المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مآذن العشق



حنان الزريعي
26-05-2014, 01:36 PM
مآذن العشق



على تخوم شوقي لنبضك الآتي عبر صوتك ، يرسو ظمأي على رنين هاتفي المحمول ، علّني أروي عطش غربتي عنك .
أحاول سرقة الدقائق من زمن الشوق الطاعن في الحب ، فأمسك قلمي وأبدأ الكتابة ، لأجدني مكفّنة بالقلق ، فلقد بتّ عقيمة الحرف ، فقط تلك الساعة أصبحت حبلى بصوتك الذي أنتظره عبر رنين اللهفة .
فارقت السابعة الحياة ، وكل الدقائق بعدها بدأت تقطر داخل دمي وتكويني ، ليشتعل شوقي إليك أكثر .. فأكثر .
ألامس الحزن بين شقوق الآه ، وعلى شفير اليأس كنت سأقع ؛ حين اتصلتَ بي ، وكسمكة أُعيدت للمياه ، بعد صراعها مع هواء مليء بأكسجين لا يعنيها ، كان أكسجيني أنت ، يا من أستوطنت شراييني ليولَدَ النبض منك .. أبي .
يسرقني صوتك المُثقل بي ، من أزقّة دمشق العتيقة إلى شوارع طـرابلسَ الغرب .. حيث أنت .. حيث البحر الذي خبأتُ في موجاته ؛ أسرار طفولتي وشبابي .
أسألك بآهة ثكلى :
- أين أنت الآن ؟
وكأنني بسؤالي أمارس غيرتي .. لا عليك .. بل على أرصفة مشيتُ فوقها بقلب خال الوفاض من كلّ همّ .. آنذاك .. لكنه اليوم ممتليء بحنين فاضَ ليُغرقَ ؛ حاضراً أقتاته ، ومستقبلاً لا أستسيغ طعم القادم منه .. بعيدا عنك .
تنتهي مكالمتنا ، وينقطع الحبل السرّي الذي منه أحيا ، فصوتـك البـعيد القـريب ، متخمٌ برائحة البحر حين يلامس أطراف ثوبَ .. ذات العماد .
أهرب من كل ذاك الحنين ، إلى تفاصيل أبتدعها حين فراغ ؛ لتشتعل شرارة لهب ، ظننتُ أنها أنطفأت تحت الرماد ؛ حين سألَتني صغيرتي سؤالاً يختزل عمريَ كلّه في بضعة أحرف :
- متى سنذهب إلي جدي ؟
ببراءتكِ أثرتِ الوجع المختبيء في ثنايا حلمٍ أظنّه مستحيلاً ، ويتقدّ الشوق للمرة الألف ، ولا انطفاء لجذّوة هذه النيران ، إلا إذا رشوتُ النوارسَ كي تحملنا على أحلامها ، دون جواز سفر أو تأشيرة دخول ، وترمي بنا حيث نريد ، فالأرض هناك ثريّة بالحب ، ولن ننكسر إن وقعنا من علوّ على أكتافها .
سأمتطي صهوة الأيام الراكضة نحو غابات الغد ، لأن ربيعاً آخر قادم ، أجمل من ذاك الذي جعلني أتيمم بذكرياتي فقط ، وسأحافظ على وضوئي لحين موعد صلاتي .. حيث مآذن العشق .

آمال المصري
27-05-2014, 08:55 AM
الغربة والحنين والاشتياق .. كلها رسمت خارطة أمل في غد أفضل
لغة أنيقة وتعابير رائعة وصور متلاحقة كنت أسابقها لأستمتع بما تحمل من براءة وطهر
أستميحك عذرا بنقلها لملتقى النثر حيث المكان المناسب
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

مازن لبابيدي
27-05-2014, 12:33 PM
حنان الزريعي ، المبدعة التي زرعت الحنان في كل جملة قالتها في هذا النص الرائع

دفقات عاطفية وجدانية تفيض من يراعك بشغف إلى القرطاس .

نص أعجبني وشدني إلى آخر كلمة منه .

ذات العماد ... ما هي ؟

تقديري وتحيتي ومرحبا بك

حنان الزريعي
28-05-2014, 06:54 PM
الغربة والحنين والاشتياق .. كلها رسمت خارطة أمل في غد أفضل
لغة أنيقة وتعابير رائعة وصور متلاحقة كنت أسابقها لأستمتع بما تحمل من براءة وطهر
أستميحك عذرا بنقلها لملتقى النثر حيث المكان المناسب
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

الجميلة آمال المصري
غربة الوطن أرحم يكثير من غربتنا عن والدينا .. فبنظري هما الوطن .
يسعدني اهتمامك بنبض قلمي
لك مودتي

حنان الزريعي
28-05-2014, 07:03 PM
حنان الزريعي ، المبدعة التي زرعت الحنان في كل جملة قالتها في هذا النص الرائع

دفقات عاطفية وجدانية تفيض من يراعك بشغف إلى القرطاس .

نص أعجبني وشدني إلى آخر كلمة منه .

ذات العماد ... ما هي ؟

تقديري وتحيتي ومرحبا بك

الشاعر مازن لبابيدي
هو الشوق الذي يقطر بدمي من زرع حنيني على ثغر الأماني بأن ألتقيهم مجدداً .
شرف لي أن تشد كلماتي قامة أدبية كقامتك

* ذات العماد : برج عال يجاور البحر في طرابلس الغرب ، وهو معلم بني قبل عقد من الزمن

أحمد الأستاذ
28-05-2014, 08:09 PM
الله الله!
زفرتِ عاليا عاليا
نص رائع, أنيقة لغته , وأسلوبه متين..
نثرتِ فأبدعت أخيتي الأستاذة حنان
أهلا ومرحبا بك في واحتك
دمت مبدعة, ولا حرمنا جديدك
تحيتي

فاطمه عبد القادر
28-05-2014, 11:42 PM
سأمتطي صهوة الأيام الراكضة نحو غابات الغد ، لأن ربيعاً آخر قادم ، أجمل من ذاك الذي جعلني أتيمم بذكرياتي فقط ، وسأحافظ على وضوئي لحين موعد صلاتي .. حيث مآذن العشق .

السلام عليكم
جميلة التعابير ,,رائعة الوصف ,قوية,
وكان الشوق والحنين يطغيان على صوت البحر والريح .
ماذا نقول ؟؟
شعوب متغربة يقتلها الشوق والفراق!.
شكرا لك حنان ,,أتمناك بألف خير.
ماسة

حنان الزريعي
29-05-2014, 08:00 PM
الله الله!
زفرتِ عاليا عاليا
نص رائع, أنيقة لغته , وأسلوبه متين..
نثرتِ فأبدعت أخيتي الأستاذة حنان
أهلا ومرحبا بك في واحتك
دمت مبدعة, ولا حرمنا جديدك
تحيتي

الأديب أحمد الأستاذ
كلماتك المعطرة بروحك النقية .. حلقت بي عالياً .. عالياً
لك مني كل الود والاحترام أستاذي الكريم

حنان الزريعي
29-05-2014, 08:03 PM
سأمتطي صهوة الأيام الراكضة نحو غابات الغد ، لأن ربيعاً آخر قادم ، أجمل من ذاك الذي جعلني أتيمم بذكرياتي فقط ، وسأحافظ على وضوئي لحين موعد صلاتي .. حيث مآذن العشق .

السلام عليكم
جميلة التعابير ,,رائعة الوصف ,قوية,
وكان الشوق والحنين يطغيان على صوت البحر والريح .
ماذا نقول ؟؟
شعوب متغربة يقتلها الشوق والفراق!.
شكرا لك حنان ,,أتمناك بألف خير.
ماسة


بهية الحرف ماسة
إنها أنفاس الحنين التي امتلأت بهم .

مرورك هنا بين كلماتي .. اغبطني كثيراً

لك كل الحب

خلود محمد جمعة
01-06-2014, 06:34 AM
علا صوت مأذنة العشق بتراتيل الشوق الموشح بالغربة المتعق بالحزن
شذى حروفك حلق مع النوارس على جناح الروعة فوصل قلوبنا
ياسمينة لروح ابي
ودعواتي لوالدك
اسجل اعجابي
مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
22-06-2014, 12:13 AM
تنتصب مآذن العشق شامخة وراء جبال الخوف والتغريب والحرمان، لكنها تنتظر عودة القلوب الصادقة لتصدح بالنداء العظيم: الله أكبر

مترع بالمشاعر الدافئة والحس الحيّ البهي هذا المنثور الجميل، حملتنا على أجنحته لحيث يفهم كلّ العشق ويعيشه

دمت بخير أيتها الفاضلة

تحاياي

ناديه محمد الجابي
13-08-2014, 08:38 PM
آه ياحنان .. لو رأيت ذات العماد وهو يقف حزينا على
عروس البحر طرابلس وقد كادت تصبح مدينة أشباح
وقد هرب معظم سكانها خوفا من تناحر تلك المليشيات
بعد حرق المطار والطائرات وخزانات الوقود ..
أه ياحنان .. لو رأيت البحر وهو يهدر هائجا غضبا فلا
نعرف أحزين هو على سوريا الذبيحة أم على ليبيا الجريحة
أتمنى أن تكوني قد التقيت بأبيك ، وأتمنى أن تغفري لي أني
قد ابتعدت عن التعليق على نثريتك الرائعة بالرغم عني
فكل إناء بما فيه ينضح.
تحياتي وتقديري.

كاملة بدارنه
14-08-2014, 02:18 PM
نصّ زاخر بالجمال واللّغة السّامقة قرأته سابقا وأعيد قراءته!
بوركت
تقديري وتحيّتي

د. سمير العمري
04-07-2019, 02:39 PM
جميل جميل!
نص نثري رائع بكل مقومات النثر وبلغة مميزة وحس عامر ومعنى زاهر فأحسنت ولا فض فوك!
هنا فقط
الوجع المختبيء
المختبئ

دمت بخير وألق!

تقديري