المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلماته الأخيرة!!



علاء سعد حسن
11-06-2014, 05:32 PM
كلماته الأخيرة!!
هدير الهتاف يصُّمَ الآذان.. لم أكن أعلم قبل الآن أنه ليس للرصاص القاتل صوتاً.. تَعوَّدَت أذناي على دويّ انفجار قنابل الغاز.. طلقات الخرطوش لها صخب يعلو على هدير الهتاف أحيانا.. كلاهما يكفي لبث الهرّج والمرّج، فتفريق المظاهرة.. أدركت الآن أن الرصاص يقتل في صمت ودون ضجة.. يطلقه ضابط مختبئ الوجه خلف قناع سميك من الصوف الأسود بغرض قتل سريع فعال وليس لتفريق!!
سقط بين ذراعَيَّ.. انفجر الدم من صدره شلالا ساخنا.. لم يلتفت الهادرون نحونا.. ظلت المسيرة تتقدم.. والرصاص يزغرد زغاريد ضعيفة مبحوحة إيذانا بتقديم مزيد من القرابين..
أصابني شللا.. سقطت معه أرضاً، أوَسّده فخذي.. أحاول رغم عَمَى أصاب كل خلاياي أن أفعل له شيئا.. لم يشغلني عجزي عن فعل شيء لإيقاف شلال الدم، عن المسؤولية التي يدّخرها لي الزمن القادم.. ملاقاة أسرته.. إبلاغهم بالأمر.. الحياة بعده.. لم يكن أحب إليّ في تلك اللحظات من استجداء رصاصة إضافية تفجّرني معه..
رفع رأسه قليلا وخَفَتَ خُوارُه.. أدركت أنه يريد أن يتكلم.. من بين إشفاقي وعجزي.. قرّبتُ أُذني إليه.. جاءني صوتَه متهدّجاً ضعيفاً يُجاهد حتى يُفارق شفتيْه، ومع ذلك كان واضحاً كالسهم المارق:
- قل لهم الدفاع عن النفس ليس عنفاً..
حاولت إسكاته.. مع لهفتي على سماع كلماته الأخيرة.. أضاف بعد جهد:
- قل لهم أيضا إما الدفاع عن النفس، العين بالعين، والسن بالسن، والحرمات قصاص.. وإما عصيان غاندي المدني.. وليس دون ذلك شيء..
طال سكوته.. شعرت بحرارة دموعي على وجنتي.. من بعيد هرع إلينا بعض متظاهرين أدركوا اصطياد الرصاصات لبعضنا.. سمعته يُطلق كلمات مُبعثرة:
- لست نادما.. تمنيت الموت في ساحة معركة.. وليس في مظاهرة سلمية لا تغي.....
توقف نطقه.. وبعض الشباب يحملون نصفه الأعلى ويجرّون ساقيه على الأرض جريا نحو أقرب مشفى.. وحروفه الأخيرة تنسكب مع دمائه المتسرسبة على الأرض في خط شبه مستقيم..

عبد المجيد برزاني
11-06-2014, 05:54 PM
تمنى الشهادة .. ونالها.
ليت المتظاهرين أيضا ينالون ما تمنوا .
نص مؤلم يدين سلب البشر حياة أوهبهم إياها رب العالمين.
لكن ما تقول في قوم ظالمين؟؟
بورك اليراع أديبنا الكريم علاء.
تحيتي.

علاء سعد حسن
12-06-2014, 03:50 PM
تمنى الشهادة .. ونالها.
ليت المتظاهرين أيضا ينالون ما تمنوا .
نص مؤلم يدين سلب البشر حياة أوهبهم إياها رب العالمين.
لكن ما تقول في قوم ظالمين؟؟
بورك اليراع أديبنا الكريم علاء.
تحيتي.


سيدي الأديب عبد المجيد برزاني بوركت وبورك مرورك العطر يحمل معه نسمات شواطئ الاطلسي الحبيبة لقلبي ( بزاف )
امتناني لعميق قراءتك
وفي النص اشكاليات أخرى أيضا
دمت بخير

عبدالإله الزّاكي
13-06-2014, 06:54 PM
كلماته الأخيرة!!
- قل لهم الدفاع عن النفس ليس عنفاً..
حاولت إسكاته.. مع لهفتي على سماع كلماته الأخيرة.. أضاف بعد جهد:
- قل لهم أيضا إما الدفاع عن النفس، العين بالعين، والسن بالسن، والحرمات قصاص.. وإما عصيان غاندي المدني.. وليس دون ذلك شيء..



مشكلنتا أننا نشأنا في ثقافة العنف، دائما نحن في صراع حتّى مع أنفسنا و لا صوت يعلو فوق صوت السلاح !؟

كتاباتك أخي الكريم علاء حسن و أديبنا القدير ترصد الاختلالات النفسية و العوائق الاجتماعية التي تحول دون بناء صرح الأمة على أساس حضاري. فمعاويل الهدم تنخر جسد الأمة من الداخل فضلا على تربص الآخرين بها.

دمتَ مبدعا و دام لقلمك وهجه.

تحاياي و تقديري:noc:

سعاد محمود الامين
13-06-2014, 07:00 PM
بوركت... سرد ماتع لفكرة مؤلمة..
ولكنها فى ساحة الكرامة
دمت بخير

خلود محمد جمعة
15-06-2014, 08:31 AM
تحولت شوارعنا لساحات حرب
وتحولت دمائنا الى صبغة تلون الارصفة
احتبست اصواتنا في التحشرج
واصبحت صورة الموت مكررة لدرجة الاعتياد
وهذا ما يصبون اليه
لكن كلماته الاخيرة قالت كل شيء
الدفاع عن النفس ليس ارهاب
ولن نندم يوما اننا وقفنا بوجه الريح
لكن ليس في مظاهرة بل في معركة
أتقنت الحدث بقلم جاد وفكرة عميقة ورسالة نبيلة
اسجل اعجابي
دمت بخير
تقديري

علاء سعد حسن
16-06-2014, 02:04 PM
مشكلنتا أننا نشأنا في ثقافة العنف، دائما نحن في صراع حتّى مع أنفسنا و لا صوت يعلو فوق صوت السلاح !؟

كتاباتك أخي الكريم علاء حسن و أديبنا القدير ترصد الاختلالات النفسية و العوائق الاجتماعية التي تحول دون بناء صرح الأمة على أساس حضاري. فمعاويل الهدم تنخر جسد الأمة من الداخل فضلا على تربص الآخرين بها.

دمتَ مبدعا و دام لقلمك وهجه.

تحاياي و تقديري:noc:


سيدي الاديب الكريم سهيل المغربي

عندما يخجلني الاطراء .. أصمت طويلا عن الاجابة والرد

شكرا جزيلا على المتابعة والتواصل ..

ووقى الله تعالى مجتماعاتنا ثقافة العنف التي تتمدد فيه كسرطان خبيث

وفاء عرب
16-06-2014, 03:56 PM
شكرا أستاذ:علاء
على هذا السرد الراقي الرائع والموجع
على قدر ما فرح عازف النص الرصاص
حزنت..
ورحم الله كل من قتل برصاص الخيانة
نعم كلماته الأخيرة جواب..
أن الحرية مسئولية يستحقها كل البشر
وقطعا يصم الآذان السؤال العالق..
هل العرب اليوم يستحقون أوطانهم؟؟؟..
يحيرني هذا السؤال..
لو كانت فلسطين بيد حكام عربي
هل ستكون غير مسحوقة !!
منتهكة!!
مدمرة !!
مغتصبة!!
كما هو حال بعض البلاد العربية المدمرة!!..

كل التقدير

علاء سعد حسن
17-06-2014, 02:30 PM
بوركت... سرد ماتع لفكرة مؤلمة..
ولكنها فى ساحة الكرامة
دمت بخير


شكرا لمرورك الكريم اﻷنيق سيدتي الفاضلة

علاء سعد حسن
18-06-2014, 01:51 PM
تحولت شوارعنا لساحات حرب
وتحولت دمائنا الى صبغة تلون الارصفة
احتبست اصواتنا في التحشرج
واصبحت صورة الموت مكررة لدرجة الاعتياد
وهذا ما يصبون اليه
لكن كلماته الاخيرة قالت كل شيء
الدفاع عن النفس ليس ارهاب
ولن نندم يوما اننا وقفنا بوجه الريح
لكن ليس في مظاهرة بل في معركة
أتقنت الحدث بقلم جاد وفكرة عميقة ورسالة نبيلة
اسجل اعجابي
دمت بخير
تقديري


لم أكن أظن أنه سيأتي علينا زمن نعتاد فيه على مشاهدة منظر القتل في الشوارع بهذا الشكل الرهيب.. حتى يكاد يصبح حدثا عاديا نتلقف أعداد ضحاياه كل يوم في نشرات اﻷخبار .. لكنه قد أتي..
نسأل الله تعالى العفو والعافية

شكرا مرورك الكريم أختنا الفاضلة

ربيحة الرفاعي
01-07-2014, 12:21 AM
نص بفكرة أبية وحس نبيل، صور حقيقة ما يعاني الإباء من بطش البغي والطغيان
غير أن اللغة تسربت من بين يدي الكاتب فتكررت العثرات النحوية والأسلوبية

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي

علاء سعد حسن
01-07-2014, 06:44 PM
شكرا أستاذ:علاء
على هذا السرد الراقي الرائع والموجع
على قدر ما فرح عازف النص الرصاص
حزنت..
ورحم الله كل من قتل برصاص الخيانة
نعم كلماته الأخيرة جواب..
أن الحرية مسئولية يستحقها كل البشر
وقطعا يصم الآذان السؤال العالق..
هل العرب اليوم يستحقون أوطانهم؟؟؟..
يحيرني هذا السؤال..
لو كانت فلسطين بيد حكام عربي
هل ستكون غير مسحوقة !!
منتهكة!!



مدمرة !!
مغتصبة!!
كما هو حال بعض البلاد العربية المدمرة!!..

كل التقدير


شكرا جزيلا مرورك سيدتي

اوجاعنا العربية واحدة

اما عن سؤالك عن فلسطين .. فلا المح في الافق اجابة

د. سمير العمري
22-07-2014, 01:32 AM
أكرم بهذا النص المقاوم الواعي بالحق وبالصدق!

هي قصة ذات دلالات سياسية وإنسانية مهمة وتأكيد على حق المقاومة بكل الوسائل المتاحة فلا فض فوك أيها الأديب المبدع!

تقديري

علاء سعد حسن
16-08-2014, 06:38 PM
نص بفكرة أبية وحس نبيل، صور حقيقة ما يعاني الإباء من بطش البغي والطغيان
غير أن اللغة تسربت من بين يدي الكاتب فتكررت العثرات النحوية والأسلوبية

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي


أعترف سيدتي أن ثقل الفكرة أفقدني القدرة على الضبط اللغوي، مما يستدعي التصويب ..

خالص الشكر والتقدير

علاء سعد حسن
17-08-2014, 05:31 PM
أكرم بهذا النص المقاوم الواعي بالحق وبالصدق!

هي قصة ذات دلالات سياسية وإنسانية مهمة وتأكيد على حق المقاومة بكل الوسائل المتاحة فلا فض فوك أيها الأديب المبدع!

تقديري


ثناءك الجميل سيدي يخجلني .. ويجبرني الخجل على عدم التعليق فترة من الزمن..

عاجز عن الشكر

آمال المصري
21-08-2014, 08:11 AM
انقلبت المظاهرات السلمية لساحات معارك تهرق فيها الدماء وبيد صديقة
هذا مافعله الحكام العرب بشعوبهم عوضا عن التصدي للعدو الحقيقي الذي انشغلوا عنه باقتتال بعضهم
نص قوي بلغة شائقة وتصوير موفق أجدت نسجه أديبنا الفاضل
تقديري الكبير

نداء غريب صبري
16-06-2015, 12:59 AM
أصبح الجميع عازفي موت على نغمة الرصاص
وكل يرى نفسه على صواب والآخرين عازفوا موت

قصّة جميلة ومؤثرة
شكرا لك اخي

بوركت

علاء سعد حسن
16-06-2015, 12:00 PM
إنه الأرشيف

أين يذهب الكاتب من أثر ما كتبت يداه؟

أين يذهب إذا كان ما يكتبه ذو رسالة

الرسالة تظل رسالة.. قد تكون في الاتجاه الصحيح أو العكسي.. لكنها تظل رسالة الكاتب التي تعبر عن قناعاته الفكرية وقيمه الاخلاقية

حديث عام عن نص نشر منذ عام يحمل كلماته الأخيرة ولم يتنبهوا إلى كلماته على الأرض إلا الآن بعدما تغيرت المعادلات تغيرا كبيرا وضاعت فرص ما كان لها أن تضييع

وتغيرت رسالة الكاتب ذاته لا وفقا للقيم الأخلاقية ولكن وفقا للمعطيات على أرض الواقع..

فيا ليت الثوار سمعوا كلماته الأخيرة يوم أن زفر بها على رصيف الموت

ناديه محمد الجابي
05-06-2022, 06:26 PM
جرائم القتل المتزايدة في مجتمعنا،وثقافة العنف التي تستشري وتترسخ بيننا وفي علاقاتنا،
تؤشر الى أن هناك بنية كاملة قد انهارت في مجتمعاتنا أخلاقية فكرية ثقافية...
أي امة هذه تقتتل فيما بينها كما هي حروب "داحس والغبراء" و"البسوس" على
أسباب تافة جداً لا تستدعي كل هذا الدم والقتل والتخريب والتدمير والحرق والطرد والترحيل،
تماماً كسياسة التطهير العرقي التي ينفذها الإحتلال بحق شعبنا الفلسطيني ...
نحن علينا أن نعترف بأننا بحاجة الى إعادة تاهيل وحتى أنسنة .
بوركت ـ ولك تحياتي.
:wow::wow: