المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جسد على الضفة



عبد المجيد برزاني
17-05-2014, 06:11 PM
جسد على الضفة


ألصقتُ بأذنيّ طرفي السليك الذي كان طرفه الآخر مزروعا في هاتفي النقال.
شدتْ فيروز :
ــ فايقْ يا هوى ،،،، يومْ كنّا سوى ....
هدهد أعصابي اللحنُ، والصوت السمائي رفعني إثر سرب نوارس يسعى وراء رزقه، على زرقة النهر المتودد للمحيط.
قلت لزوجتي ....وقالت لي زوجتي ... وقلت لزوجتي ... زوجتي التي ماتزال تحتفظ بعشرينيتها الأولى، يدهشني إصرارها على تحدي الموت والمشي جانبي ...
رجلاي كانتا تتعقبان السربَ المتواري خلف الأفق عبر الممر الإسمنتي العريض، ثم في غفلة مني، عبر المسالك الخشبية الضيقة، داخل الزورق الجاثم على الضفة اليسرى للنهر.
سأل صوت نسائي:
ــ ماذا تشرب ؟
وأنا أتقصى سرب النوارس البعيد، طلبت قهوة سوداء ،،،،، من دون سكر. ومن دون أن أتبين جيدا مصدر الصوت.
أيقنت تماما أن صاحبته لم تكن زوجتي عندما قــُـدّمت لي القهوة مع فاتورة صغيرة تطلب ستين درهما ثمنا لفنجان عديم الحلاوة.

كاملة بدارنه
18-05-2014, 08:54 AM
الزّوجة المخلصة تقدّمها مع فاتورة سدّدت حبّا وإخلاصا
جميل أن تبقى الذّكرى الطّيبة بصحبة الزّوج
قصّة ملفتة بفكرتها الرّاقية
بوركت
تقديري وتحيّتي

عبد السلام دغمش
18-05-2014, 09:49 AM
أثناء حديثه المسترسل مع زوجته .. كان ما حدث إشارة لما يمتلكه الإنسان ويغفل عن قيمته ..
الصوت الاخر شغله عن زوجته .. والفاتورة ردته الى الأجواء مرة اخرى ..
لقطة جميلة أديبنا الفاضل .
تقديري ومودتي.

عبد المجيد برزاني
18-05-2014, 04:38 PM
الزّوجة المخلصة تقدّمها مع فاتورة سدّدت حبّا وإخلاصا
جميل أن تبقى الذّكرى الطّيبة بصحبة الزّوج
قصّة ملفتة بفكرتها الرّاقية
بوركت
تقديري وتحيّتي

وبوركت قراءاتك ومواكباتك الراقية للنصوص .
أستاذة كاملة :
دمت لهذا المنتدى السعيد ودام لك التألق والحضور .
تحيتي وتقديري.

محمد الشرادي
18-05-2014, 04:48 PM
أهلا أخي عبد المجيد
هذه وضة مائزة...بتكثيفها المدروس بعناية فائقة جعلها تشع بألف ضوء. من ثناياه يخرج الصوت السماوي ... و من معطفها الوري تخرج أسراب النورس ...و من شرفتها تطل رفيقة دربك...كل في تناغم تام ...صوت واحد نشاز...أحسنت إذ لم تتبين مصدره...ذلك الصوت كدلال لا يعرف النطق إلا بالدرهم...فلتذهب ستون درهما إلى الجحيم مادامت هناك سيدة عظيمة تصنع قهوى بطعم و حلاوة و بالمجان.
كم اتمنى أن اكتب نصوصا بهذا التكثيف الرائع...ليتني أفلح في ذلك.
تحياتي

عبد المجيد برزاني
19-05-2014, 01:42 AM
أثناء حديثه المسترسل مع زوجته .. كان ما حدث إشارة لما يمتلكه الإنسان ويغفل عن قيمته ..
الصوت الاخر شغله عن زوجته .. والفاتورة ردته الى الأجواء مرة اخرى ..
لقطة جميلة أديبنا الفاضل .
تقديري ومودتي.

شكرا لمرورك الراقي أخي الأكرم عبد السلام، ولقراءتك الجميلة.
تحيتي وكل التقدير.

عبد المجيد برزاني
19-05-2014, 01:49 AM
أهلا أخي عبد المجيد
هذه وضة مائزة...بتكثيفها المدروس بعناية فائقة جعلها تشع بألف ضوء. من ثناياه يخرج الصوت السماوي ... و من معطفها الوري تخرج أسراب النورس ...و من شرفتها تطل رفيقة دربك...كل في تناغم تام ...صوت واحد نشاز...أحسنت إذ لم تتبين مصدره...ذلك الصوت كدلال لا يعرف النطق إلا بالدرهم...فلتذهب ستون درهما إلى الجحيم مادامت هناك سيدة عظيمة تصنع قهوى بطعم و حلاوة و بالمجان.
كم اتمنى أن اكتب نصوصا بهذا التكثيف الرائع...ليتني أفلح في ذلك.
تحياتي

أخي سي محمد : من نصوصك نتعلم التكثيف والسرد الراقي الجميل .
هذا تواضع الكبار من مبدع وقاص يحتفظ له جميع الأدباء المغاربة في قلوبهم بالمحبة الكبيرة اعترافا بما يقدمه للساحة الثقافية من تضحيات .
تحيتي وكل التقدير.

خلود محمد جمعة
20-05-2014, 08:24 AM
كصوت فيروز وسرب السنونو وطعم القهوة
حروفك
دام الألق
دمت شفيف الروح
مودتي وكل التقدير:hat:

آمال المصري
21-05-2014, 04:19 AM
لوحة بديعة بما تحوي أرضا وبحرا وجوا مطرزة بالجمال
وجاءت الحبكة قوية والاختزال بديعا والفكرة واضحة المعالم
نعم فاتورة الزوجة تسدد بعملة نادرة من المودة والدفء والعاطفة
بديع نصك أديبنا الفاضل فشكرا لك ألفا
تقديري الكبير

ربيحة الرفاعي
29-05-2014, 06:37 PM
هي لم تتحد الموت بل تحداه هو، واستعادها من بين فكيه طيفا يسير إلى جانبه

بكل الحب وكل الإخلاص وكل المعاني الإنسانية السامية صيغت حروف المشهد، وبكلّ مهارة رسم ليخترق الروح سهم محبة وسمو

دمت بكل الألق


تحاياي

عبد المجيد برزاني
30-05-2014, 12:25 AM
كصوت فيروز وسرب السنونو وطعم القهوة
حروفك
دام الألق
دمت شفيف الروح
مودتي وكل التقدير:hat:


شكرا لك أستاذة خلود على هذه المواكبة المؤنسة.
دمت بالقرب ودام للواحة ظلك.
تحيتي وتقديري.

نداء غريب صبري
21-07-2014, 05:57 PM
زوجةراحلة وزوح وفيّ لا يستغني عن صحبتها حتى بعد رحيلها

قصة رائعة ومؤثرة جدا

شكرا لك أخي

بوركت

ناديه محمد الجابي
17-08-2016, 07:08 PM
على صوت فيروز الملائكي، وسرب النوارس يسعى في السماء
وحديث مع طيف الزوجة التي مااستطاع الموت أن يبعدها عنك
جاء فنجان القهوة المر طعما وثمنا ليذكرك بما فقدت بفقدانها من دفء المودة والحنان.
نص شاعري جميل بحس محلق رقيق
شكرا لروعة قلمك وعذوبة المعاني
ولحروف مكتوبة بمداد الوفاء. :v1::001: