المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرحمن الرحيم والرحم



الدكتور ضياء الدين الجماس
28-05-2014, 09:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الرحمن الرحيم والرحم
د.ضياء الدين الجماس


افتتح القرآن الكريم كلماته الخالدة المقدسة باسم الله تعالى ثم تلاه مباشرة باسمي الرحمن والرحيم وذلك في البسملة ، فما معنى اسمي الرحمن والرحيم؟ وهل يتجليان حقيقة في خلق الله تعالى؟
ورد في الحديث القدسي : عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : " أَنَا الرَّحْمَنُ ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ ، وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنَ اسْمِي ، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ " .
لقد تبادر إلى ذهني أن اسم الرَّحِم مشتق من اسم الرحمن والرحيم حسب الحديث القدسي الشريف، (وهذا من أبلغ التشبيهات)، فما الذي يقدمه هذا العضو ليتجلى فيه هذان الاسمان الكريمان؟ وكيف يكون ذلك ؟ .


http://www7.0zz0.com/2014/05/28/06/691730827.jpg (http://www.0zz0.com)

عضلة الرحم عضلة قوية متينة غنية بالأوعية الدموية عندما تنغرز فيها البيضة الملقحة إيذاناً ببدء الحمل، فهذه العضلة تستسقر بقرار مكين ضمن الحوض العظمي محمية من جهة وتؤمن الحماية والرعاية للبيضة الملقحة حتى اكتمال جنينها واستعداده للخروج منها إلى الرحم الكونية ليعيش بنشأة أخرى ضمن رحمة أخرى من رحمات الله تعالى عز وجل اللانهاية لها.
فالرحم باستعدادها لتأمين كافة متطلبات حياة الجنين يتجلى فيها اسم الرحمن وذلك بإمدادها الفعلي للجنين بما يحتاجه من متطلبات يتجلى فيها اسم الرحيم سبحانه وتعالى كاسم تصرف وفعل لله تعالى.
فتأمين الحماية بعظام الحوض وجدر الرحم والمشيمة والبطن من أهم تجليات الرحمة في الرحم.
وتأمين الغذاء ومتطلبات الهواء من الأكسجين عبر المجاري الدموية المتجاورة بين أوعية الجنين وأوعية رحم الأم مظهر آخر من تجليات الرحمة الإلهية. ولو نقصت تلبية أيَّة حاجة من حاجات الجنين سيكون أثر ذلك شقاء عليه.
إنَّ إحاطة الجنين بسائل مائي الطبيعة يقيه من صدمات ورضوض البطن ، مظهر آخر لتجليات الرحمة بالجنين..
وعند اكتمال الخلقة تبدأ الرحم بإخراج الجنين بكل يسر ولطف لا يشعر بشيء من الإزعاج ، وهذا شكل آخر من تجليات الرحمة الإلهية...
إن أمثلة تجليات الرحم باسم الرحمن الرحيم لا تختلف عن هذه التجليات في الرحم الكونية ، فبعد الخروج من رحم الأم يقوم الأبوان بما زرعه الله تعالى من حنان الأبوة بالرعاية الكاملة وتلبية حاجات هذا الوليد الجديد ، وهذه أولى تجليات الرحمن الرحيم بعد الولادة.
إن تأمين كون عظيم يوفر للمخلوقات متطلباتها من الغذاء والهواء والدواء والأرزاق المختلفة التي تنمي الجسم والنفس والعقل بإرسال الأرزاق والمعلمين والهداة كلها من أشكال الرحمة اللانهائية .
فسبحان الله الرحمن الرحيم.
أدعوك أخي الكريم أن تتوسع بالتفكير في تجليات هذين الاسمين العظيمين على مستوى الجسم والنفس والمجتمع والمعاملات... ( ورحمتي وسعت كل شيء). وأشكال الرحمة الإلهية مطروحة في القرآن الكريم بشتى صورها ، كخلق الليل والنهار ، وإرسال الأمطار وإنبات الزروع ، كلها من آثار وأنماط رحمة الله تعالى التي لا تنتهي طالما أنك تفكر فيها ... لعلك بهذا التفكير وما تصل إليه من نتائج تحب هذا الرب الرحمن الرحيم ولا تنس فضله عليك، كما أرجوك ألا تنسني من دعائك بظهر الغيب.


الرحمن الرحيم

هوَ الرحيم وبالرحمن رحمته ... ينجو بها مؤمن والحب دانيه

وانظر بخلقك في الأرحام تعرفه ... رحمن في رحمة تدنو دواليه

يؤتى الجنين حمى والرحم تحرسه ... ينمو بلا كدر والله كافيه

رحمن في ذاته والرحمة اتسعت ... رحيم في فعله تدنو دواليه

ربٌّ ودود وفي الدارين يرحمنا ... هو الكريم ولا تـخفى معاطيه
والحمد لله رب العالمين

الدكتور ضياء الدين الجماس
28-05-2014, 10:37 AM
باختصار يصبح معنى الجديد غير المعنى اللغوي من الرقة والعطف:
الرحمن : اسم ذات بمعنى القادر المقتدر على سد حاجات الخلق، من الحماية والرعاية وتأمين المستلزمات الحياتية.
الرحيم : اسم تصرف تطبيقي فعلي بسد الحاجات المذكورة. أي من يقوم فعلاً بسد هذه الحاجات ،

عبد الرحيم بيوم
28-05-2014, 08:48 PM
باختصار يصبح معنى الجديد غير المعنى اللغوي من الرقة والعطف:
الرحمن : اسم ذات بمعنى القادر المقتدر على سد حاجات الخلق، من الحماية والرعاية وتأمين المستلزمات الحياتية.
الرحيم : اسم تصرف تطبيقي فعلي بسد الحاجات المذكورة. أي من يقوم فعلاً بسد هذه الحاجات ،

قال ابن القيم في ثنايا حديثه عن اسم الله الرحمن والرحيم من كتابه بدائع الفوائد (1/ 24):
"وأما الجمع بين الرحمن الرحيم ففيه معنى هو أحسن من المعنيين اللذين ذكرهما وهو أن الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم فكان الأول للوصف والثاني للفعل فالأول دال أن الرحمة صفته والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} {إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ولم يجيء قط رحمن بهم فعلم أن الرحمن هو الموصوف بالرحمة ورحيم هو الراحم برحمته".

بوركت وهذا الطرح القيم
تحياتي لك اخي
وحفظك المولى

الدكتور ضياء الدين الجماس
29-05-2014, 12:14 PM
قال ابن القيم في ثنايا حديثه عن اسم الله الرحمن والرحيم من كتابه بدائع الفوائد (1/ 24):
"وأما الجمع بين الرحمن الرحيم ففيه معنى هو أحسن من المعنيين اللذين ذكرهما وهو أن الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم فكان الأول للوصف والثاني للفعل فالأول دال أن الرحمة صفته والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} {إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ولم يجيء قط رحمن بهم فعلم أن الرحمن هو الموصوف بالرحمة ورحيم هو الراحم برحمته".
بوركت وهذا الطرح القيم
تحياتي لك اخي
وحفظك المولى

شكراً جزيلاً لكلماتك الطيبات أخي الأديب الكبير عبد الرحيم صابر
بارك الله بك وجزاك خيراً

بهجت عبدالغني
30-05-2014, 06:57 PM
وهذه صفحة أخرى من صفات تلاقي العلم مع الإيمان

بارك الله فيك الدكتور ضياء الدين الجماس وجزاك خيراً
وشكراً لك ولأخي العزيز عبدالرحيم صابر لإضافته القيّمة


تحاياي ودعواتي

الدكتور ضياء الدين الجماس
31-05-2014, 01:01 AM
وهذه صفحة أخرى من صفات تلاقي العلم مع الإيمان
بارك الله فيك الدكتور ضياء الدين الجماس وجزاك خيراً
وشكراً لك ولأخي العزيز عبدالرحيم صابر لإضافته القيّمة
تحاياي ودعواتي


أخي بهجت
نورت هذه الصفحة المتواضعة فازدادت رونقاً وجمالاً
بوركت وجزاك الله خيراً

ناديه محمد الجابي
26-10-2014, 09:17 AM
قال تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون}،
وبهذا يثني عليه الخاصة من ملائكته ،{ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } .
قال رسول الله: «إن الله تعالى: خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة، كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض، فجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض، وأخر تسعا وتسعين فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة» (رواه أحمد، وصححه الألباني، صحيح الجامع:1767)، فيا لعظم رحمة الله تعالى في هول هذا الموقف العصيب، ولكن هذا ليس دعوة للعصاة ليزدادوا عصيانًا، بل هو دعوة للمؤمنين ليزدادوا قربًا ومحبة من ربِّهم الرحيـــم.

اللهم رحمتك نرجو، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

نور الله قلبك بالعلم والدين
وشرح صدرك بالهدى واليقين
ورفع مقامك في عليين. :001:

الدكتور ضياء الدين الجماس
27-10-2014, 08:16 AM
قال تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون}،
وبهذا يثني عليه الخاصة من ملائكته ،{ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } .
قال رسول الله: «إن الله تعالى: خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة، كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض، فجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض، وأخر تسعا وتسعين فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة» (رواه أحمد، وصححه الألباني، صحيح الجامع:1767)، فيا لعظم رحمة الله تعالى في هول هذا الموقف العصيب، ولكن هذا ليس دعوة للعصاة ليزدادوا عصيانًا، بل هو دعوة للمؤمنين ليزدادوا قربًا ومحبة من ربِّهم الرحيـــم.

اللهم رحمتك نرجو، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

نور الله قلبك بالعلم والدين
وشرح صدرك بالهدى واليقين
ورفع مقامك في عليين. :001:

بهذه الكلمات الطيبات ازدادت الصفحة ألقاً ونوراً.
فهذه الإضافة بينت الرحمة الإلهية مدمجة باسم الله الواسع المطلق سبحانه وتعالى.
بوركت وجزاك الله خيراً