مشاهدة النسخة كاملة : الغَــــازيّــــــة
علاء سعد حسن
03-06-2014, 08:15 PM
الغازيّة!!
لم أرَ أبي منفعلا مثلما رأيته ذلك اليوم.. سمعته يقول في حسم:
- نحن جميعا نشاهد الغازية ولا نعترف بها.. تخرج عيوننا علي جسدها وهو يتلوى كثعبان، نتجاهلها بعدما تغادر المسرح بعد أن تأخذ ما فيه القسمة.. نصفق لها بأكف حارة ليزداد هز وسطها.. ولا نصافحها!!
الغازية دمية.. عروسة من عرائس الأطفال.. نلهو ونتسلى بها.. ثم.. ثم لا شيء..
انصرف أخوه الأصغر (عمّي) .. والغضب يعمي عينيه.. لكنه لم ينطق بحرف.. لمحني أبي منزويا عند الباب أتحاشى غضبا مشتعلا كاللهب في أرجاء الدار.. قال لي:
- الغازية.. الأراجوز.. والمشخّصاتي.. نضحك عليهم على مسرح الساحة.. أو بـ(شادر) فرح أحد الجيران.. متعة مؤقتة ننساها إلى الأبد..
مر نصف قرن على الغضب العارم.. أصبح للغازية والأراجوز والمشخّصاتي دور رئيس في الحياة العامة.. صاروا نجوم المجتمع.. إرسال صندوق الدنيا يتلقفه سكان العالم في ذات اللحظة!!
وجدتني مضطرا أن أعيد على مسامع ابني الشاب نفس جملة أبي، وبنفس مستوى الغضب الهادر:
- الغازية دُميَة من دُمَى الأطفال .. تُبهرك.. ولا يمكن أبدا أن تكون امرأة في بيتك!!
عبد السلام دغمش
03-06-2014, 08:53 PM
الغازية تتعدد صورها لكنها في مضمونها واحد ..
واليوم صارت تغزو البيوت دون استئذان بسبب وسائل الاتصال ..
وهذه من التحديات امام البيت والأسرة .. ما بين الرقابة والسماح والتحفظ ..
نص بقالب لغوي جميل ومعان طيبة ..
تقديري.
علاء سعد حسن
04-06-2014, 01:19 PM
الغازية تتعدد صورها لكنها في مضمونها واحد ..
واليوم صارت تغزو البيوت دون استئذان بسبب وسائل الاتصال ..
وهذه من التحديات امام البيت والأسرة .. ما بين الرقابة والسماح والتحفظ ..
نص بقالب لغوي جميل ومعان طيبة ..
تقديري.
سيدي مرورك الكريم يسعدني ويثلج صدري ..
مع خالص الشكر والتقدير
آمال المصري
06-06-2014, 12:57 AM
وبعد نصف قرن آخر يتعاد نفس النصيحة على الجيل القادم وتتوالى ....
ولكن ربما لاتجدي نفعا كما من قبل لسهولة غزوها البيوت والعقول وسيطرتها بتعدد واختلاف وسائلها المتبعة
هب ليست دائرة ولكنها دوامة تزداد اتساعا وعمقا
بلغة سلسة اختزلت قضية شائكة من القضايا العصية المتربعة على الساحة
شكرا لك أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
علاء سعد حسن
06-06-2014, 11:55 AM
وبعد نصف قرن آخر يتعاد نفس النصيحة على الجيل القادم وتتوالى ....
ولكن ربما لاتجدي نفعا كما من قبل لسهولة غزوها البيوت والعقول وسيطرتها بتعدد واختلاف وسائلها المتبعة
هب ليست دائرة ولكنها دوامة تزداد اتساعا وعمقا
بلغة سلسة اختزلت قضية شائكة من القضايا العصية المتربعة على الساحة
شكرا لك أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
الغريب سيدتي ان النصيحة جاءت من الجد ثم من الأب .. نصيحة خاطئة .. تعبر في الأساس عن ازدواج في القيم والمعايير.. لم تأتِ في الأساس من اناس أسوياء..
ولعل هذا احد أسباب ما نحن فيه من دوامة..
الجد الذي يقر ان عينيه تخرجان على وسط الغازية المتلوي كثعبان.. فلا غضاضة عنده من هذا النوع من الاستمتاع الرخيص.. لكنه ينكر الغازية بعد ذلك..
ويظل الخطأ مشترك.. وتظل النصيحة كاذبة غير مكتملة الأركان.. وتظل الدوامة ..
مرورك الكريم سيدتي يضيف دائما لمحاولاتنا المتواضعة ..
فشكرا لك
سعاد محمود الامين
06-06-2014, 04:47 PM
سرد ماتع لظاهرة تتطورت مع الزمن
كان قديما ينتعل الخف ويذهب اليها حيث تكون
تدغدغ المخيلة وتثرى الحاسة النظرية والآن
طرقت الأبواب ودخلت دون اسناذان فما العمل؟
الوصية المتناقلة توقفت
شكرا لقلمك المائز بوركت
علاء سعد حسن
06-06-2014, 07:59 PM
سرد ماتع لظاهرة تتطورت مع الزمن
كان قديما ينتعل الخف ويذهب اليها حيث تكون
تدغدغ المخيلة وتثرى الحاسة النظرية والآن
طرقت الأبواب ودخلت دون اسناذان فما العمل؟
الوصية المتناقلة توقفت
شكرا لقلمك المائز بوركت
الشكر موصول لمروركم العطر ..
محمد فتحي المقداد
09-06-2014, 06:36 PM
كانت الغازية بسيطة ببساطة الحياة وقتذاك ..
لكن التعقيدات التي دخلت بيوتنا، وخلفها أجندات
فعملت علن تغيير انماط حياتنا من الداخل بهدوء
ودون ضجة.
فما كان مستنكر وغيبر معقول، أصبح الآن عاديا
ولا نستهجنه..
نص جميل بالغ الأهمية لتسليط الضوء على مفهوم
تراثي كاد ينقرض ..
\مت بكل تقدير
عبدالإله الزّاكي
09-06-2014, 08:27 PM
الغازيّة!!
نحن جميعا نشاهد الغازية ولا نعترف بها.. تخرج عيوننا علي جسدها وهو يتلوى كثعبان، نتجاهلها بعدما تغادر المسرح بعد أن تأخذ ما فيه القسمة.. نصفق لها بأكف حارة ليزداد هز وسطها.. ولا نصافحها!!
الغازية دمية.. عروسة من عرائس الأطفال.. نلهو ونتسلى بها.. ثم.. ثم لا شيء..
هذه واحدة من التناقضات الكثيرة التي تؤسس تقاليدنا و أعرافنا و أعجبني كيف نقلها لنا بصدقٍ و بحرفية كبيرة أديبنا الكبير علاء سعد.
لك كل الشكر و التقدير .
مر نصف قرن على الغضب العارم.. أصبح للغازية والأراجوز والمشخّصاتي دور رئيس في الحياة العامة.. صاروا نجوم المجتمع.. إرسال صندوق الدنيا يتلقفه سكان العالم في ذات اللحظة!!
وجدتني مضطرا أن أعيد على مسامع ابني الشاب نفس جملة أبي، وبنفس مستوى الغضب الهادر:
- الغازية دُميَة من دُمَى الأطفال .. تُبهرك.. ولا يمكن أبدا أن تكون امرأة في بيتك!!
ربما صار من الصعب الآن تمرير نفس الخطاب بعد أن تقلّبت الأمور !؟
تحاياي و تقديري و مودتي
علاء سعد حسن
10-06-2014, 01:35 PM
كانت الغازية بسيطة ببساطة الحياة وقتذاك ..
لكن التعقيدات التي دخلت بيوتنا، وخلفها أجندات
فعملت علن تغيير انماط حياتنا من الداخل بهدوء
ودون ضجة.
فما كان مستنكر وغيبر معقول، أصبح الآن عاديا
ولا نستهجنه..
نص جميل بالغ الأهمية لتسليط الضوء على مفهوم
تراثي كاد ينقرض ..
\مت بكل تقدير
الأجندات ظلت تعمل في حياتنا بصبر ودأب وإصرار .. وتحولت الغازية وتحول الاراجوز والمشخصاتي إلى نجوم المجتمع ..فهم المثقفين والمثقِفين.. وعلى حملة المؤهلات الجامعية وعلى أساتذة الجامعات وكذا العلماء ان ينصتوا إليهم وأفواههم منفرجة من الدهش والعجب .. وبكل تقدير واحترام .. فهم الآن يوجهوننا .. يوجهون المجتمع كله إلى ما يجب أن يكون ..
ورغم هذا التغير الهائل في الأفكار .. أشك كثيرا أن الأسرة العربية من الطبقة الوسطى يمكن ان تتقبل فكرة الارتباط بغازية ولو كانت غازية متطورة وفق آليات العصر ..
