تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وان



سعاد محمود الامين
01-06-2014, 07:44 PM
وان
دنفت الشمس غاربة تاركة لليل مكانها، جمع العم عبدالجليل بضاعته المفروشة أرضا. وأزاح الحجر الصلد الملتصق بمؤخرته جانبا، وحمل بضاعته الكاسدة متكاسلا، وتدحرج نحو بيته العاري من النوافذ والأبواب. ابتسم لأول مرة فى هذا اليوم عندما استقبله صنبور المياه الصامت بخريره الدافق، تحرر من جلبابه الوحيد وسرواله الممزق وغطس فى الماء واغتسل وغسل ملابسه وانتعش.
نشر ملابسه واختفى تحت غطائه البالي فى ركام حجرته المتهالكة يحضن وحدته..يغمض اجفانه على صورة زوجته الراحلة عند مولد ابنه، المفقود منذ زمن، رفض التجنيد واعتقل..عشرات السنين عبرته وهو في هذا الركام ينتظر...
سمع خطوات منتظمة قادمة، جعلته يهرول عاريا، نسي نفسه من فرط سعادته فقد رأى طيفا يحاكي ابنه فى هيئته..قفز نحوه يحتضنه، سقط على الأرض بقسوة.. استعاد يقظته رأى نفسه يحضن جلبابه المنشور والريح تعصف.

مصطفى الصالح
01-06-2014, 08:18 PM
تصوير سردي جميل

لكن مع كل هذه الدراما تنهين النص بنكتة!

ولم أفهم علاقة العنوان بالنص

دام إبداعك

كل التقدير

آمال المصري
02-06-2014, 04:56 AM
تصوير بارع والتقاطة ذكية لحالة معدمة من كل شيء .. حالة يلوكها الفقر والوحدة وفقدان الزوجة والابن ولا أنيس سوى خيال جلبابه الوحيد الذي خاله عودة الابن المفقود
دائما لنصوصك نكهة مميزة أديبتنا القديرة فشكرا لك على متعة رافقتني وأنا أقرؤك هنا
تقديري الكبير

سعاد محمود الامين
02-06-2014, 03:26 PM
الاديب مصطفى
شكرا على مرورك سعدت به
لاتوجد نكته فى هذا النص الموجع.أشر الى النكته.
علاقة العنوان علاقة معنى .....الوان معناها الهش الضعيف وتطلق على البيت ضعيف البنيان
احيانا
ودمت بالف خير

سعاد محمود الامين
02-06-2014, 03:31 PM
الاستاذة آمال
شكرا لقلمك الانيق
الذى ينثر دررا فيتألق النص
سررت غاية السرور
بما تفضلت به من ثناء
آمل أن أكون عند حسن ظنك
تحباتي

خلود محمد جمعة
04-06-2014, 07:12 AM
ضربات الحياة توصل العقل حد الهشاشة
كم هي مؤلمة الذكريات عندما تسكننا كمس
وكم هي جميلة ابجديتك سيدتي
دام الألق
دمت بخير:014:

ربيحة الرفاعي
19-06-2014, 03:46 PM
للمأساة في هذا اللمشهد الإنساني عمق أبعد مما يقول السطح بكثير، وللعذاب ثقل يتسرب للمتلقي بغصته

مشهد تصاعد بسرعة في صور متلاحقة حكت الفقر والوحدة والقهر، فوصل بكليّة محموله للمتلقي صاعقا عميق الأثر

دمت بخير أديبتنا

تحاياي

سعاد محمود الامين
30-06-2014, 06:11 PM
الأستاذة ربيحة
رمضان كريم
شكرا لحرفك الأنيق
الذى سبر غور النص
أنار وأضاء
التحية لك..

سعاد محمود الامين
30-06-2014, 06:12 PM
العزيزة خلود
رمضان كريم
شكرا على لمسات حرفك الجميل
تحياتي القلبية

علاء سعد حسن
01-07-2014, 01:27 AM
الاستاذة سعاد اﻷمين
ما أبدع أن يعبر الادب عن قضايا انسانية اجتماعية بهذا القدر من الشفافية والرقي والملامسة
مع الاحتفاظ بالانسيابية في العرض والبعد عن بعض ما عرف به الادب النسائي من اتهام الرجل بمبرر وبغير مبرر..

نص من الروعة بحيث أخشى أن يخدش جماله تعقيب ما ..

دمت والابداع ..

وكل عام وانتم بخير .. رمضان كريم

سعاد محمود الامين
01-07-2014, 08:17 AM
الأديب علاء
تحية مباركة بهذا الشهر الفضيل
لقد سعدت كثير بمانثره قلمك المائز
بشان ماكتبت فى هذا النص..
شكرا لهذا الدفع المعنوي
آمل أن أكون عند حسن ظنك دائما
تقديرى لك

نداء غريب صبري
02-09-2014, 12:00 AM
هل كان الذي رفض التجنيد واعتقل هو ابنه المفقود؟

وما الذي سمعه إذا كان احتضن جلابيته المعلقة؟

أحزنتني قصتك أختي

شكرا لك

بوركت

سعاد محمود الامين
02-09-2014, 05:00 AM
الأخت نداء
صباحاتك نواضر
سعدت بمرورك
أراك ذكية ولماحة على مر تعليقاتك على نصوصي
هنا طرحت اسئلة لست أدرى صعوبة دلالتها فى
النص...ابن مفقود رفض تجنيد اعتقال!
أما التساؤل الثاني لم أفهم المقصود.
شكري واحترامي

ناديه محمد الجابي
02-09-2014, 11:03 AM
ما أصعب لحظات الإنتظار ـ حينما تشتاق لرؤية من أحببت
ثم تدور بطرفك في المكان فترى جدران من الوحشة والخوف
معا فتمتنع عنك نشوة الذكرى العطرة.
ما أقسى الإنتظار , وما أقسى أن يبقى الإنسان وحيدا يتذكر فيتردد
له صدى صوته فيغرق في الدموع ويتفاقم الجرح.
وهنا أجدت الرسم والتصوير لذلك الإنسان الوحيد وهو يحلم بقدوم ابنه
فيحتضن الجلباب في صورة موجعة للشوق .. مشهد صيغ باقتدار من أديبة
امتلكت حرفا سامقا فقدمت لنا عملا غنيا في المعنى والمضمون.
دام الإبداع ديدنك.

سعاد محمود الامين
03-09-2014, 02:44 PM
الأديبةنادية
تحية طيبة
شكرا لما خطه حرفك من أناقة أسلوب وتحليل لظاهرة الانتظار
لمن نحب ابن أو أخ أو أب أو أخت
أنه قطعة من نار انتظار الأحبة المفقودين
وما أكثرهم مع انعدام الأمن وانقلاب حياتنا
الفقر والانتظار.ز ألم مادي ومعنوي
كان الله فى عون الجميع
بوركت

رويدة القحطاني
15-11-2014, 04:40 PM
عذاب الفقر وقهر الفقد وأحزان الذكرى
قصة مؤلمة وسرد جميل

سعاد محمود الامين
16-11-2014, 05:37 PM
الأديبة رويدة
شكرا جميلا لمرورك الأنيق أنرت المتصفح
مع خالص تحياتي

مازن لبابيدي
17-11-2014, 05:47 AM
سرد ماتع وتصوير للحدث بلغة قوية الدلالة بليغة .
الحبكة قوية والخاتمة مدهشة .
المبدعة القاصة الأستاذة سعاد الأمين

تقبلي تقديري ولك التحية

سعاد محمود الامين
17-11-2014, 06:31 PM
الأديب مازن
أسعد الله أوقاتك بكل خير
سعدت بمرورك البهي
ومانثرث من حروف أضاءت وأنارت النص
من قلبى لك تحياتي
دمت بألف خير

ناديه محمد الجابي
11-02-2024, 06:32 PM
نص موجع وصورة مؤلمة لمن يعيش على الكفاف ويحتضن الوحدة
بعد موت الزوجة ورحيل الأبن
وبراعة في تصوير ارتعاشته لتخيل إن إبنه قد عاد ليجد نفسه يعانق جلبابه المنشور.
الفكرة جميلة على مرارتها ، والأداء قوي، والنفس القصصي والأسلوب رائعين.
نفتقد قلمك البارع صديقتي ، وروعة أفكارك وجمال سردك.
دمت بكل خير.
:014::014::014: