تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : موشـَّح الماء والملح



جمانه شبانه
17-05-2014, 07:34 PM
ماءٌ ومِلْحٌ هلْ يُسَدُّ بهِ ظمَأ ... إنْ أهدَرَ السجنُ الكرامة َ وامتـَلأ ؟
جلدٌ ترَهَّلَ فوقَ كاهِلِهِ إذا ... قهرٌ تشـَبَّعَ حالَه ُوبهِ لَكـَأ

أعْطـُوهُ ماءً يستردُّ بهِ الهوى
والمِلْحُ أفضَلُ من ْ مجاريرِ النوى
والقيدُ يعصُرُ مِعصَميْهِ وقدْ كوى

ماءٌ ومِلْحٌ هلْ يُسَدُّ بهِ ظمَأ ... والكلُّ منْ شجِّ الرؤوس ِ قدْ اختبئ؟
خلفَ الحديدِ يشُدُّهُ ويصُدُّهُ ... فتجمعوا وتفرقوا أيدي سبَأ

آذانـُنا رغمَ النِداءِ نَسُدُّها
وعيونـُنا بالكادِ تنظـُرُ ذُلَّها
وشؤونُ أمتنا الجريحَةِ منْ لها؟

ماءٌ ومِلْحٌ هلْ يُسَدُّ بهِ ظمَأ ... إنْ كانَ قدْ خـُلِقَ البدايةَ منْ حَمَأ ؟
ومصيرُهُ بينَ الثـُرَيَّا والثرى ... بعدَ الذي في الأرض ِ منها قدْ نشَأ

سجنٌ يحيطُ بأرضِهِ وسمائهِ
وكرامةٌ قدْ دُنِّسَتْ بردائهِ
والدمعُ محبوسٌ بجوفِ ندائِهِ

وحياتـُهُ رهنُ العروبةِ كلّها ... والحالُ ترثي حالَنا بعدَ الخطأ
نبكي ونندبُ ذلّنا في خِفيَة ٍ ... والسُّر أولى أنْ يُذاعَ إلى المَلأ

العزُّ يكتُبُ حَرفـَهُ في خاطري
والذلُّ يُهْدِرُ وقـْتـَهُ في حاضري
والنفسُ تفنى حينَ يأمُرُ آمِري

ماءٌ ومِلحٌ هلْ يُسَدُّ بهِ ظمأ ... إنْ صارَ من حُبلى سلاسِلهِ رَشَأ ؟
مُحْدَودِبا ً يمشي يَجُرُّ قيودَهُ ... وكأنـَّهُ في ظلِّ سَكـْرَتِهِ بدأ

جرحٌ تغلغـَلَ في النفوسِ وقدْ سرَى
بالهمِّ وزَّعَ كلَّ مخزونِ الكَرَى
هلْ منْ مَجَسٍّ قدْ نقيسُ بهِ الوَرى

أمعاؤهُ بالصبرِ خاوية ٌ على ... عرشِ الكرامة ِ لمْ يُذلـّلـْها الكـَلأ
ولسانـُهُ بالذِكرِ يُنـْدي صدرَهُ ... فاللهُ يرعى حالَهُ حينَ التجَأ

هلْ نسألُ المحبوسُ فينا مالَهُ ؟
حالٌ وأيُّ الحال ِ ترعى حالَهُ
إنْ ماتَ أو شيءٌ بذُلٍّ نالَهُ

قاموسُ صبر ٍ بين َ أنفاس ٍ ترى ... بشهيقِها كلُّ المعاجِم ِ قدْ قـَرأ
وزفيرُها منْ بين ِ حشرَجَةٍ هنا ... يُلقي السَكينـَة َ بعدَما قلبٌ هَدأ

أرَقٌ تمدَّدَ في السُكونِ إذا اكتوتْ
أنفاسُنا منْ ضِيقِ حالـَتِهِ اهتـَرَتْ
أمعاؤهُ فالصبرُ فيها قدْ نـَبَتْ

ماءٌ ومِلْحٌ هلْ يُسَدُّ بهِ ظمَأ ... إنْ كانَ منْ كلِّ المذلَّةِ قدْ بَرِء ؟
هلْ تسمعونَ حَسْيسَهُ بينَ الأذى ... أمْ قدْ سمعتمْ عنهُ خطباً أو نبـَأ؟

الجوعُ إنْ طرَقَ البُطونَ فإنـَّهُ
كالماءِ يهرُبُ منْ هجوم ٍ شنـَّهُ
لَهَبٌ تمرَّدَ في كتاب ٍ قـَنـَّهُ

كلُّ الذي أرْداهُ صوتُ صغيرهِ ... بلْ دمعُ أمٍّ بلْ مراسيلُ المَلأ
والنارُ تنهَشُ صدرَهُ في غصَّةٍ ...فالجسمُ عَار ٍ منْ أقاربهِ كـَمِئ

وتعلـَّمي يا نفسُ منهُمْ ما الثبات ْ
بالقيدِ أم ْ بالجوع ِ أمْ بالثـَرْثـَرات ْ
العزُّ يبقى في حياتي للممات ْ

ماءٌ ومِلحٌ هلْ يُسَدُّ بهِ ظمأ ... إنْ كانَ أُلـْبـِسَ بالقيودِ ولمْ يشَأ ؟
لنْ يُصْلِحَ الماءُ المُملَّحُ حالَهُ ... لكنْ سيبقى منْ لعزَّتنا رفـَأ


جمانه شبانه

عدنان الشبول
17-05-2014, 07:43 PM
أهلا بكم أختنا جمانة شبانة في ربوع الواحة الجميلة بين المبدعين والمبدعات والمخلصين للأدب واللغة .

ولقد أتيت يا سيدتي بحروف من جُمان وتناثر اللؤلؤ في كل مكان ، وإنّي ( ولست ناقدا ولا حاكما أدبيا) لأرى قلما يشع جمالا وحكمة وعزّة وشاعرية .


أهلا بكم وألف مرحبا


عدنان

سامي الحاج دحمان
17-05-2014, 09:38 PM
مرور للترحيب بك أختا كريمة و خيرة بين الخيرين في واحة الخير

بداية موشحة بالجمال بهذا اللون المميز و الموضوع المتميز

بورك وجدانك و بيانك

محبتي و تقديري

عبدالحكم مندور
17-05-2014, 09:55 PM
صدقت أيتها الأبية الحرة
بارك الله هذا الإحساس الحي
إن كل شيء مالح في هذا الوضع المشحون الموبق
هناك من يستمرئ شرب دماء إخوانه وأكل لحومهم
أرجو أن يطيب لك المقام هنا وأهلا بك بين أهل وأخوة
خالص تحياتي

هاشم الناشري
17-05-2014, 09:59 PM
مرور للتحية والترحيب بالشاعرة المبدعة جمانه شبانه

مرحبا بك في واحة الخير والحق والجمال ، نأمل أن يطيب
لك المقام ، وأهلا بحرفك الجميل .

دمتِ متألقة.

تحياتي وتقديري.

آمال المصري
17-05-2014, 11:06 PM
عقد من جمان .. وفريدة من درر الشعر جاءت جميلتك شاعرتنا الرائعة فلا فض فوك
مرور للترحيب في واحة الجمال وأتمنى أن يطيب لك المقام معنا
تقديري الكبير

جمانه شبانه
18-05-2014, 10:15 AM
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا وانما نستقي منكم ومنك نتعلم دمتم لنا ودام حسكم وذوقكم

أحمد الجمل
18-05-2014, 02:49 PM
الله الله الله
روووووعة والله
ومن أجمل ما قرأت
سلمت أختي الفاضلة وسلمت أناملك
وأهلا ومرحبا بك في واحة الخير والحق والجمال
خالص مودتي

الدكتور ضياء الدين الجماس
18-05-2014, 03:23 PM
ماءٌ ومِلْحٌ هلْ يُسَدُّ بهِ ظمَأ ... إنْ أهدَرَ السجنُ الكرامة َ وامتـَلأ ؟
جلدٌ ترَهَّلَ فوقَ كاهِلِهِ إذا ... قهرٌ تشـَبَّعَ حالَه ُوبهِ لَكـَأ

أعْطـُوهُ ماءً يستردُّ بهِ الهوى
والمِلْحُ أفضَلُ من ْ مجاريرِ النوى
والقيدُ يعصُرُ مِعصَميْهِ وقدْ كوى

ماءٌ ومِلْحٌ هلْ يُسَدُّ بهِ ظمَأ ... والكلُّ منْ شجِّ الرؤوس ِ قدْ اختبئ؟
خلفَ الحديدِ يشُدُّهُ ويصُدُّهُ ... فتجمعوا وتفرقوا أيدي سبَأ

آذانـُنا رغمَ النِداءِ نَسُدُّها
وعيونـُنا بالكادِ تنظـُرُ ذُلَّها
وشؤونُ أمتنا الجريحَةِ منْ لها؟

ماءٌ ومِلْحٌ هلْ يُسَدُّ بهِ ظمَأ ... إنْ كانَ قدْ خـُلِقَ البدايةَ منْ حَمَأ ؟
ومصيرُهُ بينَ الثـُرَيَّا والثرى ... بعدَ الذي في الأرض ِ منها قدْ نشَأ

سجنٌ يحيطُ بأرضِهِ وسمائهِ
وكرامةٌ قدْ دُنِّسَتْ بردائهِ
والدمعُ محبوسٌ بجوفِ ندائِهِ

وحياتـُهُ رهنُ العروبةِ كلّها ... والحالُ ترثي حالَنا بعدَ الخطأ
نبكي ونندبُ ذلّنا في خِفيَة ٍ ... والسُّر أولى أنْ يُذاعَ إلى المَلأ

العزُّ يكتُبُ حَرفـَهُ في خاطري
والذلُّ يُهْدِرُ وقـْتـَهُ في حاضري
والنفسُ تفنى حينَ يأمُرُ آمِري

ماءٌ ومِلحٌ هلْ يُسَدُّ بهِ ظمأ ... إنْ صارَ من حُبلى سلاسِلهِ رَشَأ ؟
مُحْدَودِبا ً يمشي يَجُرُّ قيودَهُ ... وكأنـَّهُ في ظلِّ سَكـْرَتِهِ بدأ

جرحٌ تغلغـَلَ في النفوسِ وقدْ سرَى
بالهمِّ وزَّعَ كلَّ مخزونِ الكَرَى
هلْ منْ مَجَسٍّ قدْ نقيسُ بهِ الوَرى

أمعاؤهُ بالصبرِ خاوية ٌ على ... عرشِ الكرامة ِ لمْ يُذلـّلـْها الكـَلأ
ولسانـُهُ بالذِكرِ يُنـْدي صدرَهُ ... فاللهُ يرعى حالَهُ حينَ التجَأ

هلْ نسألُ المحبوسُ فينا مالَهُ ؟
حالٌ وأيُّ الحال ِ ترعى حالَهُ
إنْ ماتَ أو شيءٌ بذُلٍّ نالَهُ

قاموسُ صبر ٍ بين َ أنفاس ٍ ترى ... بشهيقِها كلُّ المعاجِم ِ قدْ قـَرأ
وزفيرُها منْ بين ِ حشرَجَةٍ هنا ... يُلقي السَكينـَة َ بعدَما قلبٌ هَدأ

أرَقٌ تمدَّدَ في السُكونِ إذا اكتوتْ
أنفاسُنا منْ ضِيقِ حالـَتِهِ اهتـَرَتْ
أمعاؤهُ فالصبرُ فيها قدْ نـَبَتْ

ماءٌ ومِلْحٌ هلْ يُسَدُّ بهِ ظمَأ ... إنْ كانَ منْ كلِّ المذلَّةِ قدْ بَرِء ؟
هلْ تسمعونَ حَسْيسَهُ بينَ الأذى ... أمْ قدْ سمعتمْ عنهُ خطباً أو نبـَأ؟

الجوعُ إنْ طرَقَ البُطونَ فإنـَّهُ
كالماءِ يهرُبُ منْ هجوم ٍ شنـَّهُ
لَهَبٌ تمرَّدَ في كتاب ٍ قـَنـَّهُ

كلُّ الذي أرْداهُ صوتُ صغيرهِ ... بلْ دمعُ أمٍّ بلْ مراسيلُ المَلأ
والنارُ تنهَشُ صدرَهُ في غصَّةٍ ...فالجسمُ عَار ٍ منْ أقاربهِ كـَمِئ

وتعلـَّمي يا نفسُ منهُمْ ما الثبات ْ
بالقيدِ أم ْ بالجوع ِ أمْ بالثـَرْثـَرات ْ
العزُّ يبقى في حياتي للممات ْ

ماءٌ ومِلحٌ هلْ يُسَدُّ بهِ ظمأ ... إنْ كانَ أُلـْبـِسَ بالقيودِ ولمْ يشَأ ؟
لنْ يُصْلِحَ الماءُ المُملَّحُ حالَهُ ... لكنْ سيبقى منْ لعزَّتنا رفـَأ

جمانه شبانه


الشاعرة الوشاحة جمانة شبانة
موشحة جميلة بأقفالها التامة (الرباعية الأغصان) وبيوتها الجميلة.
ما يخرجها عن الموشحة المثالية الأندلسية عدم تناظر الروي في الأغصان المتقابلة.
فالغصن الأول من كل قفل يجب أن يماثل برويه جميع الأغصان المناظرة من كل قفل - ما لونته بالأحمر وتحته خط يجب أن يكون بروي متماثل. وما لونته بالأزرق وتحته خط يجب أن يكون بروي متماثل.
انظري الرابط https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=72507
تبقى الموشحة جميلة متميزة وبهدف إبداعي جديد في استعمال الموشحات.
ننتظر المزيد والأكمل.
بوركت وجزاك الله خيراً

جمانه شبانه
18-05-2014, 04:48 PM
الشاعرة الوشاحة جمانة شبانة
موشحة جميلة بأقفالها التامة (الرباعية الأغصان) وبيوتها الجميلة.
ما يخرجها عن الموشحة المثالية الأندلسية عدم تناظر الروي في الأغصان المتقابلة.
فالغصن الأول من كل قفل يجب أن يماثل برويه جميع الأغصان المناظرة من كل قفل - ما لونته بالأحمر وتحته خط يجب أن يكون بروي متماثل. وما لونته بالأزرق وتحته خط يجب أن يكون بروي متماثل.
انظري الرابط https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=72507
تبقى الموشحة جميلة متميزة وبهدف إبداعي جديد في استعمال الموشحات.
ننتظر المزيد والأكمل.
بوركت وجزاك الله خيراً

جزاك الله خيرا استاذنا الكبير فعلا لقد خرجت عن القاعدة في الروي واشكرك للتنبيه وأعدك بموشحة أخرى تليق بحسكم الأدبي الراقي وذوقكم الرفيع أشكرك ودمتم نبراسا

د. سمير العمري
22-06-2014, 07:15 PM
دعيني بداية أشكر فيك هذه الهمة العالية وهذا الحس النبيل السامق في التضامن مع أسرى الحرية بهذا النص المعبر الجميل.

ثم إني أرى في هذا الموشح ما يقدم لنا موهبة شعرية واعدة بالكثير فالنص حوى الكثير من ملامح جمالية في البيان وفي الصورة وفي الأسلوب خلا بعض مواضع كانت بحاجة لعناية أكثر لغة وعروضا.

أرحب بك في أفياء الواحة وننتظر ما هو أجمل وأكمل!

تقديري