تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : روح رمضان



الدكتور ضياء الدين الجماس
19-06-2014, 04:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
روح رمضان
د.ضياء الدين الجماس

سَبَحتْ رياحُ غياثنا برحابـها .. تأتي بخيرٍ غامرٍ لـحِبابـها
رمضان من أعلى السماءِ تنزلت ... بركاته بسحابـها وضبابـها
بقدومه فرحت به كل الدنا... في بهجة بحضورها وغيابها
ذا الضيف يطرق بابكم هيا افتحوا... فمكوثه كسحابة بسرابها
ومتاعه علم وأخلاق الهدى... ومكوثه شهر ليسألَ ما بها؟
من فجره حتى الغروب صيامه ... وخَلوفُه طيبُ الجوى برضابها
بنهاره منع الطعام لحكمة.. لترى الجياع بضيرها وعذابها
هو صائم بنهاره يرجو التقى ... متقرباً ليكون من أنسابها
رمضان خِلٌّ في الكتاب سِجِلُّه ... طهْر لنفس والتقيَّ علا بها
"صوموا تصحوا" ذاك قول رسولنا .... فيه الهدى كمنارة جلَّى بها
بدخوله خرج الطبيب موقراً ... حيث النفوس تطهرت مما بها
طابت مساجده بزهو قبابها ... مسكٌ وعطرٌ في شذا أطيابـها
أدوا التراويح التي أحيت بنا ...شوقاً تهدهده ذرا أهدابنا
ضيف كريم نازل برحالنا... والحرب دائرة الرحى، ماذا بها؟
رمضان هذا العام يأتي مغضباً ...فالبغي عاث بحرثها ودوابها
فلعله يأتي برشد ناصحٍ ... وبرحمة تأتي لنا من بابها
كل المعاني أُطلقت بذهابها ... وتنافست وتأرجحت بإيابها

رمضان خمسةُ أحرف غنى بها... مُتَبَتِّلٌ ويعيشُ في مـِحرابـها
راءٌ وميمٌ لوحةٌ بجمالها... والضاد بعد الميم من أحبابـها
من بعدها ألِف فَنُونٌ ختْمُها... فتكاملت وتسوَّرت بـحرابها
في "رائه" الرحمن يرحمُ عبدَه.. منذ الخلائق في نوى أصلابها
هو رحمة وهديَّة وهبت لنا... ما أجمل الرحمات في أقطابها
والرحمة امتزجت بروح رحيقه ... كالأمِّ رحمةُ قلبها برحابها
في "الميم" مغفرةُ الغفورِ لعبده .... بذنوبه وهو الذي أدرى بـها
هو مصنع لرجال عزٍّ في التقى ... مثل السيوف تدججت بقِرابها
رمضان منتصر بسيف غُزاته .... فُتحت لـهم دولٌ بدون خرابـها
ومنارة في العلم يـمحو جهلنا ... فالجأْ لها وادخل بها من بابها
من صامه تقوى فنعم صيامه ... يُزْكي العبادَ بشيبها وشبابها
في "الضاد" ضوءٌ من ضمانِ جنانه ... دفقت صنوف الشهْد من أعنابها
نـهر من الصبر الجميل مياهه ... شربوا لذيذ الوجد من أكوابها
ولَذكر قلبٍ دافق بدمائه .... يروي نفوساً أقفرت بترابها
"ألِفُ" الأواخر قدْرُها في ليلة ... مـخفيةٍ جَلَّتْ بقَدْر ثوابها
مقدارها الآلاف من أيامنا... يتنزل الملَك الكرام ببابها
فيها الأمان من النيران يُـعتقنا... هَلّا طمعتَ تكون من أصحابها؟
بنوالها كل القلوب تراقصت .... خفاقةً كالطير في أسرابـها
في"النون" نيرانٌ خبت بأوارها .... واستُبدلَت برداً على أعقابها
والله يطفئها بنور سلامه .... يؤتي جنانَ الحور في أثوابها
فارزقْنِ يا ربِّ الكريمِ قيامَها ...واقبل دعائي ليتني أحظى بها
و"النون" نور يُهتدى بكماله .... ولـَجَ القلوبَ هداهُ من أبوابها
فترى النفوس وقد غدت دُريَّة... سجدت تقى والمـجد في أعتابها
تلك المعاني من رحيق زهوره ... عَبَـقت بعطر فاح من توَّابـها
بختامه عيد وفرحة صائم ... بدنُوِّه من جنة بقـــــرابها
والعيد فيه جماله بـهديَّـــة ... فتْحُ الكريم بنظرةٍ سرَّى بـها
والحمد لله رب العالمين

اللهم بلغنا رمضان وفتح ليلة القدر
وتقبل عباداتنا يا رب العالمين

مصطفى حمزة
19-06-2014, 08:27 AM
أخي الحبيب الدكتور ضياء
أسعد الله أيامك وبارك بها
نظمٌ بديع ، جمّلهُ نسائمُ رمضان تهبّ منه ، وسموّ العاطفة تلحفه .
أقترح :
- غنّى بها = يدعو بها
- فيها الأمان من النيران يُـعتقنا = إعادة نظر في الوزن
فارزقن ِ = فارزقْني
- ياربِّ الكريم ِ = الكريمَ ( ربِّ : منادى مُضاف منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الياء المحذوفة . الكريمَ : صفة منصوبة )
تحياتي وتقديري

الدكتور ضياء الدين الجماس
19-06-2014, 12:34 PM
أخي الحبيب الدكتور ضياء
أسعد الله أيامك وبارك بها
نظمٌ بديع ، جمّلهُ نسائمُ رمضان تهبّ منه ، وسموّ العاطفة تلحفه .
أقترح :
- غنّى بها = يدعو بها
- فيها الأمان من النيران يُـعتقنا = إعادة نظر في الوزن
فارزقن ِ = فارزقْني
- ياربِّ الكريم ِ = الكريمَ ( ربِّ : منادى مُضاف منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الياء المحذوفة . الكريمَ : صفة منصوبة )
تحياتي وتقديري

أستاذي الكريم الأديب الشاعر مصطفى حمزة حفظه الله تعالى:
كم أكون سعيداً عندما أجد أحد الكبار يعلق على ما أكتب ، وأعتز برأيك في القصيدة.
كما أود الحوار حول التعليق ليس فقط لفائدتي بل لفائدة كل من يمر هنا، جزاكم الله خيراً.
في استعمال كلمة غنَّى هنا ليس المقصود منها غناء اللهو بل من باب الاستغناء والاكتفاء من الحديث الشريف "عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي أن يتغنى بالقرآن"، وورد في أحاديث أخرى " ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن ".
ولذلك لا أرى فرقاً بين كلمة غنَّى ويدعو في هذا الموضع، وللقارئ أن يبدي لنا رأيه لنر الأثر عند المتلقي.

فيها الأمان من النيران تعتقنا = على البحر البسيط ، وهذا كثيراً ما أقع فيه لكثرة ما كتبت من قصص القرآن عليه وصوابه على الكامل بالمعنى المطلوب :


فيها الأمان من الوقوع بناره ... هَلّا طمعتَ تكون من أصحابها؟

- أما حذف ياء المخاطبة بصيغة التذكير في قولي (فارزقنِ) فجائزة على حدِّ معرفتي (والوزن يتطلب حذفها، ولو كتبتها فسيقرؤها القاري ويقول هناك كسر في الوزن)، وشواهد حذفها لفظاً وكتابة كثيرة في القرآن الكريم : فاعبدونِ ... فاخشونِ... فاتقونِ....
ولو كانت ياء المؤنثة المخاطبة فلا يجوز حذفها. ولنستمع تعليقاً منكم هنا، فأخطاء كتابة ياء المخاطبة كثيرة عند الكتاب.

- "ياربِّ الكريمِ" (بكسر الكريمِ ، من باب المشاكلة في التجاور جائزة وكثيرة الشواهد عند العرب نثراً وشعراً وفي القرآن الكريم.)، ونصب الكريمَ على الموقع الإعرابي جائزة أيضاً، فيجوز الوجهان، ولكل وجهه، وللقارئ التمييز بين الأسهل، والوزن في كلا الحالتين صحيح ولنستمع للآراء.
ألف تحية وتقدير لأستاذي الكريم
بارك الله بك وجزاك خيراً

سامي الحاج دحمان
19-06-2014, 09:42 PM
طوبى لحرف تغنى بفضائل شهر القرآن

لست أدري لم قرأتها بنكهة الموشحة

بوركت و الدرر

هنا النون أقحمت نفسها مكان الهاء في روي هذا البيت و أحسب أن لوحة المفاتيح هي السبب

أدوا التراويح التي أحيت بنا ...شوقاً تهدهده ذرا أهدابنا

دعائي و شكري لبيانك و وجدانك

محبتي و تقديري

هبة الفقي
19-06-2014, 11:30 PM
في "الضاد" ضوءٌ من ضمانِ جنانه ... دفقت صنوف الشهْد من أعنابها
نـهر من الصبر الجميل مياهه ... شربوا لذيذ الوجد من أكوابها

قصيدة جميلة في حق أفضل الشهور .. فاحت بعبق ذكره وطيب فضله
بورك حرفك النبيل الهادف أستاذي الكريم د. ضياء الدين الجماس
وتقبل الله عملك وجعله في ميزان حسناتك

تقديري الدائم

أحمد الجمل
19-06-2014, 11:48 PM
قصيدة جميلة أستاذي الفاضل
جزاك الله بها خيرا
واسمح لي أستاذي ؛
شعرت أن بها حشوا نال من بهاء القصيدة
ولولا أنني أستخدم المحمول الآن ؛ وهو يرهقني في الكتابة بعص الشئ ، لأشرت إلى هذه المواضع
ويقيني أنك تعلم مواضعها
خالص مودتي

الدكتور ضياء الدين الجماس
20-06-2014, 02:43 AM
طوبى لحرف تغنى بفضائل شهر القرآن
لست أدري لم قرأتها بنكهة الموشحة
بوركت و الدرر
هنا النون أقحمت نفسها مكان الهاء في روي هذا البيت و أحسب أن لوحة المفاتيح هي السبب
أدوا التراويح التي أحيت بنا ...شوقاً تهدهده ذرا أهدابنا
دعائي و شكري لبيانك و وجدانك
محبتي و تقديري

أكرمتني أخي الشاعر سامي بمرورك المبارك وكلامك اللطيف وملاحظتك الدقيقة.
نعم هي أهدابها. (حرف الروي في القصيدة هو الباء والهاء للوصل والألف للخروج)
وتقبل الله لنا جميعاً آمين.
جزاك الله خيراً

الدكتور ضياء الدين الجماس
20-06-2014, 09:55 AM
في "الضاد" ضوءٌ من ضمانِ جنانه ... دفقت صنوف الشهْد من أعنابها
نـهر من الصبر الجميل مياهه ... شربوا لذيذ الوجد من أكوابها
قصيدة جميلة في حق أفضل الشهور .. فاحت بعبق ذكره وطيب فضله
بورك حرفك النبيل الهادف أستاذي الكريم د. ضياء الدين الجماس
وتقبل الله عملك وجعله في ميزان حسناتك
تقديري الدائم
فضلك غامر شاعرتنا الموهوبة هبة الفقي
جبرت بخاطري، بارك الله بك وجزاك خيراً

محمد حمود الحميري
20-06-2014, 06:17 PM
نفحات إيمانية بطعم حلاوة الصوم .
بلغنا الله وإياكم رمضان ، وجعلنا وأمة محمد ممن يصومه إيمانًا واحتسابًا لوجهه الكريم
وختمه لنا ولكم ولسائر المسلمين بذنب مغفور وسعي مشكور .

الدكتور ضياء الدين الجماس
21-06-2014, 01:03 AM
قصيدة جميلة أستاذي الفاضل
جزاك الله بها خيرا
واسمح لي أستاذي ؛
شعرت أن بها حشوا نال من بهاء القصيدة
ولولا أنني أستخدم المحمول الآن ؛ وهو يرهقني في الكتابة بعص الشئ ، لأشرت إلى هذه المواضع
ويقيني أنك تعلم مواضعها
خالص مودتي

الشاعر الفاضل احمد الجمل
نورت الصفحة المتواضعة.
ليتك تشير إلى المواضع المذكورة في أي وقت فلا أنا ولا القراء الأفاضل لاحظوا ما لاحظته أنت.
ننتظر الإشارة حالما تتصل بما يمكنك من ذلك
بوركت وجزاك الله خيرا

د. سمير العمري
14-07-2014, 02:00 AM
بارك الله بك أخي الحبيب الكريم ، وجعلها الله في ميزان حسناتك وكل رمضان وأنت إلى الله أقرب وأحب!

قصيدة معبرة ترصد كل ما في رمضان مالت للنظم المسهب وكانت بحاجة لتكثيف وتنقيح لبعض مواضع فيها لتكون أجمل وأكمل.

دمت في خير وبركة وسموق!

تقديري

الدكتور ضياء الدين الجماس
15-07-2014, 10:24 AM
بارك الله بك أخي الحبيب الكريم ، وجعلها الله في ميزان حسناتك وكل رمضان وأنت إلى الله أقرب وأحب!
قصيدة معبرة ترصد كل ما في رمضان مالت للنظم المسهب وكانت بحاجة لتكثيف وتنقيح لبعض مواضع فيها لتكون أجمل وأكمل.
دمت في خير وبركة وسموق!
تقديري
أستاذنا الفاضل
ممتن لفضلك وتعليقك الكريم
القصيدة كما لاحظتم قسمان (قصيدتان بروي واحد) ، القسم الأول فضائل عامة والثاني كان محاولة مني لرصد معاني حروف اسم الشهر الكريم فمالت للنظم أكثر.
هي من فيض بركات الكريم الجواد سبحانه وتعالى.
بوركتم وجزاكم الله خيراً