تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحب - مقابلة



فكير سهيل
13-07-2014, 01:57 PM
الحب حب لله ورسوله وسائر المؤمنين وهو الحب النافع المطلوب
ويقابله حب شركي كحب الآلهة من دون الله وحب المشركين وأعداء الدين
وهناك حب فطري كحب الابوين والزوجة وغيرها من ذوي الارحام وحب غير ذوي الارحام من الاصحاب والجيران وغيرهم
و القصد هنا هو الحب الناشئ بين الرجل والمرأة والمقيد بشهوة
كما هو معلوم هذا الحب يصلح ان يكون بين الرجل وزوجته -وجعل بينكم مودة ورحمه- وهو يتميز بالاستقرار والطمأنينة ويقوي اركان البيت ويزيد في قوته لمجابهة مختلف الاعاصير, لكنه لا يكفي وتجب معه الرحمة فكم من رجل يحب زوجته وهو يظلمها ويضربها ثم يعود فيعتذر لها باسم الحب!
أما الحب المزعوم بين الرجل والمرأة الأجنبية فهو ما سماه ابن القيم عشق الصور وهو حب الاوهام يصوره الشيطان ولا يمكن ان يخفى بأن نواته شهوة متأججة ولو عزلنا هذا الجانب لما عاد في النفس شيء للمحبوب. فلو فرضنا ان الرجل قد يخبر بان محبوبته لا شهوة لديها او انها لا تملك وسائلها اطلاقا او العكس فسيزول اثر الحب سريعا.
وهو يورث القلق والاضطراب النفسي ولو خفي, فالعاشق لا يملك معشوقه باي حال من الاحوال -لا عقد ولا دليل يحكمه-
وهو حري بأن يزول في أول هزة وهذا هو سر الاضطراب, ضف الى انه معصية اذا تجاوز صاحبه الى طلب الوصال. وسرعان ما يزول بعد الزواج ان حدث وتظهر الحقائق ويغيب اثر تصوير الشيطان فهو الآن يريد التفريق وليس الجمع وهذا هو احد اسباب عدم نجاح العلاقات غير الشرعية.
واذا لم يحدث زواج فالمصيبة كبيرة ولا يسهل تجاوزها
وفي هاته الحال يمكن ان نعرف الحب على انه العشق وهو كما يقال نسبته الى نبات شائك يعلق بما يحيط به فالعشق هنا حال يتمكن من القلب ويلتصق به كالعلقة التي ان بقيت تؤذي وان ذهبت تؤلم ومادته صورة المحبوب -وليس جوهره- التي تتصل وتخالط القلب في اعماقه وفي اسباب تفكيره-القلب- فيضطرب وتشوش عليه اموره فلا يفكر الا والصور تصاحب تفكيره فتنطلق الافكار -مهما كان نوعها- الا ومعها نسخ من الصور المخزنة فتظهر الفاظه وفعاله غريبة فيها اثر العشق وقد تطغى ولايصبح للعاشق من افكار سوى ما تنسخه هاته الصور وهو اشد انواع العشق.
وهو ما يشبه الحرارة والشعلة في قلب الانسان ممتزجة بشيء من المادة الحلوة التي يستطعمها القلب وشيء من الرائحة العطرة والبخور والطيب كعطر الورد العبق والمذهب لجزء من حضور العقل فتطرب لها الروح وينفتح لها الصدر وينشرح ويتخدر القلب وتتلون جدرانه بصور المحبوب فلا يملك لنفسه امرا الا الاستسلام فقد اوتي من جانب العقل باسباب متعددة متنوعة تصب كلها في منبع واحد مزيج من العطر الأخاذ والحلاوة المذيبة والصور الماتعة والشهوة المتأججة فانى له المقاومة, وهذا هو سر استعمال الفاظ تتعلق بالحلاوة والعسل والعطر والازهار عند العاشقين وكلها تعبر عن عشقهم, ولكن العاشق لا يميز هاته الاصناف كونها ممتزجة فيما بينها ولا يتذوق الا هذا المزيج ولا يعرف له سببا ولا يعرف سببه الا حاذق. تنبعث هاته الاصناف كلها عند رؤية المحبوب فتطابق صورته الصور المخزنة في قلبة قيستبشر القلب ويتهلل الوجة و ينفتح القلب وتتصدر الجوارح ويغيب العقل ويذهل صاحبه وربما يركع لمحبوبه. ولا جرم ان هاذا كله من عمل الشيطان ووساوسه.
واذا غاب المحبوب او شعر العاشق بخطر فقده ابتعثت مشاعر الاضطراب والقلق ممتزجة برائحة الخوف والدخان وطعم الحريق وحرارة النار فيصبح القلب كالحديد المحمى يؤذي سائر البدن.
واذا تيقن المحب من زوال المحبوب احترق قلبه وطغى دخان الاسى وانكسرت صور المعشوق وذاق طعما كالحنضلة فيظهر ذلك في عبوس وجهه واندهاش عقله وبكاء الجوارح وفقد الهمة وقد تؤذي هاته العناصر بدنه فتفسده او بعضا منه وقد يموت صاحبه وقد ينتقم من معشوقه وهذا ما يشهد له حال العاشقين.
ويصدق هذا في سائر انواع الحب حتى العبادة الم ترى الى قوله تعالى:
"وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون "
والاشمئزاز : شدة الكراهية والنفور ، أي كرهت ذلك قلوبهم ومداركهم .
والاستبشار : شدة الفرح حتى يظهر أثر ذلك على بشرة الوجه ، وتقدم في قوله ( وجاء أهل المدينة يستبشرون ) في سورة الحجر . تفسير منقول.
والطريق الى الخلاص من ذلك كله هو البعد عن اسباب العشق عموما وعن اسباب هذا العشق خصوصا باجتناب المحبوب وصوره واثره بل السفر الى مكان لا يعلم فيه شيئا عن محبوبه مع صدق الالتجاء لله تعالى فيما ينقل عن شيخ لاسلام ابن تيمية رحمه الله ان صح العزو.
هذا والله أعلم
وددنا لو اننا نذكر اكثر من هذا ولكن دخل داخل فتراجعت الافكار وضعفت الهمة و اقصر القلم.

مصطفى حمزة
13-07-2014, 03:33 PM
الأكرم الأستاذ فكير
أسعد الله أوقاتك
خُضتَ في موضوعك مخاضاً عسيراً !! الحبّ .. وصفه وتوصيفه .. ودونَ ذلك خرط القتاد !
هذا ( الحب ) أعجز الكبار والصغار ، والصالحين والطالحين ..العالمين والجاهلين .. القدماء والمحدثين .. أهل البدو وأهل الحضر !
وليس المؤمن الصالح عنه بمنجى ..لأنه قدر .. لكنه يملك - إن لجأ إلى الله - علاجا منه إذا ما وقع عليه ...
وما تفضلتَ به من تقسيم أنواعه ، وشرح لها ، وتشبيه بها .. إنما هو كلامٌ جميل عن لهيب ذي ألوان رائعة .. ولكن ... من بعيد !!
تحياتي

فكير سهيل
14-07-2014, 01:07 PM
الأكرم الأستاذ فكير
أسعد الله أوقاتك
خُضتَ في موضوعك مخاضاً عسيراً !! الحبّ .. وصفه وتوصيفه .. ودونَ ذلك خرط القتاد !
هذا ( الحب ) أعجز الكبار والصغار ، والصالحين والطالحين ..العالمين والجاهلين .. القدماء والمحدثين .. أهل البدو وأهل الحضر !
وليس المؤمن الصالح عنه بمنجى ..لأنه قدر .. لكنه يملك - إن لجأ إلى الله - علاجا منه إذا ما وقع عليه ...
وما تفضلتَ به من تقسيم أنواعه ، وشرح لها ، وتشبيه بها .. إنما هو كلامٌ جميل عن لهيب ذي ألوان رائعة .. ولكن ... من بعيد !!
تحياتي

بارك الله فيك استاذ مصطفى حمزة
اشكر لك ردك الجميل
اعتقد ان هذا النوع لا يصيب العلماء ابدا الا لزوجة صالحة وهو مخالف
فهؤلاء قلوبهم ممتلئة بالذكر والعلم الشرعي وخشية الله والعشق انما يتمكن اذا وجد قلبا فارغا فيتسلط الشيطان
حتى انني لا اعلم عالما ربانيا اصابه هذا
نسيت ان اقول ان تلك المواد تحوي على مكونات تعمل عمل المواد المسكرة والتي تخلق نشوة لدى العاشق فإذا فقد محبوبه شعر بأعراض الادمان...
وإذا سألنا العاشقين تجدهم يستطعمون هاته المواد ..
اود ان اوضح ان الاحتجاج بالقدر في مثل هاته الحالات لا يصلح
فالمرء يتسبب في ولوج العشق لقلبه عن طريق النظر والكلام والتلذذ بهما ويسترسل في الافكار ..ثم يحتج بالقدر.
اللهم الا من وقع فيه بعد نظرة غير مقصودة -النظرة الاولى- المعفي عنها شرعا فهذا يحاول ان يدفعه قدر المستطاع
فالمصيبة هي التي لا دخل للانسان فيها
اما ما تسبب فيه الانسان كترك الاسباب او اتيان ما يضر فهذا ما يسمى بالمعيبة.
اظن ننا نتفق على ان العشق يعالج فهو مرض
لا يكون مرضا عضويا والمؤشرات تدل على انه نفسي..فهل يمكن ان نطلق عليه وصف مرض نفسي
وعلاجه الاساسي النكاح لقوله صلى الله عليه وسلم
"لم ير للمتحابين مثل النكاح" رواه ابن ماجه وصححه الالباني
قال المناوي في "فيض القدير" بعد ذكره لهذا الحديث: إذا نظر رجل لأجنبية وأخذت بمجامع قلبه فنكاحها يورثه مزيد المحبة، كذا ذكر الطيبي. وهنا يذكر النظر وليس الاسترسال فيه او اقامة علاقة فهي غالبا ما تنتهي بالفشل.
يقول بعض الأكابر المراد أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق النكاح، فهو علاجه الذي لا يعدل عنه لغيره ما وجد إليه سبيلا.
فيدل هذا على انه مرض نفسي يصيب الانسان ولا بد له من علاج.
تقديري..

مصطفى حمزة
14-07-2014, 11:07 PM
أخي الأكرم الأستاذ فكير
أسعد الله أوقاتك
كان لابدّ لي أن أردّ على الردّ ، وإن كنتُ لا أحبذ ذلك كثيراً ، ولكنني أخشى أن يُفهم من رأيي ما لا أعني ولا أقصد .
اتفقتَ معي على أن الحبّ ( واستخدمتَ أنت كلمة العشق ) من أمراض الإنسان، والمرض بلاء من الله ، وهو مما قدّره الله عليه .
وهو مما يُصيب الأرواح المؤتلفة ، والعلماء ليسوا بلا أرواح ، وقد وقعوا في الحب – الذي سأبيّن ضوابطه بعد قليل – وكتبوا فيه ، وأحيلك إلى طوق الحمامة في الألفة والألاف لابن حزم ، وهو صاحبُ المذهب المعروف في الفقه ( المذهب الظاهري ) .
أما الحبّ في الإسلام – كما أعلم - فيخضع لهذه الضوابط الثلاثة :
- مَنْ نحب ؟
- لماذا نحبّ ؟
- كيفَ نُحبّ ؟
فالمسلم يُحبّ المرأة ليتزوّجها ، ولا يُحبّها أكثرَ من الله ، فلا يعصي في حبها الله .
فإذا ما ابتلي بحب مَن لا يسمح الشرعُ له بالزواج منها بدايةً .. هنا يلجأ إلى من ابتلاه – سبحانه - ليعصمه ويشفيه ..
هذا مبلغ علمي المتواضع ، ومنهج حياتي البسيطة ..
وأنا أخاف في الخوض أكثر من هذا في أي موضوع يقترب من التحليل والتحريم
حفظنا الله وحمانا مما يُغضبه علينا في هذه الدنيا الفانية
تحياتي لك وتقديري

فكير سهيل
16-07-2014, 12:14 PM
بارك الله فيك
لكن هل يدل كلامه على وقوعه في الحب..على الاقل عند بلوغه في العلم ما بلغ
ارجو ا قتباسا..
اما ما ذكره في شأن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، من وجوه الفقهاء وكبار رواة الحديث وهو أحد سبعة من أهل المدينة
فيقول الرواة إنه طلق امرأته عثمة ثم ندم على طلاقها، وكان يقول فيها الأشعار، ومن ذلك:
أَأَترُكُ إِتيانَ الحَبيبِ تَأَثُّماً أَلا إِنَّ هِجرانَ الحَبيبِ هُوَ الإِثمُ
ولما قتل الحب ذلك الفقيه العابد الناسك، وقضى عليه حب عثمة، قال فيه ابن عباس: "هذا قتيل الهوى لا عقل ولا قود" أي لا قصاص ولا دية.
وهذا حب الزوجه وليس لعشق الذي نتكلم عنه

ربيحة الرفاعي
18-07-2014, 12:23 AM
مقالة عقل وتفكر في ذلك الشعور القادر على الاتقاء بالعلاقات والنفوس كقدرته على تحطيمها
وحوار في ذلك نافع رائع

دمتما بخير

ينقل للنادي التربوي الاجتماعي

تحاياي

آمال المصري
18-07-2014, 01:30 AM
موضوع الحب كبير وشائك لاينتهي عنه الحديث مهما استهلكنا المداد
وهنا فُتح باب لحوار بنَّاء لكل يدلو بما لديه ليثري المتصفح
شكرا لك أ. فكير
وشكرا أ. مصطفى مداخلاتك الرائعة
تقديري الكبير

نداء غريب صبري
21-07-2014, 04:26 PM
الحب من أصعب العلاقات فهما
فهو لا يخضع لأية قواعد
ولا تتحكم به أية أسس أو أفكار

شكرا لك أخي

بوركت

فكير سهيل
29-07-2014, 11:34 PM
شكرا على نقل الموضوع الى المكان الصحيح


ويصدق هذا في سائر انواع الحب حتى العبادة الم ترى الى قوله تعالى:
"وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون "
والاشمئزاز : شدة الكراهية والنفور ، أي كرهت ذلك قلوبهم ومداركهم .
والاستبشار : شدة الفرح حتى يظهر أثر ذلك على بشرة الوجه ، وتقدم في قوله ( وجاء أهل المدينة يستبشرون ) في سورة الحجر . تفسير منقول.

اود ان اوضح ان العبادة المقصودة هنا هي عبادة الالهة من دون الله حيث تفسد العقيدة والسلوكات المنجرة عنها
تقديري

لانا عبد الستار
02-09-2014, 12:37 AM
أول الحب حب الله
وأعظمه بين الناس الحب في الله
لكن الحب كشعور يربط رجلا وامرأة هو في مطلقه إحساس بأمر مقلب القلوب، وليس لنا أن نقلب فيه ونعقب ما لم يتأت عنه سلوك فيه معصية لله

أشكرك

فكير سهيل
11-09-2014, 10:00 AM
أول الحب حب الله
وأعظمه بين الناس الحب في الله
لكن الحب كشعور يربط رجلا وامرأة هو في مطلقه إحساس بأمر مقلب القلوب، وليس لنا أن نقلب فيه ونعقب ما لم يتأت عنه سلوك فيه معصية لله

أشكرك
بارك الله فيك
لكنه بريد للمعاصي وهو دافع قوي جدا لطلب الوصال وهنا المشكلة ..
تقديري

ناديه محمد الجابي
26-07-2022, 06:00 PM
حب الله هو أعلى أنواع الحب، وقمة الهرم الإيماني، فمتى أحب العبد ربّه ترك ما لا يرضيه وسار على درب الصلاح الذي رسمه له،
وابتعد عن المعاصي، فمن أحب الله بحق أطاع أمره واتبع شرعه، ومن هنا فإنّ المخالفة والعصيان دليل كذب المحبة أو نقصانها.
الحب هو ألذّ ما في عالم المعنى، وقد روي عن أمير المؤمنين عليّ (ع) أنّه قال: "حب الله ألذّ ما في الآخرة". أما بالنسبة للبشر،
فالحب هو تعلق الروح بالروح، واشتباك النفس بالنفس، دون النظر إلى جمال جسد، أو حسن مظهر،
موضوع كبير وشائك .. فشكرا لك.
:011::002::004::003: