المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تكن صديقي



حنان الزريعي
04-06-2014, 01:26 PM
لا تكن صديقي




يتكيء الحب بضجر على حائط اللامبالاة ، لأنني أردت ذات تحضّر أن تكون .. صديقي .
" كن صديقي .. "
إلحاح مني لك بأن نمارس سوية هذا الدور ، واقعاً كان أم تمثيلاً ، فأنا امرأة ملّت شرقية ذكورتك على أنوثتي .
" كن صديقي .. "
مرّت الأيام قاضمة تفاصيل زمني ، لأحتفل وإياك بمرور سنة أثمرت طفلاً يحمل ابتسامتك التي أوقعتني في شباكك ، ولم أفلح بمبتغاي ، فما زالت شرقيتك متشبثة بقدر أنفذّ مدة عقوبته .
" كن صديقي .. "
سحبت تلك الأشهر سلسلة حياتي من جيب يوميات امتلأت بمتطلبات زوج وطفلين ، ولأن قطرة الماء بمرور الزمن تحدث ثقباً في صخرة ، فإنني استطعت وخلال ثلاث سنوات تغيير تضاريس ثقافتك نحو المرأة ، ولم أعد مجرد زوجة وأم .. بل صديقتك ، لتكتمل سعادة حررتها عنوة من سجن التقاليد .
" يا صديقي .. "
ذات صفاء ، ذهبنا لحضور حفل زفاف أحد أقربائك في الضيعة ، صوت أغاني الدبكة وموسيقاها تسربت داخل ذكريات بعيدة حين كنت غضّة المشاعر ، بدأت شراييني تنبض على ضرب الأقدام بالأرض ، ودون أن أشعر دخلت حلقة الدبكة والتي شكلنها نسوة القرية ، وأزهر الربيع على ملامحي ، وبدأت قدماي تداعب الأرض بتناغم وعيناي تبحث عنك ، إنّي هنا .. مترفة بالفرح .. يا صديقي .

" يا صديقي .. "
انتهى الحفل وبدأت أمسيتنا ، كان علينا اغتنام فرصة تواجدنا في القرية وزيارة أخوتك قبل أن يأخذنا صباح الغد إلى منزلنا في المدينة ، وكان علي كبت مشاعري التي اشتعلت حين غازلتني في الطريق إلى منزل أخيك الأكبر ، قلت لي لحظتها .. " لقد أعجبتني امرأة تلبس ثوباً بني اللون .. كانت ملكة الحفل " ، سمعت جملتك الكسلى على وسائد شفتيك فتمنيت الرجوع الآن إلى منزلنا ، فمنذ زمن لم أذق نكهة الحب في أحاديثك معي .
" يا صديقي .. "
التهم الطريق المضاء بمصابيح المنازل المترامية خطونا ، أنا وإياك وطفلينا ، وبسمتك التي أردتُ اعتناق مذهبها زادت من شوقي للاختلاء بك ، فكم جميل ذاك الحب الذي ينفض غبار العشرة عنه ويشتعل كما كان .. أول نبضة .
" يا صديقي .. "
اتخذ كل منا مجلسه في مضافة أخيك ، والنعاس المبلل بالصحو قد كسا وجوهنا جميعاً ، اقتربت منك أكثر ولولا الحياء لارتميت في حضنك ، فكم كنت عطشى لاهتمامك بي ، لكنها ساعات قليلة ويداهم الصبح أوكار الليل الذي لا أملكه .
" يا صديقي .. "
تسامرنا في تلك الأمسية ، وبفضول سألتك ابنة أخيك عن سبب سعادتك ، ناديتها باسماً أن تجلس بجوارك ، وجلستُ بكامل حواسي بجوار كلماتك التي ستنطقها الآن ؛ لتسألها عن تلك المرأة التي كانت تلبس اللون البني .. ما اسمها ؟
هربتُ بنظراتي إلى الأرض ، حيث لا يرون الغصّة التي طعنتني بها للتو ، ولوهلة ظننتك تتلاعب بأعصابي ، فلطالما علقت على كثيرات أعجبنّك بأناقتهن .. برشاقتهن .. بتفكيرهن .. حتى بطبخهن ، وكامرأة تريدك صديقاً كنت أشاطرك إعجابك حيناً وأخالفه أحيان .
صحوت من أفكاري الملتهبة بعشقي لك ؛ على اجابتها : " أتقصد إيناس زوجة عاصم ؟ " ، لترد عليها بدهشة : " أهذه إيناس .. ياه كم كبرت " .
" يا صديقي .. "
لدقائق سابقة ظننت أنني إن حضرت في فضاءك يختفين نساء العالم من أمامك ،
لكنك لم ترني بالأصل ، ولم تلحظ أنني الأخرى ألبس ثوباً بني اللون ، أنت ابتعته لي قبل يومين .
أيعقل أن نلامس السحاب بجملة ، وبذات الجملة نقع من علو شاهق ، ليُدّق عنق الكبرياء هكذا .
" يا زوجي .. "
منذ تلك الليلة عاهدت نفسي أن أكون امرأة شرقية بامتياز ، فلقد امتلأت كرامتي بشظايا صداقة طالبت بها ونزفت على إثرها أنوثتي ، فرجاءاً .. لا تكن صديقي .

مصطفى الصالح
04-06-2014, 08:19 PM
أسلوب سردي مختلف يحمل نبرة منطقية فلسفية مميزة، بالإضافة إلى سلاسته

عنصر التشويق كان حاضرا بقوة

الفكرة مبتكرة ورائعة جدا

لا يمكنني إلا أن أصفق بقوة

اللغة كانت جميلة جدا ومفردات منقاة تناسب الحالة

كانت هناك بعض سهوات ربما تتداركينها لاحقا

أبدعت

كل التقدير

علاء سعد حسن
04-06-2014, 09:49 PM
لا تكن صديقي








أيعقل أن نلامس السحاب بجملة ، وبذات الجملة نقع من علو شاهق ، ليُدّق عنق الكبرياء هكذا .
" يا زوجي .. "
منذ تلك الليلة عاهدت نفسي أن أكون امرأة شرقية بامتياز ، فلقد امتلأت كرامتي بشظايا صداقة طالبت بها ونزفت على إثرها أنوثتي ، فرجاءاً .. لا تكن صديقي .


يا الله يا أستاذة حنان

لا لم يكن سردك مجرد قصة.. ولا يمكن أن تكون!!

إنها قضية أكبر من يستشعرها الانسان مرة واحدة..

وكما هي الكلمة التي ترفع بالانسان إلى السماء السادسة.. وأخرى من نفس الشفاة تخسف به إلى سابع أرضين

كان نصك الجميل.. اخذنا في لحظات نحو جمال حب عبرت عنه باقتدار بالصداقة.. وفي ثانية واحدة نزلنا معك إلى أرض واقع أليم

دام الألق والابداع

ربيحة الرفاعي
22-06-2014, 08:03 PM
شعرت ببعض طول في المقدّمة حال دون تأثر جمال النص به جمال تعبيره
قصة بأسلوب مختلف ومائز وفكرة جميلة استلهمت نظرة ذكوريّة ما تزال قائمة لدى كثيرين وإن اجتازها بمفازة بعض المتنورين فكرا وخلقا وروحا.

بعض أخطاء نحوية وأخرى في رسم الكلمة

دمت بخير

تحاياي

كاملة بدارنه
24-06-2014, 06:51 PM
كن صديقي! تظنّه المرأة مطلبا سهل التّحقّق .. قد يكون الرّجل كذلك في فترة الخطوبة، وبعدها يصبح سي السّيّد (لا تعميم طبعا)
قضيّة هامة تقبع خلف الأبواب، وجاء كشفها بأسلوب جميل وسرد جاذب احتاج الانتباه للّغة أكثر
بوركت
تقديري وتحيّتي

نداء غريب صبري
26-07-2014, 04:47 PM
قصة تتحدث عن موضوع اجتماعي هام هو طبيعة وشكل العلاقة بين الرجل والمرأة
أسلوبك جميل أختي وسردك مشوق

شكرا لك

بوركت

ناديه محمد الجابي
09-08-2014, 06:09 PM
من أجمل وأمتع ما قرأت قصتك هذه ـ يكون الرجل بالنسبة للمرأة هو
الزوج والحبيب والصديق وكل شيء... ولكن كيف ينظر الرجل للمرأة ؟؟
نجحت في شد القارئ بأسلوب شاعري ونص قوي الفكرة والمعالجة
ونجحت في ايصال الدرس بلغة بديعة وجميلة
قصة رائعة فنيا وانسانيا عبر أسلوب راق في السرد
أعجبتني قصتك فشكرالك وتحية لوعيك وعنفوان قلمك.

خلود محمد جمعة
24-06-2015, 12:29 PM
طرح قضية اجتماعية هامة بسرد جاذب وبتفاصيله الصغيرة الكبيرة وتصوير للتفاعلات النفسية والتحليل بدقة ومهارة الى نهاية تفتح باب قصة أخرى
قصة رائعة بفكرتها ورسمها
بوركت وكل التقدير

آمال المصري
01-12-2015, 04:20 AM
بأسلوب مختلف وسرد شائق ومحاولة الاستحواذ على كل اهتمامنا " ونجحت في ذلك حتى الخاتمة " كانت تلك الجميلة التي استحال بها توأمة الحب والصداقة
أرفع قبعة الإعجاب لنص متين جمل رؤية عميقة
ومرحبا بك في واحتك
تقديري الكبير