المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عاطف!



فوزي الشلبي
14-05-2014, 02:55 PM
عاطف!


دخلَ غرفةَ والدتِهِ في المستشفى، وجدَ الممرِّضَ يعالجُ أُنبوباً بلاستيكياً يُدخلُهُ في فمِها عبرَ الحلقِ ليساعدَ على تنفُّسِها ..قال للممرِّضِ: دعْ عنكَ ولا تُتعبْ نفسكَ..أمّي لم تنمْ منذُ سنتينِ..وهيَ الآنَ بحاجةٍ إلى نومٍ عميقٍ..
المستشارُ عاطفُ، الذي وافت المنيةُ أمَّهُ قبلَ أربعةِ أيامٍ، لبسَ بذلتَهُ واستعدَّ للنزولِ إلى عملهِ بعد انقضاءِ ثلاثةِ أيامِ العزاءِ. كان أسبوعاً حافلاً مليئاً بالحزنِ؛ كانَ عليهِ ان يتابعَ المستشفى والطبيبَ والتكاليفَ، فانقطع عاطف فيها عن قضاياهُ التّي كانَ يجبُ أن تنظرَها المحكمةُ في مواعيدِها. واعتادَ أن يصعدَ إلى غرفةِ أمّهِ ليقبِّلَ يدَها، لكن بابَ الغرفةِ هذا الصباحُ كان مُغلقاً. أحسَّ أن قدميهِ ثقُلتا أن تحملاهُ للخروجِ، وإنما حملتاهُ عنوةً للصعودِ، فصعِدَ مُنقاداً ليسَ له خيارٌ. وصلَ البابَ..فتحَهُ..وجدَ سريرَها خالياً وفراشَها مُرتّبا...كيفَ يكونُ ذلكَ وقدْ رآها أمسِ في منامهِ، واحتسى معها القهوةَ، وتضاحكا كثيراً عندما قال لها: ابني محمَّدُ يقولُ: يا والدي عندما أنهي دراستيَ الثانويةَ سأدرسُ الطبَّ حتّى أعالجَ جدَّتي وجدِّيَ إذا مرضا، قلتُ لهُ جادّاً: وأنا يا ابنَ الكلبِ...فأحسَّ الحرجَ الشَّديدَ وقالَ: طبعاً يا والدي، لأنّكَ ستعيشُ أكثرَ من جدَّتي وبعدَها سأتفرَّغُ لكَ...قاطعتهُ أُمُّهُ: اللهَ.. اللهَ!.. وأنا منسيَّةٌ من حساباتِك أيُّها النِّطاسيُّ الكبيرُ!..فازدادَ حرجُهُ، واحمرَّ وجهُهُ، وانفجر غاضباً: يبدو لي كعادتِكُما، تتدبَّرانِ المكرَ بي بينَكُما ، وخرجَ ...فانفجرنا ضاحكينِ...ضحكتْ أمُّ عاطفٍ وقالتْ: لا أظُنُّني سأعيشُ حتّى أرى محمّداً طبيباً..إذن أمّي لم تمتْ، فكيفَ يقولُ النّاس ان أمِّيَ ماتت، فها أنا أحتسي معَها الآن القهوةَ...

أُغميَ على والدي فنقلناهُ إلى المستشفى، وهناكَ وُضعَ تحتَ العنايةِ الحثيثةِ، حيثُ ذهبَ في غيبوبةٍ استمرَّت يومينِ صحا من بعدِها، فطلبَ ملابسَهُ، وسألَ عن ابنِه الكبيرِ عاطفٍ، قالوا لهُ: إنَّهُ الآنَ في الطَّريقِ إلى المشفى..وما أن دخلَ عاطفُ، ووجدَ أباهُ جالساً على السَّريرِ، حتى بادرَهُ مداعباً: أين طقمُ الأسنانِ يا ابنَ الكلبِ؟!..هل جلبتَهُ معكَ..إذ إنّني جائعٌ جداً ...قالَ عاطفُ: حمداً للهِ على سلامتكَ ياوالدي! اتّصلَ بي الطبيبُ وطمأَنني..هاكَ طقمُ الأسنانِ...سآتيكَ الآنَ بالطَّعامِ من المطعمِ المجاورِ..
قابلني الطّبيبُ عندَ خروجيَ مسروراً لشراءِ الطَّعامِ، قال الطبيبُ: إنَّ أمامَهُ بضعَ ساعاتٍ، وإنَّ هذِهِ ليستْ إلاّ صحوةَ ما قبلَ الموتِ ..فوطِّدْ نفسكَ، ولا تَتفاجأْ...فاجأني الطَّبيبُ بكلامهِ...فبرَدَ العرقُ على وجهيَ ونزلتُ مُتثاقلاً إلى المطعمِ وعُدْتُ إلى والدي ومعيَ الطّعامُ والفرحُ المصطنعُ، فحمَّلني مالا أُطيقُ بينَ إحساسيَ الباطنِ وإحساسيَ الظّاهرِ..وأكلَ والدي الطَّعامَ بشهيةٍ...وفي المساءِ اتَّصلتُ بجمعيةِ دفنِ الموتى، وحجزتُ قبراً في المقبرةِ...وفي صباح اليومِ التّالي توجّهَ موكبُ السيّاراتِ من الأقاربِ والأصدقاءِ إلى المستشفى..ليواكبوا تجهيزَ الجنازةِ إلى المسجدِ ليصلّوا على الْمُتوفّى بعدَ صلاةِ الظُّهرِ.

قالتْ أمُّ عاطفٍ لولدِها: ألا نذهبُ إلى المعصرةِ لشراء الزَّيتِ..فقدْ أمطرتْ السَّماءُ، والزَّيتونُ تشرّبَ الغيثَ؟ قال ولدُها: ألا يحسنُ بنا أن نشتريَ الزّيتَ من هنا؟! قالتْ لَهُ: يا بنيّ لا أطمئنُّ إلاّ لزيتِ المعصرةِ، أراهُ يشغبُ صافياً من الزَّيتِ المهروسِ بينَ حجرَيِّ الرَّحى، فضلاً أنَّ الزَّيتَ هنا قدْ يكونُ قديماً أو مخلوطاً!..وكان في نفسهِ يقولُ: لم أكنْ أحبُّ أنْ أخالفَها في طلبٍ حتى لَو لمْ أكن بهِ مُقتنعاً، ذلكَ أنَّ قلبَها كانَ ضعيفاً، لالتواءٍ خَلْقِيٍّ في شريانٍ في عضلةِ القلبِ مما يضعفُ ترويةَ الدَّمِ لباقي الجسمِ...وكانَ أبي يتندَّرُ بالقولِ عندما أخالفُ رأيَهُ إلى رأيِها:...دائماً أقولُ: أنتَ ابنُ أُمِّكَ..فيخرجُ عن طورِه إذا قلتُ:..ولمَ لا أكونُ..أوَ لستَ أنتَ ابنَ أُمِّكَ...قائلاً متفاخراً: بل أنا ابنُ أبي؟
كنتُ بئرَ أسرارِها، طلبتْ إليّّ ألا أُعلمَ أبي وإخوتي وأخواتي بما قال الطَّبيبُ حولَ قلبِها..وقالَتْ يوماً: أنتَ الكبيرُ، ولقد تحمَّلتَ معيَ الكثيرَ، فإذا حانتْ منيّتي فلا تضعفْ، ولا تصخبْ، وكنْ لأبيكَ وأخواتِكَ وإخوانِكَ خيرَ مُعزٍّ ومُواسٍ ..واعلمْ أنَّ عزاءَ المرأةِ في أهلِها، فلا تنسَ أخوالَكَ منْ مشورةٍ ونُصحٍ..ولمّا لم تذقْ طعمَ النومِ لسنتينِ، وإذْ دخلتْ في غيبوبةِ ما قبلَ الموتِ، حتّى إذا كانتْ في العنايةِ المركَّزةِ...جلسنا حولَها نُكلِّمُها فلا تردُّ صرفاً ولا قولاً..وبينا كلُّنا وجومٌ دخلَ محمّدُ...قلتُ: يا والدتي هذا محمَّدُ جاءَ ليطمئنَ عليكِ..وما أن وقفَ جوارَها وقال: جدّتي!...حتّى جلستْ، فعانقتهُ مغمضةَ العينينِ، ثمَّ عادتْ فتمددتْ في سريرِها..

صعِدتُ إلى غرفةِ أبي في المستشفى، لم يكن هُناكَ، فخفقَ قلبيَ في صدريَ، ونفرتْ دمعتانِ من عينيَّ وعدتُ إلى ممراتِ المستشفى.. سألتُ عن غرفةِ ثلاّجةِ الموتى، سألتُ القائمَ على الثلاّجةِ ..هل بينَ الموتى في الثّلاجةِ أبي؟..قام الرَّجلُ من فورِه وجعل يسحبُ جواريرَ ثلاجةِ الموتى واحداً تلوَ الآخرَ..وإذ لم يكن أبي بينَ الموتى .إذن ..فأينَ أبي؟
حتى إذا استدرتُ ...وعدتُ أدراجيَ داخلَ المستشفى، رآني الطبيبُ فأقبلَ عليّ يقولُ:..ماذا أقولُ إذا حصلتْ معجزةٌ؟..إذْ إنَّه من الحالاتِ النّادرةِ جداً جداً..أن يتخطّى الموتُ أباكَ..فحمداً للهِ على سلامتهِ...سألتُ الطبيبَ: وأينَ هوَ الآنَ؟..قالَ الطّبيبُ: إنّهُ الآنَ..جالسٌ على السَّطحِ أو يتمشّى، يستمتعُ بالهواءِ العليلِ ودفءِ الشَّمسِ!

تابعَهُ أبوهُ وهو جالسٌ في مجلسِ البيتِ،وعاطفُ يصعدُ إلى غرفةِ أمِّهِ فمشى خلفهُ بخطواتٍ صامتةٍ. حتّى إذا دخلَ الغرفةَ وردَّ البابَ خلفهُ. وقفَ أبوهُ بالبابِ على نشيجٍ ونحيبٍ مُتصلٍ..قال أبوهُ: يا ألله..أيبكي الآنَ!.. وقدْ هالني جَلَدُهُ فلم يذرفْ دمعةً واحدةً على أمِّهِ، محلَّ استغرابِ الجميعِ، خلالَ أيّامِ العزاءِ الثلاثةِ. حتّى همسَ البعضُ: ما أقسى قلبَ هذا الولدِ..! فإذا هوَ الآنَ بركانٌ ينفجرُ!

عبد السلام دغمش
17-05-2014, 12:52 PM
أخي الاستاذ فوزي الشلبي

من بين ثنايا النص الجميل كانت تداعيات غريبة للشخصية الرئيسية وهي المستشار عاطف
الابن المستشار عاطف : أشار للمرض بأن لا يجهد نفسه بينما كان يحاول انقاذ حياة امه .. وكأنه يئس من رحمة الله ..فأسلمها الى ما لا يعلمه هو .. وهو لحظة الموت .. فكانت جريمة تفوق رغبته في تخليصها من العذاب ..
لكنه .. وبعدما أشار الطبيب اليه بأن والده في عداد الموتى .. تفاجأ به معافى ... وهنا كان ندمه الشديد ونحيبه وهو يقف على باب حجرة أمه ..
قسوة شديدة .. سادت طبع الابن هذا ..
في النص انتقال بين الفترات الزمنية واسترجاع للحدث يحتاج من القارئ - ممن هم على شاكلتي- شيئاً من الجهد ..
سرني معانقة حرفكم الجميل .
تقديري.

كاملة بدارنه
18-05-2014, 10:42 AM
انتقل السّرد من ضمير الغائب إلى ضمير المتكلّم لكشف الشّخصيّة الغريبة شخصية المستشار عاطف الذي رأينا العطف في تصرّفاته تارة، وطورا القسوة، وجاء اختيار اسمه رائعا
الأحداث كانت تأخذ القارئ لزاوية ما، ثمّ تأتي عكس التّوقّعات
بوركت
تقديري وتحيّتي

فوزي الشلبي
19-05-2014, 09:08 AM
أخي الاستاذ فوزي الشلبي

من بين ثنايا النص الجميل كانت تداعيات غريبة للشخصية الرئيسية وهي المستشار عاطف
الابن المستشار عاطف : أشار للمرض بأن لا يجهد نفسه بينما كان يحاول انقاذ حياة امه .. وكأنه يئس من رحمة الله ..فأسلمها الى ما لا يعلمه هو .. وهو لحظة الموت .. فكانت جريمة تفوق رغبته في تخليصها من العذاب ..
لكنه .. وبعدما أشار الطبيب اليه بأن والده في عداد الموتى .. تفاجأ به معافى ... وهنا كان ندمه الشديد ونحيبه وهو يقف على باب حجرة أمه ..
قسوة شديدة .. سادت طبع الابن هذا ..
في النص انتقال بين الفترات الزمنية واسترجاع للحدث يحتاج من القارئ - ممن هم على شاكلتي- شيئاً من الجهد ..
سرني معانقة حرفكم الجميل .
تقديري.


الأخ الأديب النبيل عبدالسلام
تحية إكبارٍ وود..إن المستشار عاطف المقرب والأثير عند أمه..كان يعايش حياتها لحظة بلحظة...وأنَّ نبض قلبها هو نبض قلبها-انظر وقد قال له أبوه: أنت ابن امك-..ذلك أن هو الأعلم بمرضها وهوسرها..ولا يعقل أن ابنه الذي انتقلت محبة جدته عبر ابيه إليه..نذر نفسه لدراسة الطب ليعالج جدته..ذلك أن أم عاطف لم تذق طعم النوم لسنتين..فهو عبر لغة التخاطر –التلبثة-بين القلوب المحبة أنَّ أمّه ميتة..وهذا الذي لم يكتشفه الممرض بعض..وإنَّ عاطف قد احسَّ نبضاً قد توقفَ في قلبه..فأنت تستطيع وأنت في غربة مثلا أن تحسَّ في يومٍ معينة، في ساعة معينة..بضيق صدرٍ وانقباض قلب..ثم يأتيك خبرٌ أن عزيزا قد فقدته في تلك الساعة..وبعدُ فلانستطيع أن نخلص إلى أن عاطف سارع بالتخلص من أمه بما قاله للممرض..وإلا فإن أمه لم تمت فبينا انتهى الناس من أيام الحزن ..فإن جزنه على أمه له شأن وطقسٌ آخر –كشأنه وطقسه مع امه قبل الموت- سيمارسه فيه وحده..فهو صعودٌ إلى غرفتها في الإعلى..صعودا يواكب صعود روحها إلى السماء!..وكل يوم يذهب فيه إلى عمله في الصباح..سيمارس نحو والدته صعود روح دائم.. أشكر لك مرورك الكريم وما اشرقت به على النص!
تقديري الكبير وخالص دعائي!
أخوكم

فوزي الشلبي
19-05-2014, 09:11 AM
انتقل السّرد من ضمير الغائب إلى ضمير المتكلّم لكشف الشّخصيّة الغريبة شخصية المستشار عاطف الذي رأينا العطف في تصرّفاته تارة، وطورا القسوة، وجاء اختيار اسمه رائعا
الأحداث كانت تأخذ القارئ لزاوية ما، ثمّ تأتي عكس التّوقّعات
بوركت
تقديري وتحيّتي


الأديبة النبيلة كاملة:
تحية إكبار وإعزاز وود.. وما سطع بيانك من تقدير للنص، ما جعله اكثر إشراقاً وروعة هذا شرفٌ كبير ما طوقتني من تقدير نبيل للنص..أشكر لك مرورك الكريم وما اشرقت به شمسك على النص!...هذه الثقة الغالية التي أشرف وأعتز وأستفيء ظلالها!
تقديري الكبير وخالص دعائي
أخوكم

ربيحة الرفاعي
01-06-2014, 06:46 PM
عرضت القصة لعلاقة بين المستشار عاطف ووالدته وارتباط أعمق ربما من ما بين أم وابنها جعلته يعيشها ويستعشر حاجاتها لدرجة أطلق عليها بقراره ما يسمونه برصاصة الرحمة حين منع الممرض من متابعة إجراءات مدها بالتنفس الصناعي، وبحرفية بناء الصورة تنقل القارئ لاتهامه في إسلامه أمره لله ويقينه برحمته حين يعيش عودة والده للحياة من موت محقق في نظر الطب، بينما لم يشر النص لكون موتها كان محققا
النقلات المشهديّة كانت أشبه باللقطات السينمائية واحتاجت بزعمي بعض المونتاج لتمكين المتلقي من التقاط النقلة الزمكانية والتهئ لعناصر المشهد الجديد
ويبقى أنها كانت ماتعة شائقة السرد طابت جولة التلقي في أفيائها

دمت بخير أيها الكريم


تحاياي

مصطفى الصالح
01-06-2014, 09:55 PM
سأقول أنني قرأت قصة بكامل عناصرها خالية من الشوائب

فكرة عميقة أسلوب أنيق راوح بين الحاضر والفلاشباك ولغة نقية

أبدعت

سلم اليراع

كل التقدير

وفاء عرب
01-06-2014, 10:34 PM
أسلوب مميز من قلم مبدع وقدير
قصة مؤلمة ..

شكرا لعدسة قلمك
أطيب تحية

خلود محمد جمعة
03-06-2014, 07:49 AM
المستشار من الخارج بلقبه وتكوين الشخصية مترجمة بتصرفاته الظاهرة
وعاطف من العطف والحنان وهي الجزء الأخر من تكوينه توضح صورة المستشار
ذكاء الاسم مع مجريات الحدث والتنقل من حالة لأخرى بحرفية وجمال
:v1::v1:اسجل شديد اعجابي
دمت بخير

خلود محمد جمعة
03-06-2014, 07:51 AM
المستشار من الخارج بلقبه وتكوين الشخصية مترجمة بتصرفاته الظاهرة
وعاطف من العطف والحنان وهي الجزء الداخلي الأخر من تكوينه توضح صورة المستشار
ذكاء الاسم مع مجريات الحدث والتنقل من حالة لأخرى بحرفية وجمال
:v1::v1:اسجل شديد اعجابي
دمت بخير

فوزي الشلبي
20-06-2014, 11:06 AM
عرضت القصة لعلاقة بين المستشار عاطف ووالدته وارتباط أعمق ربما من ما بين أم وابنها جعلته يعيشها ويستعشر حاجاتها لدرجة أطلق عليها بقراره ما يسمونه برصاصة الرحمة حين منع الممرض من متابعة إجراءات مدها بالتنفس الصناعي، وبحرفية بناء الصورة تنقل القارئ لاتهامه في إسلامه أمره لله ويقينه برحمته حين يعيش عودة والده للحياة من موت محقق في نظر الطب، بينما لم يشر النص لكون موتها كان محققا
النقلات المشهديّة كانت أشبه باللقطات السينمائية واحتاجت بزعمي بعض المونتاج لتمكين المتلقي من التقاط النقلة الزمكانية والتهئ لعناصر المشهد الجديد
ويبقى أنها كانت ماتعة شائقة السرد طابت جولة التلقي في أفيائها

دمت بخير أيها الكريم


تحاياي


الأديبة النبيلة ربيحة:
تحية كبيرة وود..أشكر لك مرورك الكريم وما اشرقت به على النص فازدان بعد رؤية!
تقديري الكبير وخالص دعائي! أشكر لك مرورك الكريم!
أما شأن عاطف مع الممرض، فليس كما يوحي النص للوهلة الأولى أنه اراد ان يطلق عليها رصاصة الرحمة لكي ترتاح وتريح...بل لأن روحه متعلقة بروح أمه، فأحس إحساس المتعلق أن أمه لحظتها فارقت الحياة قبل أن يدرك الممرض ذلك! أما التنقل من حدث إلى آخر...للإشارة ان الموت بيد الله فبينا ان الأب الذي كان يتوقع موته عندما دخل في الغيبوبة بعد الجلطة الذي اصابته ورأي الطب في ذلك..إذا سهم الموت يصيبُ الأم...فمكث الأب سنينا عديدة بعد موت الأم...ولقد اعتمدت ذكاء القارىء كي بنتقل بين الموتين..وكل منهما محبٌ للحياة...الأول وقد طلب طقم الأسنان ليأكل والثانية التي طلبت زيت المعصرة ولم تهنأ به!
،وبعدُ ما سطع بيانك من تقدير للنص، ما جعله اكثر إشراقاً وروعة..ثقة غالية وتقدير ثمين!
أخوكم

فوزي الشلبي
20-06-2014, 11:09 AM
سأقول أنني قرأت قصة بكامل عناصرها خالية من الشوائب

فكرة عميقة أسلوب أنيق راوح بين الحاضر والفلاشباك ولغة نقية

أبدعت

سلم اليراع

كل التقدير

الأخ الشاعر النبيل مصطفى:
تحية كبيرة وود وإعزاز..أشكر لك مرورك الكريم وما اشرقت به على النص من بهاء التقدير! ..ومن تحليل فني أسبغ على النص جمالا وروعة!
تقديري الكبير وخالص دعائي!
أخوكم

فوزي الشلبي
20-06-2014, 11:11 AM
أسلوب مميز من قلم مبدع وقدير
قصة مؤلمة ..

شكرا لعدسة قلمك
أطيب تحية


الأديبة النبيلة وفاء:
تحية كبيرة وود..أشكر لك مرورك الكريم وما اشرقت به على النص من تقدير ثمين!
تقديري الكبير وخالص دعائي!
أخوكم

فوزي الشلبي
20-06-2014, 11:14 AM
المستشار من الخارج بلقبه وتكوين الشخصية مترجمة بتصرفاته الظاهرة
وعاطف من العطف والحنان وهي الجزء الأخر من تكوينه توضح صورة المستشار
ذكاء الاسم مع مجريات الحدث والتنقل من حالة لأخرى بحرفية وجمال
:v1::v1:اسجل شديد اعجابي
دمت بخير


الأديبة النبيلة خلود:
تحية كبيرة وود..أشكر لك مرورك الكريم وما اشرقت به على النص!وهذا قضلك القديم الجديد الذي تنثرين وروده علينا.. وما اشرقت به على النص فزاده رونقا وروعة ثقةٌ غالية لطالما اعتززتُ بها!
...
تقديري الكبير وخالص دعائي!
أخوكم

نداء غريب صبري
16-08-2014, 12:00 AM
قصة جميلة تذكر بواجب التسليم لأمر الله والثقة برحمته وعد التأله باتخاذ القرارات التي أمرها لله
العنوان والصفة اختراهما أخي القاص بذكاء، وشفاء والده كان هو الحدث الصاعق في القصة الذي يوصل فكرتها

أمتعتني قراءتها جدا

شكر ا لك أخي

بوركت

ناديه محمد الجابي
08-09-2014, 10:45 PM
جميل أن يرتبط الأبن بوالديه إلى هذا الحد .. وقد رأينا جزعه
على أبيه عند مرضه وفرحه بشفائه الغير متوقع.
أما بالنسبة إلى أمه فقد كان مرتبطا بها إلى أقصى حد ، بارا بها
إلى أقسى حد ، محبا لها فاستطاع أن يشعر بلحظة موتها بقلبه
عاطف .. شخصية جميلة في نص بديع استطعت أن تتلاعب فيه بالقارئ
فتكشف في كل فقرة جزء من القصة في غير ترتيب زمني .
أفلحت في التعبير بسرد بديع ومقدرة عالية على القص وحبكة درامية
متقنة في قصة معبرة مؤثرة.
تحفة فنية رائعة تضاف إلى روائعك الفريدة
سلمت والفكر والقلم.

فوزي الشلبي
28-11-2014, 06:19 AM
قصة جميلة تذكر بواجب التسليم لأمر الله والثقة برحمته وعد التأله باتخاذ القرارات التي أمرها لله
العنوان والصفة اختراهما أخي القاص بذكاء، وشفاء والده كان هو الحدث الصاعق في القصة الذي يوصل فكرتها

أمتعتني قراءتها جدا

شكر ا لك أخي

بوركت

ا
الأديبة النبيلة نداء:
تحية إكبارٍ وإعزازٍ وود..شاكرا لكم مروركم البهي وما اشرقت به على النص! وما سطر يراعك من تقدير ثمين..ثقةٌ غالية لطالما اعتززتُ بها! مرورُ كريم! وتعليقُ نبيل..
تقديري الكبير وخالص دعائي!

أخوكم

فوزي الشلبي
28-11-2014, 06:25 AM
جميل أن يرتبط الأبن بوالديه إلى هذا الحد .. وقد رأينا جزعه
على أبيه عند مرضه وفرحه بشفائه الغير متوقع.
أما بالنسبة إلى أمه فقد كان مرتبطا بها إلى أقصى حد ، بارا بها
إلى أقسى حد ، محبا لها فاستطاع أن يشعر بلحظة موتها بقلبه
عاطف .. شخصية جميلة في نص بديع استطعت أن تتلاعب فيه بالقارئ
فتكشف في كل فقرة جزء من القصة في غير ترتيب زمني .
أفلحت في التعبير بسرد بديع ومقدرة عالية على القص وحبكة درامية
متقنة في قصة معبرة مؤثرة.
تحفة فنية رائعة تضاف إلى روائعك الفريدة
سلمت والفكر والقلم.


الأديبة النبيلة نادية:
تحية إكبارٍ وإعزازٍ وود..شاكرا لكم مروركم البهي وما اشرقت به شموسكَ على النص!

مرورُ كريم! وتعليقُ نبيل.. وما سطر يراعك من تقدير ثمين..ثقةٌ غالية لطالما اعتززتُ بها!

تقديري الكبير وخالص دعائي!
أخوكم