غيداء الأيوبي
13-07-2014, 02:03 PM
شَفَّافَةُ النَّفْسِ
فِي رثَاءِ شَقِيقَتِي مَرْضِيَّة رَحِمَهَا اللهُ
وَغَابَتْ كَطَيْفِ النُّورِ شَفَّافَةُ النَّفْسِ=فَغَطَّى ظَلَامُ الْبَيْنِ فِي فَقْدِهَا إِنْسِي
وَمَا وَدَّعَتْنِي كَيْ أُلاَمِسَ نَبْضَهَا=فَإِنِّي الْتَقَيْتُ الْمَوْتَ فِي رِعْشَةِ اللَّمْسِ
أَمَلْتُ بِوَصْلِي لِلشَّقِيقَةِ نَظْرَةً=فَشَقَّ وِصَالَ الرُّوحِ مِنْ رُؤِيَتِي يَأْسِي
وَلَوْ لَمْحَةٌ قَابَلْتُ قَبْلَ وَفَاتِهَا=أَنَارَتْ عُيُونِي..لَافْتَرَقْنَا بِلاَ خَلْسِ
يَطُولُ نَهَارٌ وَالدُّجَى لَيْسَ يَنْتَهِي=وَيَبْقَى اعْتِصَارُ الْقَلْبِ فِي يَوْمِهِ الْمَنْسِي
وَلَكِنَّنِي رُغْمَ الْغِيَابِ أَضُمُّهَا=كَلَيْلٍ يَضُمُّ الْبَدْرَ فِي غُرْبَةِ القَوْسِ
أَرَى ذِكْرَيَاتٍ قَدْ مَضْتْ كَمُلاَءَةٍ=تُدَثِّرُ عُمْقَ الْوَجْدِ فِي مُقْلَةِ الأَمْسِ
فَأُمْسِي بِلاَ دَمْعٍ يُبَلِّلُ صَحْوَتِي=وَأَصْحُو بِلا نَوْمٍ عَلَى فَرْشَتِي يُمْسِي
فَإِنَّ الرُّؤَى لِلْأُخْتِ فِيِهَا حِكَايَةٌ= تُزَيِّنُ دُنْيَا الْوَرْدِ فِي جَنَّةِ الهَمْسِ
فَهَلْ أَرْتَجِي مِمَّنْ تَوَارَتْ عَبِيرَهَا ؟=وَقَدْ ذَبَلَتْ فِي قَبْرِهَا نَشْوَةُ الغَمْسِ ؟!
وَإِنَّ وَفَاةَ الْمَرْءِ حَصْدُ حَيَاتِهِ=وَلَكِنْ ثِمَارُ الْخَيْرِ مِنْ صَفْوَةِ الْغَرْسِ
فَيَارَبُّ هَذِي الأُخْتُ كَانَتْ حَبِيِبَةً=وَمَا غَرَسَتْ فِي الرُّوحِ إِلاَّ هُدَى النَّفْسِ
إِلَهِي فَخُذْهَا لِلْخُلُودِ بِجَنَّةٍ=وَطَيِّبْ ثَرَاهَا بِالرَّيَاحِيِنِ وَالأُنْسِ
فَطُوبَى لِمَنْ صَانَتْ أَمَانَةِ رَبِّهَا=بِذَا الْخُلْدِ مِنْ حَرْسٍ تَعِيِشُ إِلَى حَرْسِ
لَعَلِّي أَرَى مَرْضِيَّتِي بِحَدَائِقٍ=تُسَافِرُ لِلْغَيْدَاءِ فِي غَابَةِ الطَّمْسِ
إِلَهِي فَزِدْنِي مِنْ نَسِيمِ شَقِيقَتِي=إِذَا مَا شَمِمْتُ الطِّيِبَ مِنْ ذِكْرِهَا المَلْسِي
فَإِنِّي بِلاَ مَرْضِيَّةِ الطُّهْرِ وَرْدَةٌ=مُمَزَّقَةُ الْأَوْرَاقِ مِنْ شِدَّةِ اليَبْسِ
وَيَشْتَدُّ حُزْنِي فِي دَوَامِ رَحِيِلِهَا=فَأَرْحَلُ فِي دُوَّامَةِ الصَّبْرِ مِنْ بُؤْسِي
وَلَيْسَ تَذُوقُ الرُّوحُ إِلَّا مُرَارَةً=وَإِنِي بِطَعْمِ الآهِ فَيَّاضَةٌ كَأْسِي
وَلِي مِنْ تَبَارِيِحِ الْفُرَاقِ مَشَارِبٌ=عَلَىَ غَيْمَةِ الآهَاتِ أَوْ حُفْرَةِ التَّعْسِ
كَأَنِّي غَرِيِبٌ فِي مَنَازِلِ هَاجِسِي=وَتَسْكُنُ ذِكْرَى الْأُخْتِ فِي حُجْرَةِ الْوَجْسِ
فَأَرْسمُهَا فِي مُقْلَتِي دُونَ لَوْحَةٍ= إِذَا غَمَّ دَمْعُ الْفَقْدِ وَالْعَكْسُ بِالْعَكْسِ
وَلَسْتُ أَرَاهَا بَلْ أَحسُّ بِوَجْدِهَا=كَمَنْ يَحْتَمِي بِالظِّلِّ مِنْ حُرْقَةِ الشَّمْسِ
أُفَتِّشُ عَنْهَا قَدْ أُلاَقِي خَيَالَهَا=يُشَفْشِفُنِي بِالْحَمْدِ إِمَّا الْتَقَتْ حَدْسِي
غيداء الأيوبي
شَدِيِدٌ هُوَ الحُزْن فَاعْذرُوني
فِي رثَاءِ شَقِيقَتِي مَرْضِيَّة رَحِمَهَا اللهُ
وَغَابَتْ كَطَيْفِ النُّورِ شَفَّافَةُ النَّفْسِ=فَغَطَّى ظَلَامُ الْبَيْنِ فِي فَقْدِهَا إِنْسِي
وَمَا وَدَّعَتْنِي كَيْ أُلاَمِسَ نَبْضَهَا=فَإِنِّي الْتَقَيْتُ الْمَوْتَ فِي رِعْشَةِ اللَّمْسِ
أَمَلْتُ بِوَصْلِي لِلشَّقِيقَةِ نَظْرَةً=فَشَقَّ وِصَالَ الرُّوحِ مِنْ رُؤِيَتِي يَأْسِي
وَلَوْ لَمْحَةٌ قَابَلْتُ قَبْلَ وَفَاتِهَا=أَنَارَتْ عُيُونِي..لَافْتَرَقْنَا بِلاَ خَلْسِ
يَطُولُ نَهَارٌ وَالدُّجَى لَيْسَ يَنْتَهِي=وَيَبْقَى اعْتِصَارُ الْقَلْبِ فِي يَوْمِهِ الْمَنْسِي
وَلَكِنَّنِي رُغْمَ الْغِيَابِ أَضُمُّهَا=كَلَيْلٍ يَضُمُّ الْبَدْرَ فِي غُرْبَةِ القَوْسِ
أَرَى ذِكْرَيَاتٍ قَدْ مَضْتْ كَمُلاَءَةٍ=تُدَثِّرُ عُمْقَ الْوَجْدِ فِي مُقْلَةِ الأَمْسِ
فَأُمْسِي بِلاَ دَمْعٍ يُبَلِّلُ صَحْوَتِي=وَأَصْحُو بِلا نَوْمٍ عَلَى فَرْشَتِي يُمْسِي
فَإِنَّ الرُّؤَى لِلْأُخْتِ فِيِهَا حِكَايَةٌ= تُزَيِّنُ دُنْيَا الْوَرْدِ فِي جَنَّةِ الهَمْسِ
فَهَلْ أَرْتَجِي مِمَّنْ تَوَارَتْ عَبِيرَهَا ؟=وَقَدْ ذَبَلَتْ فِي قَبْرِهَا نَشْوَةُ الغَمْسِ ؟!
وَإِنَّ وَفَاةَ الْمَرْءِ حَصْدُ حَيَاتِهِ=وَلَكِنْ ثِمَارُ الْخَيْرِ مِنْ صَفْوَةِ الْغَرْسِ
فَيَارَبُّ هَذِي الأُخْتُ كَانَتْ حَبِيِبَةً=وَمَا غَرَسَتْ فِي الرُّوحِ إِلاَّ هُدَى النَّفْسِ
إِلَهِي فَخُذْهَا لِلْخُلُودِ بِجَنَّةٍ=وَطَيِّبْ ثَرَاهَا بِالرَّيَاحِيِنِ وَالأُنْسِ
فَطُوبَى لِمَنْ صَانَتْ أَمَانَةِ رَبِّهَا=بِذَا الْخُلْدِ مِنْ حَرْسٍ تَعِيِشُ إِلَى حَرْسِ
لَعَلِّي أَرَى مَرْضِيَّتِي بِحَدَائِقٍ=تُسَافِرُ لِلْغَيْدَاءِ فِي غَابَةِ الطَّمْسِ
إِلَهِي فَزِدْنِي مِنْ نَسِيمِ شَقِيقَتِي=إِذَا مَا شَمِمْتُ الطِّيِبَ مِنْ ذِكْرِهَا المَلْسِي
فَإِنِّي بِلاَ مَرْضِيَّةِ الطُّهْرِ وَرْدَةٌ=مُمَزَّقَةُ الْأَوْرَاقِ مِنْ شِدَّةِ اليَبْسِ
وَيَشْتَدُّ حُزْنِي فِي دَوَامِ رَحِيِلِهَا=فَأَرْحَلُ فِي دُوَّامَةِ الصَّبْرِ مِنْ بُؤْسِي
وَلَيْسَ تَذُوقُ الرُّوحُ إِلَّا مُرَارَةً=وَإِنِي بِطَعْمِ الآهِ فَيَّاضَةٌ كَأْسِي
وَلِي مِنْ تَبَارِيِحِ الْفُرَاقِ مَشَارِبٌ=عَلَىَ غَيْمَةِ الآهَاتِ أَوْ حُفْرَةِ التَّعْسِ
كَأَنِّي غَرِيِبٌ فِي مَنَازِلِ هَاجِسِي=وَتَسْكُنُ ذِكْرَى الْأُخْتِ فِي حُجْرَةِ الْوَجْسِ
فَأَرْسمُهَا فِي مُقْلَتِي دُونَ لَوْحَةٍ= إِذَا غَمَّ دَمْعُ الْفَقْدِ وَالْعَكْسُ بِالْعَكْسِ
وَلَسْتُ أَرَاهَا بَلْ أَحسُّ بِوَجْدِهَا=كَمَنْ يَحْتَمِي بِالظِّلِّ مِنْ حُرْقَةِ الشَّمْسِ
أُفَتِّشُ عَنْهَا قَدْ أُلاَقِي خَيَالَهَا=يُشَفْشِفُنِي بِالْحَمْدِ إِمَّا الْتَقَتْ حَدْسِي
غيداء الأيوبي
شَدِيِدٌ هُوَ الحُزْن فَاعْذرُوني