المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرفوض فى الفن



هشام النجار
04-06-2014, 09:18 AM
عَرْضُ تفاصيل العلاقة الجنسية ونقل الصورة مُجسمة تماما كما هى فى الواقع ، ليس عملا فنيا يمكننا أن نطلق على صانعه مبدعا أو فنانا ، إنما هو عمل غريزى مركوز فى فطرة الإنسان يُؤَدى فى الخَفَاء فى غرف النوم المحكمة الإغلاق حسب ما شرع الله للبشر ، وليس للعرض على شاشات السينما وخشبات المسارح . والدعوة إلى الإلحاد والوثنية بوسائط فنية ليس عملا فنيا ، إنما هو استغلال للفن لغرض دينى غايته تشويه الاعتقاد النقى لدى الناس .
إذاً فالمرفوض فى الفن شيئان : أولا الدعوة للانحراف العقائدى ، وثانيا الترويج للانحراف السلوكى . ويمكننا تبسيط الفكرة فى أن الحرمة لا تقع على الفن بذاته إنما تقع على الانحراف الموجود فى الفن . ومعلوم أن الأصل فى الأشياء الإباحة ، والتحريم لا يقع على أصول الأشياء بل على أجزائها ؛ فتحريم الزنا تحرير للعلاقة بين الرجل والمرأة من القبح الواقع فيها وإبقاء للأصل النظيف من علاقة مشروعة معلنة عن طريق الزواج ، والأمر بغض البصر ليس تحريما لأصل النظر ، إنما فقط تحريم للنظرة الخائنة ، وتحريم فحش القول ليس تحريما لأصل الكلام إنما تحرير له من القبح الذى لحق به .. ولذلك عندما سئل الشيخ محمد عبده عن الفن وقال سائله : إن الصورة مظنة الشرك ، قال رحمه الله : إن لسانك أيضا مظنة الكذب فهل يجب ربطه مع أنه يجوز أن يصدق كما يجوز أن يكذب ؟!
والجمال هو الأصل والقبح طارئ عليه وخروج عن منهجه ، والخير هو الأصل والشرور طارئة عليه ، وتحريم ورفض الشر والقبح إبقاء لأصل الخير والجمال .
فاذا نظفنا الفن مما لحق به من دعوة للبعد عن منهج الخالق سبحانه وتعالى ، ومن مجون وخمر وإسفاف وانحطاط أخلاقى وعُرى ، فإننا بذلك لا نحرمه ، إنما نحرره لأن القاعدة الأصولية التى تقول بأن الأصل فى الأشياء الإباحة تقْضى بأن الحرام الطارئ على الأصل لا يُحَرٍم الحلال ، وما طرأ على الفن من انحرافات لا تُحرم أصل الفن .
ويبقى المحرم والمرفوض فى الفن هو الجزء المتعلق بالدعوة للوثنية ولذلك حطم الرسول صلى الله عليه وسلم الوثن - وهو عمل فنى منحوت – المستخدم فى عبادة غير الله ، وأيضا فيما يتعلق بإثارة الغرائز وعرض الأوضاع والمشاهد الداعية للإباحية والرذيلة والهبوط الأخلاقى .
والغاية من ذلك هى تقويم الاعوجاج وتعديل مسيرة الفن عن خط الانحراف الذى انزلق فيه ، ليعود إلى مساره الطبيعى ، وأيضا لحماية الفن من استغلال رجال الدين والكهنوت ، ومن استغلاله عن طريق بعض التجار والمستثمرين ليتحول إلى وسيلة لكسب الأموال الطائلة بابتذال جسد الإنسان وامتهان كرامة المرأة ، خدمةً لمصالح شخصية ضيقة ، على حساب رسالة الفن الغالية وأهدافه المنشودة ، ضاربين بعرض الحائط مشاعر الإنسان وكرامته وأحاسيسه ومبادئه وقيمه وأخلاقه .
لذلك قلنا لمن يدعون تحريم الإسلام للفن على إطلاقه : إن الإسلام لا يحرم الفن إنما يحرره من أسر الكهنوت ويخرج به من بين جدران المعابد والكنائس والأديرة إلى الحياة الواسعة والكون الرحب الفسيح ، ويخرج به من غرف النوم المغلقة إلى رحبة المشاعر الإنسانية الراقية التى لا تتوقف عند حدود الجسد .
ويمكننا هنا أن نتوقف عند نهى الرسول صلى الله عليه وسلم فى البداية عن زيارة المقابر حيث كان المسلمون قريبى عهد بجاهلية ، لذا كان النهى لأنها مظنة فتنة .
وبعد رسوخ الإيمان فى القلوب سمح لهم الرسول بزيارتها فهى تروى الرضا بقضاء الله وترقق القلوب القاسية وتذكر بالآخرة ، فلا عجب هنا بين النهى والإباحة ؛ فالشئ الواحد يمكن أن يكون فى زمن معين فتنة ، ثم يصبح فى زمن آخر عبرة .
وكذلك الفن ، فلا يمنعنا طول استخدامه فى الانحراف والسقوط ، أن نستخدمه اليوم فى العلو واليقظة والنهضة وبناء أجيال قائدة ، بدلا من تلك الراقدة الراكدة .
وللحديث بقية إن شاء الله .

عدنان الشبول
04-06-2014, 10:50 AM
ما أجمل ما أتيت به هناأخي هشام !


أحسنت أحسنت أحسنت :0014::0014::0014:

ربيحة الرفاعي
05-06-2014, 12:29 AM
ويمكننا تبسيط الفكرة فى أن الحرمة لا تقع على الفن بذاته إنما تقع على الانحراف الموجود فى الفن . ومعلوم أن الأصل فى الأشياء الإباحة ، والتحريم لا يقع على أصول الأشياء بل على أجزائها ؛ فتحريم الزنا تحرير للعلاقة بين الرجل والمرأة من القبح الواقع فيها وإبقاء للأصل النظيف من علاقة مشروعة معلنة عن طريق الزواج ، والأمر بغض البصر ليس تحريما لأصل النظر ، إنما فقط تحريم للنظرة الخائنة ، وتحريم فحش القول ليس تحريما لأصل الكلام إنما تحرير له من القبح الذى لحق به .. ولذلك عندما سئل الشيخ محمد عبده عن الفن وقال سائله : إن الصورة مظنة الشرك ، قال رحمه الله : إن لسانك أيضا مظنة الكذب فهل يجب ربطه مع أنه يجوز أن يصدق كما يجوز أن يكذب ؟!
والجمال هو الأصل والقبح طارئ عليه وخروج عن منهجه ، والخير هو الأصل والشرور طارئة عليه ، وتحريم ورفض الشر والقبح إبقاء لأصل الخير والجمال .
فاذا نظفنا الفن مما لحق به من دعوة للبعد عن منهج الخالق سبحانه وتعالى ، ومن مجون وخمر وإسفاف وانحطاط أخلاقى وعُرى ، فإننا بذلك لا نحرمه ، إنما نحرره لأن القاعدة الأصولية التى تقول بأن الأصل فى الأشياء الإباحة تقْضى بأن الحرام الطارئ على الأصل لا يُحَرٍم الحلال

ثمة ما يستحق النظر هنا
فالتحريم لا يكون مما يخوّف به غير المؤمن، والمؤمن لا يفعل ما لا يتفق والشرع أصلا، وليس معقولا طبعا أن نقول لطاقم فيلم يدعو للإلحاد أن عملهم حرام، فلو كان مما يقلقهم ذلك لما كانت دعوتهم للكفر والإلحاد، وعليه فلعل من الضرورة بمكان بيان كوْن الحرمة هنا تقع على متابعة الأعمال التي تتضمن تلك الأجزاء "المتنافية والشرع"، وهنا تأتي مسؤولية علماء الدين في توضيح الأمر والحث على إنشاء جهات إنتاج فني يقدم البديل النقي غير الملوّث بما يخالف شرعا أو يخدش حياء

وما أروع وقوف كاتبنا هنا على بيان أن الأصل هو الإباحة، وأن الحرمة تلحق الأجزاء التي تنزاح للمخالفة، فإذا نظفنا الفن مما لحق به من دعوة لانحراف نفينا عنه الحرمة

مقالة جادة وهادفة مثقلة بالروعة

دمت بخير

تحاياي

فكير سهيل
05-06-2014, 12:45 PM
بارك الله فيك اخي اود ان اذكر اقسام المحرم ربما يفيدنا في فهم الموضوع
التحريم اما يكون للذات او يكون للغير
فنقول هذا محرم لذاته وهذا محرم لغيره
كالخمر مثلا محرمة لذاتها فقد جاءت النصوص بتحريمها وخرجت بذلك عن الحل الذي هو اصل االاشياء وتبقى كذلك في كل الحوال الا عند الضرورة كخشية الهلاك .
اما المحرم لغيره فيباح عند الحاجة وهو ما حرمه الشارع لأمر عارض كالصلاة في الأرض المغصوبة, اوما حرمه الشارع لأنه يفض إلي محرم لذاته مثاله النظر إلي عورة المرأة الأجنبية فهو محرم لأنه يفضي إلي الزنا. والحاجة تبيح المحرم لغيره كرؤية الطبيب لعورة المرأة بقدر الحاجة.
فهل التمثيل محرم لذاته او لغيره
فاذا كان محرما لذاته فيبقى محرما ولا ينظر الى مكوناته
واذا كان محرما لغيره فانه ينظر الى التفاصيل كمحتوياته واستعمالاته.
مودتي

فكير سهيل
05-06-2014, 03:53 PM
:os::tree:ويبقى المحرم والمرفوض فى الفن هو الجزء المتعلق بالدعوة للوثنية ولذلك حطم الرسول صلى الله عليه وسلم الوثن - وهو عمل فنى منحوت – المستخدم فى عبادة غير الله ، وأيضا فيما يتعلق بإثارة الغرائز وعرض الأوضاع والمشاهد الداعية للإباحية والرذيلة والهبوط الأخلاقى .

هل تحطيم التماثيل -المنحوتة- يعود الى العبادة فقط واذا لم تعبد لا تحطم ..
المعلوم ان التماثيل لا يجوز صنعها حتى لو لم تعبد بدليل النص -حديث المصور.. وقد تفضي الى ذلك.
سعدت بقراءة النص اخي
يرعاك الله
:os:

هشام النجار
11-06-2014, 05:53 PM
ما أجمل ما أتيت به هناأخي هشام !


أحسنت أحسنت أحسنت :0014::0014::0014:

حضورك الأجمل والأبهى أخى المكرم عدنان
تحية معبقة بالياسمين

هشام النجار
11-06-2014, 06:19 PM
ثمة ما يستحق النظر هنا
فالتحريم لا يكون مما يخوّف به غير المؤمن، والمؤمن لا يفعل ما لا يتفق والشرع أصلا، وليس معقولا طبعا أن نقول لطاقم فيلم يدعو للإلحاد أن عملهم حرام، فلو كان مما يقلقهم ذلك لما كانت دعوتهم للكفر والإلحاد، وعليه فلعل من الضرورة بمكان بيان كوْن الحرمة هنا تقع على متابعة الأعمال التي تتضمن تلك الأجزاء "المتنافية والشرع"، وهنا تأتي مسؤولية علماء الدين في توضيح الأمر والحث على إنشاء جهات إنتاج فني يقدم البديل النقي غير الملوّث بما يخالف شرعا أو يخدش حياء

وما أروع وقوف كاتبنا هنا على بيان أن الأصل هو الإباحة، وأن الحرمة تلحق الأجزاء التي تنزاح للمخالفة، فإذا نظفنا الفن مما لحق به من دعوة لانحراف نفينا عنه الحرمة

