تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الملتقيات الشعرية.. إلى أين؟



محمد النعمة بيروك
08-05-2014, 05:02 PM
الملتقيات الشعرية
إلى أين؟
بقلم: محمد النعمة بيروك

ما من شك أن الملتقيات الأدبية، والشعرية منها على وجه الخصوص، باتت منذ أمد تتخذ في جلّ الحالات نفس الهيئة، لدرجة الاستنساخ، فهي تنتهج نفس البرامج دون أي إضافة تذكر، وهو الأمر الذي بدأ يثير الرغبة في التغيير لدى بعض الغيورين على المشهد الثقافي والشعري خصوصا، ذلك أن الملتقيات لم تكن في كل مرة غير:
"استقبال للضيوف، حفل غذاء ، أمسية شعرية مصحوبة بالعود، ومقاطع موسيقية أحيانا، وختاما تسليم شواهد تقديرية".
وحتّى عندما تكون أكثر من يوم، فالغالب أن تسليم الشواهد سيؤجل للأمسية الأخيرة، وستُضاف "خرجة" إلى مكان ما في ضواحي المدينة، مع تسمية الأيام على شخصية ما هي في الغالب في المجال الشعري.
وهذا لم يساهم في جمود المشهد الثقافي من هذه الزاوية فحسب، بل كرّس هذا الجمود لدرجة أصبح فيها الشاعر يكرّر نفسه، وقس على القاص وغير ذلك من الأجناس الأدبية على قلّتها، فأخذ بعض الشعراء يقرؤون نفس القصائد –وربّما نفس القصيدة- في كلّ استدعاء جديد.
والسؤال الآن من ثلاثة أوجه:
ماذا أضافت الجهة المنظمة بهذه الأمسية أو هذه الأيام الشعرية أو هذا المهرجان –سمّه ما شئت- غير تكرار ما هو مكرر بالفعل.
إلّا إذا كانت هناك "فوائد" مادية من وراء هذه الأمور؟
السؤال الثاني: ماذا أضاف الشاعر إلى غيره –ناهيك عن نفسه- غير جولة للترويح عن النفس، كان يمكن أن يحظى بها بعيدا عن "القناع الشعري" الذي سافر به.
ثمّ ماذا استفاد المتلقّي الحاضر دوما للتّصفيق.
إننا هنا نطرح السؤال حول الجدوى الحقيقي الذي يُعتبر إضافة للمشهد الثقافي، وللجهة المُنظمة، وللشاعر، وللمتلقي، وليس المنافع الدّيكورية التي تبدأ بالمصالح المادية، ولاتنتهي ربما عند التقاط الصور، والبهرجة، والاستغلال الإعلامي.
ناهيك عمّا يدور في الكواليس من محاباة ومصالح تؤدي في الغالب إلى أن يصعد المنابر "شعراء" لا يملكون من الشعر غير الصفة المُلصقة بهم ظلما وعدوانا.
إن تمييع المناسبات الثقافية والشعرية خصوصا، هو ما أدّى إلى أن تطرح الأسئلة الحقيقية من قِبَل بعض المتألّمين من الحالة التي وصل إليها المشهد الثقافي عموما، ولعلّ التجربة الرائدة لجمعية "أساتذة اللغة العربية بطنطان" كسرت هذه الرتابة، عندما أدمجت في برنامج الشعراء ورشة شعرية أثبتت فيها قدرة الأطفال على الوزن العروضي، وختمت المهرجان بتوقيع ديوانين للأطفال أحدهما موزون.
أيضا للحقيقة، بدأت تُطرح تلك الأسئلة، في انتظار التطبيق ربما، ومجرد إثارة المشكل أمر مهم، لأنه ربّما يؤسس لما هو قادم، فعندما حضرتُ المهرجان الشعري الثامن عشر بأبي الجعد الذي نظمته جمعية البلسم، كان من بين فقراته ندوة حوارية حول آفاق المناسبات الشعرية، وهي الندوة التي طرحت الأسئلة العميقة، وخرجت ببعض النقاط المهمّة، متسائلة عن كيفية استحداث آلية لتحفيز الشاعر المُستدعى للإتيان بالجديد، عبر تحديد الموضوع المتعلّق بالمدينة أو الجمعية ، أو حدث يدور في أثناء المناسبة ، أو مواضيع معيّنة مثلا.
أيضا خلق وسيلة لوضع المنتوج الشعري للمُستدعى أمام عين النّقد عبر صالونات شعرية مغلقة مثلا، لإثارة أوجه القوة والضعف في النصوص الشعرية.
بالإضافة إلى نقاط أخرى قُرئت في البيان الختامي للمهرجان.
وهي نقاط أوّلية أفرزت بدورها بعض الإكراهات، وطرحت ملاحظات عرَضية لما تمّ اقتراحه، محذرة من السقوط في تحويل المهرجان إلى امتحان للشعراء، وغيرها من الملاحظات التي تحتاج بدورها رؤى وأفكارا جديدة.
وعلى الرّغم من ذلك فالمبادرة في حدّ ذاتها مكسب كبير، يُنبئ ببذور أولية لتغيير نأمله في المشهد الرتيب الذي باتت تدور فيه الملتقيات الثقافية، والشعرية منها على وجه الخصوص.
وعلى الرّغم من تثميننا الكبير لهذه المحاولات الخجولة، يبقى السؤال الملح: أين التّطبيق؟

براءة الجودي
08-05-2014, 06:38 PM
مقال رائع نأمل أن يستفيد الجميع منه لاسيما الكبار المسؤولين عم تنسيق الملتقيات الشعرية والهدف منها وإلى أي مدى سنصل حين إقامتها كدوريات مرتبة منظمة لها تخطيط مستقبلي في تطوير الشعر والشعراء والأدب والأدباء
وأحب أن اضيف بعد إذنك كلمة عن المواقع الأدبية [ واعذرني إن اتخذت موضوعك هذا أو صفحتك كمنبر القي فيها كلمتي البسيطة التي أتمنى أن أجد جوابا عليها ]
للأسف أني ارى المنتديات التي تهتم بالشعر والأدب في مواقع النت مثلها مثل الدول التي تتحارب وتتبارى ليكون كل واحد منهم هو الافضل مما يجلب الغيرة والخصام والنزاعات
من الوارد أن تكون هناك بعض الاختلافات والخلافات ولكن ارى الموقع الأدبي كالدولة الادبية خصوصا من هم على منهج واحد لو يجتمعون في موقع واحد يحتويهم يتوحد فيه الاسم والأعضاء فيكون اكبر واشمل وأكثر حركة وفائدة وأكثر ابتكار وإبداع اما اليوم فربما الإنتجات الفكرية والإبداعات اصبحت روتينية ومتكررة والسبب الأول هو ماذكرته سلفا
أما إن كان التعاون سيما الجميع لكان الوضع مختلفا ويشهد تطورا ثقافيا وادبيا ونقديا كبيرا وجديدا على الشبكة وعلى الواقع إن توحدت الجهود بالطبع، وأما هكذا الجهود مشتتة وكل شخص أديب او شاعر له باع يريد أن ينشأ له موقع خاص منفصل و يريد أن يعيد نفس الكرة فبالتالي سيتشتت كل شئ ولن يكون الإنتاج عظيما مثلهم كمثل حدود الدول العربية المشتتة !
لذا أغلب الشباب توجهوا للفيس وتويتر وتركوا عالم المنتديات فقد تسرب فيها الملل لبعض هذه الأسباب المذكورة
تقديري

محمد النعمة بيروك
10-05-2014, 02:42 AM
إنها ذات الحالة، لا فرق كبيرا بين العالم الواقعي والافتراضي، ومما أدهشني لهذا التعليق العميق أنّ ذات الفكرة طرحت في أحد الملتقيات الأدبية في المغرب، وهو الملتقى الذي ذكرته في المقال بمدينة أب الجعد، حيث تحدّث البعض في ندوة تتناول كيفية الرقي بالملتقيات الأدبية عن التفكير في وسيلة أو آلية أو فكرة للتنسيق بين الجمعيات، وكان العائق المُفتَرَض الذي طرح، هو أن الجمعيات والنوادي والمؤسسات الشعرية والثقافية عموما تضع نفسها في محل تنافس مع الآخرين، وهو تنافس غير شريف في الغالب للأسف، لذلك تكثر الملتقيات هنا وهناك بدون تنسيق حتى في التواريخ، مما يُدخل المشهد الثقافي العام في نوع من الهرج والمرج واللغط وكل شيء سيء، وأصبح الكثير يفكرون في إنشاء "صروح ثقافية وشعرية تحديدا خاصة"، وبدأت الإنشقاقات تطال الكثير من الجمعيات والمؤسسات التي تصف نفسها بالثقافية والشعرية للأسف.، ولربما كما قلتِ أختي الكريمة براءة بات هذا يطال العالم الافتراضي أيضا في تمظهره الشعري والثقافي الذي تعكسه المنتديات والملتقيات الإلكترونية..
شكرا لمرورك من هنا.

نداء غريب صبري
18-05-2014, 04:34 PM
أعجبني المقال وأقول ردا عليه وانطلاقا مما تفضلت به أختي براءة عن المواقع الانترنتية الأدبية
المشكلة تبدأ من كوننا نسخ مكررة عن بعضنا بعضا
من ليس لديه ما يضيفه يجب أن لا يبدأ نخة جديدة مما هو موجود سواء في الانترنت أو على ارض الواقع
وأضرب مثلا واحتنا " ملتقى رابطة الواحة الثقافية" التي تأسست في العام 2002 ونستطيع نحن أعضاؤها الحاليين أن نتذكر من أصحابنا فيها من تنكروا لها عندما وجدوا أقلامهم استقامت وخرجوا منها ليقوموا بإنشاء مواقع مسنسوخة ، لم يخرجوا لينشأووا مواقع تقدم شيئا جديدا أو مختلفا ليس موجودا فيها ولا تستطيع أن تقدمه، بل ليقوموا بعمل نسخة منها

والسؤال هو لماذا تقوم بإنشاء موقع جديد على الانترنت أو على أرض الواقع إذا لم يكن لديك جديد يقوم عليه
ولماذا ترضى لنفسك أن تكون مجرد نسخة أخرى من أصل يعرف الجميع أنه الأصل

مقالة رائعة أخي

شكرا لك
بوكت

بهجت عبدالغني
18-05-2014, 10:08 PM
موضوع جدير بالوقوف عليه ، ودراسة أسبابه وأبعاده ..

يا سيدي .. اليوم الكل يريد أن يتصدر المشهد بأية طريقة
بينما رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نكون جنوداً لله ، حتى وإن كنّا مجهولين لا يعرفنا أحد
( طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، أشعث رأسه ، مغبرة قدماه ، إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، وإن كان في الساقة كان في الساقة ، إن استأذن لم يؤذن له ، وإن شفع لم يشفع )

ويبدو أن مشكلة المنتديات الأدبية أصابت مؤتمراتنا الإسلامية أيضاً
فعندما التقيته في مكة ، حيث جاء لحضور مؤتمر ، قلت له : يا شيخنا لم يبق من المؤتمرات الإسلامية غير .. نشجب ونستنكر وندين ..
قال : حتى هذه الكلمات لا يقبلون بها .. إذا قلت نشجب .. تدخل رئيس المؤتمر وغيّر الموضوع !


تحياتي الخالصة أستاذي العزيز
ودعواتي

ربيحة الرفاعي
28-05-2014, 05:56 PM
حين تنعدم الرقابة الذاتية تكون الرقابة الخارجية هي الحلّ الأمثل لحماية العام من أثرة الخاص، والتي تتجسد في موضوع الحديث هنا بحرص أصاب المنتديات وإداراتها على جذب المبدعين إليهم وجذب الجمهور لأنشطتهم لتحقيق الرواج بأي ثمن ، والمصداقية في التقييم هي أرخص ما يبذلون ثمنا في ذلك، مما ترتب عليه التورط في ما تسرب للأدب العربي من نواخر في جذعه من مستورد لا يتناسب وفنونه وجماليت لغته ولا يليق بالأمة العربية لا فكر ولا قيما، وما قام على هذا من احتشاء الصف الأدبي بالدخلاء ممن حملوا ألقاب ليسوا أهلا لها وأتخموا المشهد الأدبي بنشاطاتهم وما يقام " على شرفهم" من فعاليات تداخلت بها ملامح المشهد الثقافي واختلطت حابله بنابله في ظل فوضى المنتديات المنسوبة إليه زروا سواء على أرض الواقع أو في فضاء الانترنت ..
ومن هنا كان قولي أن الرقابة الخارجية من سلطة رسمية هي وحدها ما يمكن أن يضع حدا لهذه المهزلة التي شوهت الأدب بدعوى الأدب وأطاحت برؤوس رموزه لحساب أدعياء ليسوا منه تدعمهم ظروف ومعطيات أدت لتقديمهم فصاروا مقياسا مقبولا وربما يحتذى

موضوع للحدث فيه شجون


دمت بخير

تحاياي

د. سمير العمري
04-06-2014, 12:38 AM
هذا أمر متداخل في كثير من الأمور والعوامل ، والحديث فيه طويل وذو شجون ، ولكن يبقى أن نقول بأن هناك عدة أمور متعلقة بهذا لعل من أهمها:

1- مستوى الأرب والقصد من العمل الثقافي والذي أراه بات مغرضا وغير متجرد ، وباتت الأهواء والمصالح الرسمية حينا والشخصية أحيانا هي ما يسير الحراك الثقافي ، وليس ثمة من يعمل من أجل المشهد الأدبي بشكل محض مخلص.

2- النقد والنقاد مسألة شائكة فهم من جهة باتوا قلة أو ندرة وهم من جهة أخرى أكثرهم مغرض متاجر لا يتحرى الأداء الأدبي ولا الحكم النزيه.

3- تتحكم العلاقات العامة والمصالح المرجوة والتواصل الشخصي في عملية عقد المؤتمرات والدعوة لها دون مراعاة القيم الأدبية والمستويات ودون الحرص الحقيقي على دعم الإبداع والمبدعين.

4- حالة الكبر والصلف التي تصيب الأدباء المبدعين أكانوا شعراء أم نقاد بما يجعل حالة التعاكي الثقافي تنافسية بدل أن تكون تكاملية.

5- توفر التمويل اللازم لمن يتاجرون بالأدب وقلته في أيدي المدافعين عنه الحريصين عليه.

وعلى العموم نحن في الواحة كنا أطلقنا ومنذ سنوات طويلة دعوة لا تزال قائمة لحوار مثمر لتوحيد الجهود والعمل المشترك بشكل تكاملي بين المنتديات وليس بشكل تنافسي فيه تدابر وفيه تنافر وفيه بيع على البيع وخطبة على الخطبة. ولا نزال نأمل أن نجد قبولا لدعوة الواحة للنهوض بالأدب والأدباء من خلال عمل مشترك وتعاون وثيق.

تقديري

أحمد الرحاحلة
04-06-2014, 02:06 PM
تحية وسلام من الله عليكم

إن ما تفضلت به - والمعقبون الكرام - جزء من تداعيات المشهد الثقافي عامة والشعري خاصة، وما قمت بتوصيفه هو جزئية من حالة النخبوية المتسلطة التي غلب عليها التهميش والإقصاء، والدور الطليعي الذي كان حريا بها القيام به بات ممارسة شللية موجهة بالمنافع والعلاقات الشخصية.... هناك خلط بين النخبوية التي ينتجها الشعر والنخبوية التي تريد إنتاج الشعر... وهذه الملتقيات والروابط والجوائز والهيئات وما لف لفيفها باتت طعنة في خاصرة الارتقاء بالمشهد ... وواهم من يظن أن الشعر في أحسن حالاته ... ولا تعدم واجهة في استبدال مقولة (الشعر ديوان النخب) بـ (الشعر ديوان العرب) ...

وليكتمل المشهد دعني أسأل عن الآتي :

النقد الصحافي
الملاحق الثقافية
النقد الأكاديمي
مفاهيم الشعرية
حمى النخب المثقفة ودعاوى الوصاية
اللغة الشعرية المتعالية لا العليا
الاستقواء والاستعراض الثقافي في القصيدة
الكتابة للنخبة / دعاوى الكتابة للذات
صفقات النقد الأدبي
واقع الدعم والرعاية الإبداعية
المتاجرة بالأدب ودور النشر

وبعض القضايا الأخرى تتعاضد لتبرز واقع المشهد الشعري وما فيه من قطيعة وفوضى واضطراب ... ثم نجد من يقول : الشعر بخير .

تقبل تحياتي