِدًا يُنَاجِيهَا بِضِيَائِهِ مُشفِقًا عَليهَا أَن عُودِي عَن غيِّكِ، فَإِنَّ أَذرُعَ ضِيائِكِ الّتِي تَصطَادُ لأَعمَاقِكِ الضَّحَايَا، تَحمِلُ لَكِ فِي النِّهَايَةِ البَردَ وَالظَّلامَ مَهمَا طَالَ الزَّمَنُ، وَسَيكُونُ تَحتَ رَمَادِهِم، إن لَم تَرتَدِعِي، رَدمُكِ.

السلام عليكم
قصة مناضل وشعب ووطن ,
من شعوبنا من لم ير سوى ما تحت قدميه ,ولا يريد أن يبتعد ببصيرته ولو قليلا للأمام ,
هذا إن لم ينظر خلفه ويعمل في حاضره على تصفية حسابات الماضي السحيق , بينما السياسة هي لعبة كل يوم ,
الكثير من المناضلين الذين حملوا همَّ أوطانهم وشعوبهم طول حياتهم وبعد مماتهم كانوا يشعرون كما شعر مناضل قصتك ,
يعمل ليل نهار من أجلهم ,ولا يرى في منامه إلا همومهم ومعاناتهم ,وهم سادرون لا يعون شيئا ,
قام بواجبه بإخلاص ,أما هم, فقد اختاروا حياتهم,, نهاية؟؟؟برد ؟؟؟ظلام ؟؟؟ردم ,؟!!!!
سوف نرى إن عشنا ,مع أننا نرى اليوم من خلف الغربال من غير شك
قصة بديعة ,متعددة الوجوه ,بأسلوب غني وشاعري ,شكرا لك ربيحة
ماسة

ناديه محمد الجابي
04-05-2014, 11:03 PM
هنا النور متعب من فراره اليومي من ملاحقة الظلام له ـ وصراع الليل معه ليبعده عن العالم الذي يحبه
النور يحب الدنيا يحتضنها بأشعته فيلفها بالدفء ويمدها بالأمان والأمل ـ ويفتح الأبواب للحياة والعمل.
ولأنه علم إن هذه هي سنة الله في كونه، وإنه لن يستطيع التخلص من ذلك السباق الذي يعيش..
فر النور مبتهجا بأذرعة النار الوضاءة ـ بأنهما معا ينيران دروب الغد ـ متعاهدين على الوفاء
ولكن النار تأكل بعضها بعضا ويقول زفيرها هل من مزيد.. حاول أقناعها إنها بالنور أحق وإنه بها أولى
هزأت من رجائه وعافت نداءه ـ منعه وفاؤه أن يرد الغدر بالغدر ويصد الشر بالشر فانسل مبتعدا
مشفقا عليها .. ناصحا لها إن لم ترتدع ستكون لها في النهاية البرد والظلام وسيكون تحت رمادهم رمادها.

هذه كانت محاولة مني لفك تلك الدرر اللغوية التي استعصت على فهمي لأستخرج المعنى
أما ما ترمز إليه فمن الممكن ان يكون هو الصراع الإبدي بين النور والظلمات والضلال
إن مثل هذا العمل أكبر من أن أقيمه ـ وإن هذه اللغة الثرة بصورها الموحية الراقية
تحملنا على كفيها إلى عمق ما سمت به روحك المبدعة.
شكرا لك عزيزتي على ما نثرت من در حرفك.

كاملة بدارنه
05-05-2014, 09:27 PM
قصّة تستحقّ التّثبيت

ربيحة الرفاعي
07-05-2014, 02:40 AM
الدنيا بغوايتها نجد لما يطالنا منها من نوائب تفاسير نبرر بها اندفاعاتنا وقناعاتنا بسقطاتنا كل مرة رغم ما نقابل ممن سبقونا ورؤية ما انتابهم ونالهم منها
نص كبير عميق الفكر والرمز بديع البيان والبنيان قوي الحبكة .. أقوى من الرد والتعليق
وكان لي شرف الرد الأول ولي عودة أكيدة وقراءة متأنية أستخرج فيها الدرر وأرتشف شهد الإبداع وأتعلم من سيدة الشعر والأدب
بوركت ألفا أ. ربيحة
ولك ينحني القلم والحرف
تحاياي

ليت المضيّعين أنفسهم في ما يتلوى محترقا في جحيمه من سبقهم إليه يتعظون
ليت الصاميين آذانهم عن صوت الحق الهادر فيما يرون من حولهم يتعظون
ليت العاصبين أعينهم عن الحقيقة انسياقا وراء الأحلام يتعظون

مرورك إكرام للنص ورأيك نيشان على صدره
لا حرمت دفعك غاليتي

تحاياي

مصطفى الصالح
07-05-2014, 05:24 PM
نص من العيار الثقيل

برمزية متقنة وشاعرية محلقة وما بينهما سرد خيطه خافت لكنه لم يفلت وظل متصلا طوال الوقت

براعة وأية براعة

كل التقدير

خالد يوسف أبو طماعه
07-05-2014, 05:25 PM
نص روحاني بلغة رمزية كبيرة جدا

رمزية عالية ولغة شاعرية رائعة

نص مفتوح على التأويل

هي قصة لكني أرى تراكيبها تناسب الخاطرة أكثر

بكل صدق بهرتني اللغة والتراكيب الرائعة

أبدعت جدا

خالص تقديري وفائق احترامي

عبد السلام دغمش
08-05-2014, 04:02 PM
هو ذلك الصراع بين صاحب الرسالة وما يحمله من نور وصفاء ، وبين الدنيا ورغبته في التعايش معها وتوجيهها لتكون معه، لكنها كحمأة اللهب تأخذ مَن أغوته وتحيلهُ شيئاً من رماد..
التباين بين النور بسناه وامتداده؛ وبين النار ومن اغترّ بدفئها أزليّ لكن النور يخترق أبعاداً تتجاوز ما حولها من عذابات .
النص مغلف بقالب لغوي ورمزية تحتاج لأكثر من قراءة.
تقديري الكبير للحرف السامق.

خلود محمد جمعة
12-05-2014, 08:12 AM
مسح بنوره على قلبها الذي توشح بالسواد ولم تثنيه فظن انه اضاء ظلامها الذي طمس على معالم النور في أعماقها
رماد الضحايا الذي علق بثوب الوفاء لم يثنه عن الولاء

فر النور من وهج نار الغدر والخيانة
بعد ان اكتوى باللهيب
نور وريحان للحرف الذي سما وحلق بالروعة والبلاغة
ياسمينة للروح النقية التي تبث النور بين السطور لتنير مساحات من التأمل
تقديري وكل المودة :014:

فوزي الشلبي
14-05-2014, 01:47 PM
الأديبة النبيلة ربيحة:
نص بهي، ما خط البيان ورصع اليراع من درر الكلم...هذه روح الأديبة الثائرة على ظلام النار...ما رسمه خط سير القصة الرمزية...لرجل أغرقته الغواية في البحث عن حياة مطمئنة...فلا يلقى إلا الهوان والهبوط في درك الهاوية!
وخالص دعائي لقلم يسطع بالبهاء!

أخوكم

ربيحة الرفاعي
18-05-2014, 10:00 PM
قرأت النص
مرة ومرتين وثلاث
ومازلت عاجزاً عن الوصول
إلى تفسير لهذا العمق الجميل
لتلك الحروف التي تُغرِقُني بالدهشة تارة
وتارة تُحلِقُ بي إلى النور ..


إنحناءة إعجاب وتقدير
وباقة من عبير تليقُ بكِ والحرف .

الرائع حسن أحمد
أفضت على النص من بهاء حضور وزينته بورود حرفك
دمت بخير ودام دفعك

تحاياي

نداء غريب صبري
19-05-2014, 05:59 PM
لأن طبيعتهما مختلفة
لأنه النور الذي يجعل الدنيا أجمل
وهي النار التي لا تعرف من الحياة إلا التهام كل ما تصل إليه ألسنتها

لأنه العطاء بلا حدود
وهي الأخذ بلا اكتفاء
كان لقاؤهما خطأ كبيرا وعناقهما جريمة
وأصبح هربه منها واجبا كي لا تحرقه وتلتهمه

قصة رائعة أستاذتنا الحبيبة
أمتعتني قراءتها

شكرا لك

بوركت

ربيحة الرفاعي
27-05-2014, 04:26 PM
**(( هما ضياءان ، يتحاوران ، يتهاديان ، وربتما يتعانقان ،
ضياءٌ صادق اليقين وآخرٌ يمنح العتمة رويّا ، ربّما لأن أصل
الضياء هو للشمس نهارًا ، وأما القمر فله اليد الطولى في النور ليلاً ،
ولكن يبقى صفاء الضياء رؤيةً أولى من أحابيل نورٍ ليس لها إلا الغدر سبيلاً ،
كما هو التضادد بين الرياح والريح ، والنور والنار ، دام بهاء الحرف سطوعًا ملء آفاق الأدب والإبداع ، تقبلوا هذا الحضور المتواضع مع خالص الود ))**

لله عميق قراءتك وأنيق توصيفك لما التقطت من أعماقها من فكرة
هما ضياءان لايتشابهان في غير النور المنبثق عن كلاهما، لكنها في طبعهما وطبيعتهعا مختلفان، فهذا مشرق وهذا محرق، وفي هذا الإيثار ديدن وفي هذا الأثرة سجيّة، وشيمة هذا العطاء وشيمة هذا الأخذ بلا انتهاء

أسعدتني بمرورك أديبنا المتألق
لا حرمك البهاء


تحاياي

ربيحة الرفاعي
19-06-2014, 04:15 PM
ما بين عمق الفكرة في بحر لغويّ مميّز الأصداف، وتحليق في فضاء جمال الصّور يسبح الذّهن تارة، ويحلّق أخرى بحثا عن المعنى المقصود !
فالقصّة رمزيّة تحتاج قراءات، ومع كلّ قراءة هناك جديد.
رأيت أستار الظلام تمثّل الأنظمة القمعيّة والدكتاتوريّة التي قامت الثورات للإطاحة بها، أو التي تمرّد عليها الأحرار في المنطقة والمتمثّلين بالنّور ..
فالنّور هو الأحرار الذين حملوا راية تخليص الأمّة من أستار الظّلام ومن العتمة ، أي من الأنظمة القمعيّة.
والنار هي الثّورات التي فتحت أذرعها للأحرار لتحتضنهم، وتؤمّلهم بانتصار الحق وسواد العدل والقضاء على الظلم والطغيان، فاشتعلت وبغت ووأزّت نارا تلتهمهم، وتحرق الأوطان بما تحتويه من البشر ومظاهر الحياة.
وقد تتبادر للذّهن قراءة أخرى هي أنّ النّور رجلٌ مخلص وفيٌّ ، هرب من غواية الفتن التي تملأ الدنيا ويروّج لها الإعلام، فسقط في براثن امرأة غاوية بلا خلق ولا ضمير ولا وفاء..
ويمكن أن يرمز النور لامرأة طاهرة شريفة فرّت من ضيم ما، فوقعت في براثن منحرف قميء عديم الأخلاق وما إلى ذلك...

ولا يسعني سوى أن أقول تحيّة إكبار لشاعرتنا الكبيرة الأخت ربيحة على قصّتها المميّزة والتي لا تسلّم نفسها للقارئ بسهولة.
دام إبداعك متعدّد الرّوافد، وبارك الله فيك.
تقديري وتحيّتي


سأصفق لهذا الرد دهرا يا غالية
فما رأيت من ردّ فعل على النص وشى بصعوبة وصول محموله أصابني بشك في أختياري للرمز ودقة نوظيفي له، وأعادت لي قراءت بما أعلنت من فهم عميق للمقروء ثقتي به
فمرحى أيتها الكاملة مرحى
وشكرا لك ألفا لألق مرورك

لا حرمك البهاء

تحاياي

ربيحة الرفاعي
18-07-2014, 04:24 AM
وَأَشفَقَ عَلَى قَلبِهِ أَنْ يَحُزَّهُ نَصلُ رَدِّ الغَدرِ بِالغَدرِ وَصَدِّ الشَرِّ بِالشَّرِّ، فَانْسَلَّ مِنهَا مُبتَعِدًا يُنَاجِيهَا بِضِيَائِهِ مُشفِقًا عَليهَا أَن عُودِي عَن غيِّكِ، فَإِنَّ أَذرُعَ ضِيائِكِ الّتِي تَصطَادُ لأَعمَاقِكِ الضَّحَايَا، تَحمِلُ لَكِ فِي النِّهَايَةِ البَردَ وَالظَّلامَ مَهمَا طَالَ الزَّمَنُ، وَسَيكُونُ تَحتَ رَمَادِهِم، إن لَم تَرتَدِعِي، رَدمُكِ.

السلام عليكم
قصة مناضل وشعب ووطن ,
من شعوبنا من لم ير سوى ما تحت قدميه ,ولا يريد أن يبتعد ببصيرته ولو قليلا للأمام ,
هذا إن لم ينظر خلفه ويعمل في حاضره على تصفية حسابات الماضي السحيق , بينما السياسة هي لعبة كل يوم ,
الكثير من المناضلين الذين حملوا همَّ أوطانهم وشعوبهم طول حياتهم وبعد مماتهم كانوا يشعرون كما شعر مناضل قصتك ,
يعمل ليل نهار من أجلهم ,ولا يرى في منامه إلا همومهم ومعاناتهم ,وهم سادرون لا يعون شيئا ,
قام بواجبه بإخلاص ,أما هم, فقد اختاروا حياتهم,, نهاية؟؟؟برد ؟؟؟ظلام ؟؟؟ردم ,؟!!!!
سوف نرى إن عشنا ,مع أننا نرى اليوم من خلف الغربال من غير شك
قصة بديعة ,متعددة الوجوه ,بأسلوب غني وشاعري ,شكرا لك ربيحة
ماسة

قراءة متعمقة سبرت أعماق الحرف ولم تقف عند إطار رمزه ولا ضيذعت إسقاطاته
شكرا لعميق رؤيتك وكريم حضورك غاليتي

ولا حرمك البهاء

تحاياي

ربيحة الرفاعي
21-07-2014, 03:32 AM
هنا النور متعب من فراره اليومي من ملاحقة الظلام له ـ وصراع الليل معه ليبعده عن العالم الذي يحبه
النور يحب الدنيا يحتضنها بأشعته فيلفها بالدفء ويمدها بالأمان والأمل ـ ويفتح الأبواب للحياة والعمل.
ولأنه علم إن هذه هي سنة الله في كونه، وإنه لن يستطيع التخلص من ذلك السباق الذي يعيش..
فر النور مبتهجا بأذرعة النار الوضاءة ـ بأنهما معا ينيران دروب الغد ـ متعاهدين على الوفاء
ولكن النار تأكل بعضها بعضا ويقول زفيرها هل من مزيد.. حاول أقناعها إنها بالنور أحق وإنه بها أولى
هزأت من رجائه وعافت نداءه ـ منعه وفاؤه أن يرد الغدر بالغدر ويصد الشر بالشر فانسل مبتعدا
مشفقا عليها .. ناصحا لها إن لم ترتدع ستكون لها في النهاية البرد والظلام وسيكون تحت رمادهم رمادها.

هذه كانت محاولة مني لفك تلك الدرر اللغوية التي استعصت على فهمي لأستخرج المعنى
أما ما ترمز إليه فمن الممكن ان يكون هو الصراع الإبدي بين النور والظلمات والضلال
إن مثل هذا العمل أكبر من أن أقيمه ـ وإن هذه اللغة الثرة بصورها الموحية الراقية
تحملنا على كفيها إلى عمق ما سمت به روحك المبدعة.
شكرا لك عزيزتي على ما نثرت من در حرفك.

بل بقراءة مثلك تسمو الحروف وتزهو النصوص ويسعد كتّابها يا غالية
قراءة موفقة سبرت أحد مساقط النص
وإن كنت اخترت للحرف نوذجا بعينه وانطلقت منه في رسم المشهد، فما كانت الرمزية في تصويره إلا لفتح الباب لمساقط أكثر تلتقي في محور القضيّة

دمت بروعتك
ودام دفعك

تحاياي

ربيحة الرفاعي
29-07-2014, 03:56 AM
قصّة تستحقّ التّثبيت

شكرا غاليتي لإكرامك النص باقتراح تثبيته
ثبتك الله على الحق وزادك رفعة وألق.

دمت ودام دفعك

تحاياي

كاملة بدارنه
03-11-2014, 05:50 PM
قراءة أعجبتني في الفيس بقلم : وطن النّمراوي ... أحببت نقلها لكم


Watan Nimraawi حين مررت يومها بالقصة ظننته منشورا يتحدث عن الثورة و ربيعنا المزعوم و لم أتمكن حينها من فتح الرابط ... حين فتحته وجدت أنك قد كتبت قصة !!
كنت بارعة في تعرية حالنا كيف أننا يمكننا أن لا نقلب الحق باطلا لو أردنا فحسب ...
كنت بارعة حين جعلتنا أمام حالة مفزعة فينا : حين لا نجد ما يمكننا منه النفاذ للإساءة للأذرع الوضاءة تجييرا لمصلحة من نريد إعلاء شأنه و الدفاع عنه فإننا نلجأ إلى اتهام البياض بنقائه و نجعل منه سبة عليه و تهمة ... فقولك :
" فَإِنَّ أَذرُعَ ضِيائِكِ الّتِي تَصطَادُ لأَعمَاقِكِ الضَّحَايَا" لم يسبقك إليه أحد في محاولة التلاعب بالكلمات و تغيير المتعارف عليه و تحريف الصورة و محاولة حرف أنظار الآخرين عن كنه الأمر : فالأذرع الوضاءة ترفع و تعطي الخير و النور !! فقط في زمن كزماننا هذا و لغايات في نفس الذئب و الأسباط يمكن أن تصير الأذرع الوضاءة مصيدة !!
كل شيء جائز و متاح لنا أن نقوله حين يغيب الضمير !!
أنت بارعة فعلا و فاجأتني حقيقة بقدرتك هذي على أن تتقمصي دور من يحاول أن يجعل من الأبيض أسودَ في زمننا الذي انقلبت به كل الموازين و صرنا نجد ألف وسيلة و وسيلة لو أردنا أن نلفق تهمة للبياض!!

ذكرتني بمواقف كثيرة و ليس أولها ساعة إعدام الشهيد صدام التي حاولوا أن يصوروها لنا ذلة فجاءت لصالحه تقبله الله مع الشهداء
و لا آخرها الزيف الذي نعيشه اليوم !!

الغلبة للنور، الغلبة للحق ، الغلبة للصدق و الضمير الحي الحر النقي الذي لا يقلب الحقائق و لا يحاول تزويق الباطل و محاباته !!
أشد على يد الأذرع المضيئة التي حار الناس من أين لهم أن يمسكوها ليؤلموها ؟! فلم يجدوا !! لأن أصحاب الأذرع الوضاءة واضحون صريحون
هذه الأذرع المعطاء بصمت و بدون جعجعة هي التي تعرف كثيرا و تصمت كثيرا
تقدم يمينها بما لا تدري يسارها !! و لكنها إن ضربت دفاعا عن نورها و عن مبادئها فإنها توجع كل منافق و كذاب
حمى الله كل صاحب حرف نقي و ضمير حي و أعاننا على أصحاب الغايات الذاتية و الرخيصة
لحرفك المعجون بالنور و الصدق تحياتي و تقديري و لشخصك الأكثر نورا و الذي وقفت أمامه هنا مذهولة لهذه المقدرة.
و لك محبتي... أمي.
‏31 مايو‏، الساعة ‏05:37 صباحاً‏

مازن لبابيدي
04-11-2014, 08:04 AM
رغم كل الوهج الذي يشع منها وكل الحرارة المنبعثة من بين سطورها فقد غابت هذه القصة عن قارئ كسول مثلي .

نص قصي رائع لخص واختزل ورمز إلى واقع نعيشه ونلمسه بعد أن كنا نقرأ عنه بأبطاله وأحداثه . ويا لعنوانها العبقري الذي لخصها كلها بكلمتين .

نعم هو النور الذي لا يجاريه نور في جلاءه ، بل إنه لا نور غيره وكل نور آخر إنما هو فرع عليه . وهو نار بيد من لا يعرف حقه وعلى من ينكره ويعانده .

قصة أمتعتني حد النشوة بعمق فكرها وبديع سبكها وحبكها وبلاغة لغتها وحرفية حرفها .

ولن أدخل في دوامة التأويل الذي أراه واضحا وضوح العنوان ، ويصح تعميمه .

أختي الأديبة الشاعرة المبدعة المتألقة ربيحة الرفاعي ، كم يسعدني التعرض لنفحات عطائك الأدبي ، ما يؤكد لي أن أدبنا وثقافتنا بخير وأنها تشهد رقيا متصاعدا يوما بعد يوم .

أخيرا لا بد من التأكيد أن النور هو الذي سينتصر ، لأن النار ظاهرة عابرة ستحرق من أججها وتلاعب بها .

تقديري الكبير وتحيتي

ربيحة الرفاعي
17-12-2014, 04:47 AM
نص من العيار الثقيل
برمزية متقنة وشاعرية محلقة وما بينهما سرد خيطه خافت لكنه لم يفلت وظل متصلا طوال الوقت
براعة وأية براعة
كل التقدير

شهادة أعتز بها وتقييم للنص أسعدني أديبنا الكريم

دام دفعك ولا حرمك البهاء

تحاياي

ربيحة الرفاعي
27-02-2015, 02:52 AM
نص روحاني بلغة رمزية كبيرة جدا
رمزية عالية ولغة شاعرية رائعة
نص مفتوح على التأويل
هي قصة لكني أرى تراكيبها تناسب الخاطرة أكثر
بكل صدق بهرتني اللغة والتراكيب الرائعة
أبدعت جدا
خالص تقديري وفائق احترامي

شكرا لكريم مرورك ومترف حضورك أيها الرائع

أغدقت علي من لطفك وأكرمتني بردك
لا حرمك البهاء

تحاياي

ربيحة الرفاعي
11-05-2015, 06:51 PM
هو ذلك الصراع بين صاحب الرسالة وما يحمله من نور وصفاء ، وبين الدنيا ورغبته في التعايش معها وتوجيهها لتكون معه، لكنها كحمأة اللهب تأخذ مَن أغوته وتحيلهُ شيئاً من رماد..
التباين بين النور بسناه وامتداده؛ وبين النار ومن اغترّ بدفئها أزليّ لكن النور يخترق أبعاداً تتجاوز ما حولها من عذابات .
النص مغلف بقالب لغوي ورمزية تحتاج لأكثر من قراءة.
تقديري الكبير للحرف السامق.

لكريم حضورك وغدق تقييمك وروعة قراءتك المتأملة في النص فيوض التحايا
دمت عبقا يضوع حيثما خطرت

تحاياي

وليد مجاهد
01-06-2015, 12:07 AM
قصة أعجبتني
من حيث المحتوى وصفت الصراع الحالي بين كل القوى الموجودة بوعي
ومن حيث اللغة كانت بمستوى عالي
ومن حيث الأسلوب كان الرمز جيلا وعميقا
تقديري أستاذتي

ربيحة الرفاعي
22-07-2015, 06:32 PM
مسح بنوره على قلبها الذي توشح بالسواد ولم تثنيه فظن انه اضاء ظلامها الذي طمس على معالم النور في أعماقها
رماد الضحايا الذي علق بثوب الوفاء لم يثنه عن الولاء

فر النور من وهج نار الغدر والخيانة
بعد ان اكتوى باللهيب
نور وريحان للحرف الذي سما وحلق بالروعة والبلاغة
ياسمينة للروح النقية التي تبث النور بين السطور لتنير مساحات من التأمل
تقديري وكل المودة :014:
عبق حبق يضوع في الصفحة بحضورك يا رائعة
دمت ألقة ولا حرمت دفعك
تحاياي

ربيحة الرفاعي
22-11-2015, 01:07 AM
الأديبة النبيلة ربيحة:
نص بهي، ما خط البيان ورصع اليراع من درر الكلم...هذه روح الأديبة الثائرة على ظلام النار...ما رسمه خط سير القصة الرمزية...لرجل أغرقته الغواية في البحث عن حياة مطمئنة...فلا يلقى إلا الهوان والهبوط في درك الهاوية!
وخالص دعائي لقلم يسطع بالبهاء!

أخوكم


فيوض شكري لكريم حضوركم ووعي قراءتكم وردكم الدافع أديبنا الرائع فوزي الشلبي

دام دفعك
ولا حرمك البهاء

تحاياي