المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة رثائية حبيب



عبدالله النائلي
27-06-2014, 08:15 AM
رثائيّةُ حبيب

أجرُّ مواويلاً ولحنيَ أدمعُ
وللجرحِ مزمارٌ وللقلبِ مسْمَعُ
أبيتُ وعيني للسّهادِ فريسةٌ
وروحيْ بأنيابِ الظلامِ تُقَطَّعُ
وحيداً أبثُّ الليلَ بعضَ مواجعي
فتوشكُ أركانُ الدجى تتصدَّعُ
وأُودعُ آهاتي بصدرِ قصيدتي
فتبكيْ لها عينٌ وتخفِقُ أضلعُ
معي ذكرياتي والسنينُ التي مضتْ
وما ظلَّ من روحي وقلبي المفجَّعُ
وعينٌ لسلطانِ الدموعِ مطيعةٌ
وصدرٌ لجيشِ الهمِّ أندى وأطوعُ
تجولُ به الذكرى تنقِّبُ أرضَه
فلم يخلُ من آثارها فيه موضعُ
تُفتِّشُ عن وجه الحبيب مغيَّبا
عسى نوره بين الجوانحِ يسطعُ
وهيهات يا ذكرى فللموتِ منطقٌ
عصيٌّ, ومعنى القبرِ أعصى وأوسعُ
ألا يا صديقي والمفاوزُ بيننا
قصايا, وما بيني وبينك إصبعُ
إليكَ إذا ما اشتقتُ جهَّزتُ أحرفي
وسقتُ أناشيداً بحبّك تظلَعُ
أناجيكِ ملهوفاً وللروحِ أنَّةٌ
تكادُ على هولِ المسافة تُسمَعُ
ويعوِلُ قلبٌ صارَ بعدكَ نبضُه
طبولاً إلى حربِ المسرَّة تقرع
أاستشعرُ الآمالَ إذ أنتَ غائبٌ
وأستقبلُ الدنيا وأنتَ مودِّعُ
وأوهمُ روحي بابتسامةِ كاذبٍ
وأخدعُ قلباً واعياً ليسَ يُخدَعُ
رحلتَ فكفَّنتَ السرورَ بمهدهِ
وشذَّبتَ غصنَ العمرِ من قبلِ يُفرِعُ
و واريتَ أشلاءَ الأماني جميعَها
وشاهدتَ أحلامَ الصبا إذ تُشيَّعُ
وأوقفتَ دولابَ الحياة وقد جرى
قديما بما نهوى لديه ونطمعُ
أتذكرُ إذ كنَّا صغاراً على الأسى
نشاوى وكأسُ العمر ريَّان مُترَعُ
تطاوعنا الأيامُ وهي عصيَّةٌ
وتتبعنا أفراحُها وهيَ نُزَّعُ
ونضحكُ والدنيا عروسٌ كحيلةٌ
تُزفُّ بوجهٍ بالبشاشةِ يسطعُ
ونبسمُ حتى تبسمَ الأرضُ كلُّها
ونطربُ حتى يطربَ الخلقُ أجمعُ
ونعبثُ حتّى بالحياةِ وكنهها
ونهزأُ بالأقدارِ فيما تشرِّعُ
ونهزمُ جيشَ الدهر حيثُ عيوننا
سيوفٌ بأحلامِ الطفولةِ تلمعُ
أتبعدُ عنّي اليوم يا صاحِ بعدما
تشرَّبَ رُوحي رَوْحكَ المتضوِّع
عليلاً وطيرُ الموت يشرب من دمي
ويعزفُ لحنَ الموت جنبي ويسجعُ
وينهَشني الماضي بأمضى مخالبٍ
وأُعركُ في أظفاره وأقطَّعُ
يدقُّ شبابيكي ويسهرُ خلفها
بعينٍ ترى في غورِها ما يروِّعُ
يقرِّب لي طيفَ الحبيب أمسُّه
فينأى, ويدنو لي مِرارا فأخْدَعُ
ولو أن كفَّ الموت تطرقُ بابنا
لقبَّلتها من فرطِ ما أتجرَّعُ



.................................................. ................
عبدالله النائلي
حزيزان_2014

عبدالله النائلي
27-06-2014, 08:16 AM
همسات
(1)
النائليُّ أنا وشعري في الهوى
سحرٌ يهزُّ محافلَ الشعراءِ
ولَّهتُ أجيالاً بشجوِ قصائدي
وأمضَّ قلبَ الكونِ صوتُ بكائي
فإذا طربتُ هزَزْتُ أعطافَ الدنا
وأحارَ سمعَ الدهر سحرُ غنائي
طوَّفتُ في شرق البلاد وغربها
وسعتْ عيونُ العاشقينَ ورائي
وفتحتُ باسم ألحب الفَ مدينةٍ
ورفعتُ في دنيا الغرامِ لوائي
حاربتُ ألفَ شريعةٍ همجيَّةٍ
وسحقتُ كلَّ شرائعِ الآباءِ
كم من جميلةِ طلعةٍ قدَّستثها
فعبدتُها, والكافرونَ إزائي

وقرأتُ آياتي مرتَّلةً بصومعةِ الشفاهِ ومعبدِ الأثداءِ
(2)

إني أحبًّكِ والأكوانُ تسمعني
لم اخشَ في الحبِّ سلطاناً يراقبني
الريح تتبعني والموج يرهبني
فمن يزاحمُ في بحر الهوى سفني؟؟!
النائليُّ أنا لا ترهبي أحداً
لن تلمسَ النارُ قلباً باتَ في عدني

(3)

هي ساعةٌ تكفي لتختصرَ الحياةَ إذا تشابكّ في الهوى قلبانا
نظراتنا تحكي كوامنَ عشقتا وتُبيحُ أسرارَ الهوى عينانا
نمشي فيعترضُ المساءُ طريقنا عمداً لننثرَ فوقه الألحانا
ونكادُ نجعلُ للترابِ مسامعاً ونموسقُ الدنيا بسحرِ خطانا



(4)

لي فؤاد يعبث الحبُّ به
لم يزل يأنف للفكر انقيادا
قد سعى بين أساطيرِ الهوى
وتمادى في جنون وتمادى
كلّما عنَّفته يصرخُ بي
أوليسَ الغيُّ في الحبِّ رشادا
لا تسلْني في الهوى عن حكمتي
أعظمُ العشَّاق اغباهم فؤادا


(5)

رويداً فقد أنهيتِ آخرَ رحلةٍ
وأغلقتِ بابَ القلبِ عن كلِّ طارقِ
سيبقى_ وإن غادرت_ في القلب خنجرٌ
وأنَّاتُ شعرٍ بالمودَّة ناطقِ
ستنقل أفواهُ العصور حكايتي
ويروي جراحي في الهوى الفُ عاشقِ

وتُعرَضُ في سوقِ الغرام رسائلي
وتُبتاعُ آهاتي وأنّاتُ خافقي




.................................................. ..
عبدالله النائلي
ايار _حزيران -2014

عبدالله النائلي
27-06-2014, 08:17 AM
هبة السماء
شكراً لمنْ قطعتْ أرضَ الخيالِ معي
وسافرتْ بين ميلادي ومُحْتَضري
شكراً لمن قاسمتْني الليلَ غربتَه
وشاطرتني كؤسَ الهمِّ والكدرِ
شكرا لوجهِ ملاكٍ ظلَّ يصحَبني
والموتُ أجملُ وجهٍ لاحَ في سفري
شكرا لأنكِ في هذي الحياة يدٌ
بيضاءُ تمتدُّ بين الروح والوترِ
يا صوتَ نايي ويا أنغامَ أغنيتي
يا طعمَ شعري وسحرَ القول والفكرِ
مرَّتْ يداكِ على صحراءَ مقفرةٍ
من الخيالِ فغبَّتْ ديمةُ المطرِ
وأزهرتْ جنَّةُ الأفكارِ مُورفةً
وازدانتِ الروحُ في روضٍ من الصُّورِ
كلُّ القوافي التي أغْفَتْ على شفتي
قد عادتِ اليومَ للنجوى وللسَّمرِ
والشعرُ إذ كانَ مهزوماً بمملكتي
اليومَ يرفُلُ في أثوابِ مُنْتَصرِ
نفختِ سحركِ في كانِونه فعلا
ناراً تلفِّع وجهَ الأفقِ بالشَّررِ
يا أنتِ ياهبةً جادَ الزّمانُ بها
وخمرةً عُصِرتْ من كَرمةِ القدرِ
أنشودةً طرِبتْ كلُّ العصور لها
وضجَّ سمعُ الدُّنا بالفنِّ والسَّمرِ
يا غيمةً كرُمتْ كفُّ السماء بها
وقد شهِدتُ خصامَ الغيثِ والشجرِ
أحيتْ أزاهيرَ أحلامي وقد ذبُلتْ
وردَّتِ الروحَ في أنفاسِ مُحتضِرِ
أيا ملاكي وقد شكَّكْتُ أنَّكِ من
جنسِ النساء بما فيهنَّ من عِبرِ
مرّتْ بوديانِ قلبي ألفُ إمرأةِ
وغادرتْ دونما ظلٍّ ولا أثرِ
تمرُّ صامتةّ العينينِ خائفةً
مخبوئةً تحت أثوابٍ من الخَدرِ
حتى أتيتِ فطارَ القلبُ من قلقٍ
وأيقضَ الليلَ ناقوسٌ من الخطرِ
فزعتُ إذ هزّتِ الأبواقُ مملكتي
وضجَّ فيها دويُّ الرُّسْل والنُّذُرِ
أسْرجتُ خوفاً خيولَ الحبّ أجمعَها
ثم اتّخذتُ مياديناً من الحذرِ
ولم يعدْ في الهوى نفعٌ لذي حذرٍ
وقد تأرْجحَ بين الناب والظُّفُرِ
يغزو الهوى فيطيعُ الكلُّ سطوتَه
وينحنونَ انحناءَ العقلِ للقدرِ
ياقلبُ جائتكَ فاستسلمْ لطلّتها
واخضعْ لحكمِ أميرٍ غيرِ مؤتمِر
وابسطْ رحابكَ ولتحكمْك ظالمةً
ما أجملَ الظلمَ من محسودةِ القمرِ



.................................................. .................................
عبدالله النائلي

الدكتور ضياء الدين الجماس
27-06-2014, 08:28 AM
رحمها الله وأدخلها فسيح جناته
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بورك القلم والمداد

وأيقضَ= وأيقظ
جائتك = جاءتك

عبد السلام دغمش
27-06-2014, 09:29 AM
اخي الشاعر عبد الله النائلي

أهلا و مرحبا بكم شاعرنا الفاضل في واحة الفكر والأدب ..
قصيدة رائعة فياضة العاطفة في رثاء حبيبٍ غالٍ نسأل الله أن يتغمده بواسع الرحمة ..
نتمنى أخي الفاضل أن تكون المشاركة بموضوع واحد حتى لا يلتبس الأمر على القارئ وبامكانكم الاطلاع على ضوابط النشر .
سعدنا بمصافحة الحرف الجميل .
تقديري .

صلاح ريان
27-06-2014, 09:33 AM
رحم الله من رثيت
راقت لي مراثيك كثيرا
سأعود إليها وأكررها
لك تحيتي ومحبتي
دمت شاعرا جميلا