مقالة جادة وهادفة مثقلة بالروعة

دمت بخير

تحاياي
لا أخفيك سراً سيدتى أننى لو لم أكن كاتباً لكان حلمى الأول الذى اسعى لتحقيقه هو العمل فى صناعة السينما أو الاخراج المسرحى ، لأننى اعتبر أن هذا المجال هو الاكثر تأثيرا والاخطر جماهيريا . اتصور دعاة الجيل الاول لو كان واحداً منهم يعيش بيننا وشاهد الادوات والوسائل وفاضل بينها لاختار على الفور دون تفكير هذا المجال لحمل أفكاره بسرعة البرق وبقوة تأثير مضاعفة الى الجماهير المولعة بهذا السحر وقد ذكر رسولنا ذلك - ولو ان فى الحديث ضعفا - " ان من البيان لسحرا " . وغير خاف عليك كيف استخدموا هذا المجال فى خدة اغراضهم وافكارهم وانحرافاتهم الفكرية والخلقية . ارفع قبعتى وابذل قصارى جهدى لكل عطاء ملتزم بروح الاسلام وساع لتحقيق غاياته واهدافه من خلال هذا المجال الرحب ، وانتظر الفرصة التى تتيح لنا التأثير فيه بقوة ودائما تفكيرى يذهب الى هناك والى الجماهير العريضة الواقعة تحت تأثير هذا السحر لنصل اليها بسحر بياننا بأفكارنا وقضايانا .
اسأل الله ان يوفقنا واياكم لخدمة الفكر الراقى وخدمة اوطاننا وديننا
شكرا جزيلا سيدتى
تقبلى خالص دعواتى وأمنياتى

نداء غريب صبري
25-06-2014, 02:39 AM
الرفوض في الفن هو ما يخرج بالفن عن خدمة عمارة الأرض ليضعه في صف هدمها وتدميرها
والرذيلة دمار والحرام دمار ولم يحرم الله علينا إلا ما فيه ضرر بالبشر ورسالتهم في الدنيا
وكل ما يدعو إليه مرفوض في الفن والأدب

مقالة رائعة أخي

شكرا لك

بوركت

لانا عبد الستار
31-07-2014, 02:30 AM
إذاً فالمرفوض فى الفن شيئان : أولا الدعوة للانحراف العقائدى ، وثانيا الترويج للانحراف السلوكى . ويمكننا تبسيط الفكرة فى أن الحرمة لا تقع على الفن بذاته إنما تقع على الانحراف الموجود فى الفن . ومعلوم أن الأصل فى الأشياء الإباحة
حين يكون الفهم بحجم وعظمة الدين يكون الحكم متماشيا مع الدين
وحين يكون الفهم ضيقا يفضي إلى الحكم بجهل يناقض الدين من حيث لا يعلم الحاكمون



ولدي على تعليق الأستاذ فكير سهيل ملاحظة أرجو أن يتحملها

التحريم اما يكون للذات او يكون للغير
فنقول هذا محرم لذاته وهذا محرم لغيره
كالخمر مثلا محرمة لذاتها فقد جاءت النصوص بتحريمها وخرجت بذلك عن الحل الذي هو اصل االاشياء وتبقى كذلك في كل الحوال الا عند الضرورة كخشية الهلاك .
اما المحرم لغيره فيباح عند الحاجة وهو ما حرمه الشارع لأمر عارض كالصلاة في الأرض المغصوبة, اوما حرمه الشارع لأنه يفض إلي محرم لذاته مثاله النظر إلي عورة المرأة الأجنبية فهو محرم لأنه يفضي إلي الزنا. والحاجة تبيح المحرم لغيره كرؤية الطبيب لعورة المرأة بقدر الحاجة.
الخمر ليس أصلا كريمنا، لأنه فرع محرف من شراب الفاكهة معصورا أو مغتمرا، انتبذ وترك ليختمر
وبهذا ينطبق عليه قول صاحب المقالة أن الأصل في الأشياء الإباحة وأن التحريم يقع على أجزائها أو فروعها التي تخرج عن الخير والنقاء في الأصل إلى القبح والشر والانحراف والمضرة
والنظر إلى عورة الأجنبية ليس أصلا بل الأصل هو النظر إلى المرأة والنظر للأجنبية جزء منه كما أن الصلاة في الأرض المغصوبة ليس اصلا بل هو جزء من الأصل المفروض الذي هو الصلاة

وأظنها تكون مشكلة حقيقية إن حولنا كل جزء أو فرع إلى أصل في أحكامنا لأن هذا سيوسع شقة الاختلاف في الرؤية ويخرجنا عن فهم مقاصد الشرع

أشكركما

هشام النجار
02-10-2014, 07:48 AM
الرفوض في الفن هو ما يخرج بالفن عن خدمة عمارة الأرض ليضعه في صف هدمها وتدميرها
والرذيلة دمار والحرام دمار ولم يحرم الله علينا إلا ما فيه ضرر بالبشر ورسالتهم في الدنيا
وكل ما يدعو إليه مرفوض في الفن والأدب

مقالة رائعة أخي

شكرا لك

بوركت

لحضورك دائماً اهميته وألقه فلك الشكر الجزيل على الحضور والتوقيع الذى نعتز به
كل عام وحضرتك بصحة وسعادة
تقبلى خالص تقديرى وتحيتى واطيب امنياتى

فكير سهيل
02-10-2014, 10:56 AM
حين يكون الفهم بحجم وعظمة الدين يكون الحكم متماشيا مع الدين
وحين يكون الفهم ضيقا يفضي إلى الحكم بجهل يناقض الدين من حيث لا يعلم الحاكمون


ولدي على تعليق الأستاذ فكير سهيل ملاحظة أرجو أن يتحملها
الخمر ليس أصلا كريمنا، لأنه فرع محرف من شراب الفاكهة معصورا أو مغتمرا، انتبذ وترك ليختمر
وبهذا ينطبق عليه قول صاحب المقالة أن الأصل في الأشياء الإباحة وأن التحريم يقع على أجزائها أو فروعها التي تخرج عن الخير والنقاء في الأصل إلى القبح والشر والانحراف والمضرة

والنظر إلى عورة الأجنبية ليس أصلا بل الأصل هو النظر إلى المرأة والنظر للأجنبية جزء منه كما أن الصلاة في الأرض المغصوبة ليس اصلا بل هو جزء من الأصل المفروض الذي هو الصلاة
وأظنها تكون مشكلة حقيقية إن حولنا كل جزء أو فرع إلى أصل في أحكامنا لأن هذا سيوسع شقة الاختلاف في الرؤية ويخرجنا عن فهم مقاصد الشرع

اشكركما
لي رد على الاخت لانا عبد الستار
بارك الله فيك اختي الكريمة ارجو التمعن جيدا في الاجابة
انا لم اذكر ان النظر إلى عورة الأجنبية أصل و ان الصلاة في الأرض المغصوبة اصل كذلك !
" اما المحرم لغيره فيباح عند الحاجة وهو ما حرمه الشارع لأمر عارض كالصلاة في الأرض المغصوبة, اوما حرمه الشارع لأنه يفض إلي محرم لذاته مثاله النظر إلي عورة المرأة الأجنبية فهو محرم لأنه يفضي إلي الزنا. والحاجة تبيح المحرم لغيره كرؤية الطبيب لعورة المرأة بقدر الحاجة."!! لاحظي بارك الله فيك الاجابة, اين الاصل?! بل قلت عارضا وهو محرم لغيره لا لذاته!

اما تحريم الخمر كونه لذاته او لغيره أظن أن الأمر قد التبس مع مصدر الخمر وهو العنب مثلا.
فالعنب استحال ولم يبق على حاله وأصبح خمرا ولا يصلح ان نقول عن العنب خمرا أو عن الخمر عنبا. فأصبحا شيئين مختلفين وبالتالي إذا أطلق الحكم على أحدهما فلا يصلح أن يطلق على الأخر. ينبغي التفريق.
فلو فرضنا أن شخصا شرب خمرا وقال شربت عنبا لما أجزنا له ذلك, كذلك لو شرب عصير عنب -وهو عنب لم يتغير جوهره بالعصر- وقال شربت خمرا بخلاف لو قال شربت عنبا.

إذن الحكم يختلف فالخمر محرم لذاته كونه خمرا والاصل فيه النجاسة -المعنوية على احد الاقوال- وهو خبيث بطبعه بحيث يذهب العقل ولو قلنا عنه محرما لغيره لكان الاصل فيه الاباحة فيحل تارة ويحرم تارة اخرى اذا افضى الى محرم! ونحن نعلم انه محرم في كل الاحوال.
اما العنب فالاصل فيه الحل والطيبة ويحرم بيعه اذا كان مثلا موجها لصناعة الخمر فأصبح محرما لغيره.
فالتمييز بين الخمر ومادة صناعتها واعتبارهما شيئين مختلفين كفيل بتوضيح الأمر ورفع اللبس.
""لأنه فرع محرف من شراب الفاكهة معصورا أو مغتمرا، ""
انا لم اقل ان الخمر اصل في انتاجها وليس لها مادة اولية بل قلت الاصل فيها التحريم وهما شيئان مختلفان
العنب استحالت وتغير جوهرها واصبحت خمرا واصبحت مستقلة بأحكامها. فلو كانت كل المواد باستحالتها تنتج فروعا لا تختلف عنها لاصبحت الاحكام تقتصر على المواد الاولى ومهما نتج عنها فأنه يأخذ نفس الحكم! فالكلم كله حل في اصله لانه ناتج من حروف لأن الحروف حلال! هذا هو المنطق.فلو قال الانسان كلمة قبيحة -كلام بذيء- فهل نقول عنها فرع ناتج من الحروف اذن الأصل فيها الحل وانها محرمة لغيرها او نقول عنها محرمة لذاتها لأن الأصل فيها التحريم ولا يمكن استعمالها في أي موضع كان حتى مع الشيطان.
والحديث قياس
"وبهذا ينطبق عليه قول صاحب المقالة أن الأصل في الأشياء الإباحة وأن التحريم يقع على أجزائها أو فروعها التي تخرج عن الخير والنقاء في الأصل إلى القبح والشر والانحراف والمضرة"
هاته قاعدةغير صحيحة كون كل الاشياء اصلها الحل وبتغير حالها تصبح حراما. وما قولك في الكوكايين والهروين والقنب الهندي فهل هي مواد اصلية ام نتجت بالاستحالة من مواد مباحة?
اعتقد ان هناك لبس مع القاعدة الشرعية "الاصل في الاشياء الاباحة " اي ما لم يوجد نص شرعي يحرمها ولا تعني ان الاشياء في اصلها مباحة ما لم تتغير وتنتج عنها فروع. تقديري

اعتقد بعد هذا أن الشجرة على حالها.. :tree:

كاملة بدارنه
30-11-2014, 09:58 AM
فاذا نظفنا الفن مما لحق به من دعوة للبعد عن منهج الخالق سبحانه وتعالى ، ومن مجون وخمر وإسفاف وانحطاط أخلاقى وعُرى ، فإننا بذلك لا نحرمه ، إنما نحرره لأن القاعدة الأصولية التى تقول بأن الأصل فى الأشياء الإباحة تقْضى بأن الحرام الطارئ على الأصل لا يُحَرٍم الحلال ، وما طرأ على الفن من انحرافات لا تُحرم أصل الفن .
الحلال بيّن والحرام بيّن لمن أرادهما، ولكنّ مروّجي الفنون بأنواعها يميلون في أيّامنا إلى الحرام كفن رسم العراة، وتمثيل بعيد عن قيم إنسانيّة وأخلاقيّة ودينيّة يدخل البيوت وينشر عبره فكر خطير يستقرّ في لاوعي من لا يدرك الأهداف من وراء ذلك ...
شكرا لك على المقالة القيّمة
بوركت
تقديري وتحيّتي