مرورك الكريم أبهجني .. فشكرا جزيلا لك أستاذ محمد فتحي المقداد
علاء سعد حسن
11-06-2014, 02:56 PM
هذه واحدة من التناقضات الكثيرة التي تؤسس تقاليدنا و أعرافنا و أعجبني كيف نقلها لنا بصدقٍ و بحرفية كبيرة أديبنا الكبير علاء سعد.
لك كل الشكر و التقدير .
رؤية نقدية ثاقبة استاذ سهيل المغربي .. جعلتك تاخذ الظاهرة بجوانبها .. الغازية المرفوضة .. وازدواج المعايير عند الناس
ربما صار من الصعب الآن تمرير نفس الخطاب بعد أن تقلّبت الأمور !؟
تحاياي و تقديري و مودتي
فعلا قد انقلبت الأمور كثيرا.. لكنني ما زلت مؤمنا أن الطبقة المتوسطة في عالمنا العربي لا تقبل أن تكون الغازية بأشكالها المتعددة والمتطورة فردا في الأسرة .. لا ترضى المهنة لابنتها، ولا تقبل أن ترتضيها زوجة لأبنائها
عبد المجيد برزاني
11-06-2014, 05:12 PM
ما أكثر ما يغزونا، ولا نملك إلا الانصياع وإقناع أنفسنا وذوينا بحجج واهية.
سرني تكثيف النص مع الحفاظ على شساعة معناه.
بورك القلم.
تحيتي وتقديري.
خلود محمد جمعة
14-06-2014, 08:48 AM
وبعد قرن ستظل دمية للمشاهدة فقط
بالرغم من كل الأضواء التي تحيط بها
الغازية تغزو الاحلام وتلونها بحمرة جهنم
نص هادف بقلم جاد وفكر عميق
دمت بخير
علاء سعد حسن
16-06-2014, 02:33 PM
ما أكثر ما يغزونا، ولا نملك إلا الانصياع وإقناع أنفسنا وذوينا بحجج واهية.
سرني تكثيف النص مع الحفاظ على شساعة معناه.
بورك القلم.
تحيتي وتقديري.
مرورك الكريم سيدي يسعدني
والحقيقة أن شساعة كرمك بالاهتمام والتعليق اﻷنيق اﻷلق زاد على طريق الاستمرار
شكرا جزيلا
علاء سعد حسن
17-06-2014, 01:44 PM
وبعد قرن ستظل دمية للمشاهدة فقط
بالرغم من كل الأضواء التي تحيط بها
الغازية تغزو الاحلام وتلونها بحمرة جهنم
نص هادف بقلم جاد وفكر عميق
دمت بخير
شكرا المرور البهي ..
وتظل الغازية تشكل الوجدان بما يستحيل وجوده في الحقيقة.. ﻷنه سراب
ربيحة الرفاعي
30-06-2014, 06:15 PM
كلام لا يعريّه عن الصحة إلا مكابر، والحكاية أقدم من الغازية وما سمع البطل عنها وما قال لابنه، وقد قلنا دائا ونكرر أن هؤلاء هم من كانوا في سالف العصر أقيانا، يمتلكهم السادة فيجتهدون في الترفيه عنهم وعن أضيافهم، أقواياؤهم في الرماية والفروسية، ونواعمهم ونواعسهم في الغناء والرقص ، وقلبت مكاتب المراهنات الأوراق وغيرت قواعد اللعبة فأصبحوا نجوما يتسابق الأحرار في تقليدهم والتشبه بهم، ويباهون بالتقاط صورة لهم مع أحدهم أو الحصول على توقيعه
ليس هذا تعليقا مناسبا على نص أدبي جميل، لكنه أثار شجونا كما حجر يلقى على سطح ماء ساكن
دمت بخير أيها الكريم
تحاياي
علاء سعد حسن
01-07-2014, 01:47 PM
كلام لا يعريّه عن الصحة إلا مكابر، والحكاية أقدم من الغازية وما سمع البطل عنها وما قال لابنه، وقد قلنا دائا ونكرر أن هؤلاء هم من كانوا في سالف العصر أقيانا، يمتلكهم السادة فيجتهدون في الترفيه عنهم وعن أضيافهم، أقواياؤهم في الرماية والفروسية، ونواعمهم ونواعسهم في الغناء والرقص ، وقلبت مكاتب المراهنات الأوراق وغيرت قواعد اللعبة فأصبحوا نجوما يتسابق الأحرار في تقليدهم والتشبه بهم، ويباهون بالتقاط صورة لهم مع أحدهم أو الحصول على توقيعه
ليس هذا تعليقا مناسبا على نص أدبي جميل، لكنه أثار شجونا كما حجر يلقى على سطح ماء ساكن
دمت بخير أيها الكريم
تحاياي
أستاذة ربيحة بعد التحية أتوقف متأملا أمام عبارتك ( ليس هذا تعليقا مناسبا على نص أدبي جميل، لكنه أثار شجونا كما حجر يلقى على سطح ماء ساكن)
أتوقف متأملا ﻷقول أو أتساءل وما وظيفة اﻷدب وما وظيفة الفن والابداع عموما إن لم يفعل ذلك؟..
يكتب الكاتب ليطرح قضية للمناقشة بعيدا عن التغزل في طريقته في رص الكلمات ليخرج نصا بشكل مبهر أو مرضٍ..
ولذا أجد أن تعقيبك أصاب الصميم..
فشكرا لمرورك الكريم المتحمس لطرح قضية أو التعبير عنها ..
خالص التقدير
رويدة القحطاني
24-08-2014, 01:08 AM
هذا ناشئ عن حقيقة الأشياء
لأن الغازيّة دمية يلهو بها وليست امرأة يأتمنها الرجل عل تربية أبنائه
قصة بفائدة وهدف كبير
أحييك
علاء سعد حسن
24-08-2014, 11:04 PM
هذا ناشئ عن حقيقة الأشياء
لأن الغازيّة دمية يلهو بها وليست امرأة يأتمنها الرجل عل تربية أبنائه
قصة بفائدة وهدف كبير
أحييك
ورغم ذلك سيدتي صارت تلك التي لا نأتمنها على ابنائنا .. تشرع لنا اديانا وقواونيا ودساتير .. وتشكل خلفيات حياتنا الاجتماعية .. ونماذجنا المعرفية
شاكر مرورك الكريم
د. سمير العمري
09-08-2015, 02:32 AM
نلك الفرجة الضيقة الصغيرة التي تركت لتنفذ منها الغازية جعلها تتضخم مع الأيام لتصبح هي القدوة والأم المثالية.
لقد أخطأ الأب إذ استخف بمستصغر الشرر حتى أحرق الأخضر واليابس ولات حين نصح أو نهي.
أشكر لك هذه القصة الراصدة المعبرة والتي تقول الكثير بأدب يزينك واحتشام يوافق الظرف.
تقديري
علاء سعد حسن
09-08-2015, 11:06 AM
نلك الفرجة الضيقة الصغيرة التي تركت لتنفذ منها الغازية جعلها تتضخم مع الأيام لتصبح هي القدوة والأم المثالية.
لقد أخطأ الأب إذ استخف بمستصغر الشرر حتى أحرق الأخضر واليابس ولات حين نصح أو نهي.
أشكر لك هذه القصة الراصدة المعبرة والتي تقول الكثير بأدب يزينك واحتشام يوافق الظرف.
تقديري
مرورك الكريم شرف وقيمة دكتور سمير
أخطأ الأب لا شك في ذلك
لكننا نعيش في مجتمع تتسع فيه الفرجة الضيقة يوما بعد يوم رغم انف الاب والام ورغم انف الاسرة والمجتمع
نخبتنا اصبحت من القيان
تنكر نبي الله إبراهيم عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام وتصفه برجل صالح وتعتبر شعيرة دينية حلما تراءى له.. وهي من الاساس حازت شهرتها عن طريق كتابة شعر في منطقة ايروسية " اي شعرا بذيئا" ومع ذلك يستدعيها الحاكم بامره لحضور احتفالا وطنيا رسميا لتمثيل شعب من المفترض أنه ضارب في جذور التاريخ !!
انه زمن الغازية
زمن القيان
زمن الجواري..
وزمن الجواري عكس زمن الحريم في المعنى والمبنى..
دمت بخير دكتور سمير .. ودامت اطلالتك الكريمة ثرية ومشجعة
ناديه محمد الجابي
05-09-2016, 07:45 PM
حتى لو أصبحت الغازية وقد تعددت صورها ـ ودخلت البيوت بدون استئذان
حتى لو أصبحت تشكل خلفيات حياتنا الإجتماعية، وتشرع لنا أديانا وقوانينا
حتى لو كنا نعيش زمن الغازية .. زمن القيان ..
فستظل رغم كل ذلك غير متقبلة كزوجة يؤتمن لها.
نص جميل لقضية شائكة ويحمل رسالة
دمت وسامق فكرك. :001:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir