المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجدب



سعاد محمود الامين
24-05-2014, 02:35 PM
الجدب
الرياح تعزف كالقيثارة ترسل صفيرا مموسقا، عند عبورها خلال تقوب النافذة الخشبية الضيقة. الكوخ يهتز كمن يرقص فاقدا إيقاعه تدفعه الرياح، تكاد تقتلعة كالشجرة التي أمامه..حينها نامت النجوم فجأة وعمت الحلكة..تحسس خطاه خارجا ينادى ابنه:
ــ ياطاهر أين أنت؟
ثصفعه الريح الماجنة فيرتد داخلا وقد تملكه الذعر..:
ــ أين ذهب وتركنى وحدى هنا..
ــ هل كنت نائما...لالا
هذه الرياح توقظ أكثر المتفانين نوما،تذكر كيف كان يشعر بان ابنه ضجرا..من الحياة معه
ــ هل هرب.. ابن اللعينه؟
يواجه الظلام وعبث الرياح وهو مستغرقا فى كيانه يفكر،..نفذت إلي خياشيمه..روائح ونشيش لحم فى مقلاة من الكوخ المجاور، عندئذ دب على الأرض بخطى وئيدة نحوه، فرأى الأرملة الطروبة. تجالس أطفالها، وقد أشعلت شمعة ضخمة تلوح بشعلتها فتضئ المكان،رأته فهرعت نحوه تساعده، دعته للجلوس معهم حتى تتبين الرؤيا وتنجلى العاصفة.
التف الصغار حوله يداعبونه... والأرملة تعد الطعام..سألها حذرا:
ــ هل رأيت بني طاهر؟
ترددت هنيهة تم أردفت لقد غادر وقال لايريد العودة وطلب مني أن أبلغك بقراره.
أنهار الأب وانخرطت فى البكاء :
ــ كيف يتركني وحيد وفى هذا الجو العاصف.. ياله من جاحد.. ليتني تزوجت بعد وفاة أمه.
ربتت الأرملة على كتفة فى حنو بالغ طمأنته:
ـــ لاعليك.. أبقى معنا الناس بالناس لن نتركك..
ــ لقد ضحيت من أجله..ياله من عاق
ــ سنضحي نحن من أجلك.. نحتاجك فى حياتنا.
راقت له فكرة العيش معها صارت زوجته. حين هدأت الرياح كان الصباح مزق ستر الليل..تسللت خيوط الشمس من النافذة..يد حانية توقظه..يقبض علي اليد ويوسعها قبلا لها صوت..ويردد لحنا خافتا.
ـــ أبتاه مابك؟ تغني؟!
ــ مسحت الرياح أحزاني..يا ابني أين كنت حين عزفت؟:vio:
ضحك طاهر وقبل جبين أبيه وهمس له:
ــ لم أبرح الدار..عن أي رياح تتحدث!؟

محمد الشرادي
24-05-2014, 05:27 PM
الجدب
الرياح تعزف كالقيثارة ترسل صفيرا مموسقا، عند عبورها خلال تقوب النافذة الخشبية الضيقة. الكوخ يهتز كمن يرقص فاقدا إيقاعه تدفعه الرياح، تكاد تقتلعة كالشجرة التي أمامه..حينها نامت النجوم فجأة وعمت الحلكة..تحسس خطاه خارجا ينادى ابنه:
ــ ياطاهر أين أنت؟
ثصفعه الريح الماجنة فيرتد داخلا وقد تملكه الذعر..:
ــ أين ذهب وتركنى وحدى هنا..
ــ هل كنت نائما...لالا
هذه الرياح توقظ أكثر المتفانين نوما،تذكر كيف كان يشعر بان ابنه ضجرا..من الحياة معه
ــ هل هرب.. ابن اللعينه؟
يواجه الظلام وعبث الرياح وهو مستغرقا فى كيانه يفكر،..نفذت إلي خياشيمه..روائح ونشيش لحم فى مقلاة من الكوخ المجاور، عندئذ دب على الأرض بخطى وئيدة نحوه، فرأى الأرملة الطروبة. تجالس أطفالها، وقد أشعلت شمعة ضخمة تلوح بشعلتها فتضئ المكان،رأته فهرعت نحوه تساعده، دعته للجلوس معهم حتى تتبين الرؤيا وتنجلى العاصفة.
التف الصغار حوله يداعبونه... والأرملة تعد الطعام..سألها حذرا:
ــ هل رأيت بني طاهر؟
ترددت هنيهة تم أردفت لقد غادر وقال لايريد العودة وطلب مني أن أبلغك بقراره.
أنهار الأب وانخرطت فى البكاء :
ــ كيف يتركني وحيد وفى هذا الجو العاصف.. ياله من جاحد.. ليتني تزوجت بعد وفاة أمه.
ربتت الأرملة على كتفة فى حنو بالغ طمأنته:
ـــ لاعليك.. أبقى معنا الناس بالناس لن نتركك..
ــ لقد ضحيت من أجله..ياله من عاق
ــ سنضحي نحن من أجلك.. نحتاجك فى حياتنا.
راقت له فكرة العيش معها صارت زوجته. حين هدأت الرياح كان الصباح مزق ستر الليل..تسللت خيوط الشمس من النافذة..يد حانية توقظه..يقبض علي اليد ويوسعها قبلا لها صوت..ويردد لحنا خافتا.
ـــ أبتاه مابك؟ تغني؟!
ــ مسحت الرياح أحزاني..يا ابني أين كنت حين عزفت؟:vio:
ضحك طاهر وقبل جبين أبيه وهمس له:
ــ لم أبرح الدار..عن أي رياح تتحدث!؟

أهلا أختي

إنها هلوسات أرذل العمر... ما رؤية الابن يهجره إلا رغبة دفينة في ذهنه لتكون له ذريعة في تجديد زواحه.
لكن الصبح محا هلوسات الليل باليقين.
تحياتي

سعاد محمود الامين
25-05-2014, 04:41 AM
الأديب محمد شرادى
تحياتي
شكرا على عبورك لهذا الجدب..اسعدنى تحليلك سبرت غور الفكرة
الشيخوخة كلها هلوسات فى الصحو والمنام الاحلام المكبوته
دمت بخير

خلود محمد جمعة
05-06-2014, 10:01 AM
احزني وأضحكني ذلك الكهل
كعادتك متجددة في الألق
ويسعدني حرفك وابحث عنه دائما
دمت بخير
مودتي وكل التقدير:011:

علاء سعد حسن
05-06-2014, 01:11 PM
جدب!!

أجدت وصفه سيدتي..

اجدت استخراج صورة الجدب من حياة مجدبة مقفرة..

وأيا كانت التأويلات التي تحتملها القصة بما تضفي عليها من عمق وبهاء

يظل الجدب الأكبر هو جدب الأرواح .. حين تحتاج إلى نسمة ترف على الارواح وقت الهاجرة..

حين تختزل كل أحلام كهل في جملة هي الأنس بالحياة ( سلامتك من الآه )


دام ألقك وابداعك

آمال المصري
06-06-2014, 10:19 AM
العقل الباطن في محاولة لتبرير هلوساته ليجعل التقصير من جانب الابن دافعا لحلم عقيم يبلل جفاء رقعته الجدباء
لغة أنيقة وسرد ماتع وخاتمة جميلة ونص ماتع كما عهدنا في حرفك دائما أديبتنا الفاضلة
بوركت واليراع
تقديري الكبير

عبد السلام دغمش
06-06-2014, 11:41 AM
قد تكون الشيخوخة حالة جدب يستمطر فيها كبير السنّ اهتمام من حوله، وتبرز حيناً وآخر خبايا في النفوس يبوح بها .
الفكرة والسرد ممتعان، وان كان النص يحتاج لتدقيق لغوي من هنات بسيطة.
تقديري الكبير.

سعاد محمود الامين
06-06-2014, 04:29 PM
العزيزة خلود
لك تحية عطرة
ونصوصي تزدان بعبورك..المزهر
شكرا لك وانتظر تعليقك دوما

سعاد محمود الامين
06-06-2014, 04:32 PM
الأديب علاءسعد
تحية تليق بك
سبرت غور النص بعبورك الانيق.. وحرفك الجميل
جدب الأرواح مؤلم..وسجن رهيب
عندما ينفض السامر ..ويبقى الوجود فى انتظار الموت
شكرا جزيلا أنرت المتصفح

سعاد محمود الامين
06-06-2014, 04:34 PM
الصديقة الأديبة آمال
تحياتي النواضر
مشكورة على هذا الألق
الذى رويت به الجدب
فانتعش النص وطربت لثنائك
لك أجمل المنى

سعاد محمود الامين
06-06-2014, 04:38 PM
الأديب الصديق عبد السلام دغمش
تحية تليق بك
شكراعلى مرورك الكريم وماتفضلت به من تعليق ثر
الشيخوخة مؤلمة ..ومجدبة.لأنها انتظار لا شئ سوى الموت
بعد رحيل الرفاق والأحبة,,يقبعون فى الذاكرة تأتي الهلوسات..والخوف
أكون شاكرة دوما لو أشرت للهنات للتصويب
دمت بخير

ربيحة الرفاعي
23-06-2014, 12:24 AM
لماذا يحتاج الكهل لتقصير ولده به كي يحظى بحقه في المطالبة بأن يعيش حياته؟
وإذا كان راغبا بالزواج فمالذي يفرض عليه أن يكمل عمره أعزبا مع ولد سيكبر ويتزوج ويعيش حياته

أعاد نصك لذاكرتي مقالة لي بعنوان
الآباء والأبناء.. معادلة غير مستحيلة
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=65693

لحرفك بغائيته أبعاد لا يستشعر روعة القص من لا يصل إليها بقراءته

دمت بخير

تحاياي

كاملة بدارنه
03-07-2014, 02:57 PM
هي رغبته الدّفينة بامرأة تكون إلى جانبه، وتغدق عليه عواطفها بعد فقدان الدّفء ذاك...
سرد رائع وقفلة جميلة
بوركت
تقديري وتحيّتي

سعاد محمود الامين
03-07-2014, 06:51 PM
الأديبة كاملة
تحية طيبة
شكرا لتعليقك لقد سبرت غور النص فعلا الرغبات المكبوتة تطفوا فى هلوسات الاحلام
عدم ثقته بابنه وحبه لرفقة الأرملة..وحياته المتصحرة..
دمت بخير

نداء غريب صبري
24-08-2014, 01:08 AM
جدب الأرواح يجعل المطر يهرب بعيدا عن ثرى القلب
لكن هذا الكهل كان حكاية أخرى اعمق
أثرت بي قصتك أختي

شكرا لك

بوركت

سعاد محمود الامين
24-08-2014, 05:26 AM
الأستاذة ربيحة
تحية تليق بك
فاتني تعليقك المبهر
شكرا على ماتفضلت به
من حق الانسان الرفقة وحياته ملكه لايرهنها لابنائه الا بإختياره
دمت بخير

سعاد محمود الامين
24-08-2014, 05:29 AM
الأخت الأديبة نداء
لك المودة
عبورك من هنا أسعدني
الأرواح دائما تحتاج للرفقة الأرواح الحبيبة
فقر الروح والعزلة هو الجدب المرير
يمرها الكثيرون فى شيخوختهم عند وفاة الرفيق
شكرا لك

ناديه محمد الجابي
25-12-2016, 09:24 PM
لن أستطيع إضافة أي تحليل فقد قال من قبلي كل ما يمكن ان يقال
في هذه القصة الرائعة التي راقت لي ككل ما تكتبين
براعة تعبيرية بأسلوب تصويري جميل
لك خاصية أدبية مائزة الحرف متقنة الأداء
أعجبتني قصتك فكرة ومضمونا
تحياتي وتقديري.
:001::001:

سعاد محمود الامين
06-01-2017, 10:09 AM
شكرا لك عزيزتى نادية حرفك يشجيني ويذكرنى زمنا مزهرا في هذه الواحة الرطبة
شكرا لمتابعتك وجعلى في الصورة..أجد فى نفسي تقصيرا..لك امتناني

عباس العكري
08-01-2017, 11:59 AM
https://1.bp.blogspot.com/-IQNngE1d0NU/WHIZa6pKrFI/AAAAAAAAFUo/FUn6eMHpaTsFHPKqGILVrHDC-PMUnjH6QCLcB/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25AF%25D8%25A8 .png

سعاد محمود الامين
09-01-2017, 06:41 AM
الأخ الكريم عباس
تحية ندية
كم اود أن أجد باقة من الحروف المزهرة لأقدمها شاكرة لك
حسن إبداعك وفنك الذى أضاء النص
تقديري وامتناني..
سلمت:001: