مشاهدة النسخة كاملة : لم يكْفِني دمعي .. !
غسان عبدالفتاح
29-05-2014, 12:19 AM
أكسوف شمس ماأرى أم أنه
تغشيش عين صابها إظلامُ
اسعَدْ بأمّنا ياثرى ! واريتها
وَتَرَكْتَنا يعصفْ بنا الإيلامُ
تلك البنيّة في الحجاز كسيرةً
في البعد تنهش صدرها الآلامُ
وصباحةٌ في الشامِ يُحْرَقُ قلبها
كَمَداً عليكِ .. وهَدَّها الإسقامُ
بَعْدَ الفراقِ أصابنا ضُرٌّ وما
رَفَقَتْ بِنا مِنْ بَعْدَكِ الأيّامُ
نَحَبَتْ رُبى حَوْران باكيةً عَلَيْ
كِ وأمطرتْ حرّ الدموع شآمُ
ودْيانُها جَفَّتْ , وأمْحلت السهو
لُ , وحلَّ في كبدِ السماء جَهَامُ !
وحمائمُ الأمويّ ناحتْ وانحنتْ
في قاسيون ذُراهُ والآكامُ
مَشَت الرياحُ وَئيدَةً قُرْب المقا
م وعَطَّرَتْ أنفاسَها الأنسامُ
لولا مخافة ربنا وحسابه
أو أنْ تُصبْني لعنةٌ وأثَامُ
لَحججتُ للمثوى أقيمُ مناسكي
حتّى يُقيم الساعةَ القيَّامُ
لمّا رحلْتِ عنِ الديار فإنّها
وَفَدَتْ عليها النائباتُ جُسامُ
غَمَرَ الأسى شَطآنَ قلبنا وامّحَتْ
ضحكاتنا واسوَدّت الأحلامُ
أوْجَعْتِني , من بعد مافارقتني
حطّتْ عليّ رحالها الأسقامُ
مِنْ بَعْدكِ الأيّام صارتْ مُرّةً
والابتهاج مُغَيَّبٌ وحرامُ
لاتُيْنع الأزهارُ في روضاتها
إنْ غابَ عنْ هَمْرِ الغُيُوثِ غمامُ
إنْ كانَ غَيَّبكِ الردى عَنْ مُقْلَتِيْ
فوداد روحي اجتاحها إضرامُ
تلك الأماسي في الديارِ تبعْثَرَتْ
ماعاد فيها فرحة ولِمامُ
الكرْمةُ السمْحاءُ تبكي حالَها
فالكرمُ ضاعَ وغادرَ الكَرَّامُ !
والياسمينةُ وَسَّدَتْ أَغصانَها
مُرتابةً وعُيونُها هُيَّامُ
تَتَفحْصُ الآتينَ تَكْتُمُ بَوْحَها
ويَجيشُ فيها لوعةٌ وهُيامُ
أَتراهُ ضَلَّ حبيبُنا ؟ أو ربما
سَرَقَتْ طريقَه عَتْمةٌ وزحامُ !
وشُجيْرة الليمون مُذْوًى زهرها
قدْ عَلَّها وأماتَها الإغمامُ
بَكَت الديارُ وَلَمْلَمتْ أحجارَها :
بعدَ المليحةِ لايطيب مُقامُ
أَتُقيمُ دارٌ زالَ مِنْ أركانها
أُسُّ البِنا , كانتْ عليه تُقامُ ؟
ماعاد يَطْرُقُ بابَها ذو حاجة
أو حَوْلها يَتَقاطَرُ الأيتامُ
لَوْ أَصْبَحَتْ كُلّ الروابيْ صَحَائِفاً
أَوْ حُبِّرَتْ باللّجْة الأقلامُ
فَلَسَوْفَ أبقى عاجزاً عن وصفِها
وتخونني الكلماتُ والإلهامُ
وتُقصّر الأشعارُ عنْ إيفائها
حقّ المديح وَتَقْصُر الأفهامُ
لو كانت الدنيا تدوم لعائشٍ
مابُدِّلَتْ أو نُكِّسَتْ أعلامُ
لاأنبياء الله كانوا تعاقبوا
لهدايةٍ , أو شُيِّدتْ أهرامُ
أو وُرِّثتْ في الأرضِ مملكةٌ ولا
عن عرشها تتنازل الحكّامُ
كم من ملوكٍ خُلِّعَتْ تيجانها
وتَداثرتْ وتعاقبتْ أقوامُ
لاتَحْسبنَّ بأنّ عيشك دائمٌ
مهما سَعِدتَ ونالكَ الإكرامُ
لاتحزَنّنَ لأن عمرك ماضيٌ
فهي الحياة وجُلُّها آلامُ
أو تَعْجَبنَّ منَ الردى وغُلوّهِ
فهو القضاء وحكمهُ إلزامُ
فاقبلْ قضاءَ الله مُبتسماً إذا
جاء الردى .. إنَّ الردى همّامُ !
سامي الحاج دحمان
29-05-2014, 01:03 AM
رحم الله الوالدة و أسكنها فراديس جنانه
و رزقكم جميل الصبر و السلوان
رثائية سمقت بمحمولها و بحرفها
وجدانية تزملت بحرف ندي و تجملت ببهاء الدفق الشعوري الأرقى و الأنقى من بر لوالدته
دعائي و شكري لبيانك و وجدانك
محبتي و تقديري
غسان عبدالفتاح
30-05-2014, 06:27 PM
الأخ سامي المحترم
أشكر مرورك الكريم وكلامك الطيب ، واحساسك الراقي
دمت لمحبيك وداموا لك بكل خير .
تقبل احترامي .
عبد السلام دغمش
30-05-2014, 07:49 PM
"
كم من ملوكٍ خُلِّعَتْ تيجانها
وتَداثرتْ وتعاقبتْ أقوامُ
لاتَحْسبنَّ بأنّ عيشك دائمٌ
مهما سَعِدتَ ونالكَ الإكرامُ"
قصيدة جميلة أجدت فيها شاعرنا الفاضل ..
رحمها الله وأسكنها فسيح جنانه.
.. في بعض المواضع خلل في الوزن اضطرك لخطف بعض الحروف : مثل " أسعد بأمنا يا ثرى واريتها " وقولك :" غمر الأسى شطآن قلبنا وامّحت "..
دمت وفيضك الجميل ..
تحياتي .
غسان عبدالفتاح
01-06-2014, 02:29 AM
"
كم من ملوكٍ خُلِّعَتْ تيجانها
وتَداثرتْ وتعاقبتْ أقوامُ
لاتَحْسبنَّ بأنّ عيشك دائمٌ
مهما سَعِدتَ ونالكَ الإكرامُ"
قصيدة جميلة أجدت فيها شاعرنا الفاضل ..
رحمها الله وأسكنها فسيح جنانه.
.. في بعض المواضع خلل في الوزن اضطرك لخطف بعض الحروف : مثل " أسعد بأمنا يا ثرى واريتها " وقولك :" غمر الأسى شطآن قلبنا وامّحت "..
دمت وفيضك الجميل ..
تحياتي .
الأستاذ الفاضل عبد السلام دغمش
أشكر مرورك الكريم وكلماتك الطيبة .
بالنسبة لملحوظتك فأيضا أشكرك عليها حيث حدث فعلا اختطاف في البيتين المذكورين ، مما دعاني لمراجعة القصيدة بتأني أكثر : فوجدت أن لدي اختطاف
في موضعين آخرين ، لذلك أكرر شكري .
تقبل تقديري .
نداء غريب صبري
28-06-2014, 12:28 AM
رحم الله الفقيدة بواسع رحمته وأسكنها جنته
وألهمكم الصبر والسلوان
رثاء حزين مؤثر
بوركت أخي
غسان عبدالفتاح
28-06-2014, 02:51 AM
لأنه فاتني الوقت المسموح به لتعديل القصيدة .. ولأنني لم أحتمل بعض الهنات التي وردت ..كان لابد لي من تداركها ولو على شكل رد على القصيدة ،فقدت قمت بتعديل بعض الأبيات ، كما قمت بحذف الأبيات العشر الأخيرة لتبقى القصيدة في محورها الأساسي ، فعذراً على ذلك ! .
إلى روح والدتي ، وكل والدة
أكسوف شمس أم هو الإعتامُ
أغشى عيوناً صابها الإظلامُ
اسعَدْ بكنزك ياثرى ! واريتها
وَتَرَكْتَنا يعصفْ بنا الإيلامُ
تلك البنيّة في الحجاز كسيرةً
في البعد تنهش صدرها الآلامُ
وصباحةٌ في الشامِ يُحْرَقُ قلبها
كَمَداً عليكِ .. وهَدَّها الإسقامُ
بَعْدَ الفراقِ أصابنا ضُرٌّ وما
رَفَقَتْ بِنا مِنْ بَعْدَكِ الأيّامُ
نَحَبَتْ رُبى حَوْران باكيةً عَلَيْ
كِ وأمطرتْ حرّ الدموع شآمُ
ودْيانُها جَفَّتْ ، وأمْحلت السهو
لُ وحلَّ في كبدِ السماء جَهَامُ !
وحمائمُ الأمويّ ناحتْ وانحنتْ
في قاسيون ذُراهُ والآكامُ
مَشَت الرياحُ وَئيدَةً قُرْب المقا
م وعَطَّرَتْ أنفاسَها الأنسامُ
لولا مخافة ربنا وحسابه
وتنال منّي لعنةٌ وأثَامُ
لَحججتُ للمثوى أقيمُ مناسكي
حتّى يُقيم الساعةَ القيَّامُ
لمّا رحلْتِ عنِ الديار فإنّها
وَفَدَتْ إليها النائباتُ جسامُ
غَمَرَ الأسى شَطآنَ قلبي وامّحَتْ
ضحكاتنا واسوَدّت الأحلامُ
أوْجَعْتِني ، من بعد مافارقتني
حطّتْ عليّ رحالها الأسقامُ
مِنْ بَعْدكِ الأيّام صارتْ مُرّةً
والابتهاج مُغَيَّبٌ وحرامُ
لاتُيْنع الأزهارُ في روضاتها
إنْ غابَ عنْ هَمْرِ الغُيُوثِ غمامُ
إنْ كانَ غَيَّبكِ الردى عَنْ مُقْلَتِيْ
فوداد روحي اجتاحها إضرامُ
تلك الأماسي في الديارِ تبعْثَرَتْ
ماعاد فيها فرحة ولِمامُ
الكرْمةُ السمْحاءُ تشكو وَحشةً
فالكرمُ ضاعَ وغادرَ الكَرَّامُ !
والياسمينةُ وَسَّدَتْ أَغصانَها
مُرتابةً وعُيونُها هُيَّامُ
تَتَفحْصُ الآتينَ تَكْتُمُ بَوْحَها
ويَجيشُ فيها لوعةٌ وهُيامُ
أَتراهُ ضَلَّ حبيبُنا ؟ أو ربما
قد تَوَّهَتْهُُُ عَتْمةٌ وزحامُ !
وشُجيْرة الليمون مُذْوًى زهرها
مِنْ روحها سَلَبَ الشّذا إغمامُ
بَكَت الديارُ وَلَمْلَمتْ أحجارَها :
بعدَ المليحةِ لايطيب مُقامُ
أَتُقيمُ دارٌ زالَ مِنْ أركانها
أُسُّ البِنا , كانتْ عليه تُقامُ ؟
ماعاد يَطْرُقُ بابَها ذو حاجة
أو حَوْلها يَتَقاطَرُ الأيتامُ
لَوْ أَصْبَحَتْ كُلّ السهوب صَحَائِفاً
أَوْ حُبِّرَتْ باللّجْة الأقلامُ
فَلَسَوْفَ أبقى عاجزاً عن وصفِها
وتخونني الكلماتُ والإلهامُ
وتُقصّر الأشعارُ عنْ إيفائها
حقّ المديح وَتَقْصُر الأفهامُ
غسان عبدالفتاح
06-07-2014, 02:12 AM
رحم الله الفقيدة بواسع رحمته وأسكنها جنته
وألهمكم الصبر والسلوان
رثاء حزين مؤثر
بوركت أخي
الأخت الفاضلة نداء غريب صبري
أشكر مرورك الكريم وعباراتك الطيبة
دمت لأحبتك بخير.
تقبلي تقديري .
لحسن عسيلة
06-07-2014, 09:48 AM
رحم الله والدتكم الفقيدة وأسكنها فسيح جناته ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ،
قصيدة ملأى بمشاعر الحزن والعناء وشواهد النبل والوفاء ،
قصيدة جميلة ما زالت في حاجة إلى بعض تنقيح وتعديل ،
سأشير إلى بعض الهنات في القصيدة إن شاء الله
لأنه فاتني الوقت المسموح به لتعديل القصيدة .. ولأنني لم أحتمل بعض الهنات التي وردت ..كان لابد لي من تداركها ولو على شكل رد على القصيدة ،فقدت قمت بتعديل بعض الأبيات ، كما قمت بحذف الأبيات العشر الأخيرة لتبقى القصيدة في محورها الأساسي ، فعذراً على ذلك ! .
إلى روح والدتي ، وكل والدة
أكسوف شمس أم هو الإعتامُ
أغشى عيوناً صابها الإظلامُ
مطلع جميل
اسعَدْ بكنزك ياثرى ! واريتها
وَتَرَكْتَنا يعصفْ بنا الإيلامُ
لو جعلت "إذ" بين قولك "اسعد بكنزك يا ثرى و قولك "وتركتنا"
كلمة "يعصف " جزمتها بدون جازم
تلك البنيّة في الحجاز كسيرةً
في البعد تنهش صدرها الآلامُ
"كسيرة" حقها أن ترفع
وصباحةٌ في الشامِ يُحْرَقُ قلبها
كَمَداً عليكِ .. وهَدَّها الإسقامُ
بَعْدَ الفراقِ أصابنا ضُرٌّ وما
رَفَقَتْ بِنا مِنْ بَعْدَكِ الأيّامُ
نَحَبَتْ رُبى حَوْران باكيةً عَلَيْ
كِ وأمطرتْ حرّ الدموع شآمُ
ودْيانُها جَفَّتْ ، وأمْحلت السهو
لُ وحلَّ في كبدِ السماء جَهَامُ !
وحمائمُ الأمويّ ناحتْ وانحنتْ
في قاسيون ذُراهُ والآكامُ
بيت جميل ورائع
مَشَت الرياحُ وَئيدَةً قُرْب المقا
م وعَطَّرَتْ أنفاسَها الأنسامُ
بيت جميل لكنه يفتقد المناسبة والربط بينه وبين الذي يليه والذي قبله ،
لولا مخافة ربنا وحسابه
وتنال منّي لعنةٌ وأثَامُ
خطفت مد كلمة : آثامُ ، نقول "آثام" وليس "أثام "
لَحججتُ للمثوى أقيمُ مناسكي
حتّى يُقيم الساعةَ القيَّامُ
لمّا رحلْتِ عنِ الديار فإنّها
وَفَدَتْ إليها النائباتُ جسامُ
الصحيح أن تقول : لما رحلت عن الديار فإنها // وفدت إليها النائبات الجسام ُ . ولكن سينكسر الوزن ،
ماذا لوقلت : لما رحلتِ عن الديار فإنها // حلتْ بهنَّ نوائبُ وكِلامُ أو وجهامُ
غَمَرَ الأسى شَطآنَ قلبي وامّحَتْ
ضحكاتنا واسوَدّت الأحلامُ
بيت رائع ،
أوْجَعْتِني ، من بعد مافارقتني
حطّتْ عليّ رحالها الأسقامُ
مِنْ بَعْدكِ الأيّام صارتْ مُرّةً
والابتهاج مُغَيَّبٌ وحرامُ
لو قلت : "فــالابتهاج مغيب وحرام " ليكون هذا الشعور نتيجة لرحيل الفقيدة ، مع الإشارة إلى أنك قطعت همزة الابتهاج للضرورة ، وأصلها موصولة وليس مقطوعة ،
لاتُيْنع الأزهارُ في روضاتها
إنْ غابَ عنْ هَمْرِ الغُيُوثِ غمامُ
الصواب أن تقول : لا تونع الأزهار
إنْ كانَ غَيَّبكِ الردى عَنْ مُقْلَتِيْ
فوداد روحي اجتاحها إضرامُ / فشَغَافُ قلبي اجتاحهُ إضرامُ
تلك الأماسي في الديارِ تبعْثَرَتْ
ماعاد فيها فرحة ولِمامُ
بيت جميل
الكرْمةُ السمْحاءُ تشكو وَحشةً
فالكرمُ ضاعَ وغادرَ الكَرَّامُ !
بيت جميل والأفضل أن تستبدل الفاء بواو العطف ،
والياسمينةُ وَسَّدَتْ أَغصانَها
مُرتابةً وعُيونُها هُيَّامُ
تَتَفحْصُ الآتينَ تَكْتُمُ بَوْحَها
ويَجيشُ فيها لوعةٌ وهُيامُ
بيت رائع وجميل
أَتراهُ ضَلَّ حبيبُنا ؟ أو ربما
قد تَوَّهَتْهُُُ عَتْمةٌ وزحامُ !
وشُجيْرة الليمون مُذْوًى زهرها / وشجيرة الليمون أودى زهرها
مِنْ روحها سَلَبَ الشّذا إغمامُ
بَكَت الديارُ وَلَمْلَمتْ أحجارَها :
بعدَ المليحةِ لايطيب مُقامُ
لا تصفها بالمليحة وأنت ترثيها يا أخي ، قل :بعد الكريمة أو الفقيدة أو ماشابه ، فالمقام مقام رثاء وليس مقام نسيب وتشبيب ،
أَتُقيمُ دارٌ زالَ مِنْ أركانها
أُسُّ البِنا , كانتْ عليه تُقامُ ؟
لو قلت : أتقومُ دارٌ زال من أركانها // أسّ البنى كانت عليه تقام
ماعاد يَطْرُقُ بابَها ذو حاجة
أو حَوْلها يَتَقاطَرُ الأيتامُ
بيت جميل يصور مشهدا من مشاهد الفقيدة قيد حياتها رحمها الله
لَوْ أَصْبَحَتْ كُلّ السهوب صَحَائِفاً
أَوْ حُبِّرَتْ باللّجْة الأقلامُ
بيت رائع ولكن البيت الذي يليه لم تتوفق في أن يكون مشاكلا لهذا البيت الجميل ،
فَلَسَوْفَ أبقى عاجزاً عن وصفِها
وتخونني الكلماتُ والإلهامُ
أرجو أن تعيد النظر في هذا البيت حتى يجاري الذي يليه حسنا وسبكا ومعنى ، كأن تبدأه ب : لاسْتُنفِدَتْ ............
وتُقصّر الأشعارُ عنْ إيفائها
حقّ المديح وَتَقْصُر الأفهامُ
ختام جميل ،
رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون ،
تحية لك ولوفائك أيها الشاعر الجميل
:001:
ناديه محمد الجابي
06-07-2014, 10:26 AM
مرثية مؤثرة وأبيات رائعة من شاعر بار مرهف الحس
مشاعر صادقة وبوح شجي يدمع العين
رحم الله الوالدة وأسكنها فسيح جناته وألهمكم الصبر والسلوان.
غسان عبدالفتاح
08-07-2014, 05:04 PM
الأخ الناقد لحسن عسيلة
سررت بمرورك وتفحصك للقصيدة .. فهذا دليل اهتمام بها أشكرك عليه ، ولكنك ياأستاذنا يبدو أنك لم تقرأها قراءة متأنية ..فتعجلت في إعمال قلمك فيها .
وأشكرك جزيلاً على وقوفك عند الجماليات التي أعجبتك .
والآن سيدي لنذهب إلى نقدك بالترتيب الذي ورد :
أكسوف شمس أم هو الإعتامُ
أغشى عيوناً صابها الإظلامُ
مطلع جميل
اسعَدْ بكنزك ياثرى ! واريتها
وَتَرَكْتَنا يعصفْ بنا الإيلامُ
لو جعلت "إذ" بين قولك "اسعد بكنزك يا ثرى و قولك "وتركتنا"
كلمة "يعصف " جزمتها بدون جازم
-لا أرى ضرورة لحشر – إذ – في هذا البيت ، فهو بهذه الصيغة أجمل ، وبالنسبة لجزم كلمة " يعصف " فهو تسكين ضرورة وليس تسكين إعراب ، وهذا جائز في الشعر .. والأمثلة عليه ليست قليلة .
نَحَبَتْ رُبى حَوْران باكيةً عَلَيْ
كِ وأمطرتْ حرّ الدموع شآمُ
ودْيانُها جَفَّتْ ، وأمْحلت السهو
لُ وحلَّ في كبدِ السماء جَهَامُ !
وحمائمُ الأمويّ ناحتْ وانحنتْ
في قاسيون ذُراهُ والآكامُ
بيت جميل ورائع
مَشَت الرياحُ وَئيدَةً قُرْب المقا
م وعَطَّرَتْ أنفاسَها الأنسامُ
بيت جميل لكنه يفتقد المناسبة والربط بينه وبين الذي يليه والذي قبله ،
لولا مخافة ربنا وحسابه
وتنال منّي لعنةٌ وأثَامُ
خطفت مد كلمة : آثامُ ، نقول "آثام" وليس "أثام "
لَحججتُ للمثوى أقيمُ مناسكي
حتّى يُقيم الساعةَ القيَّامُ
-هذا البيت ( مشت الرياح وئيدة ...) أنا أرى أنه استمرارية للأبيات الذي قبله ، لاحظ معي سيدي الفاضل الأبيات الثلاث التي سبقته :
الربى نحبت ، وشآم أمطرت ، الوديان جفّت ، السهول أمحلت ، الذرى والآكام انحنت : هي كلها مكوّنات من الطبيعة تأثرت وحزنت ... ،الرياح هي أيضا جزء من الطبيعة .. والرياح تأتي عادة قوية عاتية ، لكنها عندما مرّت قرب المقام تواضعت فخففت من عتوّها وقوتها حزنا واحتراما ..فسارت هادئة ..! وأيضاً : الأنسام اللطيفة ( من مكونات الطبيعة ) لما صارت قرب المقام عطّرت أنفاسها .....
وكما تلاحظ معي إن البيت وثيق الصلة بالأبيات قبله ، وهو وثيق الصلة بالبيت الذي يليه ، حيث : الحديث صار عن المقام ..والبيت الذي يليه مقدمة للبيت التالي الذي يتحدث عن المثوى : لحججت للمثوى .......
لولا مخافة ربنا وحسابه
وتنال منّي لعنةٌ وأثَامُ
خطفت مد كلمة : آثامُ ، نقول "آثام" وليس "أثام "
- لاياسيدي ..في البيت لم يحدث خطف ، فالكلمة التي عنيتُها هي ( أَثَام ) وليس آثام ! وأَثَام تعني : ( عقوبة وعذاب شديد جزاء الإثم ) وقد وردت هنا بمكانها ومعناها المناسب تماما ، ولو أصبح البيت كما أنت أشرت : ( وتنال مني لعنة وآثام ) لكان المعنى اختلف كليّا .. وفقد البيت جماليته وصحته ، والقضية لم تكن قضية وزن .
لمّا رحلْتِ عنِ الديار فإنّها
وَفَدَتْ إليها النائباتُ جسامُ
الصحيح أن تقول : لما رحلت عن الديار فإنها // وفدت إليها النائبات الجسام ُ . ولكن سينكسر الوزن ،
ماذا لوقلت : لما رحلتِ عن الديار فإنها // حلتْ بهنَّ نوائبُ وكِلامُ أو وجهامُ
- البيت المذكور صحيح تماما ، ( وفدَتْ إليها النائباتُ جِسام ) ! وأيضا القضية ليست قضية وزن ،ببساطة شعرت أن الجملة هكذا جميلة .( وأزعمُ أنها أجمل من الشطر المُقترح ) .
لاتُيْنع الأزهارُ في روضاتها
إنْ غابَ عنْ هَمْرِ الغُيُوثِ غمامُ
الصواب أن تقول : لا تونع الأزهار
- ( لاتُيْنع الأزهار ) صحيحة ياأخي .
الكرْمةُ السمْحاءُ تشكو وَحشةً
فالكرمُ ضاعَ وغادرَ الكَرَّامُ !
بيت جميل والأفضل أن تستبدل الفاء بواو العطف ،
شكرا لك، لكن لماذا واو العطف أفضل ؟وعلى ماذا سأعطفها ؟ ( الكرمة تشكو وحشة .. لماذا ؟ : لأن الكرم ضاع ولأن صاحب الكرم غادر ! )
-من بعدك الأيام صارت مرة
والإبتهاج مغيب وحرام
وشُجيْرة الليمون مُذْوًى زهرها / وشجيرة الليمون أودى زهرها
مِنْ روحها سَلَبَ الشّذا إغمامُ
- ( اقتراحك : أودى عوضا عن مُذْوىً ) !! : أودى تعني هلك .. ( نحن ياسيدي نتكلم عن زهر الليمون ، هل الأجمل نعبر عنه ب هلك .. أو ب ذوى ..ذبل - من بعد أن سلبَ منه الإغمام الشَّذا ) ؟
بَكَت الديارُ وَلَمْلَمتْ أحجارَها :
بعدَ المليحةِ لايطيب مُقامُ
لا تصفها بالمليحة وأنت ترثيها يا أخي ، قل :بعد الكريمة أو الفقيدة أو ماشابه ، فالمقام مقام رثاء وليس مقام نسيب وتشبيب ،
- ( كلمة مليحة ! ) عَجِبتُ من تفسيرك لهذه الكلمة بحدودها الضيقة جداً ..( فأنت ياأخي تقرأ شعرا .. وتؤخذ المعاني حسب مناسبة القصيدة طالما أنها ضمن سياق المناسبة ، وهل تعتقد أن كلمة – مليحة – مكانها فقط قصائد الغزل والتشبيب !! يبدو أنك تعتقد ذلك ، ولكنك لست على صواب! .
فكلمة مليح ومليحة تقال في المعنى الذي أنا قصدته : فيجوز القول : فلان مليح الخُلق وفلانة مليحة الشمائل ومليحة الأخلاق ، إلى غير ذلك ..( ويصح بشكل عام أن نقول : قصة مليحة ، قصيدة مليحة ، جملة مليحة ، أفعال مليحة ..) ولايقتصر استعمال الكلمة على الوجه أو الجمال المحسوس ! والشواهد لاتعد ولاتحصى ، ولايتسع المجال لذكرها .
بَكَت الديارُ وَلَمْلَمتْ أحجارَها :
بعدَ المليحةِ لايطيب مُقامُ
أأَتُقيمُ دارٌ زالَ مِنْ أركانها
أُسُّ البِنا , كانتْ عليه تُقامُ ؟
لو قلت : أتقومُ دارٌ زال من أركانها // أسّ البنى كانت عليه تقام
-لا ياأخي .. لو قلت كما اقترحتَ ( أتقومُ دارٌ زال من أركانها ) لطار المعنى المقصود ! لماذا :
( الديار بكت .. ولملمت أحجارها حزينة وقالت لنفسها : لم يعد يطيب لي المُقام هنا، وهي تساؤل نفسها : هل من داعي للإقامة هنا بعد أن غاب ورحل الأساس الذي كانت تقيم لأجله ! ) : فكلمة أتقيم بمعنى الإقامة ، أما كلمة أتقوم فهي بمعنى البنيان : تقف .. تنتصب.. تُشَيَّد .
وأخيراً ..أكرر شكري لإهتمامك بالقصيدة .. فأنت كتبت مااعتقدتَه صوابا ، وآمل أن أرى دائما قلمك الأحمر يتبختر بين سطوري .
دمت بخير سيدي ، وتقبل مودتي .
غسان عبدالفتاح
17-07-2014, 10:36 PM
مرثية مؤثرة وأبيات رائعة من شاعر بار مرهف الحس
مشاعر صادقة وبوح شجي يدمع العين
رحم الله الوالدة وأسكنها فسيح جناته وألهمكم الصبر والسلوان.
الأستاذة الفاضلة نادية محمد الجابي
أشكر لك مشاعرك الطيبة ، مرور كريم وشهادة تعتز بها القصيدة .
دمت لمحبيك ، وداموا لك بخير .
تقبلي احترامي .
د. سمير العمري
01-09-2014, 02:03 AM
رحم الله والدتك الكريمة وأسكنها فسيح جناته وألهمك الصبر والسلوان!
ثم إن القصيدة عالية الشعور وجيدة الشعر ، وللحق أجدك صاحب موهبة شعرية كامنة تحتاج للصقل والضبط والتمكن من الأدوات لتصبح شاعرا مميزا.
وفي قصيدتك حتى بعد التعديل العديد من الأخطاء وقد أشار الحبيب لحسن عسيلة لجلها.
تقديري
غسان عبدالفتاح
02-09-2014, 05:06 PM
رحم الله والدتك الكريمة وأسكنها فسيح جناته وألهمك الصبر والسلوان!
ثم إن القصيدة عالية الشعور وجيدة الشعر ، وللحق أجدك صاحب موهبة شعرية كامنة تحتاج للصقل والضبط والتمكن من الأدوات لتصبح شاعرا مميزا.
وفي قصيدتك حتى بعد التعديل العديد من الأخطاء وقد أشار الحبيب لحسن عسيلة لجلها.
تقديري
الدكتور الفاضل سمير العمري
أشكر لك شعورك الإنساني النبيل
وأشكر لك رأيك بالقصيدة ، إن شاء الله سأعمل على ماتفضلت به بخصوص الصقل والضبط والتمكن ، فهذا رأي يُعتز به
دمت لمحبيك ، ولنا في الواحة
تقديري واحترامي
فتحي علي المنيصير
02-09-2014, 11:52 PM
رحم الله والدتك سيدي
مرثية جميلة
غسان عبدالفتاح
04-09-2014, 08:13 PM
رحم الله والدتك سيدي
مرثية جميلة
شكرا لك ياأخي ، ولمرورك الكريم
لك تقديري
ثروت محمد صادق
05-09-2014, 01:00 AM
رثائية رائعة وأروع ما فيها الصدق الذى غلفه جمال الحرف
رحم الله الوالدة وأسكنها فسيح جناته
تحايا
غسان عبدالفتاح
10-09-2014, 08:02 PM
رثائية رائعة وأروع ما فيها الصدق الذى غلفه جمال الحرف
رحم الله الوالدة وأسكنها فسيح جناته
تحايا
الأستاذ الفاضل ثروت محمد صادق
أشكر لك مرورك الكريم ، وكلماتك الطيبة التي تدل على نبل مشاعرك ، وعلى ذوقك الرفيع في تذوق قصيدتي المتواضعة
دمت سيدي لمحبيك ، وداموا لك بكل خير
تقديري
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir