المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قَصيدة ،،/ (( نَهْــران من حُبّ ))



رقية علي الحارثية
06-05-2014, 07:45 AM
(نهران من حب)



( الْقَلْبُ وَحْدَهُ مَكانُ المُسْتَحيل )
الرَّافِعي



أنْثالُ كالضَّوْءِ المُوَزِّعِ ماءَهُ
وَمعاطِفُ الْغَيْمِ المُعلَّقِ أوْسَدَتْ لي قَلْبَها المُكْتَظَّ بالطُّهْرِ الزُّلالْ
ما كانَ في وسعِ الهواجِسِ أن تُجفِّفَ من عُيوني ماءَها
أو تُشْعِلَ الوَجْهَ اغْتِرابْ
وأصُبُّ نَهْرًا راعِشًا بالوَجْدِ مِنْ كَنَفِ السَّماءْ
وأنْتَ تعْطفُ عَنْ عُروقِ الأرْضِ نَهْرًا طافِرًا بالحُبِّ كَي تأْتي إليّْ
ما زِلْتَ تُزْجي الضَّوْءَ ثُمَّ تُؤَلِّفُ الأحْلامَ فيهِ لأُبْصِرَكْ
وأنا أعبئُكَ الحِكاياتِ المُؤَطَّرَ سِرَّها لِتُخَلِّدَكْ
نَضَّاخَتانْ
عَيْني وَعيُنكَ حَينَ تَتْلو ما تَيَسَّرَ مِنْ أراجيعِ الْهَوى !
هُوَ لَمْ يَمُتْ
يأتي بِدَهْشَتِهِ
فَيَنْفُض ذاكِراتِ الصُّبحِ مِنْ شَبَحِ الذُّبولْ
والذِّكْرياتُ
تُشاكِسُ الضَّوْءَ المُقيمَ عَلَى زوايا العاشِقينْ !
إنِّي ابْنَةُ الفِرْدَوسِ أنْبُتُ عُشْبَةً
وأوزِّعُ المِسْكَ الحَلالَ عَلَى التُّرابِ إذا ذَرَتْ في رَأسِهِ الأنْواءُ شَيْبا !
لَوْ فَرَّ اسْمي مِنْ دَمِي مِنْ غَيْرِ رائِحَةِ الْعَصافِيرِ الصَّغيرَةْ
لَوْ لَمْ أكُنْ مُنْفَضَّةً بِالأمْنياتِ المُصْطَفاةْ
لَوْ أنْجَبَتْ كَفَّايَ غَيْرَ الْغَيْمِ ساعَةَ صَحْوِها
لو........... !!
سَيُؤَذِّنُ الْمَوْتُ انْكِسارَ الأغْنياتِ كَما يَشاءْ
سَيَؤُولُ وَجْهِي مَعْدَنِيَّ اللوْنِ / يَبْرؤ مِنْ غِوايَتِهِ أبي !
يا نَهْرُ
إنَّا عَلَى ظَهْرِ البُراقِ نَظلُّ ننفُضُناعَنِ التَّعَبِ المُمِضِّ لِنَنْطَلِقْ
نَدْنو من الجنَّاتِ / نَنْفُذُ فِي صَميمِ هَوائِها
مُزَمَّلانِ بِعِطْرِها الصُّوفيّ
نَتَذوَّقُ النِّعَمَ الكَثيرةَ مِثْلَ حالِ المُؤْمِنينْ !
تتأوَّبُ الأشْياءُ فَجْرًا ثُمَّ تَهْرعُ صَوْبَنا
تَرْمي حَقائِبَنا المُعبَّأ صَدْرها مِنْ سَقْسقاتِ الحُلْمِ
والقَصَصِ الكَثيرَةْ !
مُتأبِّطٌ كانَ المَساءُ بِأنْجُمِ المارِّينَ حَوْلَ عُروشِنا
يَفْتَرُّ مُبْتَسِمًا إذا أهْديَتَ قَلْبي قُبْلَتيْن
وأصاخَ قَلْبُكَ مَرَّتينْ
هَذا عَطاءُ اللهِ يَنْضَحُنا بِلَوْنِ الْوَرْدِ حَتَّى لا نَغيبْ
في ذِمَّةِ الصَّحْوِ المُمَدَّدِ أسْتَلِذُّ الغَفْوَ / أقرَؤ وَجْهَكَ الضَّوْئيَّ سِرَّا
وأكونُ حُبْلى بالسَّماءِ إذا بَسَطْتُ إِليْكَ في شَغَفٍ يَديّْ
ما الحُبُّ دونَ تَلامُسِ النَّبَضاتِ وَقْتَ عُروجِنا ؟!
مِنَّا تَشقَّقَ عَبْقَرِيَّ الْوَجْهِ / طِفْلاً لا يَنامْ
مِنْهُ انْشَقَقْنا عَنْ نَوَى المِيلادِ نَخْلاً باسِقاتٍ بالغَمامْ
نَهْرانِ مُرْتَعِشانِ مُنْذُ النَّشْأةِ الأولى
وَميقاتِ الْهَوى !
نَهْرانِ مُلْتَصِقانِ لَمْ يَفْصِلْهُما وَجَعُ التَّفاصِيلِ الصَّغَيرَةْ

/

وَسَمِعْتَ ثَرْثَرتي عَلى صَدْرِ السَّماءِ تَشَغُّفـا
فَطَفِقْتَ تَخْصِفُ مِنْ نُجومِ المُقْلَتَيْنِ حِكايَةً عَفَويَّةً
عَلَّ الَّذي خَبَّأتُهُ يَوْمَ الْتَقيْنا يَنْجَلي
قُدَّام روحِكَ لا أَفِرُّ مِنَ الرَّدَى !
ولا أخافُ مِنَ التَّضاريسِ الَّتي تَبعت خُطايَ وأطْلَقَتْ عِفْريتَها !
وكأنَّما كُنْتُ ( اعْتمادَ ) وأنْتَ كُنْتَ ( المُعْتَمِد ) !!
نَتشاطَرُ النَّجْوى وَحبَّاتِ الضِّياءِ
وَضِحْكَةً !
وأُمَرِّغُ الْقَلْبَ المُدَلَّلَ في حياضِ العِشْقِ عَنْ شَغَبِ الظَّلامْ
أنَّى لِصَدْرٍ غارِقٍ في الياسَمين بأنَّ يَضِلَّ ولا يُظِلّْ ؟؟
لا شِبْهَ غَيْرَ الحُبِّ يأتيْ كالأساطيرِ الَّتي تلِدُ المَرايا في عُيونِ الحالمينْ !
مَنْ عَلَّمَ الْقَلْبَيْنِ مَنْطِقَ شَمْسِهِ ؟
فَتَسارَقا الخَفَقاتِ خَشْيَةَ أنْ يَحكَّ الْمَوْتُ طَيْرَهُما الجَميلْ!
يا نَهْرُ
دَعْهُمْ عَلى نارِ الخَطيئةِ يَأكُلونَ دُخانَها
وَلَنا الحَياةُ إذا رَوَوْا أنَّ الْهَوى كُفْرٌ تَهافَتَ في دَواخِِلِنا مَداهْ
" للُحبِّ أنْ يَخْتارَ جَنَّتَهُ "
وَيصْهلَ ذارِفًا مَطَرَ الخُلودِ عَلى عُروقِ حياتِنا
مِنْهُ ابْتُعِثْنا
وَإليْهِ نأْوي والْبياضُ يَحُجُّ شَطْرَهْ
وَعَلَيْهِ نُرْخي عِطْرَ سَجْدَتِنا الأَخيرَةْ !

هاشم الناشري
07-05-2014, 06:02 PM
للرفع حتى لايجور عليها توالي الصفحات!

ولتأخذ حقها من القراءة .

دمت متألقة .

تحياتي.

د. مختار محرم
07-05-2014, 06:11 PM
نفيسة من نفائس الشعر الجميل ..
قراءة واحدة لا تكفي .. لا بد من عودة لهذا الحرف الذي يأسر من أول سطر
دَعْهُمْ عَلى نارِ الخَطيئةِ يَأكُلونَ دُخانَها
وَلَنا الحَياةُ إذا رَوَوْا أنَّ الْهَوى كُفْرٌ تَهافَتَ في دَواخِِلِنا مَداهْ
" للُحبِّ أنْ يَخْتارَ جَنَّتَهُ "
وَيصْهلَ ذارِفًا مَطَرَ الخُلودِ عَلى عُروقِ حياتِنا
مِنْهُ ابْتُعِثْنا
وَإليْهِ نأْوي والْبياضُ يَحُجُّ شَطْرَهْ
وَعَلَيْهِ نُرْخي عِطْرَ سَجْدَتِنا الأَخيرَةْ !

الختام يدعوني للقراءة من جديد .. أحتاج إلى هدوء بال أتمكن فيه من سبر أغوار السطور
تحية لك أختي رقية

محمد حمود الحميري
07-05-2014, 09:37 PM
نص أكثر من رآآآآآآآآآآآئع بحق
أجدني تمامًا كالدكتور ــ مختار محرم
أحتاج إلى هدوء بال أتمكن فيه من سبر أغوار السطور
لذا أنا مضطر لطباعة هذا النص الجميل .
محبتــي وتقديري .

فتحي علي المنيصير
08-05-2014, 12:13 PM
قصيدة راقية
لا فض فوكِ سيدتي

أحمد رامي
11-05-2014, 01:29 AM
أراها ثقيلة الفهم علي , ربما لكثرة الترميز و قلة المفاتيح المكتشفة ,
لذا سأنتظر أخي د. مختار عله يجلو لي سرها و يفتح الله عليه ,
بالنسبة للتراكيب و الجمل و اللغة فقد كانت بديعة تنم عن تمكن في خلق الجملة , و نفس شعري طويل .
مررت ببعض صور أمتعتني بعذريتها و تركيبها الجديد و طريقة رسمها ..
غير أني استوقفني بعض أشياء فيها , مثل :


وَمعاطِفُ الْغَيْمِ المُعلَّقِ أوْسَدَتْ لي قَلْبَها المُكْتَظَّ بالطُّهْرِ الزُّلالْ
لا نقول أوسدت بل نقول وسّدت .

أو تُشْعِلَ الوَجْهَ اغْتِرابْ
أرى أن تقولي اغترابا باعتبارها تمييزا .

وأنْتَ تعْطفُ عَنْ عُروقِ الأرْضِ نَهْرًا طافِرًا بالحُبِّ كَي تأْتي إليّْ
و أنت تعْـ .. خروج عن الكامل , إذ لا يجوز في الكامل مفاعلن .

فَيَنْفُض ذاكِراتِ الصُّبحِ مِنْ شَبَحِ الذُّبولْ
لم أجد جمع ذاكرة و كأنها اسم جنس لا تُجمع

لو........... !!
سَيُؤَذِّنُ الْمَوْتُ انْكِسارَ الأغْنياتِ كَما يَشاءْ
هنا أيضا خلل في الوزن , ولكن لو دوّرت هذا السطر و قلت :
لو ....
أذن الموت .... لاستقام الوزن

سَيَؤُولُ وَجْهِي مَعْدَنِيَّ اللوْنِ / يَبْرؤ مِنْ غِوايَتِهِ أبي !
معدِنيّ بكسر الدال , يبرأُ تكتب الهمزة على ألف .

مُزَمَّلانِ بِعِطْرِها الصُّوفيّ
متزمِّلان حتى يستقيم الوزن

مُتأبِّطٌ كانَ المَساءُ بِأنْجُمِ المارِّينَ حَوْلَ عُروشِنا
المارّين و ما شابهها من الكلمات كـ " الطامّةِ الفارّين الشاذّين " كلمات تحوي حرفا مشددا بعد ألف , لا تأتي في حشو الشعر لورود ساكنين في الكلمة : ماْرْرِين , لكن يمكن أن تاتي بعضها في الضرب . يمكنك القول مثلا الماشين أو السارين ... و ربما لديك ما هو أفضل

ولا أخافُ مِنَ التَّضاريسِ الَّتي تَبعت خُطايَ وأطْلَقَتْ عِفْريتَها !
و لا أخا .. تفعيلة هي أيضا خارج الكامل

وأُمَرِّغُ الْقَلْبَ المُدَلَّلَ في حياضِ العِشْقِ عَنْ شَغَبِ الظَّلامْ
إما أني لم أفهمها أو أن بها بعض ركاكة في التركيب .




تقبلي فائق تقديري .

د. سمير العمري
17-05-2014, 06:44 PM
تعودين للواحة بعد طول غياب موحش بهذه القصيدة المبهرة بحرف مدهش وأداء محلق وشاعرية فريدة فأهلا ومرحبا بك أيتها الشاعرة المغردة.

وللحق فقد اشتقنا لهذا الحرف الباذخ وهذا الأداء السامق وهذا الشعر الذي يثمل الذائقة بصوره البكر وأسلوبه الممتد ألوانا وظلالا. ولقد قرأتها طربا واستوقفني فيها أكثر سطورها الممتلئة بالشعر المتحلية بالصور الدرية. ولكن استوقفني أيضا بعض ما شاب استمتاعي بها كما يلي:

أولا .. قصيدة السطر تحتاج دقة في عملية تدوير الأسطر بما يخدم المعنى والمبنى فلا يكون هناك ارتباك في المعنى أو اضطراب في المبنى وكان هناك عدة أسطر وجدت فيها حاجتها لتدوير أفضل.

ثم هذه الملحوظات:

أو تُشْعِلَ الوَجْهَ اغْتِرابْ
اغتراب هنا منصوبة والأصوب عو الوقوف على ألف تنوين الفتح لا على الحرف "اغترابا"

وأنْتَ تعْطفُ عَنْ عُروقِ الأرْضِ نَهْرًا طافِرًا بالحُبِّ كَي تأْتي إليّْ
في التفعيلة الأولى هنا كسر فقد جاءت على مفاعلن وهذا من زحافات مستفعلن لا متفاعلن.

لو........... !!
سَيُؤَذِّنُ الْمَوْتُ انْكِسارَ الأغْنياتِ كَما يَشاءْ
هنا لو بهذا الشكل زائدة في الوزن ، وقد تصلح في الألقاء كإضافة ولكن لا يصح أن تثبت في أصل القصيدة إلا بما لا يكسر الوزن.

سَيَؤُولُ وَجْهِي مَعْدَنِيَّ اللوْنِ / يَبْرؤ مِنْ غِوايَتِهِ أبي !
بل يبرأ فهو الأشهر والأصوب إذ لم يتصل الفعل بضمير.

يا نَهْرُ
إنَّا عَلَى ظَهْرِ البُراقِ نَظلُّ ننفُضُناعَنِ التَّعَبِ المُمِضِّ لِنَنْطَلِقْ
وهنا كسر أيضا في السطر الأول فالأصل هو أن تستعمل التفعيلة كاملة هنا إلا إن كانت لقافية مركزية أو لقافية جزئية داخلية وهذا غير متحقق هنا ، وبالتدوير لا يستقيم الكسر أيضا.

مُتأبِّطٌ كانَ المَساءُ بِأنْجُمِ المارِّينَ حَوْلَ عُروشِنا
المارَّين مشددة الراء وهي بهذا تكسر الوزن ويصلح هذا أن تقولي مثلا السارين.

أقرَؤ وَجْهَكَ الضَّوْئيَّ سِرَّا
أقرأ كما في يبرأ.

ولا أخافُ مِنَ التَّضاريسِ الَّتي تَبعت خُطايَ وأطْلَقَتْ عِفْريتَها !
هنا أيضا كسر في الوزنفي التفعيلة الأولى.

يا نَهْرُ
دَعْهُمْ عَلى نارِ الخَطيئةِ يَأكُلونَ دُخانَها
وهذه أيضا مثل ما سبقها بخصوص الكسر.

مِنْهُ ابْتُعِثْنا
وَإليْهِ نأْوي والْبياضُ يَحُجُّ شَطْرَهْ
وهذه أيضا.

دمت في ألق!

تقديري

د. سمير العمري
17-05-2014, 07:18 PM
أعود لأعتذر عن عدم رؤيتي رد أخي الشاعر أحمد رامي فقد رددت على النص دون قراءة الردود هذه المرة فوجدته قد سبق بالكثير مما أشرت إليه فمعذرة أن كان ردي بعد رده دون اتفاق أو إلمام بما كان.

وبما أنني عدت للاعتذار للجميع ولشكر أخي أحمد رامي على رده الجميل الوافي فإنني أحب أن أعلق سريعا على هذه النقاط الثلاث من باب تعميم الفائدة.

وَمعاطِفُ الْغَيْمِ المُعلَّقِ أوْسَدَتْ لي قَلْبَها المُكْتَظَّ بالطُّهْرِ الزُّلالْ
لا نقول أوسدت بل نقول وسّدت .
أقول بأن أوسد هنا لعلها أريدت بمعنى غذ في السير والذي يشفع لهذا المعنى هو لفظة الغيم المعلق فهي في حركة سريعة دائمة وهي إن كانت بهذا المعنى فهي صحيحة بل استعمال ممتاز.

فَيَنْفُض ذاكِراتِ الصُّبحِ مِنْ شَبَحِ الذُّبولْ
لم أجد جمع ذاكرة و كأنها اسم جنس لا تُجمع
أيضا أوافقك هنا ولكن أشير لاحتمالية وجود معنى الذكر وليس التذكر من باب "والذاكرين الله كثيرا والذاكرات".

مُزَمَّلانِ بِعِطْرِها الصُّوفيّ
متزمِّلان حتى يستقيم الوزن
وهنا لا يوجد كسر كما أرى أخي ذلك أن اللفظة هي مُزَّمِّلان فهي في القرآن "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا"


تقديري

أحمد رامي
21-05-2014, 11:02 PM
أعود لأعتذر عن عدم رؤيتي رد أخي الشاعر أحمد رامي فقد رددت على النص دون قراءة الردود هذه المرة فوجدته قد سبق بالكثير مما أشرت إليه فمعذرة أن كان ردي بعد رده دون اتفاق أو إلمام بما كان.

وبما أنني عدت للاعتذار للجميع ولشكر أخي أحمد رامي على رده الجميل الوافي فإنني أحب أن أعلق سريعا على هذه النقاط الثلاث من باب تعميم الفائدة.

وَمعاطِفُ الْغَيْمِ المُعلَّقِ أوْسَدَتْ لي قَلْبَها المُكْتَظَّ بالطُّهْرِ الزُّلالْ
لا نقول أوسدت بل نقول وسّدت .
أقول بأن أسد هنا لعلها أريدت بمعنى غذ في السير والذي يشفع لهذا المعنى هو لفظة الغيم المعلق فهي في حركة سريعة دائمة وهي إن كانت بهذا المعنى فهي صحيحة بل استعمال ممتاز.

فَيَنْفُض ذاكِراتِ الصُّبحِ مِنْ شَبَحِ الذُّبولْ
لم أجد جمع ذاكرة و كأنها اسم جنس لا تُجمع
أيضا أوافقك هنا ولكن أشير لاحتمالية وجود معنى الذكر وليس التذكر من باب "والذاكرين الله كثيرا والذاكرات".

مُزَمَّلانِ بِعِطْرِها الصُّوفيّ
متزمِّلان حتى يستقيم الوزن
وهنا لا يوجد كسر كما أرى أخي ذلك أن اللفظة هي مُزَّمِّلان فهي في القرآن "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا"


تقديري

لا داعي للإعتذار أخي أبا حسام , لأنه ما من شك أن الصح يتوارد على التفكير السليم أيا كان ,
و إن معرفة الأسس في حرفة ما يكون واحدا في مفاهيم أهل الدراية بالحرفة ذاتها .
أحببت أن أعقب على ما تفضلت به في تعقيبك :

وَمعاطِفُ الْغَيْمِ المُعلَّقِ أوْسَدَتْ لي قَلْبَها المُكْتَظَّ بالطُّهْرِ الزُّلالْ
لا نقول أوسدت بل نقول وسّدت .
أقول بأن أسد هنا لعلها أريدت بمعنى غذ في السير والذي يشفع لهذا المعنى هو لفظة الغيم المعلق فهي في حركة سريعة دائمة وهي إن كانت بهذا المعنى فهي صحيحة بل استعمال ممتاز.
كلامك سيدي هنا لا غبار عليه فلـأوسد أكثر من معنى كما في لسان العرب و غيره :
1 _ أوسد في السير : أغذّ
2 – أوسد الكلبَ : أَغْراه بالصَّيْدِ مثل آسَدَه.
فإن كان المعنى الإسراع في السير كان الفعل متعديا إلى معموله بحرف جر ,
و إن كان إغراءً بالصيد كان الفعل متعديا بنفسه , و كلا المعنيين لا ينطبق على المعنى المراد , بل قصدت الشاعرة أنه فرش له وسادا يتوسده و هو الأحلى و الأجمل .

فَيَنْفُض ذاكِراتِ الصُّبحِ مِنْ شَبَحِ الذُّبولْ

هل تراها تناسب الذاكرات من الذِّكر ؟

مُزَمَّلانِ بِعِطْرِها الصُّوفيّ

وهنا لا يوجد كسر كما أرى أخي ذلك أن اللفظة هي مُزَّمِّلان فهي في القرآن "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا"

ألا ترى أخي الكريم أنها جاءت بها اسم مفعول لا اسم فاعل , على حد علمها أن مفاعلن تنفع .
و لا شك أن مزّمِّلان أو متزملان إنقاذ للإيقاع من الخلل ..


محبتي لك .

ربيحة الرفاعي
18-06-2014, 12:38 AM
قصيدة حلقت بالصور المطلقة الأجنحة في فضاء الأخيلة بحداثية في التعبير طيبة

ولا تعليق بعدما تفضل بها الفاضلان د. أحمد رامي و د. سمير العمري

دمت بخير
تحاياي

رقية علي الحارثية
29-01-2015, 07:22 AM
الأستاذ هاشم الناشري

شكرا لكرم المرور والحضور

د.حسين جاسم
23-03-2016, 02:08 AM
هَذا عَطاءُ اللهِ يَنْضَحُنا بِلَوْنِ الْوَرْدِ حَتَّى لا نَغيبْ
في ذِمَّةِ الصَّحْوِ المُمَدَّدِ أسْتَلِذُّ الغَفْوَ / أقرَؤ وَجْهَكَ الضَّوْئيَّ سِرَّا
وأكونُ حُبْلى بالسَّماءِ إذا بَسَطْتُ إِليْكَ في شَغَفٍ يَديّْ
ما الحُبُّ دونَ تَلامُسِ النَّبَضاتِ وَقْتَ عُروجِنا ؟!
مِنَّا تَشقَّقَ عَبْقَرِيَّ الْوَجْهِ / طِفْلاً لا يَنامْ

هذا شعر جميل جدا أحييك عليه أيتها الشاعرة الرائعة

خالد صبر سالم
23-03-2016, 09:39 AM
هنا لغة شعرية مشحونة بالدلالات العميقة وهي ترفل بجمال التعبير الفني ورهافة المشاعر المتدفقة وبالايقاع الرائق
سيدتي شاعرتنا الرائعة الاستاذة رقية
شكرا لك على هذه التحفة الفنية البارعة
دمت بفرح وشعر وجمال
مع عميق الاحترام وعبق الود