مشاهدة النسخة كاملة : زليختي - شعر - مكي النزال
مكي النزال
19-05-2014, 09:03 PM
زليختي
مكي النزال
زليختي مهرةٌ تعدو براح يدي
وتنثر النجم في أفقي بلا عددِ
*
أميرةٌ لم تزل تغوي لهيب دمي
بحسنها وتنادي النارفي كبدي
*
تداعب الألق المخبوء لاهيةً
وتستبيح حصون العقل والرشَدِ
*
رزينةً تأسرُ الألبابَ إن نظرت
لم تنجرف بالهوى العاتي ولم تحد
*
ولم يكن مكرُها إلا برقتها
وباقتحامِ حدود النارِ بالبرَدِ
*
تقدّ من قُبُلٍ ثوبي بنظرتها
وتغلق الباب بالإيحاءِ عن بُعُدِ
*
ولستُ ذاك الفتى في حسن طلعته
تقطّع الكفّ فيه نسوة البلدِ
*
لكنه قدري أن كنتُ فتنتها
بالشِّعرِ يرفدُ حسن الروح بالمدد
*
تعلّقت شيبتي تلهو بهيبتها
ولم يكن همها مالي ولا جسدي
*
وكيف لي أن أماري في محبتها
وقد أفاق اللظى من غفوةِ الأبدِ؟
*
رأيتها فاستبدّ النبض منتفضًا
واشتدّ عصفُ الرؤى في نوميَ النكِدِ
*
نهضتُ من رِقدتي أهفو لمقدمها
مع النسائم مأخوذًا بغيب غدي
*
أؤمّلُ العينَ أزهارًا ملوّنةً
تشفى بألوانها من ماكث الرمدِ
*
صغيرتي، لستُ أبغي الوصل في سفهٍ
وإن هفوتُ لريٍّ من يديك ندي
*
أبقي المسافةَ، إني فيك مصطبرٌ
أخشى عليكِ صروف اللومِ والرصدِ
*
فلستُ مثل (كليم الله) في ورعٍ
مع التي مدّها بالعون والسندِ
*
تدلّه بالحصى، خجلى، وتتبعهُ
تقول: يا أبتي لولاه لم نردِ
*
يا ليتني أستقي بالعزم وقفته
وأقتفي خطوَهُ بالصبر والجلَدِ
*
لا تقربيني ففيّ النار مسجرةٌ
تريّثي في الخطى في سيرك، اتّئدي
*
أرقيك من أعينٍ قتّالةٍ دأبت
على الرماية بالتنكيلِ والحسدِ
*
أمدُّ كفّي لثغر الريح، تُلجمهُ
أخشى على فرعك المياس من أوَدِ
*
تفنّني بخفيّ البوح مُطرقةً
والعينُ ترسلُهُ كالطائرِ الغرِدِ
*
لم أُلقَ في البئر يومًا، بَيْدَ أن يدًا
مُدّت إليّ بماءٍ والفؤادُ صدي
*
والذئبُ في أضلعي يعوي بلا كللٍ
وإخوَتي يغمرون العمرَ بالرغَدِ
*
أرى ابتساماتهم في البؤس ساجدةً
تُرقي لياليّ من ريحٍ ومن رعدِ
*
وأنت ماكثةٌ عونًا على زمنٍ ،
من قبل أن تشتريني، موحشٍ وَ رَدي
*
زليختي، غلّقي الأبواب واقتربي *** من النوافذِ تلفيْني مددتُ يدي
سامي الحاج دحمان
19-05-2014, 09:18 PM
بوح شفيف عفيف
حملته حرفا نديا بهيا
و عزفته لحنا يثمل الذائقة و يأسرها
دعائي لدرر بيانك و صفاء وجدانك
محبتي و تقديري
ربيحة الرفاعي
19-05-2014, 09:20 PM
الله الله
أهلا بإشراقتك في واحتك يا شاعر الألق
استهلال مدهش أفاض عن النص من بهائه في شعر ماتع وأداء رائع كدأبك
وزليخة لا كزليخة .. في حبّ بإقدام وإحجام ووعي وحرص جسدتها أبيات القصيد بروعة
دمت بروعتك شاعرنا
ولا حرمك البهاء
تحاياي
بشار عبد الهادي العاني
19-05-2014, 09:35 PM
وكم اشتقنا لهذا الحرف الهادر البديع , وهذا هو دأبك شاعرنا الكبير.
مرور مرحب , ولي عودة لأغب صرف هذا الجمال.
محبتي وتقديري...
عدنان الشبول
19-05-2014, 10:08 PM
قصيد جميل ولحن ساحر وانسياب لطيف
دمتم بخير
د. سمير العمري
19-05-2014, 10:14 PM
قصيدة مدهشة الحس والجرس وسامقة الحرف والحرفة فلله درك!
دعني أرحب بعودتك الكريمة لواحتك واحة الخير والحق والجمال ، ودعني أثني على هذه القصيدة الرائعة بشعرها وشعورها وصورها الأدبية الخلابة وأستقبلها وصاحبها بما تستحق من تكريم.
للتثبيت!
ودام هذا الألق زاهرا!
بقي همسة صغيرة في هذا البيت:
تدلّه بالحصى، خجلى، وتتبعهُ
تقول: يا أبتي لولاه لم نردِ
كأن شيئا سقط من تدله فأربك الجرس عندي.
تقديري
خالد سرحان الفهد
19-05-2014, 10:23 PM
أستاذي الشاعر الكبير مكي النزال
اشتقت لك جدا جدا
دمت بهيا أيها السامي
لقصائدك أجنحة كما عهدناها
سقاك الله فرحاً
مودتي
محمد تمار
19-05-2014, 11:05 PM
يا سلام ما أروعها وأعذبها
أبدعت أخي العزيز مكي أيما إبداع..
دام لك حسن البيان..
خالص مودتي وإعجابي
مكي النزال
19-05-2014, 11:27 PM
قصيدة مدهشة الحس والجرس وسامقة الحرف والحرفة فلله درك!
دعني أرحب بعودتك الكريمة لواحتك واحة الخير والحق والجمال ، ودعني أثني على هذه القصيدة الرائعة بشعرها وشعورها وصورها الأدبية الخلابة وأستقبلها وصاحبها بما تستحق من تكريم.
للتثبيت!
ودام هذا الألق زاهرا!
بقي همسة صغيرة في هذا البيت:
تدلّه بالحصى، خجلى، وتتبعهُ
تقول: يا أبتي لولاه لم نردِ
كأن شيئا سقط من تدله فأربك الجرس عندي.
تقديري
استاذن الأحبة الذين سبقوك بالرد اخي العزيز
لأعبر عن امتناني لترحاب أنت له أهل
وأوضح
تدله(و) من الدلالة
ولوتمعنتم في المعنى لتوضحت لكم الصورة
(قصة سيدنا موسى مع بنت سيدنا شعيب عليهما السلام)
تحيتي والمودّة
.
محمد عبد المجيد الصاوي
19-05-2014, 11:51 PM
عود ميمون أستاذنا القدير وشاعرنا الكبير
أما القصيد . فهو يؤكد أنك ما زلت تتربع على عرش الشعر العراقي
مع ثلة شعراء العراق الأماجد .. خلف الحديثي ومحمد نصيف وناجي إبراهيم ويحيى السماوي ووليد الصراف
وتلك الكوكبة التي تمثل مدرسة الشعر العراقي في عقده الفريد
محبتي
د. مختار محرم
20-05-2014, 12:54 AM
الشاعر الكبير مكي النزال ...
ها قد عادت الواحة تحتفي بحرفك الكبير أيها النجم المشرق في سماء الشعر
وكيف لي أن أماري في محبتها
وقد أفاق اللظى من غفوةِ الأبدِ؟
الله الله الله ..
وكيف لي أن أماري فيك يا وطنا
للشعر أحرفه جيش بلا عددِ
احترت أي بيت أقتبس ففي كلها جمال .. وفي كلها شاعر شاعر اسمه مكي النزال
دمت بهذا الحضور أيها القدير ..
أهنئ الواحة بعودتك .. لك المحبة
آمال المصري
20-05-2014, 01:00 AM
حقيقة إن من البيان لسحرا
وهنا فاض الجمال واستفاض الألق وجاءت زليختك حسنة وإحسان بنبضات ترتاد لها شمس القوافي
فريدة حري أن تكتب على جبهة الدهر وتعلق على كعبة الفخر فلا فض فوك من شاعر مفلق حصيف
وشكرا لك هذا الجمال ومرحبا بعودتك لواحتك
تقديري الكبير
محمد خويطي
20-05-2014, 02:53 AM
حبات لؤلؤ منتظمة، وجرس سحري منساب، ورقة رقراقة،
هذا هو الشعر
بورك فيك
:011::003:
محمد ذيب سليمان
20-05-2014, 06:21 AM
شكرا ايها الحبيب على هذا الجمال المنثور من عقد الدر الذي تملك
لقلبك الحب
مرحبا بك
أحمد الجمل
20-05-2014, 03:34 PM
الله الله الله
من أجمل ما قرأت
سلمت أستاذنا الفاضل وسلمت يمينك
خالص مودتي
صبري الجابري
20-05-2014, 06:51 PM
توظيف جميل وراق
وتناص في غاية الروعة والأدب ، يزيده جمالا ذلك الصراع والاحتراق الخفي الذي يبحث عن الأعذار متعللا بأنه ليس نبيا معصوما
شرفني المكوث هنا
المجد لك
عمر ابو غريبة
20-05-2014, 08:23 PM
أخي الشاعر الكبير مكي النزال
كنتَ مبدعًا من منظور إسقاطك على قصة زليخة
فقد تناولتها من زاوية عادلة تجاهها حتى كدت أن تجعلها
لا تمت لزليخة إلا بالاسم وكنت شفافًا في عواطفك تجاهها
لدرجة أنك لم تختر السجن بل الدخول من النافذة!
توظيفك لقصة موسى عليه السلام في مدين كان موفقًا وإن بدا فيه استطراد.
أؤمّلُ العينَ أزهارًا ملوّنةً
تشفى بألوانها من ماكث الرمدِ
ربما:تجلو بمرودها ما رانَ من رمدِ
تجنبًا لحشو ألوان وماكث.
محبتي وإعجابي
نافع مرعي بوظو
20-05-2014, 11:09 PM
الله ما أجمل هذه القصيدة و ما أعذبها ..
الأستاذ القدير مكي النزال
عودة مباركة بقصيدة ثمينة لامست القلوب و ألهبت المشاعر
موضوعها جميل و تعابيرها رشيقة شفافة
ولدي بعض الإستفسارات التي وقفت أتأملها طويلا ولا تقلل من شأن قصيدتكم مثال ذلك :
زليختي مهرةٌ تعدو براح يدي
وتنثر النجم في أفقي بلا عددِ
استثقلت تسكين فاء أفقي فهل استبدالها بكلمة أكثر سلاسة في النطق أجمل ( في دربي ) مثلاً ؟
وكيف لي أن أماري في محبتها
وقد أفاق اللظى من غفوةِ الأبدِ؟
كأن العجز كان سيكون أجمل لو اشتغلت عليه اكثر ؟
تفنّني بخفيّ البوح مُطرقةً
والعينُ ترسلُهُ كالطائرِ الغرِدِ
رغم ضعفي في قواعد اللغة ..قرأتها فالعين لكي تعلل ما سبقها بحيث تكون الفاء سببية تبين سبب فعل الأمر تفنّني .
والذئبُ في أضلعي يعوي بلا كللٍ
وإخوَتي يغمرون العمرَ بالرغَدِ
هل يكون الذئب في أضلع العاشق الرقيق قد يكون الذئب أليس ( في وحدتي أو في عتمتي) أنسب كما أعتقد .
وأود أن أشكرك على هذه القصيدة الجميلة التي جذبتني للتمعن بحروفها ،
وأرجو أن تتقبل استفساراتي ولعلك تجد فيها وجهة نظر مفيدة
و أخيراً أعتذر على تطفلي فأنا من هواة الشعر الجميل .. وشكراً لك .
دمت بخير وسعادة
أستاذي القدير .
تحيتي .
عبد السلام دغمش
21-05-2014, 02:09 PM
" ولم يكن مكرها إلا برقتها ...
.. وباقتحام حدود النار بالبرد "
جميل هذا الوصف والتوظيف البديع للصور الجميلة .
تقبل تحياتي واعجابي.
محمد حمود الحميري
21-05-2014, 06:19 PM
رائع وأكثر ما قرأت من الشعر هنا .
فأهلًا ومرحبًا بك أخي الشاعر الجميل ــ مكي
تحياتي وتقديري .
أحمد رامي
24-05-2014, 03:36 AM
أهلا بعودتك شاعرنا الكبير مكي النزال ,
عودا حميدا
حقيقة , إن كل بيت في هذه القصيدة يقتبس إما لجمال بيان أو لبديع تصوير أو لتناص راقٍ , أو لفكر سامق ,
هطول رائع حد الإدهاش , و تحليق بحرفية متقنة , تجعل المرء يتوقف بين الفينة و الفينة ليقول :
الله !
أحسنت أحسنت أحسنت :hat:
وكيف لي أن أماريَ في محبتها
وقد أفاق اللظى من غفوةِ الأبدِ؟
صدر فيه خلل عروضي ,
و عجزفيه تصوير و بلاغة مدهشين ..
تحياتي و تقديري .
حسين محسن الياس
26-05-2014, 11:49 AM
الاستاذ الشاعر
مكي النزال
نص عمودي جميل
به طعم الغزل الشفيف
كنت هنا أنهل من عذب موسيقاه
تقبل مني كل النقدير
مصطفى الصالح
28-05-2014, 05:27 PM
كم أنت رائع
كان لي شرف سماعها وتسجيلها بصوتك
http://www.youtube.com/watch?v=JCINQioo1x8
دام الإبداع والعطاء
كل التقدير
عبدالحكم مندور
28-05-2014, 05:51 PM
نص رائع غير تقليدي الصور
مدهش التكوين
تنقلنا فيه بين لوحات بديعة
إنها ريشة فنان ترسم في دقة وئؤلف في انسجام
خالص تقديري
عبدالإله الزّاكي
30-05-2014, 01:19 AM
قصيدة رقراقة تفيض حسا و رقة شاعرنا السامق مكي النزال.
تحاياي و تقديري
خليل ابراهيم عليوي
30-05-2014, 02:30 PM
رسمت الابداع و طرزت الشعر
احسنت
مودتي
د خليل
نداء غريب صبري
26-06-2014, 12:15 AM
أميرةٌ لم تزل تغوي لهيب دمي
بحسنها وتنادي النارفي كبدي
*
تداعب الألق المخبوء لاهيةً
وتستبيح حصون العقل والرشَدِ
*
رزينةً تأسرُ الألبابَ إن نظرت
لم تنجرف بالهوى العاتي ولم تحد
الله عليك أخي
ما أروع شعرك
وما أجمل قصيدتك
أمتعني قراءتها وأطربني لحنها المميز
شكرا لك
بوركت
عادل العاني
19-01-2016, 09:22 PM
الأخ الأديب والشاعر الكبير مكي النزّال
كان لي شرف اللقاء بكم اليوم ... وشرف الإستماع لبعض أبيات من قصيدتكم الشامخة هذه ,
بل وقراءتي للقصيدة كاملة هنا ...
قصيدة صيغت بأسلوب ذكي , وببراعة ومقدرة بلاغية , ورسم لوحة جميلة بهذا التداخل الترميزي.
قصيدة يمكن أن تقرأ مرات عديدة ... وتستحق الإبحار فيها وفي معانيها وصورها الشعرية الرائعة مرات ومرات.
بارك الله فيك
تحياتي وتقديري
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir