مشاهدة النسخة كاملة : قوارب الموت
فاطمة بنلحسي
28-06-2014, 02:04 AM
وكعادته عند كل مغيب ، كان يستند الى المنارة ، يرنو الى الشمس بشوق ،وهي تمشي الهوينى كعذراء يغسل الحياء وجنتيها ، يستفتيها في أمر الخلاص ،فترخي رداءها ثم تختفي عن الأنظار.
يستلقي في حضن المنارة ، يصخي لها السمع وهي تروي له حكايات عن عالم الأحلام يصعد نظره الى عينيها فتتسلل اليه مشاعر الخوف والتردد والرغبة ، لتسكن جسده النحيل ، كانت ترافقه أشجار الصنوبر وتشكو اليه الرتابة و الملل كلما أقفل راجعا للبيت .
لم ينم هذه الليلة ، باتها في حربٍ سجال بين العزم والتردد،وفي النهاية قرر ان يولد من جديد، أن يقطع حبله السري وينفطم عن عالم لم يرضعه الا الفشل .
ومع بزوغ يوم جديد رسم خريطة العبور لمعانقة أحلامه الوردية.
شبت نار الفراق في رُوعه ، وكادت تحرق ما فيه من جلد ، لكنه تحدى الألم ،صعد القارب ولم يستسلم
كان وجه الليل كالحا،و الوقت يموت ببطء .الزحام ورائحة العرق زادت من وحشة المكان،استشعر الغربة تتسلل بدهاء لتذكي لوعة الفراق،استجمع ما تبقى من قواه وأخد يسامر أحلامه .
هاهي أضواء الفردوس بألوانها الزاهية تغازل عينيه كغجرية ترقص على أنغام القيثار ، أحس بنشوة النصر , لكن وفي لحظة خارج الزمن ،يتدخل القدر ليحطم القارب ويحطم معه كل شيء ،
حاول أن يعتصم بصخرة من الماء لكن الموج حال بينه وبين فردوسه وكان من المغرقين .بقيت عيناه تراقب الأحلام وهي تحلق عاليا كما الفراشات،عائدة الى البلدة تتسكع بين الأزقة تنصب شراكها لضحية جديدة .
بعد أيام،وقف سكان البلدة قرب المنارة ينتظرون رجوعه ،ليدفن في أرض الواقع.
كاملة بدارنه
29-06-2014, 10:40 AM
...لا يفلح ويحتضنه الوطن الذي هرب منه بحثا عن حضن آمن
هي قصص وحكايات الكثيرين ممّن غرقوا وابتلعتهم حيتان الاغتراب الجائعة
بوركت
تقديري وتحيّتي
(تنقل لقسم القصّة)
علاء سعد حسن
29-06-2014, 02:03 PM
الاديبة فاطمة بنلحسي
قوارب الموت قصة مكررة ومطروقة كثيرا ( حد الاستهلاك ) .. منذ العنوان ونحن ننتظر النهاية المحتومة التي لا تحتمل أي مفاجئة..
فالغرقى على قوارب الموت.. ولدوا في اﻷساس ميتين في وطن لا يعترف بأبنائه وحقهم في الحياة لتحيا به الطبقة المخملية المدللة فقط..
قضية محسومة إذن.. ومع ذلك جاء العرض شيقا وبعبارات سلسلة أخذتنا مع القصة إلى النهاية..
فيما يبشر بقلم مبدع..
وكل عام وأنتم بخير .. رمضان كريم
عبد السلام دغمش
29-06-2014, 11:43 PM
أسلوب متميز في السرد ..
كثيرون من يتخذون قوارب من أمل ..سعيا لحياة أفضل ،لكن هذه القوارب تتحطم عند صخور الواقع المر ..
لكن المنارة تبقى شامخة شاهدة على صروف الحياة..
تقديري أديبتنا الفاضلة .
ربيحة الرفاعي
30-06-2014, 09:58 PM
رغم اتصال العنوان بموضوع متداول إلا أنه يظل استقطابيا بما ورائيته، وجاء النص ببراعة الصوره وشاعريتها مؤثرا ومحققا لتفاعل القارئ وانغماسه في جو النص معايشا أحداثه التي استمدت من السرد قيمتها ...
قليل تكثيف كان ليجعلها أجمل وأوقع
وبانتظار جديدك غاليتي نبقى
تحاياي
فاطمة بنلحسي
01-07-2014, 05:38 PM
...لا يفلح ويحتضنه الوطن الذي هرب منه بحثا عن حضن آمن
هي قصص وحكايات الكثيرين ممّن غرقوا وابتلعتهم حيتان الاغتراب الجائعة
بوركت
تقديري وتحيّتي
(تنقل لقسم القصّة)
أشكرك جزيلا أختي كاملة على مرورك الطيب
بارك الله فيك
تحيتي و تقديري.
فاطمة بنلحسي
01-07-2014, 05:52 PM
الاديبة فاطمة بنلحسي
قوارب الموت قصة مكررة ومطروقة كثيرا ( حد الاستهلاك ) .. منذ العنوان ونحن ننتظر النهاية المحتومة التي لا تحتمل أي مفاجئة..
فالغرقى على قوارب الموت.. ولدوا في اﻷساس ميتين في وطن لا يعترف بأبنائه وحقهم في الحياة لتحيا به الطبقة المخملية المدللة فقط..
قضية محسومة إذن.. ومع ذلك جاء العرض شيقا وبعبارات سلسلة أخذتنا مع القصة إلى النهاية..
فيما يبشر بقلم مبدع..
وكل عام وأنتم بخير .. رمضان كريم
أهلا بك وبمرورك الكريم
تحيتي وتقديري.
فاطمة بنلحسي
01-07-2014, 06:00 PM
أسلوب متميز في السرد ..
كثيرون من يتخذون قوارب من أمل ..سعيا لحياة أفضل ،لكن هذه القوارب تتحطم عند صخور الواقع المر ..
لكن المنارة تبقى شامخة شاهدة على صروف الحياة..
تقديري أديبتنا الفاضلة .
يتخذون قوارب من أمل ميؤوس منه .يدركون النهاية ،ورغم ذلك يغوصون في المقلاة.
سعدت بمرورك الطيب .
بارك الله فيك.
د. سمير العمري
02-07-2014, 07:18 PM
نعم الفكرة مطروقة بكثرة ما حدث في واقع الأمة الذي أضاعت فيه الأبناء وأوهنت فيه العزائم وأفسدت فيه الأخلاق ، ولكنها جاءت بأسلوب أدبي راق حالم ومؤثر فكانت نصا مميزا جدا.
يرنو الى الشمس بشوق ،وهي تمشي الهوينى كعذراء يغسل الحياء وجنتيها ، يستفتيها في أمر الخلاص ،فترخي رداءها ثم تختفي عن الأنظار.
وفي النهاية قرر ان يولد من جديد، أن يقطع حبله السري وينفطم عن عالم لم يرضعه الا الفشل
كان وجه الليل كالحا،و الوقت يموت ببطء
ثلاثة جمل وعدة صور أدبية باهرة لا يستطيعها إلا أديب مفطور.
أخيرا ... يقال أصاخ يصيخ أو أصغى يصغي ، وليس أصخى ولا أصاغ.
تقديري
فاطمة بنلحسي
03-07-2014, 04:22 PM
رغم اتصال العنوان بموضوع متداول إلا أنه يظل استقطابيا بما ورائيته، وجاء النص ببراعة صوره وشاعريتها مؤثرا ومحققا لتفاعل القارئ وانغماسه في جو النص معايشا أحداثه التي استمدت من السرد قيمتها ...
قليل تكثيف كان ليجعلها أجمل وأوقع
وبانتظار جديدك غاليتي نبقى
تحاياي
سعدت بمرورك أختي ربيحة وسعدت أكثر بتعليقك وتشجيعك الذي هز مشاعري.
دمت طيبة.
فاطمة بنلحسي
03-07-2014, 04:38 PM
نعم الفكرة مطروقة بكثرة ما حدث في واقع الأمة الذي أضاعت فيه الأبناء وأوهنت فيه العزائم وأفسدت فيه الأخلاق ، ولكنها جاءت بأسلوب أدبي راق حالم ومؤثر فكانت نصا مميزا جدا.
يرنو الى الشمس بشوق ،وهي تمشي الهوينى كعذراء يغسل الحياء وجنتيها ، يستفتيها في أمر الخلاص ،فترخي رداءها ثم تختفي عن الأنظار.
وفي النهاية قرر ان يولد من جديد، أن يقطع حبله السري وينفطم عن عالم لم يرضعه الا الفشل
كان وجه الليل كالحا،و الوقت يموت ببطء
ثلاثة جمل وعدة صور أدبية باهرة لا يستطيعها إلا أديب مفطور.
أخيرا ... يقال أصاخ يصيخ أو أصغى يصغي ، وليس أصخى ولا أصاغ.
تقديري
للأسف الأمة لازالت تلفظ فلذات الأكباد ليجدوا نفس المصير ,
شكرا جزيلا استادي المحترم لمرورك الطيب ,وشهادتك بحق محاولتي وسام أعتز به
تحيتي واحترامي.
خلود محمد جمعة
06-07-2014, 10:44 AM
اتخاذ القرار مغامرة كما هي الحياة
وأيا كان القارب الذي نقرر فيه الرحيل فإنه قرارنا الذي سنتحمل نتائجه الى الأبد
قصة جميلة بفكرتها وتأويلها لأكثر من الهجرة
صور أدبية محلقة
سرد سلس بأسلوب مشوق وطرح طيب
اسجل إعجابي
دمت بخير
تقديري
ناديه محمد الجابي
06-07-2014, 01:57 PM
لغة فنية ممتعة لقصة معبرة ـ حملت فكرة مطروقة ولكنك أوردتها بشكل مميز
تعابير شاعرية رائعة ـ مهارة سردية، وأداء قصي متمكن
تحية بك ـ وبورك هذا القلم المعطاء.
فاطمة بنلحسي
10-07-2014, 04:08 AM
اتخاذ القرار مغامرة كما هي الحياة
وأيا كان القارب الذي نقرر فيه الرحيل فإنه قرارنا الذي سنتحمل نتائجه الى الأبد
قصة جميلة بفكرتها وتأويلها لأكثر من الهجرة
صور أدبية محلقة
سرد سلس بأسلوب مشوق وطرح طيب
اسجل إعجابي
دمت بخير
تقديري
أختي الغالية خلود
شكرا لمرورك العطر ،أسعدني تعليقك .
دمت رائعة
فاطمة بنلحسي
10-07-2014, 04:12 AM
لغة فنية ممتعة لقصة معبرة ـ حملت فكرة مطروقة ولكنك أوردتها بشكل مميز
تعابير شاعرية رائعة ـ مهارة سردية، وأداء قصي متمكن
تحية بك ـ وبورك هذا القلم المعطاء.
أختي نادية
ِأشكر لك حضورك الجميل وتعليقك الراقي .
تحيتي وتقديري.
لانا عبد الستار
05-09-2014, 05:50 PM
قصة جميلة لحالة باتت كثيرة بل وكثيرة جدا هذه الأيام حيث يفر أكثر العرب من أوطانهم للأسف
ربما نجد لهم العذر في الهجرة ولكن لا عذر في التهور حد الانتحار
أشكرك
رويدة القحطاني
06-07-2015, 05:47 PM
كأنه قدر مكتوب يا أخية على هذه الأمة الهروب من الأوطان طلبا للأمان
قد نلوم هؤلاء من جانب وقد نعذرهم من جانب ولكن اللوم المؤكد هو على الحكومات والقادة
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir