تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كلاهما في سفر



محمد مشعل الكَريشي
13-06-2014, 09:13 AM
كلاهما في سفر


عندما غادرتْ مسافرة إلى استراليا، قالت لعطره الخاتل في وسادته الخالية: إنها ستعود يوماً ما.
مضت الأيام وهاهي ذي تعودُ من جديد. خدّدتْ وجهها السنون، تضاعيفُ المشقّة ارتسمتْ على جبهتها، واستقّرَ حزنٌ ثقيل في عينيها المتعبتين. ذهبتْ إلى طيفه المُعلق في خزانة ملابسها، ما زالَ صوته يملأ المكان:
"ليس كل يدٍ تهبُ القمحَ ستحملُ منجلَ الحصاد، وليس كلُ لجامٍ قيد، فكم من جامحٍ لوى عنانهُ لجامُ الوفاء ".
ركعتْ على ركبتيها وبكت: "مالي كلما أقول نضجتُ غافلني عقلي الصغير المغرور بالامنياتِ البعيدة، كيفَ تركتُكَ وحيداً بين المفازات؟ كيف سولتْ لي نفسي فراقك؟!"
تمددتْ على سريرها الموشوم بأنفاسه، تناولتْ عقارها المُهدء، بدتْ وكأنّها مخدّرة.
في الصباح نشرتْ شعرها على شُرفة الشّمس، ارتشف شايها على مهل تطيل النظر إلى (استكان) الشاي المذهب تتحس في عنقه لثم شفتيه التي ما لثمت بعدهما غير التراب.


محمد مشعل الكَريشي

علاء سعد حسن
13-06-2014, 03:09 PM
يجبرك الوفاء رغم الجموح على الوفاء..
قد لا تعترف بكلمات واضحة بهذا الوفاء
ولكن تخونك مشاعرك.. ذاكرتك.. حياتك كلها لترد الوفاء للذكرى ..

اختزال عمق المعنى ولم يخل به

( ترتشف شايها على مهل ؟ )

دمت مبدعا سيدي

محمد مشعل الكَريشي
13-06-2014, 04:56 PM
يجبرك الوفاء رغم الجموح على الوفاء..
قد لا تعترف بكلمات واضحة بهذا الوفاء
ولكن تخونك مشاعرك.. ذاكرتك.. حياتك كلها لترد الوفاء للذكرى ..

اختزال عمق المعنى ولم يخل به

( ترتشف شايها على مهل ؟ )

دمت مبدعا سيدي

أجمل الوفاء وانقاه حين تنطق به السرائر على حين فراق.
أشكر حضوركم الجميل أديبنا علاء سعد حسن وأهلا بك ومرحبا
( عندما يبرد الشاي أثناء لحظات الغوص في الذكريات سيكون تناوله (رشفا) شبه الموسيقا التصويرية للتأمل)
لشخصكم الكريم تحياتي ومحبتي:0014:

خلود محمد جمعة
15-06-2014, 08:21 AM
حين ينقش العهد في القلب
حين يوقع بنبضه
لا ينتهي الوفاء الا بتوقف ذلك النبض
ولا ينتهي جمال الحرف بين سطورك
دمت بخير
تقديري

محمد مشعل الكَريشي
15-06-2014, 12:00 PM
حين ينقش العهد في القلب
حين يوقع بنبضه
لا ينتهي الوفاء الا بتوقف ذلك النبض
ولا ينتهي جمال الحرف بين سطورك
دمت بخير
تقديري
يغمرني فضل وجودك الانور أديبتنا الغالية خلود محمد جمعة
أشكرك من كل قلبي تحياتي واحترامي:010:

كاملة بدارنه
16-06-2014, 01:38 PM
إخلاص بات نادرا في زمن خلع القيم
قصّة هادفة وجاذبة حتّى قفلتها
بوركت
تقديري وتحيّتي
(المهدّئ، تتحسّس)

محمد مشعل الكَريشي
16-06-2014, 04:32 PM
إخلاص بات نادرا في زمن خلع القيم
قصّة هادفة وجاذبة حتّى قفلتها
بوركت
تقديري وتحيّتي
(المهدّئ، تتحسّس)
شكرا جزيلا للتصويب والمتابعة الرائعة
بارك الله فيكم اديبتنا الرائعة كاملة بدرانه
الف شكر .. تحياتي:0014:

ربيحة الرفاعي
01-07-2014, 03:40 AM
عادت بعد أن استهلكتها في استراليا السنون، ولم يعد في عودتها عميق دليل على الوفاء
وقد أجاد الكاتب إذ بين أنها ودعت بقايا عطره وإلا كان غيابها مثلبة

في قولك
في الصباح نشرتْ شعرها على شُرفة الشّمس، ارتشف شايها على مهل تطيل النظر إلى (استكان) الشاي المذهب تتحس في عنقه لثم شفتيه التي ما لثمت بعدهما غير التراب.
أهي ارتشفت؟

موفق في قصك مجيد في سردك
لا حرمك البهاء

تحاياي

محمد مشعل الكَريشي
01-07-2014, 05:36 PM
عادت بعد أن استهلكتها في استراليا السنون، ولم يعد في عودتها عميق دليل على الوفاء
وقد أجاد الكاتب إذ بين أنها ودعت بقايا عطره وإلا كان غيابها مثلبة

في قولك
أهي ارتشفت؟

موفق في قصك مجيد في سردك
لا حرمك البهاء

تحاياي

دام ألقك أديبتنا الرائعة ربيحة الرفاعي ..
شكرا لهذه القراءة الفاحصة الناصحة

تعم ارتشفت .
تحياتي واحترامي :v1:

رويدة القحطاني
24-08-2014, 01:36 AM
هل تركته وعادت بعد وفاته؟
أم كان متوفيا حين تركته وسافرت لأستراليا؟

قصة مليئة بالحنين والحب والوفاء
أحييك

ناديه محمد الجابي
24-08-2014, 06:09 PM
الوفاء نشيد للغة الإحساس ـ لغة لا يستطيع أن يفهمها كل البشر
وإنما هو بحر من الإخلاص والود ، وسفنه قلوب رست مشاعرها
على الطهارة والنية الطيبة الخالصة.
نص رائع ـ اللغة راقية والصور بليغة
أقف بإعجاب دهشة أمام أسلوبك التعبيري الماتع، وطرحك المميز.
لا حرمك الله البهاء.

بشرى رسوان
24-08-2014, 07:55 PM
مساء الياسمين


نص جميل وسرد موفق

قصص الحب غالبا ما تنتهي بخيبات وجرح عميق في الذاكرة


دام لك الألق سيدي

آمال المصري
25-08-2014, 10:44 PM
نص يحاكي ما تحمل سنوات الغربة من وفاء لم ينضب ولم تستهلكه الغربة رغم خلو وسادته إلا من عطره
سرد ماتع قوي البيان والبنيان أجدت تصويره ونسجه أديبنا الفاضل
دمت ببهاء وروعة
تقديري الكبير

وليد مجاهد
10-09-2014, 04:00 AM
ما يزال الوفاء في القلوب المحبة حيا رغم أنه صار عملة نادرة في واقعنا المشوّه
رحل فظلت على وفائها، وسافرت فعاهدت روحا حاضرا على العودة، وعادت نادمة على غيابها عن طيف صاحبه ليس من أهل الحياة
ما اجملها يا صاحبي
تقديري

نداء غريب صبري
26-09-2014, 01:40 AM
أحب الوفاء بكل أشكاله
وفاءه الذي جعلها وفية لهذه الدرجة، ووفاءها الذي عاد بها لطيف رحل صاحبه

قصة رائعة أخي

شكرا لك

بوركت

ناديه محمد الجابي
25-11-2023, 05:53 PM
رغم إنه لم يكن موجودا من قبل سفرها إلا إنها عادت لتتنسم عبقه في كل ركن
صوته يملأ المكان، وسريرها موشوم بأنفاسه.. حتى استكانة الشاي أخذت
تتحسس في عنقه لثم شفتيه التي ما لثمت بعدهما غير التراب.
ترى هل كان يستحق منها كل هذا الوفاء؟؟
بديع هذا الحرف برقته وانسياب حرفه ، ورائق ما نثرت من مشاعر ندية محلقة.
دام لك الإبداع رفيقا.
:0014::0014:

أسيل أحمد
10-02-2024, 07:29 PM
أعظم الوفاء هو وفاء الاحياء للأموات. فهو وفاء طاهر بلا مصالح لا يسمعه الا الله.
هو وفاء لمن تحت التراب لا نراهم ولا يروننا.
نص جميل التعبير جميل التصوير.. دمت ودام مدادك.