تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلى أختي الداعية



عدنان أحمد البحيصي
17-03-2003, 04:37 PM
تكون الفتاة الملتزمة شعلة في الدعوة إلى الله، وتحبيب أوامره للقلوب، وتكتب بعاطفة صادقة مشبوبة، وتدعو بلسان يأسر النفوس، ويقنع العقول، حتى إنها لتكسب داعيات جديدات، يقتبسن منها ويحذون حذوها.

وتتزوج هذه الفتاة، فإذا بها تنـزوي في بيتها، ويخفت صوتها، وتفتقدها أخواتها، تعتذر منهن إذا دعونها إلى لقاء، وتتوارى عنهن إذا صادفنها في الطريق.

ولقد تكرر هذا حتى أطلقت المسلمات على الزواج "مقبرة الداعيات"، وصرن "يشيّعن" المتزوجة إلى بيتها بدلاً من "زفها" إليه.

فما السر في هذا الانقلاب ؟ وهل هو طبيعي مقبول؟ أم أنه شاذ مرفوض؟
علينا أن نقرّ أن حال فتاة ليس عليها مسؤوليات تجاه زوج وأولاد، وتبعات بيت، يختلف عن حال زوجة تحمل هذه التبعات وتلك المسؤوليات.

ومن ثم فإن من الطبيعي أن ينقص عطاء الفتاة لدعوتها خارج بيتها بعد زواجها، وأن يقل الوقت الذي تمضيه مع أخواتها الداعيات، وأن تغيب كتاباتها الحماسية أو تضعف نبرتها وتخفت حرارتها.

لقد أصبح للفتاة بعد زواجها رسالة ليست هيّنة، رسالة جليلة خطيرة، تسعى من خلالها لتأسيس خلية صالحة من خلايا المجتمع المسلم، خلية ترعى فيها زوجاً، تكون له سكناً، وتربي فيها أطفالاً، تكون لهم راعية ومرشدة ومعلّمة. فهل يمكن لمن هذا شأنها وحالها أن تستمر في عطائها القديم؟ هل نتهمها بالهروب، والتخلي عن الدعوة، ومفارقة أخواتها الداعيات؟

علينا ألا نطالبها بعطائها الذي كان قبل الزواج قدراً وحماسة، وعلينا أن نقدر انشغالاتها بزوجها وأولادها وبيتها، وعلينا ألا نهوّن من مسؤولياتها الجديدة وأعبائها التي لم تكن تحملها من قبل، لكن هذا لا يعني أبداً تبريرنا انصرافها عن أخواتها، أو مقاطعتها لهن، أو تراجع التزامها بدينها، وضعف تطبيقها أوامره، بل لعل استقرارها، الذي أثمره زواجها، يساعدها على مواصلة دعوتها بطمأنينة أكثر، وراحة نفسية أفضل، وربما بمساندة من زوجها إذا كان ملتزماً مثلها، كما أن استقلالها عن أهلها في بيت هي ملكته، يساعدها في دعوتها، ويمنحها فرصاً ربما لم تكن تتوافر لها في بيت أهلها، ولعل إنفاق زوجها عليها يكفيها عملها خارج بيتها، فيعينها على اتخاذ قرار الاستقالة، وهذه الاستقالة تمنحها وقتاً كان يأخذه عملها منها، فتجعل لدعوتها نصيباً من ذاك الوقت الذي كسبته بترك عملها.

وعليه فإن المرجو من الداعية التي تتزوج أن تحرص على ما يلي:
• أن تقوّي التزامها بدينها؛ لأن زواجها يحصّنها ويعفّها ويقطع الطريق على وساوس إبليس بالتبرج وإظهار الزينة أمام غير المحارم.
• على الرغم من أن واجباتها ومسؤولياتها تجاه زوجها وأولادها تأخذ كثيراً من وقتها وطاقتها، فإن تنظيمها أعمالها يساعدها على توفير قدر من الوقت، وإعطاء شيء من الجهد لدعوتها.
• زياراتها واستقبالاتها لغير الأهل والأقارب يمكن أن تبقى لأخواتها في الله، تواصل من خلالها دعوتها إلى الله، وعملها في سبيله، بالتشاور والتحاور مع أخواتها، واستكمال دراسة ما وضعنه من برامج.
• تفاهمها مع زوجها يساعدها على إقناعه بأهمية الدعوة وفضلها وبركتها، ويجعله من ثم يساندها ويحثها على مواصلة عملها الدعوي، ويقدر بعض انشغالها عنه (زوجها)، وغيابها قليلاً عن البيت.
• على أخواتها الداعيات، من جهتهن، ألا يقطعن المتزوجة وإن بدأتهن بالقطيعة، وأن يزرنها وإن قصّرت في زيارتهن، وألا يلمنها ويعتبن عليها كثيراً فيُعِنَّ الشيطان عليها.

لتعذرها أخواتها، ويخففن عليها في بداية زواجها، دون أن ينسحبن من حياتها، ويبتعدن عنها

ياسمين
23-03-2003, 10:50 AM
اخى العزيز
الفتاة قبل الزواج يكون لديها الكثير من الوقت للقراءة والخروج الى دروس العلم
وحضور المجالس العلمية والدينية لانها قبل الزواج لا تتحمل اى اعباء منزلية ولا تتحمل مسؤولية اسرة ورعاية زوج وتربية الاولاد
ولكن بعد الزواج يصبح وقتها ضيقا لما تتحمله من اعباء
ولهذا فقد يقل نشاطها ولكن مثل ماذكرت انت اذا كان الزوج متعاون ولهم هدف مشترك فى نشر الوعى الدينى والعمل على الدعوى المستمرة
فهنا تنجح المرأة وتنجح الاسرةولكن بدون مساعدة الزوج لها ومشاركته معها لا تستطيع ان تواصل وهذه هى طبيعة المرأة كما خلقها الله
ورحم الله امرىء عرف قدر نفسه

,
,
شكرا لك عدنان
وجزاك الله خيرا

د. سمير العمري
05-04-2003, 02:52 PM
لعلي هنا لا أفهم بل لأكون دقيقاً لا أقبل هذا المنطق بتخصيص الأمر بالدعوة غ0على أشخاص بعينهم كتلك التي نراها في الأديان الأخرى من قساوسة ورهبان ورجال دين ورجال دنيا ....

إن الله قد أكرم هذه الأمة بأن ساوى بين الناس ولم يفاضل بينهم إلا بالتقوى وتحصيل العلم إذ رفع الله الذين اتقوا والذين أوتوا العلم درجات .. ومسألة تحصيل العلم لا تقتصر على فئة دون أخرى أو أشخاص دون أشخاص وإنما هي أمر متاح للجميع مفتوح لمن يشاء بل وهو واجب على كل مسلم ومسلمة بالقدر الذي يجعل فقهه وعبادته لله سليمة وافية بما استطاع ...

وعليه فإن من أكرمه الله بعلم توجب عليه أن ينفع الآخرين به فمن كتم علماً حرم الجنة والمرأة التي نالت حظها من العلم مكلفة كالآخرين في توصيل هذا العلم وتعميم نفعه سواء كانت متزوجة أم غير ذلك فهي تقوم على تعليم من حولها مما علمها الله ويكون الدور الأهم والأكبر حين تتزوج فتنشئ الجيل الإسلامي الطيب المؤمن من بنين وبنات على تقوى الله والتزود بالعلم ... كما يكون تأثيرها مطلوباً على مجتمعها المحيط من الأقارب وأقارب الزوج والجيران والأصدقاء بشكل طبيبعي وغير متكلف وتكون لإرساء القدوة في ذلك قدم السبق في التأثير الأقوى على المجتمع ....

وهكذا فإن الرجل والمرأة الصغير والكبير مكلف بطلب العلم والعمل به وتوصيله مهما كان قليلاً إلى المحيطين به وعندها تتأكد الصلة الأخوية الإسلامية وتنتشر الفائدة والعلوم جميعاً بشكل بسيط ومستمر ومؤثر .... هذا هو المجتمع المسلم الذي أراده الله وارتضاه لعباده ليكونوا سواسية وليقوم كل فرد منهم بما يكمل به الآخر في تكافل وتواصل ومحبة ...

تحياتي وتقديري

عدنان أحمد البحيصي
17-10-2004, 09:39 AM
بارك الله فيكما على مروركما العذب

حياكم الله

ربيحة علان
17-10-2004, 08:35 PM
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، في هذه الأيام توفرت سبل تعين المرأة المسلمة على الجمع بين رسالتها في عائلتها ورسالتها في مجتمعها، فالحمد لله المساجد تعمر كل يوم درجات، وتتوفر فيها وسائل كثيرة وأعداد كبيرة من محبي الخير والعمل لوجه الله تعالى،الأمر الذي لا يستدعي حضورا مستمرا للمرأة لمتابعة النشاط الذي ترغب في القيام به للدعوة إلى الله وخير الأمة، كما تشكلت جمعيات نسائية عدة هدفها وجه الله في خدمة الأمة وهي عادة من أخوات يراعين ظروف بعضهن البعض وينسقن برامج تتناسب مع واقع كل واحدة منهن، والمرأة المسلمة عاملة في الغالب، وعملها أي وظيفتها سبيل رحب للعمل الخيّر فيكفي أن تخلص في عملها وأن تكون قدوة في الأخلاق المهنية والانسانية لتكون داعية إلى الله، وكما قال الدكتور سمير العمري كلنا داعون إلى الله إن أخلصنا العمل لوجهه الكريم فنحن المسلمون لا يوجد عندنا أناس مخصصون للدين دون غيرهم، فكلنا مكلفون بالعمل بما يرضي الله والدعوة، ويكفي المرأة المسلمة أن تدعو إلى الله عبر أبنائها، فإن أحسنت تربيتهم كانوا قدوة لجيل من زملائهم بل إن طلابنا المتميزين قدوة لنا نحن الأساتذة، فصورة "نور" الطالبة في الصف التاسع والتي وجدتها تجلس في الاستراحة بين زميلاتها تتلو ما تحفظ من القرآن وهي تستعد لانهاء الجزء الرابع عشر من القرآن الكريم، صورتها تلك لا تفارقني كما لا يفارقني الكثير من صور أخلاق طلابنا فأحدث نفسي أي أنا وطفلي من هذا الخلق، فأجد نفسي أستعد لحفظ ما تيسر من كتاب الله وأدفع طفلي إلى المسجد آملة أن يكون يوما ما إن شاء الله في خلق تلك الفتاة.
وفي البيت يسر الله للمرأة المسلمة سبلا كثيرة نتيجة التقدم التكنولوجي أراحتها من كثير من الأعمال ووفرت عليها جهدا ووقتا كبيرا، مما إن حسن اسثماره كان خيرا كثيرا ، كما تأتي وسيلة الاتصال عبر الانترنت لتكون مثالا على الوسيلة التي من خلالها تستطيع المرأة المسلمة تقديم الكثير الكثير لأهلها ووطنها وأمتها وهي في بيتها تطبخ وتراقب أطفالها ..
الأساس أخي الإخلاص في العمل والنية قبل ذلك لأدائه، والله تعالى ميسر لأمورنا .
السلام عليكم
أختك : ربيحة

عدنان أحمد البحيصي
17-10-2004, 10:22 PM
بارك الله فيك


لقد بينت جوانب مضيئة في حياة المرأة المسلمة


ووضحت جوانب للخير تستطيعها كل من حملت الهم


هم الدين والدعوة


شكرا لك ولقلمك السيال