عبد الحميد محمد العمري
15-06-2014, 01:48 PM
أَمامِيَ الدَّهْرُ، والأَشْواكُ، والأُفُقُ = وَخَلْفِيَ العِشْقُ، والآلامُ والأَرَقُ
مُقَامِراً سِرْتُ في الدُّنيا... أُطَاعِنُهَا = وَمَالِيَ: الشِّعْرُ، والأَقْلاَمُ، والوَرَقُ
وَمَا يُرَجِّي أخُو الأشْعَارِ في زَمَنٍ = حَقُّ الكَلامِ بهِ يغتالُ مَنْ صَدَقُوا؟
في مَعْشَرٍ ترَكُوا الإنسانَ مُنْقَرِضاً = فِيهِمْ، وزَاغُواْ.. فَلاَ عَقْلٌ، ولا خُلُقُ
سَادُواْ، فجارُواْ.. وَظَنُّوا الفضلَ مَلَّكَهُمْ = على الأنَامِ؛ ومَا زادُوا !! ومَا خَلَقُواْ !!
لا يَسْمَعُونَكَ إلا أَنْ تُنَافِقَهُمْ = أَوْ أَنْ يُتَرجِمَ عَنْ أَوْرَاقِكَ الوَرِقُ !
شُلَّتْ يَدُ البِرِّ والإحسانِ مُذْ شُرِعَتْ = سُمْرُ الفَسادِ؛ فسَادَ الفاجِرُ العُقَقُ (1)
وَأَقْسَمَ الوغدُ: لا يُبْقِي أَخَا خُلُقٍ = ولا يَهَشُّ لغيرِ المفسِدِ الأُفُقُ
جُنُودهُ: الموتُ والتنكيلُ/ ما وُجِدا = وسيفُهُ: الإِفْكُ والإرْهابُ والشَّبَقُ
أنَّى نظرْتَ.. فذُو حَقٍّ على وضَمٍ = والمبْطِلُونَ على جَزَّارِهِمْ حِلَقُ !
ويَعْكِفُونَ على الشوَّاءِ/ يُطعِمُهُمْ = والحقُّ لحمٌ على الأحقادِ يحترِقُ !
دَمُ يسيلُ، ونفسٌ غيرُ سائلَةٍ = فيما أُسيلَ؟ وقدْ غُطَّتْ بِهِ الطُرُقُ
تَغْتالُ باكيَةً.. والْمَيْتُ مُبْتَسِمٌ = لذَّ الحِمَامَ، وربُّ السيفِ مُختَنِقُ !
وأَعْذَبُ الموتِ: مَا قاسَمْتَ ساقِيَهُ = كأْسَ الرَّدى، فسقاهُ سُمَّها النَّزَقُ
يا ساقيَ الموتِ، هلْ تَدنُو فتشرَبَ لي = سُمِّي، لأَرْقَى.. فَلِي شَوقٌ لمنْ سَبَقُواْ؟ !
يَا مُبْصِرَ الموتِ -قَدْ سَحَّتْ هَواطِلُهُ- = أَنتَ القَتِيلُ، وربُّ الثأْرِ، والقلِقُ
أُمِّي وأُمُّكَ لم تحمِلْ ولا ولَدَتْ = إلاَّ لنَحيا، فأَودى حُلْمُها العَبِقُ
قالتَ: قضيتُ، فعِشْ، واسلمْ. فأَسْلَمَنِي = هذا الزَّمانُ إلى منْ ليسَ يُرْتَفَقُ (2)
لَمَّا بنَا لَحْدَهَا الباغي، ولَبَّدَهُ = ثُمَّ انثنى، ودُمُوعُ العينِ تَسْتَبِقُ
أَكَبَّ يَغْسِلُ عَنْهُ التُّربَ مِنْ دَمِنَا = ويَمْسَحُ الدَّمْعَ حُزْناً... كيفَ يَتَّفِقُ؟؟
وطَالَ ذا الغُسْلُ حتى احمَرَّ كُلُّ حِمىً = وأَدركَ الناسَ مِنْ طُوفانِهِ الغَرَقُ
ويَنْبُتُ الحرْثُ وَرْداً (3) مِنْ تَشَرُّبِهِ = ويَصْبَغُ الأُفْقَ في رأْدِ الضُّحى الشَّفَقُ
يقولُ للوحشِ قَومٌ: ليسَ مِنْ حَرَجٍ = نفْديكَ.. أنتَ رسولُ المجدِ والفَلقُ
وغَرَّ قولُهُمُ السَّفَّاحَ عَنْ نَظَرٍ = نَحْوَ العَوَاقِبِ أَنْ يَغْتَالَهُ الشَّبَقُ
يَا حادِيَ الْمَوْتِ: هَذِي العيسُ مُسرِعَةٌ = فَاكْفُفْ حُدَاءَكَ؛ أَنْ يُودِي بِها الْعَنَقُ (4)
قُلْ لي بِرَبِّكَ: مَا طَعْمُ الحياةِ بِلاَ = عِزٍّ، وَمَا زَادَ فيكَ الذُّلُّ والفَرَقُ؟
إنْ كانَ عيشُكَ لَمْ يُنصبْ على شرَفٍ = فمَا تُرِيدُ من الدنيا؟ لِمَ الْمَلَقُ؟ (5)
ـــــــــــــــــــــ
1 - السمر: جمع أسمر، وهو الرمح. العُقَقُ : العاق العاصي لوالديه.
2 - المرتفق: من يتكأ عليه ويُستند إليه في الملمات، وتقضى عليه يده الحاجات.
3 - ينبت الحرث وردا: "ورد" هنا صفة وليست اسما، أي ينبت أحمر، كما في قوله تعالى "فإذا انشقت السماء فكانت وردةً كالدهان".
4 - العنَقُ: ضربٌ من السير سريعٌ، توصف به الناقة والفرس...
5 - الملق: التملُّقُ والتذلل للقوي، ولا يكونُ إلا عن حاجة في النفس تقصدها.
مُقَامِراً سِرْتُ في الدُّنيا... أُطَاعِنُهَا = وَمَالِيَ: الشِّعْرُ، والأَقْلاَمُ، والوَرَقُ
وَمَا يُرَجِّي أخُو الأشْعَارِ في زَمَنٍ = حَقُّ الكَلامِ بهِ يغتالُ مَنْ صَدَقُوا؟
في مَعْشَرٍ ترَكُوا الإنسانَ مُنْقَرِضاً = فِيهِمْ، وزَاغُواْ.. فَلاَ عَقْلٌ، ولا خُلُقُ
سَادُواْ، فجارُواْ.. وَظَنُّوا الفضلَ مَلَّكَهُمْ = على الأنَامِ؛ ومَا زادُوا !! ومَا خَلَقُواْ !!
لا يَسْمَعُونَكَ إلا أَنْ تُنَافِقَهُمْ = أَوْ أَنْ يُتَرجِمَ عَنْ أَوْرَاقِكَ الوَرِقُ !
شُلَّتْ يَدُ البِرِّ والإحسانِ مُذْ شُرِعَتْ = سُمْرُ الفَسادِ؛ فسَادَ الفاجِرُ العُقَقُ (1)
وَأَقْسَمَ الوغدُ: لا يُبْقِي أَخَا خُلُقٍ = ولا يَهَشُّ لغيرِ المفسِدِ الأُفُقُ
جُنُودهُ: الموتُ والتنكيلُ/ ما وُجِدا = وسيفُهُ: الإِفْكُ والإرْهابُ والشَّبَقُ
أنَّى نظرْتَ.. فذُو حَقٍّ على وضَمٍ = والمبْطِلُونَ على جَزَّارِهِمْ حِلَقُ !
ويَعْكِفُونَ على الشوَّاءِ/ يُطعِمُهُمْ = والحقُّ لحمٌ على الأحقادِ يحترِقُ !
دَمُ يسيلُ، ونفسٌ غيرُ سائلَةٍ = فيما أُسيلَ؟ وقدْ غُطَّتْ بِهِ الطُرُقُ
تَغْتالُ باكيَةً.. والْمَيْتُ مُبْتَسِمٌ = لذَّ الحِمَامَ، وربُّ السيفِ مُختَنِقُ !
وأَعْذَبُ الموتِ: مَا قاسَمْتَ ساقِيَهُ = كأْسَ الرَّدى، فسقاهُ سُمَّها النَّزَقُ
يا ساقيَ الموتِ، هلْ تَدنُو فتشرَبَ لي = سُمِّي، لأَرْقَى.. فَلِي شَوقٌ لمنْ سَبَقُواْ؟ !
يَا مُبْصِرَ الموتِ -قَدْ سَحَّتْ هَواطِلُهُ- = أَنتَ القَتِيلُ، وربُّ الثأْرِ، والقلِقُ
أُمِّي وأُمُّكَ لم تحمِلْ ولا ولَدَتْ = إلاَّ لنَحيا، فأَودى حُلْمُها العَبِقُ
قالتَ: قضيتُ، فعِشْ، واسلمْ. فأَسْلَمَنِي = هذا الزَّمانُ إلى منْ ليسَ يُرْتَفَقُ (2)
لَمَّا بنَا لَحْدَهَا الباغي، ولَبَّدَهُ = ثُمَّ انثنى، ودُمُوعُ العينِ تَسْتَبِقُ
أَكَبَّ يَغْسِلُ عَنْهُ التُّربَ مِنْ دَمِنَا = ويَمْسَحُ الدَّمْعَ حُزْناً... كيفَ يَتَّفِقُ؟؟
وطَالَ ذا الغُسْلُ حتى احمَرَّ كُلُّ حِمىً = وأَدركَ الناسَ مِنْ طُوفانِهِ الغَرَقُ
ويَنْبُتُ الحرْثُ وَرْداً (3) مِنْ تَشَرُّبِهِ = ويَصْبَغُ الأُفْقَ في رأْدِ الضُّحى الشَّفَقُ
يقولُ للوحشِ قَومٌ: ليسَ مِنْ حَرَجٍ = نفْديكَ.. أنتَ رسولُ المجدِ والفَلقُ
وغَرَّ قولُهُمُ السَّفَّاحَ عَنْ نَظَرٍ = نَحْوَ العَوَاقِبِ أَنْ يَغْتَالَهُ الشَّبَقُ
يَا حادِيَ الْمَوْتِ: هَذِي العيسُ مُسرِعَةٌ = فَاكْفُفْ حُدَاءَكَ؛ أَنْ يُودِي بِها الْعَنَقُ (4)
قُلْ لي بِرَبِّكَ: مَا طَعْمُ الحياةِ بِلاَ = عِزٍّ، وَمَا زَادَ فيكَ الذُّلُّ والفَرَقُ؟
إنْ كانَ عيشُكَ لَمْ يُنصبْ على شرَفٍ = فمَا تُرِيدُ من الدنيا؟ لِمَ الْمَلَقُ؟ (5)
ـــــــــــــــــــــ
1 - السمر: جمع أسمر، وهو الرمح. العُقَقُ : العاق العاصي لوالديه.
2 - المرتفق: من يتكأ عليه ويُستند إليه في الملمات، وتقضى عليه يده الحاجات.
3 - ينبت الحرث وردا: "ورد" هنا صفة وليست اسما، أي ينبت أحمر، كما في قوله تعالى "فإذا انشقت السماء فكانت وردةً كالدهان".
4 - العنَقُ: ضربٌ من السير سريعٌ، توصف به الناقة والفرس...
5 - الملق: التملُّقُ والتذلل للقوي، ولا يكونُ إلا عن حاجة في النفس تقصدها.